mohamadamin
حكيم المنتدى
نحو أداء أفضل للغة العربية
اللغة العربية تقيم بين نظامين متعارضين من حيث انتمائهما : إذ يستند نظام قيم الثبوت إلى مرجع تاريخي وتراثي يرى في الصفاء اللغوي حاسما في تأصيل اللغة ووصف أبنيتها في حين يحتكم نظام قُوى التحول إلى نواميس اللغة القادرة على الاستجابة لحاجات الإنسان ورغباته المستجدة .
اللغة العربية تحتاج إلى مراجعة مستمرة تستهدف اكتشاف التحولات التي تطرأ على برامجها وأنظمتها المختلفة بهدف رصد استجاباتها ، واتخاذ التدابير اللسانية الكفيلة بمواجهة المخاطر التي تجابهها .وخاصة أن بعض الدراسات تشير إلى أن بعض اللغات تواجه مصيرا غامضا في نهاية القرن الحادي و العشرين نتيجة الثورة الاتصالية ذات الطبيعة الرقمية ، ونتيجة تقدم الصورة وحلولها محل اللغة ، إضافة إلى زوال الحواجز أمام قنوات الاتصال حيث ألغيت حدود المكان واختزلت أبعاد الزمان . هل يشكل النص القرآني وسيرورة اللغة الممتدة ستة عشر قرنا وأن عدد الناطقين بها يزيد عن مائتين وسبعون مليونا من البشر وأن مليار مسلم يتطلعون لتعلمها ضمانات كافية لحماية اللغة ووقايتها من الاندثار ؟ .
لذلك لابد من وضع مشروع متكامل يضع في الاعتبار مطالبة الأجيال الحاضرة بالالتزام بالحد الأدنى من أساليب اللغة وجمالياتها ، مع بذل الجهد المتواصل لملاحقة التطورات التقنية ، وإيجاد خطط عملية ممكنة وقادرة على مواجهة المخاطر المحدقة لنثبت أن اللغة العربية باقترانها بالنص القرآني لا يمثل عائقا أمام تطورها والإفادة من المنجزات المعاصرة وتبيئتها لسانيا ، فالعربية قادرة على ولوج فضاءات تعبيرية وآفاق جمالية وعوالم جديدو تتباين فيما بينها تشكيلا ورؤية. ولوج عالم الفضائيات بثقل لغوي يصنع اللسان القويم ، وينشء الإحساس بالعزة عند التحدث بالعربية ، فقد باتت الفضائيات اليوم مكوّنا أساسيا من مكونات قوى التحول اللغوية التي تملك القدرة على فرض استجابات وتوجهات في عقول المشاهدين وسلوكهم ومواقفهم ، كما أن لها دورا تخريبيا يكمن في ما تفرضه على برامج المشاهدين اللغوية والفكرية من أنماط لغوية ، ويتجلى ذلك في جانبين كبيرين الأول : ترسيخ المحكيات المحلية و اللهجات الجهوية الأمر الذي يعني أنها تستهدف قطاعا بشريا محددا وفئة محددة متوافقة اجتماعيا وعقائديا وثقافيا . الثاني : المواد المعروضة ، وهي تشدد في أغلبها على منتجاتالغرائز المدمرة لقواعد العقل و العلم و المعرفة. إبطال المغالطة التي ترى أن العربية عاجزة عن إبرام العقود و الصفقات والإشهارات الترويجية ، ذلك أن الانحياز الاقتصاد المطلق للإنجليزية بوصفها لغة تداولية وإقصاء العربية يتضمن تبعية شاملة تؤذنبخراب العمران اللغوي وتبشر بالتبعية والاغتراب .عندما تفي الإنجليزية بوعودها في عالم الوظيفة وتتراجع العربية نشهد إعراضا مبينا عن الانتماء لأقسام اللغة العربية في جامعاتنا ، وأذكر هنا مثلا واحدا : حيث أن قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة بفرع خورفكان في السنة الجامعية 2009ـ 2010 لم تلتحق به إلا طالبة واحدة بالرغم من توافر الحوافز و المنح وغيرها . وهذا المؤشر الخطير يد فعنا إلى إيجاد حوافز وظيفية ومغيات مادية ملموسة تُشعر المنتسب لأقسام اللغة العربية بأمان على مستقبله الوظيفي . القضاء على الثنائية اللسانية ( الفصحى و العامية ) لأنها معطل يحول دون نهوض برامج تهدف للإرتقاء بالعربية تداولا وتنظير.
دعوة وزارة التربية و التعليم في كل بلد عربي للعمل على تعميم فكرة إنشاء مدارس ابتدائية تعتمد فيها اللغة العربية لغة وحيدة للتواصل في هذه المدرسة دون أي استخدام للعامية طوال اليوم المدرسي ، داخل الصف وخارجه . الخروج بمعلمي وأساتذة اللغة العربية من الصورة النمطية التي تبعث على الشفقة ، حيث الوضع المادي المزري الذي لا يغري الطلاب بالاقتداء ، ولا يبعثهم على الأسوة الحسنة ، بل يفرون منه فرارهم من المجذوم ، فهو في الغالب مثار سخرية وازدراء من مظهره وفذلكة لسانه وقسوة طبعه وتخلفه عن فهم ثقافة العصر ومواكبة الجديد فيها . وفي ظل هذا الجو يصبح انتظار أجيال تعشق العربية وتعتز بها أملا زائفا لا مقدمات تؤدي إليه . يمكن القول أن ثمة ربطا مطردا بين تقدم اللسانيات الحاسوبية العربية ومنجزاتها وتقدم العربية وتهيئتها لمستقبل أفضل ، وذلك أن تعريب الحاسوب وملحقاته ومعداته سيكفل توفير برامج عربية صالحة لبناء مجتمع المعرفة المنشود ، ويظهر أن هناك عوامل تجعل من هذا التعريب قضية مصيرية منها : استخدام كثير من الشعوب للحرف العربي ( باكستان ـ إيران...) النشر الالكتروني باللغة العربية. الإفادة مما تزخر به الشبكة العالمية من مواقع لتعليم اللغة الإنجليزية وتعلمها للناطقين بها وللأجانب ، وتطوير مواقع مشابهة لخدمة اللغة العربية وتعليمها . نشر العربية في الخارج وذلك بافتتاح المدارس العربية التي تعتني بتدريس العربية و الثقافة الإسلامية ، وشد الجاليات المسلمة إلى التراث العربي ، وتقديم المنح للطلبة الراغبين في تعلم العربية ونشرها. اشتراط إتقان اللغة العربية للعمالة الوافدة إلى البلدان العربية وخاصة بلدان الخليج العربي التي أصبح الهندي فيها مثلا يغضب منك لأنك لا تفهم لغته الهندية . اشتراط ترجمة كل ما يكتب على البضائع المستوردة إلى اللغة العربية ، وعدّ هذا المطلب شرطا للتعامل التجاري مع الشركات و الدول المصدرة ، ولاأحسب أن دولة أو شركة ترفض هذا الطلب وتفرط باستثمارات ضخمة مقابل مطلب صغير لا يكلف مبالغ ضئيلة . وقد نقتدي هنا باليابان التي تقدم دورات مجانية باللغة اليابانية لكثير من الدول العربية تعزيزا للروابط الاقتصادية ، ورغبة في دخول الأسواق العربية و المنافسة فيها . ولعلنا نذكر صنيع اليابان عندما فرضت على أكبر الشركات و المصارف الأمريكية أن تتعامل باللغة اليابانية ، فكان لها ما أرادت ، ولسنا أحسبنا عاجزين عن فعل ذلك بل متعاجزين.
اللغة العربية تقيم بين نظامين متعارضين من حيث انتمائهما : إذ يستند نظام قيم الثبوت إلى مرجع تاريخي وتراثي يرى في الصفاء اللغوي حاسما في تأصيل اللغة ووصف أبنيتها في حين يحتكم نظام قُوى التحول إلى نواميس اللغة القادرة على الاستجابة لحاجات الإنسان ورغباته المستجدة .
اللغة العربية تحتاج إلى مراجعة مستمرة تستهدف اكتشاف التحولات التي تطرأ على برامجها وأنظمتها المختلفة بهدف رصد استجاباتها ، واتخاذ التدابير اللسانية الكفيلة بمواجهة المخاطر التي تجابهها .وخاصة أن بعض الدراسات تشير إلى أن بعض اللغات تواجه مصيرا غامضا في نهاية القرن الحادي و العشرين نتيجة الثورة الاتصالية ذات الطبيعة الرقمية ، ونتيجة تقدم الصورة وحلولها محل اللغة ، إضافة إلى زوال الحواجز أمام قنوات الاتصال حيث ألغيت حدود المكان واختزلت أبعاد الزمان . هل يشكل النص القرآني وسيرورة اللغة الممتدة ستة عشر قرنا وأن عدد الناطقين بها يزيد عن مائتين وسبعون مليونا من البشر وأن مليار مسلم يتطلعون لتعلمها ضمانات كافية لحماية اللغة ووقايتها من الاندثار ؟ .
لذلك لابد من وضع مشروع متكامل يضع في الاعتبار مطالبة الأجيال الحاضرة بالالتزام بالحد الأدنى من أساليب اللغة وجمالياتها ، مع بذل الجهد المتواصل لملاحقة التطورات التقنية ، وإيجاد خطط عملية ممكنة وقادرة على مواجهة المخاطر المحدقة لنثبت أن اللغة العربية باقترانها بالنص القرآني لا يمثل عائقا أمام تطورها والإفادة من المنجزات المعاصرة وتبيئتها لسانيا ، فالعربية قادرة على ولوج فضاءات تعبيرية وآفاق جمالية وعوالم جديدو تتباين فيما بينها تشكيلا ورؤية. ولوج عالم الفضائيات بثقل لغوي يصنع اللسان القويم ، وينشء الإحساس بالعزة عند التحدث بالعربية ، فقد باتت الفضائيات اليوم مكوّنا أساسيا من مكونات قوى التحول اللغوية التي تملك القدرة على فرض استجابات وتوجهات في عقول المشاهدين وسلوكهم ومواقفهم ، كما أن لها دورا تخريبيا يكمن في ما تفرضه على برامج المشاهدين اللغوية والفكرية من أنماط لغوية ، ويتجلى ذلك في جانبين كبيرين الأول : ترسيخ المحكيات المحلية و اللهجات الجهوية الأمر الذي يعني أنها تستهدف قطاعا بشريا محددا وفئة محددة متوافقة اجتماعيا وعقائديا وثقافيا . الثاني : المواد المعروضة ، وهي تشدد في أغلبها على منتجاتالغرائز المدمرة لقواعد العقل و العلم و المعرفة. إبطال المغالطة التي ترى أن العربية عاجزة عن إبرام العقود و الصفقات والإشهارات الترويجية ، ذلك أن الانحياز الاقتصاد المطلق للإنجليزية بوصفها لغة تداولية وإقصاء العربية يتضمن تبعية شاملة تؤذنبخراب العمران اللغوي وتبشر بالتبعية والاغتراب .عندما تفي الإنجليزية بوعودها في عالم الوظيفة وتتراجع العربية نشهد إعراضا مبينا عن الانتماء لأقسام اللغة العربية في جامعاتنا ، وأذكر هنا مثلا واحدا : حيث أن قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة بفرع خورفكان في السنة الجامعية 2009ـ 2010 لم تلتحق به إلا طالبة واحدة بالرغم من توافر الحوافز و المنح وغيرها . وهذا المؤشر الخطير يد فعنا إلى إيجاد حوافز وظيفية ومغيات مادية ملموسة تُشعر المنتسب لأقسام اللغة العربية بأمان على مستقبله الوظيفي . القضاء على الثنائية اللسانية ( الفصحى و العامية ) لأنها معطل يحول دون نهوض برامج تهدف للإرتقاء بالعربية تداولا وتنظير.
دعوة وزارة التربية و التعليم في كل بلد عربي للعمل على تعميم فكرة إنشاء مدارس ابتدائية تعتمد فيها اللغة العربية لغة وحيدة للتواصل في هذه المدرسة دون أي استخدام للعامية طوال اليوم المدرسي ، داخل الصف وخارجه . الخروج بمعلمي وأساتذة اللغة العربية من الصورة النمطية التي تبعث على الشفقة ، حيث الوضع المادي المزري الذي لا يغري الطلاب بالاقتداء ، ولا يبعثهم على الأسوة الحسنة ، بل يفرون منه فرارهم من المجذوم ، فهو في الغالب مثار سخرية وازدراء من مظهره وفذلكة لسانه وقسوة طبعه وتخلفه عن فهم ثقافة العصر ومواكبة الجديد فيها . وفي ظل هذا الجو يصبح انتظار أجيال تعشق العربية وتعتز بها أملا زائفا لا مقدمات تؤدي إليه . يمكن القول أن ثمة ربطا مطردا بين تقدم اللسانيات الحاسوبية العربية ومنجزاتها وتقدم العربية وتهيئتها لمستقبل أفضل ، وذلك أن تعريب الحاسوب وملحقاته ومعداته سيكفل توفير برامج عربية صالحة لبناء مجتمع المعرفة المنشود ، ويظهر أن هناك عوامل تجعل من هذا التعريب قضية مصيرية منها : استخدام كثير من الشعوب للحرف العربي ( باكستان ـ إيران...) النشر الالكتروني باللغة العربية. الإفادة مما تزخر به الشبكة العالمية من مواقع لتعليم اللغة الإنجليزية وتعلمها للناطقين بها وللأجانب ، وتطوير مواقع مشابهة لخدمة اللغة العربية وتعليمها . نشر العربية في الخارج وذلك بافتتاح المدارس العربية التي تعتني بتدريس العربية و الثقافة الإسلامية ، وشد الجاليات المسلمة إلى التراث العربي ، وتقديم المنح للطلبة الراغبين في تعلم العربية ونشرها. اشتراط إتقان اللغة العربية للعمالة الوافدة إلى البلدان العربية وخاصة بلدان الخليج العربي التي أصبح الهندي فيها مثلا يغضب منك لأنك لا تفهم لغته الهندية . اشتراط ترجمة كل ما يكتب على البضائع المستوردة إلى اللغة العربية ، وعدّ هذا المطلب شرطا للتعامل التجاري مع الشركات و الدول المصدرة ، ولاأحسب أن دولة أو شركة ترفض هذا الطلب وتفرط باستثمارات ضخمة مقابل مطلب صغير لا يكلف مبالغ ضئيلة . وقد نقتدي هنا باليابان التي تقدم دورات مجانية باللغة اليابانية لكثير من الدول العربية تعزيزا للروابط الاقتصادية ، ورغبة في دخول الأسواق العربية و المنافسة فيها . ولعلنا نذكر صنيع اليابان عندما فرضت على أكبر الشركات و المصارف الأمريكية أن تتعامل باللغة اليابانية ، فكان لها ما أرادت ، ولسنا أحسبنا عاجزين عن فعل ذلك بل متعاجزين.