من المعروف أن هبوب الرياح الباردة في فصل الشتاء يزيد من إحساسنا بالبرودة و ذلك على الرغم من أن درجة حرارة الجو بدون وجود هذه الرياح و بوجودها تبقى ثابتة ! ... إذن ماذا الذي يسبب إحساسنا بالبرودة أكثر بالرغم من ثبات درجة الحرارة ؟
إن الشعور بالبرد القارص في الجو الصقيعي العاصف يفسر قبل كل شيء بأن الرياح تأخذ من الوجه ( وبصورة عامة من الجسم ) كمية من الحرارة أكبر بكثير من الكمية التي تأخذها منه في الجو الهادئ عندما لا يمكن لطبقة جديدة من الهواء البارد أن تحل بنفس السرعة محل طبقة الهواء الحار الملاصقة للجسم الذي قام بتسخينها وبازدياد قوة هبوب الرياح تزداد كتلة الهواء التي تلامس بشرة الجسم في دقيقة وبالتالي تزداد كمية الحرارة التي تؤخذ من الجسم في دقيقة وهذا وحده كاف لجعل الإنسان يشعر بالبرد .
ولكن ثمة سبب آخر إن العرق يتبخر دائماً من جسم الإنسان حتى في الجو البارد وعملية التبخر هذه تحتاج إلى حرارة والحرارة بدورها تؤخذ من الجسم ومن طبقة الهواء الملاصقة له وعندما يكون الهواء ساكنا تتم عملية التبخر ببطء , ذلك لأن طبقة الهواء الملاصقة للجسم سرعان ما تتشبع بالأبخرة ( إن عملية التبخر لا تتم بسرعة عندما يكون الهواء مشبعاً بالرطوبة ) إذا كان الهواء متحركاً بحيث تلامس طبقاته المتجددة بشرة الجسم باستمرار فإن التبخر سيصبح وفيراً جداً الأمر الذي يحتاج إلى كمية كبيرة من الحرارة التي تؤخذ بدورها من الجسم .
إذن إن تأثير التبريد الذي تحدثه الرياح يعتمد على سرعة الهواء ودرجة حرارته وبصورة عامة يكون تأثيره أكبر بكثير مما يتصوره الناس عادة.
لنفرض أن درجة حرارة الهواء بلغت ( 4 ) درجات مئوية وكانت الرياح ساكنة تماماً في مثل هذه الظروف تبلغ درجة حرارة بشرة الجسم (31) درجة مئوية فإذا هبت رياح خفيفة بحيث لا تتحرك عندها أوراق الأشجار بتاتاً ولا ترفرف الأعلام إلا بصعوبة ( وسرعة مثل هذه الرياح تساوي 2 م/ ثا ) فإن بشرة الجسم تبرد بمقدار ( 7 ) درجة مئوية أما عند هبوب رياح تؤدي إلى رفرفة الأعلام ( وسرعة مثل هذه الرياح تساوي 6م/ ثا ) تبرد بشرة الجسم بمقدار ( 22 ) درجة مئوية و هذا يؤدي إلى انخفاض درجة حرارتها إلى ( 9 ) درجة مئوية وبالتالي لا نستطيع الاكتفاء بقراءة درجة الحرارة فقط لمعرفة مدى تأثرنا بالصقيع بل يجب الأخذ بعين الاعتبار سرعة الرياح أيضاً .
و في فصل الشتاء تؤكد النساء اللواتي يلبسن الخمار بأنه يدفئ و بدونه تحس وجوههن بالبرد وعندما ينظر الرجال إلى القماش الخفيف للخمار والذي كثيراً ما يحوي ثقوباً كبيرةً مطرزةً لا يميلون إلى تصديق قول النساء و يفكرون بأن الدفء الذي يبعثه الخمار في وجوه النساء ما هو إلا خدعة من بنات أفكارهن.
ولكن عندما نتذكر الحديث السابق تزداد ثقتنا فيما تقوله النساء عن الخمار ومهما كانت ثقوب تطريز الخمار واسعة فإن الهواء مع ذلك يتخلل مثل هذا القماش بصورة بطيئة نوعاً ما .
إن طبقة الهواء التي تلاصق الوجه مباشرة تسخن ويصبح بمثابة قناع هوائي دافئ محاط بالخمار لا يمكن للهواء الخارجي أن يزيحه بسهولة كما هي الحالة عند عدم وجود الخمار.
و لكن ربما يظن أحدنا بعد قراءة ما سبق بأن الرياح يجب أن تنعش الناس حتى في بعض أيام الصيف التي تكون فيها حرارتها عالية ... لكن هذا لا يحدث بالطبع.
و ذلك أن هذا الهواء يكون أدفأ من جسم الإنسان و لا عجب في أن الناس في هذه الحالة لا يشعرون بالبرودة عند هبوب الرياح بل يشعرون بحرارة أكثر . لأن الحرارة في هذه الحالة لا تنتقل من الجسم إلى الهواء بل على العكس يقوم الهواء بتسخين جسم الإنسان و لذلك كلما زادت كتلة الهواء التي تلامس جسم الإنسان في الدقيقة الواحدة كلما زاد معها شعور الإنسان بالحرارة.
إن الشعور بالبرد القارص في الجو الصقيعي العاصف يفسر قبل كل شيء بأن الرياح تأخذ من الوجه ( وبصورة عامة من الجسم ) كمية من الحرارة أكبر بكثير من الكمية التي تأخذها منه في الجو الهادئ عندما لا يمكن لطبقة جديدة من الهواء البارد أن تحل بنفس السرعة محل طبقة الهواء الحار الملاصقة للجسم الذي قام بتسخينها وبازدياد قوة هبوب الرياح تزداد كتلة الهواء التي تلامس بشرة الجسم في دقيقة وبالتالي تزداد كمية الحرارة التي تؤخذ من الجسم في دقيقة وهذا وحده كاف لجعل الإنسان يشعر بالبرد .
ولكن ثمة سبب آخر إن العرق يتبخر دائماً من جسم الإنسان حتى في الجو البارد وعملية التبخر هذه تحتاج إلى حرارة والحرارة بدورها تؤخذ من الجسم ومن طبقة الهواء الملاصقة له وعندما يكون الهواء ساكنا تتم عملية التبخر ببطء , ذلك لأن طبقة الهواء الملاصقة للجسم سرعان ما تتشبع بالأبخرة ( إن عملية التبخر لا تتم بسرعة عندما يكون الهواء مشبعاً بالرطوبة ) إذا كان الهواء متحركاً بحيث تلامس طبقاته المتجددة بشرة الجسم باستمرار فإن التبخر سيصبح وفيراً جداً الأمر الذي يحتاج إلى كمية كبيرة من الحرارة التي تؤخذ بدورها من الجسم .
إذن إن تأثير التبريد الذي تحدثه الرياح يعتمد على سرعة الهواء ودرجة حرارته وبصورة عامة يكون تأثيره أكبر بكثير مما يتصوره الناس عادة.
لنفرض أن درجة حرارة الهواء بلغت ( 4 ) درجات مئوية وكانت الرياح ساكنة تماماً في مثل هذه الظروف تبلغ درجة حرارة بشرة الجسم (31) درجة مئوية فإذا هبت رياح خفيفة بحيث لا تتحرك عندها أوراق الأشجار بتاتاً ولا ترفرف الأعلام إلا بصعوبة ( وسرعة مثل هذه الرياح تساوي 2 م/ ثا ) فإن بشرة الجسم تبرد بمقدار ( 7 ) درجة مئوية أما عند هبوب رياح تؤدي إلى رفرفة الأعلام ( وسرعة مثل هذه الرياح تساوي 6م/ ثا ) تبرد بشرة الجسم بمقدار ( 22 ) درجة مئوية و هذا يؤدي إلى انخفاض درجة حرارتها إلى ( 9 ) درجة مئوية وبالتالي لا نستطيع الاكتفاء بقراءة درجة الحرارة فقط لمعرفة مدى تأثرنا بالصقيع بل يجب الأخذ بعين الاعتبار سرعة الرياح أيضاً .
و في فصل الشتاء تؤكد النساء اللواتي يلبسن الخمار بأنه يدفئ و بدونه تحس وجوههن بالبرد وعندما ينظر الرجال إلى القماش الخفيف للخمار والذي كثيراً ما يحوي ثقوباً كبيرةً مطرزةً لا يميلون إلى تصديق قول النساء و يفكرون بأن الدفء الذي يبعثه الخمار في وجوه النساء ما هو إلا خدعة من بنات أفكارهن.
ولكن عندما نتذكر الحديث السابق تزداد ثقتنا فيما تقوله النساء عن الخمار ومهما كانت ثقوب تطريز الخمار واسعة فإن الهواء مع ذلك يتخلل مثل هذا القماش بصورة بطيئة نوعاً ما .
إن طبقة الهواء التي تلاصق الوجه مباشرة تسخن ويصبح بمثابة قناع هوائي دافئ محاط بالخمار لا يمكن للهواء الخارجي أن يزيحه بسهولة كما هي الحالة عند عدم وجود الخمار.
و لكن ربما يظن أحدنا بعد قراءة ما سبق بأن الرياح يجب أن تنعش الناس حتى في بعض أيام الصيف التي تكون فيها حرارتها عالية ... لكن هذا لا يحدث بالطبع.
و ذلك أن هذا الهواء يكون أدفأ من جسم الإنسان و لا عجب في أن الناس في هذه الحالة لا يشعرون بالبرودة عند هبوب الرياح بل يشعرون بحرارة أكثر . لأن الحرارة في هذه الحالة لا تنتقل من الجسم إلى الهواء بل على العكس يقوم الهواء بتسخين جسم الإنسان و لذلك كلما زادت كتلة الهواء التي تلامس جسم الإنسان في الدقيقة الواحدة كلما زاد معها شعور الإنسان بالحرارة.
عن كتاب الفيزياء المسلية في تفسير وتوضيح بعض الظواهر والألغاز للدكتور: محمد حبيب