من هو: معاوية بن أبي سفيان، شبه وردود عليها !!

mohamadamin

حكيم المنتدى
من هو: معاوية بن أبي سفيان، شبه وردود عليها !!



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من هو مُعاوية؟

هو: معاوية بن أبي سفيان،

واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرحمن.

أمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأمها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأقوص بن سليم.

كان أبيض طويلاًن أبيض الرأس واللحية، أصابته لُقوةٌ (اللّقوة: داء يصيب الوجه) في آخر حياته.

قال أسلم مولى عمر: قَدِمَ علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم.

ولقد كان حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً.

قال المدائني: عن صالح بن كيسان قال: رأى بعض منفرسي العرب معاوية

وهو صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند- أم معاوية-

ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلا قومه.

إسلامه

أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه يوم فتح مكة.

وروي عنه أنه قال: أسلمتُ يوم القضيَّة- أي: يوم عمرة القضاء-،

وكتمت إسلامي خوفاً من أبي.

قال معاوية:

لمّا كان يوم الحديبية وصدّت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت،
ودافعوه بالروحاء وكتبوا بينهم القضيَّة، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك

لأمي هند بنت عتبة،

فقالت: إيَّاك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت،

وكان أبي يومئذ غائباً في سوق حُباشة.


قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله

صلى الله عليه وسلم من الحديبية وإني مصدقٌ به، وأنا على ذلك أكتمه

من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضية

وأنا مسلم مصدق به، وعَلِمَ أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوماً: لكن أخوك خير منك

، وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيراً.

فضائله

1- كان أحد الكتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه كان يكتب الوحي،

وفي هذه المسألة خلاف بين المؤرخين، وكان يكتب رسائل النبي صلى الله عليه وسلم

لرؤساء القبائل العربية.


2- شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وأعطاه مائة من الإبل،

وأربعين أوقية من ذهب وزنها بلال رضي الله عنه.


3- شهد اليمامة، ونقل بعض المؤرخين أن معاوية ممن ساهم في قتل مسيلمة الكذاب.
4- صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث كثيرة، في

الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد.

5- روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.

ثناء الصحابة والتابعين عليه

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بعد رجوعه من صفين:

لا تكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظر إلى الرؤوس تندرُ عن كواهلها.

وقال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه-:

ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب- يعني معاوية-.

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما-: ما رأيت رجلاً أخْلَقَ للمُلك من معاوية، لم يكن بالضيِّق الحصر.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: علمتُ بما كان معاوية يغلب الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار.

قال كعب بن مالك- رضي الله عنه-: لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية.

وعن قبيصة عن جابر- رضي الله عنه-

قال: صحبتُ معاوية فما رأيت رجلاً أثقل حلماً، ولا أبطل جهلاً، ولا أبعد أناةً منه.
عن أبي إسحاق قال:

كان معاوية، وما رأينا بعده مثله.

حكم سب الصحابة أو تجريمهم

ينبغي لكل مسلم أن يعلم أنه لا يجوز له بحال من الأحوال لعنُأو سب

أو تجريم أحد من الصحابة، أو ذلك أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وهم نقلة هذا الدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً،

ما بلغ مدَّ أحدهم ولانصيفه » [متفق عليه].


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم » [رواه البخاري ومسلم].


فهم رضوان الله تعالى عليهم خيرٌ من الحواريين أصحاب عيسى، وخير من النقباء

أصحاب موسى، وخير من الذين آمنوا مع هود ونوح وغيرهم، ولا يوجد في أتباع

الأنبياء من هو أفضل من الصحابة، ودليل ذلك الحديث الآنف الذكر

سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- عمن يلعن معاوية، فماذا يجب عليه؟

فأجاب: الحمد لله من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص ونحوهما، ومن هو أفضل من هؤلاء: كأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة ونحوهما، أو من هو أفضل من هؤلاء: كطلحة، والزبير، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، أو أبي بكر الصديق، وعمر، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مُستحق للعقوبة البلغية باتفاق أئمة الدين، وتنازع العلماء: هل يُعاقب بالقتل، أم مادون القتل؟ كما بسطنا ذلك في غير هذا الموقع. [مجموع الفتاوى 35].

ولماذا يُصرُّ البعض على الخوض فيما وقع بين علي ومعاوية- رضي الله عنهما-

من خلاف، على الرغم من أن كثيراً من العلماء إن لم يكن جُلُّهم، ينصحون بعدم

التعرض لهذه الفتنة، فقد تأول كلٌ منهم واجتهد، ولم يكن هدفهم الحظوظ النفسية

أو الدنيوية، بل كان هدفهم قيادة هذه الأمة إلى بر الأمان، كلٌ وفق اجتهاده-

وهذا ما أقرَّه العلماء-.

فمعاوية- رضي الله عنه- يعترف بأفضلية علي بن أبي طالب- رضي الله عنه،

وأنه خيرٌ منه،

أورد ابن عساكر- رحمه الله تعالى- في كتابه تاريخ دمشق ما نصه: جاء

أبو موسى الخولاني وأناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تُنازع علياً أم أنت مثله؟

فقال معاوية:

لا والله! إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكنْ ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه؟ وإنما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له، فليدفع إليّ قتلة عثمان، وأُسلِّم له.

وإن من العقل والرؤية أن يُعرض المسلم عن هذا الخلاف، وأن لا يتطرق له

بحال من الأحوال، ومن سمع شيئاً مما وقع بينهم فما عليه

إلا الإقتداء بالإمام أحمد حينما جاءه ذلك السائل يسأله عما جرى بين علي ومعاوية،

فأعرض الإمام عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله! هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه

فقال: اقرأ:

{ تِلْكَ أُمّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[البقرة: 134]

هذا هو الجواب نحو هذه الفتنة، لا أن يُتصدّر بها المجالس، ويُخطَّأ هذا، ويُصوّب ذاك!

فمعاوية رضي الله عنه صحابي جليل، لا تجوز الوقيعة فيه، فقد كان مُجتهداً،


وينبغي للمسلم عند ذكره أن يُبيّن فضائله ومناقبه، لا أن يقع فيه، كما فعلت يا مشكك

فابن عباس رضي الله عنه عاصر الأحداث الدَّائرة بين علي ومعاوية،

وهو أجدرُ بالحكم في هذا الأمر، وعلى الرغم من هذا، إلا أنه حين ذُكر معاوية عنده

قال: تِلادُ ابن هند، ما أكرم حسبه، وأكرم مقدرته، والله ما شتمنا على منبر

قط، ولا بالأرض، ضنّاً منه بأحسابنا وحسبه.

فهل يسعنا ما وسع ابن عباس حبر الامة


كان معاوية من المشاركين في معركة اليرموك الشهيرة،

وأورد الطبري- رحمه الله تعالى-

( أن معاوية كان من الموقعين على وثيقة استلام مدينة القدس بعد معركة اليرموك،

والتي توَّجها الخليفة عمر بحضوره إلى فلسطين، وكان معاوية واليا على الشام ذلك الوقت.)


فهل يسعنا ماوسع عمر بن الخطاب يا مشكك

عن الإمام أحمد قال:

إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم بسوء، فاتَهِمْهُ على الإسلام.

فما قولك يا من تشكك وهذا الامام احمد امام اهل السنة

وقيل لابن المبارك: ما تقول في معاوية؟

هو عندك أفضل أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لترابٌ في مِنْخَرَيْ معاوية

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ- أو أفضل- من عمر بن عبد العزيز.

فعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، مع جلالة قدره، وعلمه، وزهده، وعدله،

لا يُقاس بمعاوية، لأن هذا صحابي، وذاك تابعي!،


ولقد سأل رجل المعافى بن عمران- رحمه الله تعالى-

قائلاً: يا أبا مسعود! أين عمر بن عبد العزيز من معاوية؟ فغضب

وقال: يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز عُمُره، ثم التفت إليه

فقال: تجعل رجلاً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم مثل رجل من التابعين.


قال الإمام الذهبي- رحمه الله-

حسبك بمن يُؤمِّرهُ عمر، ثم عثمان على إقليم- وهو ثغر- فيضبطه، ويقوم به أتمّ قيام،

ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم قد تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك.

فما جوابك يامشكك

قال المدائني:

كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.

ولعل مما تجدر الإشارة إليه في ثنايا هذه الأسطر، أن يُبيَّن أن كثيراً مما قيل

ضِدَّ معاوية لا حقيقة له، ولعله من دسِّ الرافضة، الذين يحملون عليه، لا بسبب!

إلا لامتناعه من التسليم لعليِّ رضي الله عنه.

ولولا فضل معاوية ومكانته عند الصحابة لما استعمله أمير المؤمنين عمر

خلفاً لأخيه يزيد بعد موته بالشام، فكان في الشام خليفة عشرون سنة،

وملكاً عشرون سنة، وكان سلطانه قوي، فقد ورد على لسان ابن عباس أنه

قال: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسْوَدَ من معاوية، قيل له:

ولا أبو بكر وعمر؟

فقال: كان أبو بكر وعمر خيراً منه، وما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أسْود من معاوية- أي في السيادة-.


فهل نحن اعلم من عمر وعثمان بحال معاوية يا مشكك

ثم إن معظم من ذكر معاوية- إما بسوء كالرافضة، أو الغُلاة الذين يُنابذونهم-

قد طغوا في ذمهم إياه، أو مديحهم له بشكل غير مقبول البتة.

قال ابن الجوزي في كتابه الموضوعات:

(قد تعصّب قوم ممن يدّعي السنة، فوضعوا في فضل معاوية أحاديث ليغيظوا الرافضة،

وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمِّه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح).


وما أجمل أن نختم هذه الأسطر بقول شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى-:


(ولهذا كان من مذهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة،

فإنه قد ثبتت فضائلهم، ووجبت موالاتهم ومحبتهم. وما وقع: مِنْه ما يكون لهم

فيه عذر يخفى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبه منه، ومنه ما يكون مغفوراً.

فالخوض فيما شجر يُوقع في نفوس كثير من الناس بُغضاً وذماً، ويكون هو في

ذلك مُخطئاً، بل عاصياً، فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك، كما جرى لأكثر من

تكلم في ذلك، فإنهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله: إما من ذمّ من لا يستحق

الذم، وإما من مدح أمورٍ لا تستحق المدح).
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
فهذا الموضوع من اهم المواضيع التى توقع الشبهات بين الناس
 
عودة
أعلى