mohamadamin
حكيم المنتدى
علماء السعودية ينتفضون ضد موجة الإلحاد المتصاعدة
الاحد 10 يونيو 2012
موقع مفكرة الإسلام:
أصدرت كوكبة من علماء ومشايخ ودعاة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم اللجنة الدائمة بيانًا بخصوص الهجمة الإلحادية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، لبيان خطورة هذا الأمر والتحذير منه وكشف الخطوات الحازمة المطلوبة للتصدي له.
وأعلن العلماء والدعاة في بيانهم براءتهم من هذه المقالات الكفرية ومن أصحابها وإنكارهم الشديد لها، ودعوا المسئولين بشكل عاجل إلى القيام بما أوجب الله عليهم من حراسة دين الله تعالى.
وطرح الدعاة والعلماء في بيانهم عدة توصيات يجب على السلطات الحكومية الأخذ بها في سياق مواجهة خطر الموجة الإلحادية.
كما دعوا المثقفين وقادة الرأي في المجتمع إلى عدة خطوات من قبيل اتخاذ مواقف حاسمة تجاه مثل هذه الأفكار الخبيثة مع ضرورة التواصل مع الشباب ومناصحتهم لحمايتهم من هذه الأخطار.
وحثَّ البيان وسائل الإعلام المختلفة على عدم الترويج للكفر والمجون والوقوف بحزم في وجه مساعي تشويه الدين وتلويث العقيدة والعبث في عقول أبناء الأمة.
وناشد العلماء والدعاة وزارة الأوقاف السعودية إلى سرعة توجيه الخطباء والأئمة بالتركيز على التصدي لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وركز البيان على مخاطبة الآباء والأمهات والمعلمين بحتمية تحذير الجيل الصاعد من خطورة هذه الموجة التي تهدد الدين واستقرار المجتمع.
وفيما يلي نص البيان:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من المصائب العظمى والبلايا الكبرى ما يحل بدين الناس وإيمانهم، فهو أعظم مما يحل بأمر دنياهم، فإن فساد الدين وذهاب الإيمان سبب في هلاك الحرث والنسل، وذهاب الأمن، والاختلاف والتفرق وذهاب الريح، ولا أعظم ولا أصدق من كلام ربنا في وصف عاقبة الفساد: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِير}، وقصَّ الله لنا في القرآن هلاك أمم بأكملها بسبب وقوعها في الشرك أو المجاهرة بالمعاصي والتمالؤ عليها، فكيف بمن يظهر ويشهر ويعلن سب الله ورسوله ودينه وكتابه، فهذا أعظم الذنوب وأشنع الجرائم.
وإن مما يؤلم ويؤسف له ما انتشر في الآونة الأخيرة في بلاد الحرمين مهبط الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين ومنار التوحيد ومأرز الإيمان المملكة العربية السعودية من ظهور شرذمة من الزنادقة أعلنوا بالكفر المستبين الواضح الذي أجمع علماء الإسلام على اختلاف أعصارهم وأمصارهم بأنه كفر أكبر مخرج من الملة، وهو أمر تنفر منه الفطر السليمة ويعرف قبحه وجرمه العامة فضلاً عن العلماء ألا وهو سب الله عز وجل وسب رسوله صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بدينه وشرعه بطريقة ليست عفوية ولا زلة لسان ولا سبق قلم، بل هو أمر منظم عبر مواقع وشخصيات مدعومة من الداخل والخارج.
وليس المقام هنا مقام التأصيل والتقعيد وذكر الأدلة على كفر وردة من فاه بهذه الكلمات الساقطة في حق الله وحق رسوله وشرعه، ويكفي هنا الإشارة إلى أن الإنسان قد يكفر بالكلمة يقولها كما قال ربنا جل وعلا: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ}، والله عز وجل حكم بكفر وانتقاض إيمان من استهزأ بقراء القرآن من الصحابة فقال عن هؤلاء المستهزئين - الذين لم يستهزئوا برب العالمين ولا برسوله ولا بالقرآن صراحة -: {قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، ونحن نقول لكل من تجرأ على الله ورسوله ودينه بالسب والاستهزاء كما قال ربنا: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
وقد كان لهذا الأمر مقدمات وأسباب: فظهرت قديمًا روايات وكتب لبعض هؤلاء الزنادقة تنقص فيها الرب جل وعلا، ثم قامت وزارة الإعلام بالسماح لمثل هذه الروايات والكتب التي تتنقص الرب جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم بأن تباع، وقد نوصحوا مرارًا وتكرارًا ولم يسمعوا كلام الناصحين مما كان له أثره السيئ والذي نذوق مراراته بظهور أمثال هؤلاء الملاحدة المتجرئين على الله جل في علاه، ثم ظهرت مواقع من أمثال (الشبكة الليبرالية) التي كان الملاحدة وأعداء الدين من الليبراليين وغيرهم يشنون حملاتٍ فيها تطاول على رب العالمين وعلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى الشرع المطهر وعلى حملته من أهل العلم، وقد حجب هذا الموقع عدة مرات، لكن الباطل له من يسانده في هذا البلد؛ وصاحبه المدعو (رائف بدوي) يخرج في الإعلام ويجاهر بباطله وزندقته من غير خوف ولا حياء، ثم حدث ما كان يخشى منه الغيورون وتجرأ ذلكم المدعو (حمزة كشغري) وشكك في وجود الله وتنقص رسول الله الكريم في صفحته في (التويتر)، فهب الناس من علماء وعامة ومسؤولين في استنكار فعله القبيح وأصدر العلماء بياناتهم في وقتها وعلى رأسهم اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية حيث أصدرت بيانًا أوضحت فيه أن ما قاله كفر وردة عن الإسلام، وطالبت بإحالته إلى القضاء الشرعي وقامت الدولة وقتها مشكورة بالأمر باعتقاله وهو خارج البلد وأُتي به، ولكن إلى الآن لا نعلم ما حصل ونطالب أن يعلن حكم الله فيه الذي يقرره القضاء الشرعي، وبعد هذه الحادثة تكشفت الأمور وأن هناك خلايا تنشر الإلحاد والتشكيك وحمزة كشغري من نتاج هذه الخلايا والتجمعات، وتجرأ أحد رموز هذه الخلايا وهو المدعو (عبدالله حميد الدين) وهو كاتب له مقالاته في جريدة الحياة وغيرها ودعا صراحة إلى الكفر والإلحاد ودافع عن كشغري في موقعه على التويتر وعبر برنامج (إضاءات) في قناة العربية دون حياء ولا خجل، ثم تتابعت موجة الإلحاد وكان من آخرها ما تفوهت به المدعوة (حصة آل الشيخ) بالجرأة على الله وتشبيه الله ـ تعالى علوًّا كبيرًا ـ بصوت أحد المغنين بحسب الصفحة المنسوبة إليها في التويتر، وتستمر سلسلة هذه الخلية المجرمة في حق الله تعالى وحق المسلمين فتتفوه المدعوة (بدرية البشر) بعبارات تفطر القلب المعظم لربه ودينه، ومن أقوالها المشينة: "كان الله في قسوته يتمثل بوجه أمي فهو غاضب على الدوام علينا" رواية (هند والعسكر) ص25، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، ولله در الغيورين في قطر الذين أوقفوا محاضرتها، وما ذكرناه هو نماذج تغني عن التوسع في عرض هذه المقولات، وبعدُ فهذه بعض الوقفات حيال هذه القضية الخطيرة نجملها فيما يلي:
أولاً: نعلن براءتنا من هذه المقالات الكفرية ومن أصحابها وإنكارنا الشديد لها، وندعوا المسؤولين بشكل عاجل بالقيام بما أوجب الله عليهم من حراسة دين الله والذب عنه وحماية جناب التوحيد والإيمان وذلك بما يلي:
1- إحالة هؤلاء العابثين من الزنادقة وغيرهم إلى القضاء الشرعي وتنفيذ أحكام الشريعة فيهم.
2- نطالب أجهزة الدولة كل بما يخصه منع كل ما يسبب الإلحاد أو التشكيك أو ينشره بين أبناء المسلمين سواء كانت كتبًا أو مواقع أو قنوات أو برامج أو مقاهٍ أو تجمعات.
3- توجيه وزارة الإعلام للقيام بدورها في بث البرامج النافعة التي تغرس الإيمان وترد على شبه الإلحاد والتشكيك وتعظيم الدين والشريعة في قلوب الناس بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.
وأن تحاسب كل من يظهر في وسائل الإعلام وتطبق السياسة الإعلامية التي تخصها بمنع كل ما يتعارض مع شريعة الإسلام أو يسيء إلى علمائه.
4- التوجيه بقبول الدعاوى ضد من ينشر أي أمر يخالف الشريعة فكيف بسب الله ورسوله، وأن لا تحال إلى وزارة الإعلام بل إلى القضاء الشرعي حتى يرتدع هؤلاء الزنادقة والمنافقون.
ثانيًا: على العلماء وغيرهم من المثقفين وأهل الرأي في هذه القضية:
1- أن يبادروا إلى إعلان النكير ومناصحة ولاة الأمر بتطبيق شرع الله فيهم وبيان الحكم الشرعي في مثل هذه المقولات ولا يسوغ لأحد التبرير أو الاعتذار فكلام العالم على ما نُشر وكُتب، وأما الحكم والقضاء على الشخص بعينه فمرده إلى القضاء الشرعي.
2- التواصل مع الشباب الذين ابتلوا بمثل هذه الشكوك ودلالتهم على الحق والرد على كل الشبهات التي تمر بهم، فالعلماء هم أقدر الناس على الرد عليها وعليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من نشر هذا العلم بكل ما يستطيعون عبر الوسائل الحديثة. وفتح أبواب مجالسهم لهم.
ثالثًا: على وسائل الإعلام والإعلاميين أن يتقوا الله في هذه الوسائل وفي أقلامهم وأن لا يروجوا للكفر والمجون بل عليهم أن يمنعوا ذلك وأن يجاهدوا بأقلامهم وإعلامهم كل ما يخالف دين الإسلام، ومعلوم أن من نشر مثل هذه الأمور فهو معاون ومشارك، والله عز وجل يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
رابعًا: وندعوا وزارة الشؤون الإسلامية إلى القيام بواجبها وأن توجه الأئمة والخطباء والدعاة لمواجهة بوادر الإلحاد الآخذة في التوسع، من الكفر والإلحاد وأن تقوم بدورها بإنتاج البرامج وطباعة الكتب واستقطاب العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات وتفعيلهم في توجيه المجتمع وترفع القيود التي فرضتها عليهم، فالوزارة عليها مسؤولية عظيمة نسأل الله أن يعين القائمين عليها لما فيه خير البلاد والعباد.
خامسًا: إلى المربين من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والموجهين: قوموا بواجبكم في تربية الجيل على الإيمان والخير والهدى وتحذيره من الكفر والفسوق والعصيان، مسؤوليتكم كبيرة وأثركم كبير فلا تقصروا فأنتم الذين تصوغون الأجيال سددكم الله ووفقكم لكل خير.
ونحن على يقين أن دين الله منصور، وأن كل هذا الكيد لن يضر إلا أهله، وسيلحقنا الضرر إن سكتنا فالله سبحانه قال وهو أصدق القائلين: {هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} والشرف والنصر لنا إن نصرنا ربنا ونبينا وديننا، {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ} {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ} وإن تولينا استبدل غيرنا والله غني عنا: {وَإِنْ تَتَوَلوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
نسأل الله أن يرد كيد المعتدين في نحورهم وأن يهيء لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية والكفر، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يوفق ولاة الأمر للأخذ على أيدي هؤلاء المفسدين، وأن يحفظ على هذه البلاد أمنها ودينها وسائر بلاد المسلمين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يوم السبت 19/7/1433هـ
الاحد 10 يونيو 2012
موقع مفكرة الإسلام:
أصدرت كوكبة من علماء ومشايخ ودعاة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم اللجنة الدائمة بيانًا بخصوص الهجمة الإلحادية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، لبيان خطورة هذا الأمر والتحذير منه وكشف الخطوات الحازمة المطلوبة للتصدي له.
وأعلن العلماء والدعاة في بيانهم براءتهم من هذه المقالات الكفرية ومن أصحابها وإنكارهم الشديد لها، ودعوا المسئولين بشكل عاجل إلى القيام بما أوجب الله عليهم من حراسة دين الله تعالى.
وطرح الدعاة والعلماء في بيانهم عدة توصيات يجب على السلطات الحكومية الأخذ بها في سياق مواجهة خطر الموجة الإلحادية.
كما دعوا المثقفين وقادة الرأي في المجتمع إلى عدة خطوات من قبيل اتخاذ مواقف حاسمة تجاه مثل هذه الأفكار الخبيثة مع ضرورة التواصل مع الشباب ومناصحتهم لحمايتهم من هذه الأخطار.
وحثَّ البيان وسائل الإعلام المختلفة على عدم الترويج للكفر والمجون والوقوف بحزم في وجه مساعي تشويه الدين وتلويث العقيدة والعبث في عقول أبناء الأمة.
وناشد العلماء والدعاة وزارة الأوقاف السعودية إلى سرعة توجيه الخطباء والأئمة بالتركيز على التصدي لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وركز البيان على مخاطبة الآباء والأمهات والمعلمين بحتمية تحذير الجيل الصاعد من خطورة هذه الموجة التي تهدد الدين واستقرار المجتمع.
وفيما يلي نص البيان:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من المصائب العظمى والبلايا الكبرى ما يحل بدين الناس وإيمانهم، فهو أعظم مما يحل بأمر دنياهم، فإن فساد الدين وذهاب الإيمان سبب في هلاك الحرث والنسل، وذهاب الأمن، والاختلاف والتفرق وذهاب الريح، ولا أعظم ولا أصدق من كلام ربنا في وصف عاقبة الفساد: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِير}، وقصَّ الله لنا في القرآن هلاك أمم بأكملها بسبب وقوعها في الشرك أو المجاهرة بالمعاصي والتمالؤ عليها، فكيف بمن يظهر ويشهر ويعلن سب الله ورسوله ودينه وكتابه، فهذا أعظم الذنوب وأشنع الجرائم.
وإن مما يؤلم ويؤسف له ما انتشر في الآونة الأخيرة في بلاد الحرمين مهبط الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين ومنار التوحيد ومأرز الإيمان المملكة العربية السعودية من ظهور شرذمة من الزنادقة أعلنوا بالكفر المستبين الواضح الذي أجمع علماء الإسلام على اختلاف أعصارهم وأمصارهم بأنه كفر أكبر مخرج من الملة، وهو أمر تنفر منه الفطر السليمة ويعرف قبحه وجرمه العامة فضلاً عن العلماء ألا وهو سب الله عز وجل وسب رسوله صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بدينه وشرعه بطريقة ليست عفوية ولا زلة لسان ولا سبق قلم، بل هو أمر منظم عبر مواقع وشخصيات مدعومة من الداخل والخارج.
وليس المقام هنا مقام التأصيل والتقعيد وذكر الأدلة على كفر وردة من فاه بهذه الكلمات الساقطة في حق الله وحق رسوله وشرعه، ويكفي هنا الإشارة إلى أن الإنسان قد يكفر بالكلمة يقولها كما قال ربنا جل وعلا: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ}، والله عز وجل حكم بكفر وانتقاض إيمان من استهزأ بقراء القرآن من الصحابة فقال عن هؤلاء المستهزئين - الذين لم يستهزئوا برب العالمين ولا برسوله ولا بالقرآن صراحة -: {قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، ونحن نقول لكل من تجرأ على الله ورسوله ودينه بالسب والاستهزاء كما قال ربنا: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
وقد كان لهذا الأمر مقدمات وأسباب: فظهرت قديمًا روايات وكتب لبعض هؤلاء الزنادقة تنقص فيها الرب جل وعلا، ثم قامت وزارة الإعلام بالسماح لمثل هذه الروايات والكتب التي تتنقص الرب جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم بأن تباع، وقد نوصحوا مرارًا وتكرارًا ولم يسمعوا كلام الناصحين مما كان له أثره السيئ والذي نذوق مراراته بظهور أمثال هؤلاء الملاحدة المتجرئين على الله جل في علاه، ثم ظهرت مواقع من أمثال (الشبكة الليبرالية) التي كان الملاحدة وأعداء الدين من الليبراليين وغيرهم يشنون حملاتٍ فيها تطاول على رب العالمين وعلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى الشرع المطهر وعلى حملته من أهل العلم، وقد حجب هذا الموقع عدة مرات، لكن الباطل له من يسانده في هذا البلد؛ وصاحبه المدعو (رائف بدوي) يخرج في الإعلام ويجاهر بباطله وزندقته من غير خوف ولا حياء، ثم حدث ما كان يخشى منه الغيورون وتجرأ ذلكم المدعو (حمزة كشغري) وشكك في وجود الله وتنقص رسول الله الكريم في صفحته في (التويتر)، فهب الناس من علماء وعامة ومسؤولين في استنكار فعله القبيح وأصدر العلماء بياناتهم في وقتها وعلى رأسهم اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية حيث أصدرت بيانًا أوضحت فيه أن ما قاله كفر وردة عن الإسلام، وطالبت بإحالته إلى القضاء الشرعي وقامت الدولة وقتها مشكورة بالأمر باعتقاله وهو خارج البلد وأُتي به، ولكن إلى الآن لا نعلم ما حصل ونطالب أن يعلن حكم الله فيه الذي يقرره القضاء الشرعي، وبعد هذه الحادثة تكشفت الأمور وأن هناك خلايا تنشر الإلحاد والتشكيك وحمزة كشغري من نتاج هذه الخلايا والتجمعات، وتجرأ أحد رموز هذه الخلايا وهو المدعو (عبدالله حميد الدين) وهو كاتب له مقالاته في جريدة الحياة وغيرها ودعا صراحة إلى الكفر والإلحاد ودافع عن كشغري في موقعه على التويتر وعبر برنامج (إضاءات) في قناة العربية دون حياء ولا خجل، ثم تتابعت موجة الإلحاد وكان من آخرها ما تفوهت به المدعوة (حصة آل الشيخ) بالجرأة على الله وتشبيه الله ـ تعالى علوًّا كبيرًا ـ بصوت أحد المغنين بحسب الصفحة المنسوبة إليها في التويتر، وتستمر سلسلة هذه الخلية المجرمة في حق الله تعالى وحق المسلمين فتتفوه المدعوة (بدرية البشر) بعبارات تفطر القلب المعظم لربه ودينه، ومن أقوالها المشينة: "كان الله في قسوته يتمثل بوجه أمي فهو غاضب على الدوام علينا" رواية (هند والعسكر) ص25، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، ولله در الغيورين في قطر الذين أوقفوا محاضرتها، وما ذكرناه هو نماذج تغني عن التوسع في عرض هذه المقولات، وبعدُ فهذه بعض الوقفات حيال هذه القضية الخطيرة نجملها فيما يلي:
أولاً: نعلن براءتنا من هذه المقالات الكفرية ومن أصحابها وإنكارنا الشديد لها، وندعوا المسؤولين بشكل عاجل بالقيام بما أوجب الله عليهم من حراسة دين الله والذب عنه وحماية جناب التوحيد والإيمان وذلك بما يلي:
1- إحالة هؤلاء العابثين من الزنادقة وغيرهم إلى القضاء الشرعي وتنفيذ أحكام الشريعة فيهم.
2- نطالب أجهزة الدولة كل بما يخصه منع كل ما يسبب الإلحاد أو التشكيك أو ينشره بين أبناء المسلمين سواء كانت كتبًا أو مواقع أو قنوات أو برامج أو مقاهٍ أو تجمعات.
3- توجيه وزارة الإعلام للقيام بدورها في بث البرامج النافعة التي تغرس الإيمان وترد على شبه الإلحاد والتشكيك وتعظيم الدين والشريعة في قلوب الناس بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.
وأن تحاسب كل من يظهر في وسائل الإعلام وتطبق السياسة الإعلامية التي تخصها بمنع كل ما يتعارض مع شريعة الإسلام أو يسيء إلى علمائه.
4- التوجيه بقبول الدعاوى ضد من ينشر أي أمر يخالف الشريعة فكيف بسب الله ورسوله، وأن لا تحال إلى وزارة الإعلام بل إلى القضاء الشرعي حتى يرتدع هؤلاء الزنادقة والمنافقون.
ثانيًا: على العلماء وغيرهم من المثقفين وأهل الرأي في هذه القضية:
1- أن يبادروا إلى إعلان النكير ومناصحة ولاة الأمر بتطبيق شرع الله فيهم وبيان الحكم الشرعي في مثل هذه المقولات ولا يسوغ لأحد التبرير أو الاعتذار فكلام العالم على ما نُشر وكُتب، وأما الحكم والقضاء على الشخص بعينه فمرده إلى القضاء الشرعي.
2- التواصل مع الشباب الذين ابتلوا بمثل هذه الشكوك ودلالتهم على الحق والرد على كل الشبهات التي تمر بهم، فالعلماء هم أقدر الناس على الرد عليها وعليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من نشر هذا العلم بكل ما يستطيعون عبر الوسائل الحديثة. وفتح أبواب مجالسهم لهم.
ثالثًا: على وسائل الإعلام والإعلاميين أن يتقوا الله في هذه الوسائل وفي أقلامهم وأن لا يروجوا للكفر والمجون بل عليهم أن يمنعوا ذلك وأن يجاهدوا بأقلامهم وإعلامهم كل ما يخالف دين الإسلام، ومعلوم أن من نشر مثل هذه الأمور فهو معاون ومشارك، والله عز وجل يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
رابعًا: وندعوا وزارة الشؤون الإسلامية إلى القيام بواجبها وأن توجه الأئمة والخطباء والدعاة لمواجهة بوادر الإلحاد الآخذة في التوسع، من الكفر والإلحاد وأن تقوم بدورها بإنتاج البرامج وطباعة الكتب واستقطاب العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات وتفعيلهم في توجيه المجتمع وترفع القيود التي فرضتها عليهم، فالوزارة عليها مسؤولية عظيمة نسأل الله أن يعين القائمين عليها لما فيه خير البلاد والعباد.
خامسًا: إلى المربين من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والموجهين: قوموا بواجبكم في تربية الجيل على الإيمان والخير والهدى وتحذيره من الكفر والفسوق والعصيان، مسؤوليتكم كبيرة وأثركم كبير فلا تقصروا فأنتم الذين تصوغون الأجيال سددكم الله ووفقكم لكل خير.
ونحن على يقين أن دين الله منصور، وأن كل هذا الكيد لن يضر إلا أهله، وسيلحقنا الضرر إن سكتنا فالله سبحانه قال وهو أصدق القائلين: {هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} والشرف والنصر لنا إن نصرنا ربنا ونبينا وديننا، {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ} {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ} وإن تولينا استبدل غيرنا والله غني عنا: {وَإِنْ تَتَوَلوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
نسأل الله أن يرد كيد المعتدين في نحورهم وأن يهيء لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية والكفر، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يوفق ولاة الأمر للأخذ على أيدي هؤلاء المفسدين، وأن يحفظ على هذه البلاد أمنها ودينها وسائر بلاد المسلمين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يوم السبت 19/7/1433هـ