ايات الله في الحيوانات

maram

New Member
آيات الله في الحيوان
قال تعالى " و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " .
يعتبر الحيوان كتاب مفتوح لكل من أراد دراسة عجائب الحياة في الأحياء . و يقدر العلماء عدد الحيوان بأكثر من 2 مليون فصيلة ، و بالرغم من ذلك فلم يدرس منها الآن إلا الجزء اليسير ،ن و قد كانت نتيجة دراسة هذا الجزء اليسير التسليم بوجود الله الذي خلق فسوا .
الجهاز الهضمي للحيوان
تتعدد الأماكن التي توجد فيها الحيوانات ، و قد اختلفت أجهزتها اختلافا كبيراً بحيث تلائم البيئة التي تعيش فيها و الغذاء الذي يتوفر لها فالفم و هو أول مراحل الهضم ، و قد صمم تصميماً رائعاً ينطق بعظمة مبدعه .
الحيوانات الكاسرة
زودت أفواه الآساد و النمور ، و الذئاب و الضباع ، و كل الحيوانات الكاسرة التي تعيش في الفلاة و لا غذاء لها إلا ما تفترسه من كائنات لابد من مهاجمتها و التغلب عليها بأنياب قاطعة و أسنان حادة و أضراس صلبة . و لما كانت في هجومها لا بد أن تستعمل عضلاتها قوية سلحت بأظافر و مخالب حادة ، و حوت أمعدتها الأحماض و الأنزيمات الهاضمة للحوم و العظام .
الحيوانات المجترة
تعيش بعض الحيوانات على المرعى ، و يعني بها الإنسان ، فيوفر لها غذاء أساسه النبات و الشجيرات . و من الحيوانات البقر و الجاموس و الغنم و الماعز و غيرها .
و قد صممت أجهزتها الهاضمة يما يتناسب نع البيئة ، فأفواهها واسعة نسبياً، و قد تجردت من الأنياب القوية و الأضراس الصلبة ، و بدلاً منها توجد الأسنان التي تتميز بأنها قاضمة قاطعة ، فهي تأكل الحشائش و النباتات بسرعة و تبتلعها كذلك دفعة واحدة ، حتى يمكنها أن تؤدي للإنسان ما خلقت لأجله من خدمات .و قد أوجدت العناية الخالقة لهذا الصنف أعجب أجهزة للهضم ، فالطعام الذي تأكله ينزل إلى الكرش ، و هو مخزن له ، فإذا ما انتهى عمل الحيوان و جلس للراحة ، يذهب للطعام تجويف يسمى القلنسوة ثم يرجع إلى الفم ، فيمضغ مرة ثانية مضغاً جيداً حيث يذهب إلى تجويف ثالث يسمى أم التلافيف ، ثم إلى رابع يسمى الأنفحة ، و كل هذه العملية الطويلة أعدت لحماية الحيوان ، إذ كثيراً ما يكون هدف لهجوم حيوانات كاسرة في المراعي ، فوجب عليه أن يحصل على الغذاء بسرعة و يختفي ، و يقول العلم أن عملية الاجترار ضرورية بل و حيوية ، إذ أن العشب من النباتات العسرة الهضم ، لما يحتويه السليلوز الذي يغلف جميع الخلايا النباتية ، و لهضمه ، يحتاج الحيوان إلى وقت طويل جداً ، فإذا لم يكن مجتراً و بمعدته مخزن خاص لضاع وقت طويل في الرعي يكاد يكون يوماً بأكمله دون أن يحصل الحيوان على كفايته من الغذاء ، و لأجهد العضلات في عمليات التناول و المضغ . إنما سرعة الأكل ، ثم تخزينه و إعادته بعد أن يصيب شيئاً من التخمر ، ليبدأ المضغ و الطحن و البلع و تحقق كافة أغراض الحيوان من عمل و غذاء ، و حسن هضم ، فسبحانه المدبر .
الطيور و الدواجن
يختلف الجهاز الهضمي للطيور اختلافاً كبيراً عن جهاز الحيوان الهضمي ، مما يؤكد دقة المرمى ، و يظهر جميل الصنع . إذ يمتد من رأس كل طائر جزء صلب خال من الأسنان . عزمي التركيب هو المنقار الذي يستخدم في التغذية بدلاً من الفم و الشفتين والأسنان عند سائر الحيوان . إذ يبتلع الطير غذاءه بلا مضغ . و تختلف مناقير الطيور باختلاف أنواع غذائها .فالطيور الجارحة كالبوم و الحدأة ، ذات منقار قوي حاد على شكل خطاف لتمزيق اللحوم . بينما للإوز و البط مناقير عريضة مفلطحة كالمغرفة ، توائم البحت عن الغذاء في الطين و الماء .و على جانب المنقار زوائد صغيرة كالأسنان لتساعد على قطع الحشائش .أما الدجاج و الحمام و باقي الطيور تلتقط الحب من الأرض ، فمناقيرها قصيرة مدببة هذا الغرض ن بنما منقار البجعة مثلا طويل طولا ملحوظا ، و يمتد من أسفله كيس كبير يشبه الجراب ليكون ، كشبكة الصياد ، إذ أن السمك هو غذاء البجعة الأساسي .
و منقار الهدهد و طويل مدبب ، أُعد بإتقان للبحث عن الحشرات و الديدان التي غالباً ما تكون تحت سطح الأرض . و يقول العلم أنه يمكن للإنسان أن يعرف غذاء أي طير من النظرة العابرة إلى منقاره .أما باقي الجهاز الهضمي للطير فهو عجيب ، فلما لم يعط أسنانا فقد خلقت له حويصلة و قانصة تهضم الطعام . و يلتقط الطير مواد صلبة و حصى لتساعد القانص على هضم الطعام .
عظام الحيوان
إن من أعجب ما اكتشف في عالم الحيوان ، أن الطير أخف من أي حيوان في حجمه و قد أتضح بالتشريح إن عظام الطير رقيقة و مجوفة ، لتعمل على خفة جسمه و تجعله بذلك قادراً على الطيران .
و من أعمق الدراسات التي يمكن بها أن نلمس القدرة الإلهية التي صممت و خلقن ما نشاهده في أرجل الحيوانات ، فالتي من خصائصها الجري و الجر ترى أن أرجلها قوية لتساعدها على الجري السريع ، كما تنتهي كل رجل بحافر صلب ليحمي الرجل مما قد يصيبها من كثرة الجري ، كالحمار و الحصان .
أما البقر و الجاموس ، فأرجلها قصيرة قوية ، تنتهي بأظلاف صلبة مشقوقة ، لتساعدها على السير في الأراضي الزراعية اللينة ، بينما أرجل الجمل تنتهي بأظلاف مشقوقة تحتها وسادة ثخينة تسمى بالخف ، لتمنع القدم من الغوص في الرمال ، و على أرجله كذلك أربطة من جلد خشن تحميه من الحصى و الرمال عندما يبرك .
و أقدام الطيور التي تتغذى على اللحم ، لقدميها مخالب قوية جامدة ، و هي منثنية بما يساعدها في القبض على الفريسة ، كالنسر و الصقر و البوم و الحدأة و غيرها . فأما تلك التي تتغذى على الحبوب كالدجاج و الحمام فأقدامها ذات أظافر مدببة تصلح للنبش في الأرض . و الطيور التي يستلزم أمر تغذيتها أمر البحث عن غذائها في الماء ، تتصل أصابعها بغشاء جلدي تستعمله كالمجذف في سباحتها .
و من أبرز الأدلة على ملاءمة الحيوان للبيئة التي يعيش فيها أن ما تضطرها ظروف غذائها البقاء في الماء لمدد طويلة قد ريشها بما لا يجعل الماء يعلق به ، فلذا لا تحس هذه الطيور ببرودة الماء و لا يصل البلل إلى أجسامها .
و من أبرز الأدلة على ملاءمة الحيوان للبيئة التي يعيش فيها ما عرف في الثعبان من أن فكيه سائبان من الخلف ، حتى يمكن للفم أن يتسع فيلتقم فريسته بغض النظر عن كبر حجمها .
تحورات عجيبة
ولعل في دراسة التحورات التي تلاحظ على بعض الأحياء ، بما يجعلها تستعمل هذه التحورات في غذائها ، لأكبر شاهد على ما في القوة المخافة من قدرة عجيبة ، كما يلاحظ في الأمثلة الآتية :
غربان نيوزيلانده
أن من أعجب المناقير التي شاهدها علماء التاريخ الطبيعي و ذكروها في أكثر من موضوع من مواضيع الدراسة ، مناقير غربان نيوزيلانده ، إذ يختلف منقار أنثاه اختلافا كبيرا عن منقار الذكر ، فمنقار الذكر صلب قوي سميك ، بينما منقار الأنثى طويل مدبب معقوف . فيضرب الذكر الشجر المصاب بالسوس و الدود بمنقاره القوي حتى ينتهي إلى موضع الدود فيها . عندئذ ترسل الأنثى منقارها الطويل المعقوف إلى داخل الشجر ، فتخرج الدود الذي يتقاسماه سوياً.
اليعسوب الطائر
يتغذى اليعسوب الطائر ، و هو حشرة تشبه الجراد ، على البعوض . و اليعسوب و البعوض حشرات عرف عنها سرعة الطيران ، فإذا عرفنا إن اليعسوب له فم يعتبر أعجب فم على وجه الأرض ، فهو مركب على مفصل ستطيع به التحرك إلى كل الجهات ، و بهذا التحور العجيب يقف اليعسوب على حافة بركة في وسط أعشاب ، و بين الحين و الآخر ، و على حين فجأة يلف فمه بسرعة مفتوحاً إلى الخلف فيلتهم كل ما يكون من البعوض على الأعشاب ، خلف اليعسوب ... لأدركنا مدى حكمة الخالق .
الضفدع
إن أطول لسان لكائن حي نسبياً هو لسان الضفدع ، إذ يبلغ نصف طولها . و قد أعد بما عليه من مواد لزجة لصيد الذباب ، و هو مثبت من الأمام و سائب من الخلف ، بعكس لسان الإنسان ، ليمكن فرده . فالضفدعة تقف حتى يقرب منها الذباب ، فإذا بها تمد لسانها ليلتصق به عدد من الذباب الذي تتغذى عليه أساسا .
و من أعجب ما يلاحظ في الضفدعة ، أنها لما لم يكن لها عنق تستطيع به أن تحرك رأسها لترى ما حولها ، فقد هيئت لها عيون بارزة تتحرك في كل الاتجاهات .

الأخطبوط
الأخطبوط حيوان لا عضلات له ، قد خلا من المخالب و الأنياب ، وليس له منقار أو أسنان ، و بالرغم من ذلك فهو لا يقترب من فريسته إلا أوردها مورد الهلاك ، و قد تكون هذه الفريسة الإنسان نفسه . و شكل الإخطبوط ، يعتبر دليلاً كافياً على إعجاز خلقه . فهو كتلة من اللحم لزجة لا يمكن أن يتصور أنها كائن حي ، فإذا ما اقترب منها فريسة انفتحت هذه الكتلة في لحظة ، عن ثمانية ألسنة يحوي كل لسان صفين من الأفواه ، و في كل صف خمس و عشرون أنبوبة لمص الدم ، فيكون للإخطبوط أربعمائة أنبوبة ، يلف على خمسة ألسنة و يتشبث بباقي الألسنة بالصخور ، ليظل بذلك مقيداً فريسته إلى الصخور ، و يغرز في جسم الفريسة الأنابيب الماصة من ألسنة ، و ما هي إلا ثواني قليلة حتى يأتي الإخطبوط على دم فريسته و يلفظ بقاياها .
و من العجيب أن هذه الألسنة لا يمكن قطعها إذ أنها لزجة لتكون في مأمن من أي سلاح .


السمك الصياد
يوجد في بحار بلاد الشرق الأقصى سمك يسمى بالسمك الصياد ، اذ أنه يعش على الحشرات التي يتصيدها بجهاز محكم .ففي سقف حلقه قناة عميقة ، إذا أطبق فمه خرج منها الماء على هيئة شعرية رفيعة ... فإذا أبصر حشرات على نبات قائم بجانب الجدول ، فسرعان ما يسقط عليها تيار من الماء من أسفلها ، فتسقط الحشرات .
و يعيش في أنهار الشرق الأقصى نوع من السمك يسمى " السمك المتسلق " إذ أنه يعش بدون مياه في هذا الجو الاستوائي فعندما تجف مياه الأنهار و القنوات التي تعيش فيها الأسماك ... تغادر أمكنتها إلى حيث يوجد الماء ... و تستعين عند ذلك بغدد لا توجد إلا في هذا النوع من السمك تفرز سائلاً رطباً لتظل خياشيمها رطبة حتى تعثر على الماء فتبطل عمل هذه الغدد .
و إذا لم تجد الماء فإنها تتسلق الأشجار حيث تعيش في قممها الرطبة ... و عندئذ تتحول غددها التي ترطب الخياشيم إلى أجهزة تنفس الأسماك كغيرها من الإنسان أو الحيوان .هذه الأسماك التي ما زالت موضع دراسة علماء الحيوان ... إن هي إلا آيات على وجود الخالق سبحانه .. الذي يشمل هذه الأسماك الصغيرة بعناية ورحمة و يحفظ عليها حياتها ... في البحر ... أو في البر ...


أجهزة التنفس في الحيوان
تختلف أجهزة التنفس في الحيوانات قدر اختلاف أجهزة الهضم بما يلائم بيئتها المعيشية . فالحيوانات التي تعيش على الأرض ، لها رئات تشبه في عملها رئات الإنسان ، و كل ما يلزم لعملية تبادل ثاني أكسيد الكربون ، الذي يخرج بالزفير ، بالأكسيجين بالشهيق من فتحات الأنف و الحنجرة و القصبة الهوائية . أما الحيوانات البرمائية ، و هي التي تعيش على الأرض و الماء ، فلها رئات عندما تكون على البر ، و خياشيم تستعملها و هي في الماء كخياشيم السمك ، تلك الأجهزة الجبارة الصنع التي تستخلص الأوكسجين من الماء . و من عجائب أجهزة التنفس ما يوجد في بعض الديدان التي لا يمكن أن تكون لها رئات أو خياشيم ، فتراها عبارة عن أنابيب مفتوحة على الديدان للتنفس .
و من طريف ما أكده العلم حالياً ، أن معظم الحيوانات الثدية تمتاز بحاسة شم قوية حادة ، و حاسة بصر ضعيفة ، بعكس الطيور فإنها ذات بصر قوي و شم ضعيف ، و ما ذلك إلا
لأن الأولى تهتدي إلى غذائها الذي يكون دائما على الأرض في طريقها بحاسة الشم ، بينما الطير و هو في السماء يحتاج إلى حدة بصره ليرى غذاءه من على بعد مرتفع .

fpcount.exe
المصدر :
كتاب " الله و العلم الحديث " بقلم عبد الرزاق نوفل
ط: دارا لناشر العربي الطبعة الثالثة 1393هـ 1973 م .

fpcount.exe

 
موضوع جيد أخي..
بانتظار الأفضل..
 
عودة
أعلى