السلام عليكم ورحمة الله
قبل أكثر من ست سنوات نشرات مجلة Water Research مقال افتتاحي بعنوان:
The ignoble art of cheating in scientific publication
أرفقه لكم في هذا الموضوع. هذا المقال الطريف يتحدث عن طرق الغش في البحث العلمي وقد تحدثت في موضوع سابق عن بعض هذه الطرق مثل القص واللصق من مقالات أخرى أو من الإنترنت. ورغم سهولة السرقة في ظل وجود آلاف المقالات والأبحاث العلمية المنشورة إلا أن كشف تلك السرقات سهل أيضاً. ومن الأمور الأخرى التي تحدث عنها المقال هي وضع أسماء أشخاص كمؤلفين رغم عدم مشاركتهم فعلياً في البحث، أو نشر الموضوع في أكثر من مجلة علمية الخ من تلك الطرق الغير أخلاقية في البحث العلمي.
إضافة لما ورد في تلك المقالة أود أن أتحدث عن موضوع آخر في البحث العلمي يتعلق وهو يتعلق بالأخذ بمواقف لا تعبر عن مصالح الوطن أو الأمة طمعاً في الحصول على دعم مالي لمشروع ما، وسأسوق بعض الأمثلة لذلك.
بعد ما يسمى بعملية السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان الغاصب، وبين الأردن والكيان، إضافة لكامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني لجأت الكثير من المؤسسات الدولية الأوروبية والأمريكية لتمويل مشاريع مشتركة بين الكيان الصهيوني من جهة وبين باحثين من مصر أو الأردن أو السلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وقد وقع الكثير من الباحثين في هذا الشرك إما طمعاً في تمويل الأبحاث مادياً أو عن عدم وعي وإدراك لأبعاد هذا الأمر. في كلتا الحالتين فإن النتيجة واحدة وهي الخروج بأبحاث يتم نشرها في مجلات علمية تتبنى الوجهة الصهيونية كلية، ويا للأسف والعار فإن المؤلفين صهاينة ومعهم بعض العرب!
ولأنني متخصص في مجال المياه فسأعطي أمثلة في هذا المجال مع تأكدي بوجود أمثلة أخرى في مجالات شتى
قرأت مقالاً علمياً منشوراً في مجلة متخصصة في المياه الجوفية، والمؤلفين هم صهاينة ومعهم باحث فرنسى وآخر فلسطيني. المقال يتبنى وجهة النظر الصهيونية من ناحية سرقة مياه الفلسطينيين ويدافع عن هذا الأمر. قمت بكتابة رد على هذا المقال بتفنيد تلك المزاعم الباطلة وقد اقتنع المحرر بوجهة نظري وقام بنشر ذلك الرد على هؤلاء الغاصبين ومعهم ذلك - "الفلسطيني"
مثال آخر: قرأت مقال منشور في مجلة علمية كتبه أحد المفاوضيين الأردنيين عن اتفاقية المياه بين الأردن وإسرائيل، ولست بصدد مناقشة تلك الاتفاقية المجحفة للأردن ولكن ما أثار حنقي أن المؤلف منحاز لوجهة النظر الصهيونية بل هو يتبناها بحذافيرها، لدرجة أنني كنت غير مصدق أن الكاتب عربي عند قرائني للمقال
وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة في عالمنا العربي للأسف، مثل المؤتمرات العلمية المشتركة والرحلات التطبيعية لأمريكا ليس فقط على صعيد الباحثين وإنما على صعيد الأطفال والناشئين. وبينما يتمسك الغاصبين بالباطل يحيد بعضنا عن الحق طمعاً في منفعة مادية أو شهرة.
==========================
قبل أكثر من ست سنوات نشرات مجلة Water Research مقال افتتاحي بعنوان:
The ignoble art of cheating in scientific publication
أرفقه لكم في هذا الموضوع. هذا المقال الطريف يتحدث عن طرق الغش في البحث العلمي وقد تحدثت في موضوع سابق عن بعض هذه الطرق مثل القص واللصق من مقالات أخرى أو من الإنترنت. ورغم سهولة السرقة في ظل وجود آلاف المقالات والأبحاث العلمية المنشورة إلا أن كشف تلك السرقات سهل أيضاً. ومن الأمور الأخرى التي تحدث عنها المقال هي وضع أسماء أشخاص كمؤلفين رغم عدم مشاركتهم فعلياً في البحث، أو نشر الموضوع في أكثر من مجلة علمية الخ من تلك الطرق الغير أخلاقية في البحث العلمي.
إضافة لما ورد في تلك المقالة أود أن أتحدث عن موضوع آخر في البحث العلمي يتعلق وهو يتعلق بالأخذ بمواقف لا تعبر عن مصالح الوطن أو الأمة طمعاً في الحصول على دعم مالي لمشروع ما، وسأسوق بعض الأمثلة لذلك.
بعد ما يسمى بعملية السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان الغاصب، وبين الأردن والكيان، إضافة لكامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني لجأت الكثير من المؤسسات الدولية الأوروبية والأمريكية لتمويل مشاريع مشتركة بين الكيان الصهيوني من جهة وبين باحثين من مصر أو الأردن أو السلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وقد وقع الكثير من الباحثين في هذا الشرك إما طمعاً في تمويل الأبحاث مادياً أو عن عدم وعي وإدراك لأبعاد هذا الأمر. في كلتا الحالتين فإن النتيجة واحدة وهي الخروج بأبحاث يتم نشرها في مجلات علمية تتبنى الوجهة الصهيونية كلية، ويا للأسف والعار فإن المؤلفين صهاينة ومعهم بعض العرب!
ولأنني متخصص في مجال المياه فسأعطي أمثلة في هذا المجال مع تأكدي بوجود أمثلة أخرى في مجالات شتى
قرأت مقالاً علمياً منشوراً في مجلة متخصصة في المياه الجوفية، والمؤلفين هم صهاينة ومعهم باحث فرنسى وآخر فلسطيني. المقال يتبنى وجهة النظر الصهيونية من ناحية سرقة مياه الفلسطينيين ويدافع عن هذا الأمر. قمت بكتابة رد على هذا المقال بتفنيد تلك المزاعم الباطلة وقد اقتنع المحرر بوجهة نظري وقام بنشر ذلك الرد على هؤلاء الغاصبين ومعهم ذلك - "الفلسطيني"
مثال آخر: قرأت مقال منشور في مجلة علمية كتبه أحد المفاوضيين الأردنيين عن اتفاقية المياه بين الأردن وإسرائيل، ولست بصدد مناقشة تلك الاتفاقية المجحفة للأردن ولكن ما أثار حنقي أن المؤلف منحاز لوجهة النظر الصهيونية بل هو يتبناها بحذافيرها، لدرجة أنني كنت غير مصدق أن الكاتب عربي عند قرائني للمقال
وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة في عالمنا العربي للأسف، مثل المؤتمرات العلمية المشتركة والرحلات التطبيعية لأمريكا ليس فقط على صعيد الباحثين وإنما على صعيد الأطفال والناشئين. وبينما يتمسك الغاصبين بالباطل يحيد بعضنا عن الحق طمعاً في منفعة مادية أو شهرة.
==========================
هذه ترجمة للمقال المرفق :
فن الغش الوضيع في البحث العلمي
لا شك أن الكثير من الباحثين في كل بقاع العالم يعيشون تحت ضغط نشر أبحاث علمية في مجلات علمية عالمية محكمة وقوية مثل مجلة "أبحاث المياه". هذا هو استنتاجنا على الأقل حيث نلاحظ ازدياداً في عدد الأبحاث المقدمة للنشر في هذه المجلة. للأسف فإننا نلاحظ ازدياداً في نسبة الأبحاث العلمية التي تحتوي على تصرفات لا أخلاقية (غش). بعض عمليات العش واضحة ولكن في بعض الحالات فإن الغش ناتج عن كسل وإهمال أو بسبب اختلاف الثقافات. هذه الحالات لا تزال قليلة ومع ذلك نود مناقشتها هنا.
فيما يلي قائمة بمختلف طرق الغش وسياسة مجلة " أبحاث المياه" تجاهها.
-بحث قديم – مؤلف جديد
لقد لاحظنا – لحسن الحظ – عدد قليل من الحالات قام فيها المؤلفون بأخذ بحث قديم جداً وقاموا بتقديمه باسمهم. ولأن لدينا بنك معلومات كبير فإننا سنكتشف معظم تلك الحالات. هذه الحالات واضحة مع نية خبيثة من أصحابها، وفي مجلة أبحاث المياه نقوم بوضع أمثال هؤلاء على القائمة السوداء مما يمنعهم من النشر في مجلة أبحاث المياه. سنخبر أيضاً محرري المجلات الأخرى.
القص واللصق من مقالات أخرى
هذا الأمر أسهل من أن تكتب بنفسك، وأن لم يكن لديك بيانات علمية فبإمكانك أن "تستعيرها" من مؤلف آخر. في إحدى المرات أخبرني مؤلف أنه عمل ذلك لأن ليس بالإمكان الكتابة أفضل من ذلك. أنا بالتحديد معجب بتلك الحالة لأنني شخصياً المؤلف الذي تمت سرقة الفقرات من كتاباته. إن أردت الرجوع لبحث منشور فعليك كتابة اسم البحث وليس أن تقص وتلصق.
مقالات متعددة
يحاول بعض الباحثين استخلاص أكبر عدد ممكن من المقالات من بحثهم، وذلك عن طريق كتابة مقالاً عن كل جزئية من البحث. هذا الأمر يعرف باسم " طريقة السجق أو السلامي (1)". في مجلة أبحاث المياه نقوم بنشر أبحاث تحتوي على نتائج ذات أهمية.، ولذا فإن الكثير من أبحاث السلامي يتم رفضها.
إهمال ذكر بعض زملائك المشاركين في البحث
فيما لو كان الأمر ناتج عن نسيان أو عن خوف من أن زملائك سيأخذون التقدير والإهتمام فإن اهمال ذكر أحد من الباحثين المشاركين ببساطة أمر غير مقبول. يجب عليك أن تذكر كل الباحثين المشاركين. قانون حقوق الطبع العالمي ينص صراحة على أن كل شخص شارك في كتابة بحث يتوجب ذكره لذا لا يوجد عذر لعدم الالتزام بهذا الأمر.
ذكر الأصدقاء أو الزملاء كمؤلفين
هذا الأمر ربما يمنحك أصدقاء جدد ولكن ليس عندنا. مجلة أبحاث المياه من أقوى المجلات العلمية فإذا تم قبول مقالك للنشر في مجلتنا فهذا الأمر يجعل المؤلفين يحظون بالاحترام والتقدير. حقيقة أن زوجك عمل بعض الرسومات في البحث لا تعني أنه أصبح باحثاً.
عدم ذكر الأبحاث القديمة
عدم ذكر الأبحاث السابقة والقديمة في مجال البحث ربما يعطي انطباع جيد وخصوصاً للمراجع الغير متمرس الذي قد يظن أن ذاك البحث رائد في مجاله. في مجلة أبحاث المياه يتم رفض المقالات التي لا تذكر مراجع لما سبق من أبحاث .
وللتأكيد على جديتنا في تلك الحالات فإننا سنضع الحالات الآنفة الذكر بشكل مختصر على موقع تسليم الأبحاث لمجلة أبحاث المياه: www.ees.elsevier.com/wr
إضافة لإقرار بأنه في حال تسليمك بحث للنشر لهذه المجلة فإنك تقر بسياستنا تجاه التصرفات الغير أخلاقية في البحث العلمي
بالنيابة عن كل المحررين في مجلة أبحاث المياه
موجين هينز
رئيس التحرير
==========================
(1) السلامي يعرف بالسجق أو المرتديلا وهو عبارة عن لحوم مطحونة ومتبلة ومطبوخة ويتم تقطيعها شرائح رقيقة عند التقديم. المؤلف استخدم هذا التشبيه كناية عن تقسيم البحث العلمي لجزئيات بسيطة ونشر كل جزء على حدة