فى مثل هذا اليوم الأربعاء من عام 1998 توفى العالم الجليل الشيخ محمد متولى الشعراوى ، عن سبعة وثمانين عامًا وشهرين وستة عشر يومًا، ودفن فى قريته دقادوس.
ولد الشيخ الشعراوى فى 15 إبريل سنة 1911 م. بقرية دقادوس, مركز ميت غمر, بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن الكريم فى قريته فى سن الحادية عشر, وتخرج فى كلية اللغة العربية عام 1941، ثم حصل على شهادة العلمية (الدكتوراه).
شارك فى عام 1934 فى حركة تمرد طلاب الأزهر التى طالبت بإعادة الشيخ المراغى إلى مشيخة الأزهر، كما أودع السجن الانفرادى فى سجن الزقازيق بتهمة العيب فى الذات الملكية بعد نشره مقالاً يهاجم فيه الملك لمواقفه من الأزهر.
عين مدرسًا بمعهد طنطا الأزهرى وعمل به, ثم نقل إلى معهد الإسكندرية, ثم معهد الزقازيق، أعير للعمل بالسعودية سنة 1950 حيث عمل مدرسًا بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، وبعد عودته عين وكيلاً لمعهد طنطا الأزهرى سنة 1960 ثم مديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961 ثم مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م.
وفى عام 1964 اختير مديرًا لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون، وبعدها عين رئيسًا لبعثة الأزهر فى الجزائر 1966، ثم أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م.
عين و زيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976 ، واختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية 1980 م.
عرضت عليه مشيخة الأزهر وكذا منصب فى عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض و قرر التفرغ للدعوة الإسلامية، وقال قولته الشهيرة " كفانا من الدست الحامض مغرفة " .
عرف الناس الشيخ الشعراوى، وتوثقت صلتهم به، ومحبتهم له من خلال البرنامج التلفزيونى "نور على نور" ، الذى كان يقدمه الإعلامى أحمد فراج ، وهو الذى كان يفسر فيه كتاب الله العزيز، وقد بدأ هذا البرنامج فى السبعينيات من هذا القرن، ومن خلاله ذاع صيت الشعراوى فى مصر والعالم العربى والإسلامى، ومن التليفزيون المصرى انتقل البرنامج إلى إذاعات وتليفزيونات العالم الإسلامى كله تقريبًا.
كان الشعراوى فى تفسيره للقرآن آية من آيات الله، وكان إذا جلس يفسر كأن كلامه حبات لؤلؤ انفرطت من سلكها فهى تنحدر متتابعة فى سهولة ويسر.
المصدر