المجـاهد
New Member
السلام عليكم ورحمــة الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوتى وأخواتى فى الله أعضاء المنتدى الكرام أهدى اليكم هذا الموضوع .
سؤال:
رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله - عزوجل - وهو خائف من ذلك جداً فماذا يفعل ؟.
رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله - عزوجل - وهو خائف من ذلك جداً فماذا يفعل ؟.
الأجـــابة :
الحمدلله
ما ذكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها , أقول له : أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة , لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين ، ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم, ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان , بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين .
وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان , ولا هي آخر حال, بل ستبقى ما دام في الدنيا مؤمن. ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم فعن أبي هريرة (رضي الله) عنه قال : (جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به , فقال : ( أو قد وجدتموه؟). قالوا : نعم , قال : ذاك صريح الإيمان ) .رواه مسلم
وفي الصحيحين عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به, فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) : الحمد لله الذي ردأمره إلى الوسوسة . رواه أبو داود .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإيمان : والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان بوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قالت الصحابة يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به. فقال ذاك صريحا لإيمان . وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به . قال: (الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة) أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له , ودفعه عن القلوب هو من صريح الإيمان , كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه, فهذا عظيم الجهاد, إلى أن قال: (ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعباد من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم, لأنه (أي الغير) لم يسلك شرع الله ومنهاجه , بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه, وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة , فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى) .
فأقول لهذا السائل : إذا تبين لك أن هذه الوساوس من الشيطان فجاهدها وكابدها , واعلم أنها لن تضرك أبداً مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنها, والانتهاء عن الانسياب وراءها, كما قال النبي صلىالله عليه وسلم: ( أن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم) . متفق عليه .
وأنت لو قيل لك : هل تعتقد ما توسوس به ؟ وهل تراه حقاً؟ وهل يمكنك أن تصف الله سبحانه وتعالى ؟
لقلت : ما يكون لنا أننتكلم بهذا , سبحانك هذا بهتان عظيم , ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك, وكنت أبعد الناس نفوراً عنه, إذن فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك , وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم, ليرديك ويلبس عليك دينك .
لقلت : ما يكون لنا أننتكلم بهذا , سبحانك هذا بهتان عظيم , ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك, وكنت أبعد الناس نفوراً عنه, إذن فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك , وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم, ليرديك ويلبس عليك دينك .
ولذلك تجد الأشياءالتافهة لا يلقي الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن , فأنت تسمع مثلاً بوجود مدن مهمةٍ كبيرة مملوءة بالسكان والعمران في المشرق والمغرب ولم يخطر ببالك يوماً من الأيام الشك في وجودها أو عيبها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى , وليس فيها ساكن ونحو ذلك , إذا لا غرض للشيطان في تشكك الإنسان فيها ولكن الشيطان له غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن , فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبه , ويوقعه في ظلمة الشك الحيرة , والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدواء الناجع الذي فيه الشفاء , وهو قوله: ( فليستعذ بالله ولينته ) فإذا انتهى الإنسان عن ذلك واستمر في عبادة الله طلباً ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه بحول الله , فأعرض عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذا الباب وها أنت تعبد الله وتدعوه وتعظمه , ولو سمعت أحداً يصفه بما توسوس به لقتلته إن أمكنك , إذن فما توسوس به ليس حقيقة واقعة بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها .
ونصيحة تتلخص فيما يأتي :
1 : الأستعاذة الله والأنتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبى
.
2: ذكر الله وضبـط النفس عن الأستمرار فى هذه الوساوس .
3: الأنهماك الجدى فى العبادةوالعمل امتثالاً لأمر الله , وابتغاء لمرضاته ، فمتى التفت إلى العبادةالتفاتاً كلياً بجدٍّ وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس إن شاء الله .
4: كثرة اللجوء الى الله والدعاء بمعافاتك من هذا الأمر
وأسال الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه .
مجموع فتاوى ورسائل فضيلةالشيخ محمد بن صالح العثيمين.
(أخوتى وأخواتى الكرام للأمانة وإحقاقاً للحق هذا الموضوع منقول ، ولكن كان الهدف من هذا اننى أعلم أن كثيراً منا تصيبه هذه الوساوس مما ينعكس ذلك على حسن أداء عبادته ، لذلك عندما قراءت هذا الموضوع فى أحدى المنتديات أستئذنت من كاتبه أن أنشره حتى يعم الخير على الكافة .. شكراً )