الأندية النسائية - حقائق وبدائل

mohamadamin

حكيم المنتدى
الأندية النسائية - حقائق وبدائل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
ظهرت أصوات تطالب بوجود الأندية الرياضية النسائية ومشاركة المرأة في الأولمبياد وما شابهها من الأمور , وقد رُفضت هذه المطالب من قبل عدد من العلماء والمسؤولين , وسعياً منا للمساهمة في ذلك , فهذه قرابة عشرين سبباً شرعياً واجتماعياً تتعارض مع هذه المطالبات , وتضعها على محك الموازنة والاختبار لحقيقة أمرها , وقد جمعتها من عدة مراجع .. نسأل الله أن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..


1 - أن المرأة مأمورة بالقرار في البيت، وألا تخرج إلا لحاجة ، لقوله تعالى : ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )) ( الأحزاب: من الآية33) .
وليست ممارسةُ الرياضة حاجة تسوغ خروجها ، إذ بإمكان المرأة أن تمارس الرياضة وهي في بيتها، إما بواسطة الآلات الحديثة ، أو من خلال قيامها بالأعمال المنزلية الكثيرة ..

2- الاستدلال بسباق عائشة رضي الله عنها على الأندية النسائية :
روى الإمام أحمد في مسنده (3) عن عائشة قالت: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك. فسابقته فسبقته، فسكت عني، حتى إذا حملت اللحم، وبدنت ونسيت، خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا. فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك. فسابقته فسبقني، فجعل يضحك، وهو يقول: هذه بتلك".
إذاً فعائشة رضي الله عنها لم تسابق إلا زوجها صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت أنها سابقت غيره.
ثم إنه صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليهما. ولم يكن هذا الأمر عارضاً إنما كرره صلى الله عليه وسلم مرة أخرى عندما سابقها ثانية، مما يدل على أهمية هذا الأمر ولزومه.

3 - الرياضة التي ستمارسها المرأة في النادي إما أن تكون خفيفة ، وهذه يمكن القيام بها في البيت، وإما أن تكون عنيفة ، فهذه لها أضرار على المرأة ، حيث تسلبها أنوثتها ، ورقتها ونعومتها، مما قد يعرضها للشقاءِ في حياتها، وإذا كان الأمر كذلك ، لم يكن لخروج المرأة من بيتها لممارسة الرياضة في نادٍ أو غيره من مسوغ شرعي .
هذا إذا كان المقصود ممارسة الرياضة ، أما إن كان المقصودُ مجرد الخروج من البيت ، أو المباهاة والوجاهة ، فهذا أمرٌ آخر ، وهو أولى بالمنع .

4 - لم يكن من عادة النساء في الإسلام – لا سيما العذارى والأبكار ،أو الصبايا على حد تعبير الكاتبة فوزية أبو خالد- الخروج من البيت، إلاَّ في أضيق الحدود ، بدليل أن النبي- صلى الله عليه وسلم – كما جاء في الصحيحين ، كان يأمر العواتق وذوات الخدور بالخروج يوم العيد، لحضور الصلاة ودعوة المسلمين. قالت أمُّ عطية- رضي الله عنها- : (( كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتى نُخرج البكر من خدرها .... )) وفي هذا دليل على أنهنَّ لم يكن من عادتهنَّ الخروج، ولو للصلاة المفروضة ، بل إن بعضهنَّ ليس لها جلباب أصلاً لقلة خروجها ، حتى إن إحداهنَّ سألت النبي- صلى الله عليه وسلم- : إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ فقال : (( لتلبسها أختها من جلبابها )) يعني يوم العيد، ليشهدن دعوة المسلمين ، ورجاء بركة ذلك اليوم وطهرته.
ومما يدل على ذلك أيضاً، جاء في الصحيحين في وصفِ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أنَّهُ أشدُّ حياءً من العذراء في خدرها ( والخدر : ناحية في البيت، يُترك عليها ستر فتكون فيه الجارية ) ، وهذا يدلُ أيضاً على ملازمتها للبيت، مستورة مقصورة ، ولهذا وصف الله نساء الجنة – وهي دار النعيم - بأنهنَّ ((حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)) (الرحمن:72) .
أي لا يخرجن ، مما يدل على أن ملازمة المرأة لبيتها صفةَ كمالٍ لا نقص.

5 - روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن عائشة- رضي الله عنها- قالت : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : (( ما من امرأة تخلعُ ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى )) .
فهذا نصٌ صحيحٌ صريح ، ينهى المرأة أن تخلع ثيابها في غير بيتها ، وهذا النهي البليغ لا مفرَّ للمرأة من الوقوع فيه إذا خرجت إلى النادي ، ناهيك عن اللباس الذي ستلبسهُ لممارسة الرياضة، مما يكشفُ بعض العورة أو يحددها ، فتكون المرأة قد وقعت في محظورين عظيمين لا يليقان بامرأة مسلمة تخشى الله – عز وجل – وترجو ثوابه .

6- ما يترتب على خروج النساء من المفاسد الكثيرة ، وإذا كنا نُعاني من خروج النساءِ إلى العمل والأسواق رغم الحاجة التي تدعو إلى ذلك ، فكيف إذا كان خروجهنَّ من أجل ممارسة الرياضة، مع عدم الحاجة إلى ذلك كما سبق ؟ وقد روى الترمذي بإسنادٍ صحيح ، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : (( المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان )) أي طمع بها .

7 - خواء البيوت وضعف الأجيال، فإذا كانت المرأة ستخرج في الصباح للعمل أو الدراسة إلى منتصف النهار ، ثم إلى النادي في آخر النهار ، ثم تعودُ في الليل منهمكة متعبة ، فمن سيقوم إذن بتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة ؟ وكيف سيكون الجو الأسري في هذه الحال ؟

8 - مجتمعنا – ولله الحمد – مجتمع محافظ ، وهو يرفضُ مثل هذه الفكرة ، وهؤلاء الذين يطالبون بمثل هذه النوادي هم قلة قليلة، لا تمثل المجتمع ، وحتى لو لم يرفض المجتمع ذلك ، فإنَّ الشرع هو الذي يحكم المجتمع وليس العكس ، وإن من أهم ما يميزُ هذه البلاد عن غيرها: تمسكها بالشرع المطهر ، لا سيما فيما يتعلقُ بالمرأة ، وحفظها وصيانتها .

9 - هناك أمور أولى للفتيات والنساء إشغال وقتهن بها , فكثيراً ما يشتكي البعض مما يجهلهُ بعض النساء من فنون الطبخ ونحوها، مما يحتاجه في المستقبل ، فإن فضل لديهنَّ وقت فهناك المدارس النسائية لتحفيظ القرآن، التي أثبتت نجاحها ولله الحمد ، ونفع الله بها كثيراً ، وهناك الزيارات العائلية ، والترهات البريئة داخل المدينة أو خارجها من مدن المملكة المترامية الأطراف .

10 - لماذا لا يبحث عن أسباب ذلك الترهل ليتم علاج الموضوع بجدية ..أليس وجود الخادمات من أسباب الترهل ؟! أليس الترف والدلال من أسباب الترهل ؟!! فلماذا لا تقام حملات إعلامية في بيان أثر ذلك وإقناع الناس بالاستغناء عن الخادمات في البيوت ليتم القضاء على السمنة.

11 - إزالة الترهل يمكن أن تقوم به المرأة في بيتها من خلال إطلاعها على كتب التمرينات الرياضية المناسبة فتمارسها وهي في بيتها وبين أولادها دون الحاجة إلى الخروج من منزلها.

12 - إن من التناقضات الموجودة في النوادي وجود مطاعم تنسى المرأة نفسها إذا رأتها ، تقول مجلة أسرتنا ( عدد (40 ) ص 34 ): ( وجبات شهية من كل ما لذ وطاب ، مشروبات حارة وباردة ، عصيرات من كل الأنواع بجميع الأشكال ، فطائر شطائر ، حلويات ، شكولاته بسويكت ..كلها تعرض بطرق مغرية عبر شاشات زجاجية وقد هيأت الكراسي والطاولات بطريقة ساحرة ..!! فتجد المرأة تنتهي من حصتها الرياضية ثم تتجه نحو إحدى الطاولات وتبدأ في التهام الأطباق المختلفة لتعوض ما فقدته من سعرات حرارية ..) فهل ستزيل المرأة سمنتها في مثل تلك النوادي التي يتم عرض تلك الوجبات أمامها ؟

13 - ليس ممتنعا اطلاع الأجانب على عورات النساء في مثل هذه الأماكن ، لا سيما والحقل الصناعي اليوم يوفر وسائل متطورة وحديثة للتجسس والرصد من بعد .

وإذا كانت صور النساء بدأت تظهر الآن في المدارس والجامعات من خلال كميرات الجوال فهل سيكون حال النوادي أكثر أمنا من المدارس والجامعات ؟!! وإذا كان وضع الفتاة في المدرسة أشد تسترا فماذا لو التقطت صورتها وهي في المسبح أو السونا أو بالبنطال ؟!!



14 - لماذا لا يطالب الناس بالتخفيف من الطعام استجابة للأوامر الربانية والتوجيهات النبوية ، فالله تعالى يقول : } وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { [ الأعراف :31]ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ) رواه أحمد

15 - الواقع يثبت ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الشباب مع وجود النوادي الرياضية لهم فقد ذكرت ( إحدى الدراسات أظهرت أن 52% من البالغين في المملكة يعانون من البدانة، ويعاني منها أيضا 18% من المراهقين و15% من الأطفال دون سن المدرسة!!!) جريدة الرياض ، الخميس 03 شوال 1424العدد 12942.
فإذا كانت النوادي لم تنفع في الشباب مع حبهم الشديد للرياضة فهل ستنفع مع النساء ؟!!

16 - لا يخفى أن المرأة مطالبة بأعمال كثيرة جدا في بيتها حتى أن عمل المرأة في بيتها يصنف في ضمن الأعمال الشاقة فهو يتطلب مجهودا كبيرا .. بل إن ممارسة التمرينات الرياضية في المنزل أكثر فائدة منها بالأندية

17 - تكاليف الأنفاق على الأندية النسائية سيكون أضعاف مضاعفة من الموارد المنتظرة منها ، ولا أدل على ذلك من الأندية الرياضية التي أنشتأتها الدولة لرعاية الشباب حيث تعيش تحت وطأت الديون المتراكمة ، مع أنها تعيش على دعم الدولة وهبات أعضاء الشرف التي تتجاوز عشرات الملايين ومع ذلك لم تنجح في أداء ما أنيط بها على الوجه السليم .


18- من أشد المخالفات التي أكدت عليها كاتبة التحقيق في مجلة أسرتنا عدد 40 ، شهر رجب 1424 هـ . قضية اللباس فهي تقول : ( أقولها بصراحة متناهية وبلا تردد أن أسوأ ما في تلك الأندية هو اللباس الذي ترتديه عاملات وعضوات النادي ، فهو في أبسط صوره ، عارٍ للغاية ، وهي صفة عامة لكل الموجودات ، بنطلونات ضيقة وخفيفة وبلايز عارية وضيقة كذلك ، أما في المسابح والسونا فالأمر أشد وطأة ، غياب تام ..تام ..تام للحياء والستر !! ) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى )
رواه أبو داود ورقمه (4010) من حديث عائشة رضي الله عنها .

ولباس المرأة لمثل هذه الملابس يعرضها للوعيد الشديد الذي جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) .


19 - ذهاب حياء المرأة والذي هو سر جمالها ورونقها ، كما جاء في التحقيق : ( أما في المسابح والسونا فالأمر أشد وطأة ، غياب تام ..تام ..تام للحياء والستر !! )


20 - هل سيقف الأمر عند حد إنشاء نواد نسائية فقط ؟ أم هذه خطوة أولى تتبعها خطوات ، من وجود مباريات مختلطة ، ونواد مشتركة ، فلا حاجة في إنشاء نواد مستقلة ؟!وما الداعي لها ؟! وهكذا حتى يختلط الحابل بالنابل !!


21 - استعمل بعض المطالبين بتغريب المرأة وسيلة الضغط على المجتمع السعودي بدعواهم أن اللجنة الأولمبية تشترط مشاركة المرأة السعودية لانضمام المملكة للدوري الأولمبي لعام (2010 ) . فلو فرضنا جدلاً صحة هذا الخبر فإنه ليس مسوغاً لمشاركة المرأة ، وإني لأتعجب من أقوام يقبلون بضياع الأعراض ، وترك أوامر الله تعالى في مقابل المشاركة في الأولمبياد .


22 - من المفاسد أيضا التعرف على بعض الزميلات التي تؤثر على أخلاقها وسلوكها ودينها ، فإن مما لا مرية فيه أن هذه النوادي يرتادها الصالح والطالح ،والطالح أكثر ؛ لأن الصالح مشغول بما هو أهم من هذا وأجدر ، والمرء على دين خليله ...تقول مجلة ( أسرتنا ) : ( العاملات بتلك الأندية بدءاً بموظفة الاستقبال وانتهاء بالمدربات والإداريات وحتى عاملات المقهى والمطعم تجدهن يرتدين بنطلونات ضيقة لاصقة وبلايز مخصرة تكاد تتفجر من ضيقها ، عموما يخيل إليك وكأنك في صالة لعرض الأزياء )

وإذا كان حضورها لهذا النادي سيترتب عليه مفاسد في دينها وأخلاقها فهل الأولى حضورها أو تركها لمثل هذه النوادي ؟!! فإنها إذا حضرت شاهدت ما يسبب قسوة في قلبها ، وضعفا في دينها ..فهي ترى تلك النساء الكاسيات ..وتشاهد الملابس الفاضحة ..وتسمع الأغاني الصاخبة ..فأي قيمة للصحة إذا ضعف الإيمان وزال ، ولقد صدق القائل :

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمــــته


اتعبت نفسك فيما فيه خسران


أقبل على النفس واستكمل فضائلها


فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

23 -ومن المفاسد : إصابة المرأة بالعين ، لأن المرأة تظهر في النادي رشاقتها واعتدال قوامها وحسن جسمها فتراها امرأة أخرى أقل منها جمالاً ورشاقة فتغار منها فربما أصابتها بالعين ، والنبي r يقول : " أكثر من يموت من أمتي بالعين " رواه أحمد بإسناد حسن . وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْعَيْنُ حَقٌّ " رواه البخاري وغيره .يقول النووي في الحديث : ( إثبات القدر وصحة أمر العين وأنها قوية الضرر ) نسأل الله السلامة والعافية .

فتاوى العلماء :

فتوى الشيخ عبدالكريم الخضير حول ادخال مادة التربية البدنية للطالبات في المدارس :
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=13365&Item id=35

فتوى للشيخ ابن عثيمين حول حكم دخول المرأة الأندية والألعاب الرياضية :
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=16213&Item id=35

بيان لمجموعة من العلماء عن الأندية الرياضية النسائية وحكم المشاركة فيها :
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=5418

فتوى للشيخ صالح الفوزان عن حكم إدخال مادة الرياضة للبنات في المدارس ,
وحكم إنشاء أندية رياضية للنساء ، لممارسة أنواع الألعاب الرياضية ,
و حكم مشاركة المرأة في الدوري الرياضي المحلي و العالمي :
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=35&cat id=1008&id=20261

المفتي يحرم الأندية النسائية :
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_visual&func=fileinfo&id=15


المراجع :

النوادي الرياضية النسائية.. بين المصلحة والمفسدة للدكتور محمد الهبدان
الأندية الرياضية النسائية للدكتور يوسف الأحمد
لا للأندية الرياضية النسائية للدكتور محمد المسند
خطبة جمعة عن الأندية النسائية للدكتور محمد الهبدان
 
عودة
أعلى