استقالة...

استقالة.................
بقلم: سمير الجندي.
أمس عندما كنت أتحدث مع بعضهم، سألني أحدهم: " كيف حال حمار ابنك"؟
حدثتهم عن حمار ابني كثيرا، فأعجبوا بحديثي عنه وأكثر ما أعجبهم طموحه، وثقافته العالية، لدرجة أن بعضهم تمنى يكون حمارا مثقفا وطموحا بدلا من كونه إنسانا جاهلا!
أنا لم أستغرب هذا القول! ولم أُناقش هذه الحيثية، وعندما عدت إلى البيت، بعد العشاء، مررت على زريبة الحمار، فوجدت ابني يقدم للحمار بعض الشعير، ورزمة من البرسيم، وهو أي الحمار ممتنع عن تناول الطعام، وابني من شدة حبه بحماره، ظن انه مريض،، فطلب مني استدعاء الطبيب، فقلت له: ربما ضايقه أحدهم في جلسة البرلمان، فقال ابني لقد قدم استقالته اليوم، ولم يعد يريد البرلمان، اندهشت من قراره المفاجئ هذا، فسألت الحمار عن السبب فقال بالحرف الواحد:"لم يعد بمقدوري تحمل كذبهم، ودجلهم، وبذخهم، وإفراطهم، وتخاذلهم، وتنصلهم من واجباتهم تجاه أهالي الشهداء، والمعتقلين، وتنازلهم عن أبسط حقوق المواطنين وهو الوحدة الوطنية"... أنت تبالغ بالتأكيد، فنظر نحوي تلك النظرة التي تعريني وتظهر عورات جهلي، خجلت من تلك النظرة، وتأسفت له، بالكاد بعدها صفح عني، لكنه استمر بامتناعه عن الأكل، وابني تضامن معه ولم يأكل، نهق نهقته المعهودة عندما يكون حزينا، وقال بصوت هادئ:" هناك من لم يتناول أيّ طعام منذ خمسة وسبعين يوما، فكيف تريدني أن آكل؟ لم تعد عندي شهية لأي أكل، ولم تعد عندي شهية لأي شئ، أنا مضرب عن الطعام وعن السياسة، "...
حمار ابني كل يوم يعلمني شيئا جديدا، وابني أصبح يحمل افكار حماره التقدمية، ونحن والسياسيون، وقناصل بعض الدول الشقيقة والصديقة لم ندرك فلسفة الحمار الثورية... حملت نفسي بعد أن تمنيت للحمار ليلة طيبة وذهبت لاحتضان وسادتي الصوفية...
 
والله يا اخي لو شبهنا الساسة العراقيين عندنا بالحمار والله سوف نظلمه
 
يبدوا ان الحمار اخذ حيزا كبيرا فى ادبنا
اتذكر فى هذا الموقف العقاد فى رواياتة
فقد اتخذ الحمار طريقا لبث افكارة
ولا ادرى أهذا ابسبب ان الحمار تعارف عنة بين الناس بالغباء
ام هو سخرية بمن ينتقدهم
تحياتى
 
  • Like
التفاعلات: cop87
عودة
أعلى