روايات وقصص Sammora كِدَه ! مِيَّه مِيَّه

Samir Aser

New Member
Sammora كِدَه ! مِيَّه مِيَّه

رن الهاتف قُبيل صلاة الفجر ؛ مد يده فى الظلام فاصطدمت بالتليفون فوقع على الأرض فقام يشعل النور وأمسك بالسماعة ؛ وكعادته انتبهت حواسه كلها : - أفندم
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . - وعليكم السلام مين ؟
- أنا الشيخُ عبدُ المُنعِم . - أهلاً أهلاَ سِيدْنا الشيخ خير ؛ رمِيت عليها يمين الطلاق تانى ؟
وتأتيه ضحكات الشيخ عبد المنعم الوقورة : - هاه... هاه... هاه... هاه ؛ لا تؤاخذنى فى إتصالى بك فى ساعة متأخرة من الليل يا أخى ؛ للضرورةِ أحكامُها ؛ أستاذ Sammora لاتشرب الماءَ مِن الصُنبورِ... الماءُ به سمٌ قاتل . ابتسم بمرارة ساخرة ( والله انت فايق ورايق ياشيخ عبد المنعم ) : - بتقول ايه ياسِيدْنا ؛ أكيد شوفت الفيلم بتاع عماد حمدى ( من حكمدار العاصمة إلى أحمد ابراهيم ؛ القاطن بدير النحّاس ؛ لاتشرب الدواء ؛ الدواء به سمٌ قاتل ) . ويرد الشيخ عبد المنعم بجدية : - أنا لا أشاهد هذه المساخر ياأخى ؛ إننى أحذرك ؛ فالماء به سمٌ قاتل وقد أبلغت المساجد والزوايا ليحذروا الناس من المآذن .
ويتساءل Sammora : - سم ايه ياشيخ عبد المنعم.... الحكاية ايه ؟ . ويتابع الشيخ حديثه : - هناك حالات تسمم كثيرة بالمشفى ؛ وواجبى حتّم على أن أتصل بك ؛ لاتشرب الماءَ من الصُنبور ؛ الماءُ به سمٌ قاتل . - الله !.... فيه حالات فعلا فى المستشفى ؟ .
- نعم يا أخى ؛ وقد حاولت الإتصال بالمشفى العام أكثر من مرة بلا جدوى ؛ الخطُ مشغولٌ دائما ؛ وأستأذنك علىّ الإتصال بكل معارفى ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- وعليكم السلام ؛ اتفضل ياعم الشيخ ؛ متشكرين قوى .
وضع سماعة التليفون وهو غير مصدق ما أخبره به الشيخ عبد المنعم ؛ فلا مصداقية له عنده من يوم أن ألقى يمين الطلاق على زوجته وأنكر وهو يقسم بأغلظ الأيمان ؛ ثم عاد وأقر يمينه ؛ وطلب من Sammora بصفاقة اتخاذ كل الحيل القانونية لسلب حق طليقته فى حضانة طفلها ؛ وتدخل Sammora حتى عادت المياه لمجاريها ؛ وردها لعصمته .
ضحك وهو يردد طريقة الشيخ عبد المنعم فى نطقه الفصيح المُتقعّر ( أستاذ Sammora لاتشرب الماءَ من الصُنبور... الماءُ به سمٌ قاتل ) ؛ ولكنه مالبث أن قام ناحية الحمَّام وفتح الصنبور وتدفقت المياه ؛ أخذ ينظر إليها فى حيرة وقلق ؛ ُثم تناول بعضها فى كفه يتشممها ؛ لم يشعربتغيير ما ؛ ولكنه أعاد الكرة تلو الكرة ؛ أغلق الصنبور ووضع يده على بطنه فقد أحس بألم خفيف فى أعلى معدته ...ورن جرس التليفون
- أفندم . ويأتيه صوت أخته مشوباً بالفزع :
- Sammora ؛ كويس انك صاحى ياخويا ؛ موش عارفه اتصل بـ حد م العيله .
- خير ياأختى فيه ايه ؟ ...... جوزك ضربك تانى ؟! .
- لأ الحمد لله احنا كويسين ؛ أوعى تشرب م الحنفيه يا Sammora المَيَّه مُسمَّمَه ياخويا بيقولوا فيها سُمِّيات ؛ وأهم بيذيعوا فى الجامع اللى جنبنا أهم... سامعهم ؟ . ( عملتها ياشيخ عبد المنعم )
- ياساتر ؛ دا أنا شربت الليله ميّه بالهَبَلْ ؛ وانتى عارفه مابشربش إلاّ م الحنفيه ؛ المَيَّه الساقعه بتتعبنى .
- ربنا يُستر يا Sammora ؛ دُول بيقولوا المستشفى مليانه ناس متسممين ؛ إلاّ المَيَّه يا Sammora أنا مُش عارفه غضب ايه ده اللى نازل علينا ؛ أنا مُش هودِّى العيال المدرسه ؛ الحمد لله الخزّان فيه مَيَّه من امبارح ؛ اتصل بالعيله واحد واحد وحذرهم .
- حاضر . وضع سماعة التليفون وتحسَّس بطنه فقد ازداد مايشعر به من ألم ؛ وتضاربت الأفكار فى رأسه ؛ كان على يقين من كذب الخبر ؛ فلو صح لقامت هيئة المياه من فورها باعلام الناس بوجه رسمى... هذا واجبها.. ياللهيئة اللعينة !
وتناهى إلى سمعه صوت الشيخ عبد المنعم يدوِّى بالميكروفونات الأربعة للجامع المجاور ؛ يُعلِنها للناس كافة أن غضب الله قد حاق بهم لشرورهم وفساد ذممهم وتفشى الفجور بينهم و ؛ و ؛ و..... فارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة ؛ وجد الشيخ ضالته فى صب لعناته على الناس . ولكنه مالبث أن ذهب مرة ثانية وفتح الصنبور ؛ وتدفقت المياه ؛ تناول بعضها فى كفه وعاد يتشمّمها من جديد ؛ وبدى له تغييرا طفيفاً فى رائحتها ؛ أغلق الصنبور ؛ وأخذ يجفف يده بعناية وهو يتشمّمها من آن لآخر...... ورن الهاتف : - أفندم
- صباح الخير يا أستاذ Sammora . وميّز صوت صديقه رياض
- أهلا رياض . وبحرج واضح وبصوت حيِى : - معلش انِى بكلمك فى الوقت ده.... أنا مُش عايزك تنزعج . ويقطع Sammora عليه الحديث :
-هتقولى المَيَّه مُسمَّمَه ... هَهْ ؟ . - أيوه... دِى مَيّه ؛ وأنا ماقدرش مابلّغكْش .
ويتساءل Sammora فى اهتمام : - بس الخبر وصلكم ازّاى يارياض ؟ ؛ داحنا ف بلد وانتم فى بلد تانيه . - ماهِى محطة المياه واحده .
- آآآه ... قل لى يارياض ايه الحكايه بالظبط ؟... ايه اللى انت سمعته بالضبط ؟.
- والله الناس هايجه ؛ وبيقولوا المَيَّه مُسمَّمَه وفيه حالات كتيره فى المستشفى .
- عندكم انتم كمان ؟. - أيوه ؛ بس أنا اتصلت بالمستشفى ؛ وقالوا لى مافيش أى حاجه من دِى وحاولت اتصل بأى حَدْ من المسئولين ؛ مافيش ... الظاهر كُلهم بيصَيِّفوا فى مارينا . ويرد Sammora بجدية : - من يوم ماخصخصوا هيئة المياه ؛ والبلاوى نازلة علينا تِرِفْ ؛ فيه حَدْ يحوّل مرفق حيوى زَىْ دَه لقطاع خاص... بس أنا متأكد يارياض إن الموضوع ده اشاعه . ويتعالى صوت السيمفونية التاسعة لبيتهوفن ؛ ويضحك رياض : - الظاهر فيه حد بيضرب جرس الباب عندك يا أستاذ Sammora . ويرتفع صوت Sammora : - أيوه ثانيه واحدة ؛ خليك معايا يارياض . وينحى سماعة التليفون جانبا ؛ وتتتابع الطرقات على الباب الخشبى لتتناغم مع الموسيقى الكلاسيكية . ويصيح Sammora بصبر نافذ : - حاضر ؛ حاضر ؛ جاى أهوه .
ويفتح الباب ؛ واذا بجمهرة من الجيران يقفون فى وجوم أمام الباب ؛ ينظر إليهم بقلق وتدور عينيه تتصفحهم ؛ وبلهجة الواثق يقول : - الكلام اللى سمعتوه ده كلام فاضى .. كُله كلام فاضى .... دِى اشاعات . وينبرى له أحدهم : - اشاعات إزَّاى يا أستاذ ... دا الجوامع كُلها بتذيع فى الميكروفونات ؛ والمستشفى فيها ناس يَامَا . ويُحرّك Sammora اصبعه أمام وجهه بتوتر متسائلا : - انت شُفْتُهُم بعينيك ؛ رُحْت بنفسك وشُفتهم ؟ . - لأ بس الجوامع هتِكْدِبْ . ويصيح Sammora فى رجاء يائس : - ياناس اشربوا ميّه عادى.... أهُهْ . وتناول زجاجة ماء وجعل يشرب منها أمامهم . وتبتعد امرأة منكوشة الشعر، قابضة على طفلها النائم بين يديها : - ياعم اشرب ؛ انت حُر ف روحك ؛ لا وراك عَيِّل ولا تيِّل . ويأمره أحدهم : - لأ اشرب م الحنفية ... العجرودى عايز يسمِّمْنا ؛ ماعرفش يسرقنا عايز يسمِّمْنا ... العجرودى عايز يسمِّمْنا . وتعالت الأصوات فى نفس واحد : أيوه العجرودى عايز يسمِّمْنا . ويصيح Sammora : - عجرودى مين اللى عايز يسمِّمْنا ؟! . وانعقد لسانه وبلع ريقه بصعوبة وهو يسمع أحدهم يتهمه : - أيْوَه دافع عنه ماهو برضه نسِيبك . وينفض الجمع رويدا رويدا وهم يتراشقون العبارات مابين مصدق ومُكذب ؛ وعاد Sammora ورفع السماعة : - مَعَلِش يا رياض . ويرد رياض : - أنا سمعت كل حاجة ؛ عجرودى مين ده ؟ . وبقرف يرد Sammora : - دا رئيس هيئة مياه الشرب الجديد بعد ماخصخصوها ياسيدى ؛ بقت عزبته الخاصة ؛ استغل ان عدادات المياه ف البلد معظمها بايظ ؛ وبيطالب الناس بمبالغ جزافية خرافية ؛ والناس موش قادرة تدفع ؛ وأنا رافع لهم قضايا ضد الهيئة . ثم صمت قليلا واسترسل : - والله ممكن يكون عملها العجرودى الكلـ ...مش بعيد يكون هُوَّه مصدر الإشاعة ...... بقول لك ايه يارياض ؛ أنا قرأت خبر فى الجزيرة ان فيه مظاهرات فى مصر... تكونش الحكومة بتلهينا... بتأدّبنا ؟! .
- ربنا يُستر ... ما استبعدش يكون فيها سياسة ؛ على كل حال دى ميّه ؛ وكان من واجبى أبلغك . - شكرا يارياض.... شكرا .
وضع سماعة التليفون ؛ وازداد الألم فى معدته ؛ وجلس حائرا لايدرى ماذا يصنع ؛ وقد تسلل إلى يقينه بعض الشك ؛ تناول التليفون وهَمَّ بالاتصال برئيس هيئة المياه ؛ إلاّ أنه تراجع ووضع السماعة ثانية . وتذكَّر صديقه حسن بك بشرطة النجدة ؛ فرفع سماعة التليفون بسرعة : - آلو حسن بك .
- أهلا أستاذ Sammora انت فين يا راجل ؟ .
- الحمد لله إنك فى النوباتجية... بقول لك ايه يا حسن بيه . - أأمر خير .
- فيه اشاعات ماليه البلد ان الميّه مُسمَّمَه... الحكاية دى ايه ؟ .
- ميّة ايه ؟!
- الميّه اللى فى الحنفيات يا حسن .
- انت بتتكلم جَدْ .... . - آى والله .... مافيش بلاغات عن حالات تسمم وصلتكم ؟
- لا أبدا أنا فى النوباتجية من امبارح ؛ أنا معسكر هنا يا سيدى ؛ أم هيثم مع الأولاد فى المصيف وأنا قاعدلهم هنا . - يعنى مافيش حاجة . - أيوه يا أخى... انت مش مصدقنى ولاّ ايه ؟ على كل حال ممكن تسأل نسيبك العجرودى بيه .
- يوووووه .
- ياعم Sammora كبَّر دماغك ومشِّى حالك فيه حَدْ عاقل بَرضُهْ ياخد القطار بالحُضن ؛ البلد اتْبَاعِتْ خلاص....هاوِدْنِى و الْحَقْ لكْ حِتَّه . - بقولك ايه ياحسن ؛ بَلاش الأسلوب دَه مَعايا .
- أنت حُر بُكره تندم يا جميل . - على كل حال الحمد لله ؛ متشكر قوى ياحسن بيه .
وضع سماعة التليفون ( اذن فقد صدق حدسه ) ؛ وابتسم فى مكر ؛ وفتح فهرست أرقام التليفونات ؛ وبدأ يتصل بأسماء منتقاة اختارها بعناية :
- آلو فلان بيه أنا Sammora ... معلش ماتنزعجش ؛ بلاش تشرب الميّه من الحنفيه أحسن بيقولوا مُسمّمه ؛ أنا مُش مُتأكد من الحكاية دى ؛ بس دى ميّه ؛ وواجب عليّه أبلغك .... آلو فلان بيه... معلش ماتنزعجش.......... آلو فلان بيه ...
ولم ينته إلاّ بعد أن أفحمه أحدهم بقوله : - ومين قال لك ان احنا بنشرب ميَّه من الحنفية .
ثم أخلد إلى النوم .
وفى عصر ذلك اليوم ؛ اتضحت الأمور ؛ وأعلن العجرودى بك رئيس هيئة مياه الشرب ؛ أن مياه الشرب نظيفة مائة بالمائة ، وظهر على شاشة التليفزيون بالقناة المحلية ؛ وهو يميل برأسه ويفتح فمه عن آخره أسفل صنبور ماء يشرب منه مسرورا ويضرب على كرشه المرتفع بيديه بثقة ؛ وتُعلن المُذيعة أن بلدنا بخير ؛ وتحذر الناس من الإشاعات المُغرضة التى تستهدف أمن الوطن والمواطن . وتتتابع الإعلانات المُوجَهَة... بادر أخى المواطن بدفع مُستحقات هيئة المياه ... حافظوا على قطرة الماء... الست سنية سايبه الميه ترخ ترخ من الحنفية . ابتسم Sammora وأغلق التليفزيون وخرج ليجلب جرائد اليوم ؛ فهاله الكم الهائل من العبوات البلاستيكية للمياه المعدنية والطبيعية والغازية المُلقاة بالشوارع ؛ وفتح الجريدة فاذا الصفحة الأولى تبشر بقوة اقتصاد البلاد ؛ وتُطرى على القطاع الخاص الوطنى قاطرة الإقتصاد ؛ وتتصدر الصفحات أخبار ارتفاع أسهم شركات تعبئة المياه الطبيعية والمعدنية والغازية ؛ وشركات المنتجات البلاستيكية والورقية ؛ و ؛ و ... ؛ وفى طريقها إلى توسيع نشاطها بطرح أسهم جديدة ؛ تنتعش بها سوق الأوراق المالية .
ومرّت أيام .

( يتبع )
 
......................

قام Sammora من نومه وقت الغسق ؛ فقد اعتاد على النوم لساعات طويلة منذ بدأت الأجازة القضائية لينال أكبر قسط من الراحة بعدما أصابه من ارهاق بدنى وذهنى طوال العام القضائى المُنصرم ؛ لايخرج من شقته إلاّ نادرا . قام يترنح فى مشيته وقد تفتّحت مسامه عن آخرها وتصبب العرق من وجهه و التصق جلبابه بجسده ؛ فقد وصلت الحرارة فى ذلك اليوم من أيام الصيف الملتهبة إلى أقصى معدلاتها ؛ تناول كرسيا بلاستيكيا ، وتوجه إلى الحمّام ؛ ووضع الكرسى أسفل الدُش مباشرة ؛ وخلع عنه ملابسه ؛ وجلس مسترخياً ؛ وفتح الصنبور.... ولكن... لم تنزل نقطة ماءٍ واحدة . ( آه ... فرغ خزان المياه ) ؛ مد يده بتكاسل وضغط على مفتاح موتور رفع المياه ؛ الذى اضطر إلى شرائه لضعف انسياب المياه فى الآونة الأخيرة ؛ إلاّ أن الموتور أصدر صفيرا مزعجا فهو يدور على خواء ؛ فأسرع بغلقه وهو يسب ويلعن ( آه ... سَحْبين المَيَّه كُلها ومحولينها ع المصايف ؛ وموش مهم الناس تموت ) . ولحاجته الملحة للماء لقضاء حاجته ؛ ارتدى جلبابا جافا وعدّل من هيئته ؛ و طرق باب جاره ؛ وفُتح الباب : - أهلا أستاذ Sammora خطوة عزيزة . وبحرج بالغ : - معلش ياعم اسماعيل ؛ من فضلك عايز شويّة ميه . ومد له يده بجيركن بلاستيكى . وينظر إليه العم اسماعيل باستغراب وأسف : - ماكانش يِتْعَز عنك يا أستاذ Sammora ؛ المَيَّه اللى عندنا يا دوب لِشُرْب العيال ؛ المَيَّه مقطوعه من يومين ؛ واحنا فى انتظارها أهه.... ربنا يسهل . ويردد Sammora بقلق : - بتقول من يومين ؟ ! . ويرد عليه العم اسماعيل مؤكدا : - أيوه من يومين ... ماعندكش خبر ولاّ ايه . ويعود Sammora إلى شقته كاسف البال مقهورا ( مين يومين والميه مقطوعه ! ) ؛ ولم يُجديه نفعاً سِوى المناديل الورقية ؛ ولِحُسن حظه وجد بعضها . وتمر الساعات الطويلة السمجة وماتزال المياه مقطوعة ، وتحولت صنابير المياه إلى قطع حديدية جافة صامته .
انبعثت رائحة العرق والأبخرة كريهة الرائحة من جسد Sammora ووصلت إلى أنفه ؛ وتلبّد شعر رأسه ؛ وغطت وجهه وجبهته طبقة زيتية متربة ؛ وأحس بالظمأ الشديد...
ولم يجد سوى بعض علب العصير ؛ أخذ يشرب بعضها على مهل دون أن تروى ظمأه . ورن جرس التليفون . - أفندم . ويأتيه صوت رياض على الطرف الآخر : - مساء الخير يا أستاذ
وبلهجة بطيئة مرهقة : - أهلا يارياض . وبطريقته السريعة فى الحديث : - عامل ايه ياسِيدِى ؟
؛ لسه قاعد عندك مش عايز تتحرك ؟ . ويرد عليه Sammora : انت بتتكلم منين ؟
- من راس البر .... الجو جميل والميه جميله ؛ وقاعد أبَلبَط فى البحر ؛ ماتيجى ياأخى تقضى لك يومين معايا . وقطّب Sammora وجهه ورفع يده يمررها على رقبته جيئة وذهابا فتنفتل خيوط سوداء ثعبانية رفيعة ؛ ويمد يده من تحت جلبابه يمررها على كتفيه وصدره يفرك جسده ويجمع الخيوط السوداء يكوّرها فى يده كرات طينية لدنه يعبث بها ويتأملها ويلقى بها على الأرض وقد غرق فى تفكير عميق .
- مالك يا أستاذ ؟... معايا ؟ . - أيوه يارياض . ودَّ لو يصرخ ( أنا عطشان وحرَّان وطهقان وجربـان...) ؛ معلش أنا لِسَّه قايم م النوم والميَّه مقطوعه . ويرد رياض بمرح : - ياعم سيبك م اللى عندك وقوم يالله وتعالى بَلبَط معايا فى البحر ..... مستنيك .
ذهب بكسل يدير موتور رفع المياه ؛ ويصفر الموتور على خواء ؛ فيسارع بغلقه حتى لايحترق ؛ وقرر أن يخرج باحثاً عمّا يروى ظمأه ؛ ومرّ فى طريقه بشقة عم اسماعيل وتذكر قوله : ( الميَّه اللى عندنا يادوب لِشُرْبِ العِيال ) ؛ وذهب إلى السوبر ماركت القريب : - سلامو عليكو . وأقتحمته عينا حموده صاحب الحانوت ؛ فلم يره من قبل وهو يرتدى الجلباب - أهلا أستاذ Sammora . - مافيش عِنْدَكَّاااااااااا .... ادينى والنبى إزازة ميّه معدنية . ويهز حموده رأسه الكبير : - والله يا أستاذ Sammora خلصت ؛ الناس شطبت على المعدنى والطبيعى . - طب مالقيش عندك ازازة حاجة ساقعه سُخنه . ويرد حموده مبتسما : - مافيش والله يا أستاذ.... فيه عصير مانجة . وبتأفف : - ياساتر مابحبش المانجة ؛ طب ادينى اتنين . - خد لك كرتونه يا أستاذ Sammora ماحدش عارف الظروف . ويُؤمّن Sammora على كلامه : - ماشى .... ماشى - وخد لك كمان كرتونة ورق تواليت... هه . - آآ آآ ... ماشى ؛ ربنا يخليك ياعم حموده .
عاد إلى شقته حاملا ثروته بعناية ؛ وجلس يترقب على أمل أن يسمع صوت خرير المياه ؛ وقد شعر بالإعياء والظمأ الشديد و كُلما شرب علبة من العصير ازداد عطشا ؛ تمدد على سريره بعد أن أدار المروحة الكهربية فى اتجاهه .... ونام .
 

انتصف نهار اليوم التالى ؛ وقام Sammora من نومه وقد جف حلقه تماما ؛ والتصقت جفونه ببعضها وكأنها طُلِيت بالعسل ؛ واتجه من فوره تجاه الحمَّام الذى كانت جدرانه تفح حرارة وجفافا.... لم تأت المياه بعد . ضرب كفاً بكفٍ بيأس ؛ واتجه إلى الشرفة يُطل منها ؛ ويتلفت يمنة ويسرة ؛ رأى الناس يمشون زُرافات ووحدانا ؛ يحملون أوعية من كل نوع ؛ وشاهد الماء يتلألأ براقاً كالسّراب فوق رؤوس بعض النسوة ؛ فناداهن بصوت جريح : - المَيَّه دى منين ؟ . فيشرن فى صمت ناحية الميدان الكبير ؛ خطف الجيركن البلاستيكى ؛ ونزل من فوره بجلبابه ؛ وهو من كان لايُرَى إلاّ مرتديا البذلة الكاملة والكرافت . كلما جدّ فى سيره يقابله الكبار و الصغار ، يحملون أوعية مختلفة الأحجام و النسوة يحملن فوق رؤسهن أوعية الماء ؛ ولم يتوقف عن السؤال عن مصدر المياه ؛ ولم يتلق سوى اشارات صامته نحو الميدان الكبير الذى يتوسط البلدة . هاقد وصل أخيرا .... وراعه مايرى من زحام شديد كيوم الحشر ؛ معارك جانبية طاحنة والدماء تسيل من الأنوف وتتجلط فوق الرؤس... تراجع للخلف فى وجل ؛ وانتحى جانبا بعيدا ينظر بعيون زائغة وتطن بأذنيه أغنيات متداخله لايعرف مصدرها ( المصريين أهُمَّه حيوية وعزم وقوه...أنا النيل مقبرةٌ للغزاة... مصرْ مصرْ ؛ مصرْ هِيَّه أمِّى نِيلها هُوَّه دَمِّى ....البحر بيضْحَكْ لِى وأنا نازْلَه أدّلَّعْ أمْلا القلل .... ) . جعل الزحام يخف رويدا رويدا ؛ وانحسر تماما عن جرار زراعى يجر خلفه صهريج ماء صدىء وتتربع عليه لوحة مكتوب عليها بخط ردىء ( 1 البلدية ) .
عاد Sammora مع العائدين الغانمين منهم والخاسرين ؛ واذا به يلتقى وجها لوجه مع الشيخ عبد المنعم ؛ بدى الشيخ عبد المنعم نظيفاً لامعاً ؛يرتدى جلبابه الأبيض الناصع البياض ؛ وعلى رأسه الحليق طاقيته البيضاء الصغيرة ؛ وألقى على كتفيه شالا حجازيا ملونا ؛ و تدلت لحيته المخضبة بالسواد حتى سرته ؛ ابتسم الشيخ عبد المنعم فبدت أسنانه البيضاء ؛ وارتسم المكر فى عينيه الكحيلة :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ويرد Sammora بوهن : - وعليكم السلام سيدنا الشيخ . ويضحك الشيخ عبد المنعم بوقار : - هاه... هاه.... هاه .... هاه ؛ أرى أنك لم تظفر بقطرة ماء .
ويمسك بيد Sammora ، يضع بها كيسا صغيرا وهو يقول بوضوح مؤكدا مخارج ألفاظه : - الإسلامُ هُوَ الحل . ينظر Sammora إلى الكيس الذى أعطاه له الشيخ عبد المنعم ؛ يقلبه فى يده باستغراب ؛ وقرأ المكتوب عليه باللغتين العربية والإنجليزية ( استجماركو ليميتد ) ؛ فتح الكيس ؛ ليجد به قطع صغيرة بحجم واحد من الحجارة . ضحك Sammora ضحكة مُغتصبة كالبكاء ؛ ودفع للشيخ عبد المنعم كيسه وهو يقول له : - أنا باستعمل الورق ياسِيدْنا ؛ ويتعوَّذ الشيخ عبد المنعم : - أعوذ بالله..... اتستعمل الورق ؛ وقد ورد النهى الصريح عن استعماله . ويرتسم البؤس على وجه Sammora ؛ وهو يقول بحسرة : - الورق المنهى عنه يعنى الفضة ياسِيدْنا . ويعبس وجه الشيخ عبد المنعم : - ماذا تقول ؛ لا اجتهاد مع النص ؛ وهل هذا يتفق مع المعقول يا أستاذ . ويُغيِّر Sammora مجرى الحديث وهو يلقى نظرة سريعة على أظافره التى امتلأت بالأوساخ : - بس ايه النضافة دى ياشيخ عبد المنعم . ويرد الشيخ عبد المنعم بتواضع : - هذا فضل الله يؤتيه من يشاء .... الإسلام هو الحل يا أستاذ Sammora .
ويردد Sammora وهو يتأهب للمسير : نعم نعم الإسلام هو الحل..الإسلام هو الحل... سلامو عليكو
لم يكن يتخيل أن يأتى عليه يوم يسير ببساطة فى الشارع بجلباب قذر وهيئة مُزرية ؛ عاد إلى شقته ؛ ورفع سماعة التليفون وقد امتلأت نفسه بالغضب : - آلو... حسن بيه .
- أهلااااااااااااااااااا ن Sammora . - البلد بقى لها تلات تيام المَيَّه مقطوعه عنها .
- ياااااه... واللهِ ؟ ! - حسن ... الميه مقطوعه والناس ماشية فى الشوارع مش لاقيه ميه .
- والنجدة مالها ومال الكلام ده.... العجرودى بيه عندك يا أخى كلمه ... تحب اعملك بلاغ رسمى ؟
- أيوه ياحسن ... أيوه... اعمل لى بلاغ رسمى . ويأتيه صوت حسن بك على الجانب الآخر مرتفعا بلهجة تهكمية : - اعمل يابنى بلاغ رسمى باسم الأستاذ/ Sammora ؛ بيقرر فيه ان المياه مقطوعه عن البلد منذ ثلاثة أيام ...... مبسوط يا Sammora . - بَلّغ الكلام ده للمحافظة .
- عينيه الاتنين... بس كده ؛ أأمر أنت بس .
ويضع Sammora سمّاعة التليفون فى غيظ واحباط ... ماالعمل... أيذهب إلى النهر الصغير الذى يمر خارج البلدة ويجلب منه الماء ... أيحفر فى الأرض بئراً ... عرف الآن لماذا يعيش الناس فى شريط الوادى الضيق ملتصقين بالنيل ... لابد وأن تأتى المياه الآن... ويذهب يتأمل أنابيب المياه ؛ والصنابير الجافة ؛ وخطرت بباله فكرة سريعة فرفع غطاء السيفون ؛ ولكن أسْقِط فى يده ؛ وجده جافا تماما .
أخذ يدور فى الشقة ؛ يدخل حجرة ويخرج منها ليدخل الأخرى ؛ ثم جلس وقد استقرت عيناه على التليفون ؛ ورفع السماعة فى تحد ؛ وجرت أصابعه على رقم العجرودى بيه ؛ ليأتيه صوت نسائى ناعم :
- هالووو.... مين يافندم ؟ . - أنا Sammora يا مديحه .
- Sammora ... Sammora .. موش معقول.. آمْبُوسِيبْل ؛ وِشَّك ولا القمر ؛ انت فين يا Sammora ؛ كِدَه بَرْضُه ماشوفكْش من يوم الفرح يا وحِش ؛ دا أنا بنت عمك يا Sammora
ويقطع استرسالها : - عندكم ميّه يا مديحه . وترد من فورها بفرح لايخلو من دهشه :
- أولا لاّ... طبعا عندنا مَيَّه ؛ وعندنا كل حاجة ؛ بَسْ تعالى انت . ويرد بسرعة :
-أنا جاى يامديحة . - عَجْرُودْتِّى هينبسط قوى يا Sammora ؛ فى انتظارك ؛ يالاّ باى .
قام Sammora ؛ وقد ارتسمت فى عينيه نظرة حديدية ؛ فتح خزانة الملابس ؛ وتناول منها غياراً داخلياً نظيفاً ؛ وجلابية ؛ ومنشفه ؛ طرحهم على كتفيه ؛ واتجه ناحية الباب ؛ ثم عاد ليأخذ معه الجيركن .
مضى باصرار نحو بيت العجرودى بك ؛ كان عليه أولاً أن يقطع الطريق الطويل حتى النهر الصغير خارج البلدة ؛ ثم يعبر كوبرى المشاه الذى أقيم خصيصاً للإنتقال إلى الضفة الأخرى للنهر حيث الحى الراقى . مضى فى الطريق جاداً ؛ وقد تسمرت عيناه أمامه ؛ وإذا بعاصفة ترابية كبيرة تزحف نحوه وتقتحمه ؛ ومن بين الضباب الترابى ؛ يجد نفسه وسط قطيع كبير من الماعز والخرفان والحمير تحيط به الكلاب والصبية بعصيهم يمنعون القطيع من الشرود بنداءاتهم الفطرية ؛ وتملأ أذنيه سيمفونية من الأصوات متداخلة
( مَااااااء... مُووووء... مِييييىء... مَاااااااء ) . ملأ التراب خياشيمه وشاب رأسه قبل الأوان ؛ وكحّلت الأتربة عينيه ؛ ورسمت بعض الدموع النازفة خطوطا طولية على خدوده . اقترب من كوبرى المشاه الفاخر ؛ وعبره إلى الضفة الأخرى ؛ وقد تعلقت عيناه بفيلا العجرودى بك بأنوارها المتلألئة . اقتحم الحديقة وتجاوزها بسرعة ؛ وماتت يده على زر الجرس ؛ لتفتح له الخادمة ؛ التى تنظر إليه باستغراب ؛ وبنظرة حديدية سَمّرها فى عينيها : - إنْدَهِيلِى سِتِك مديحه ياشاطره . وتراجعت الخادمة فى اضطراب ؛ ليسمع حفيف ثوب نسائى تسبقه رائحة البرفان الفاخر ؛ وتظهر مديحة ؛ تنظر إليه باستغراب ؛ ثم تفتح فمها بدهشة : - Sammora .... عامل فى نفسك كده ليه ياحبيبى ... ايه البَهْدَله اللى انت فيها دِى ... دى موش جلابية بارتى ياحبيبى . ويمضى معها داخلاً ؛ فتسحبه من يده : - لأ لأ تعالى من هنا بلاش فضايح ... ريحتك عامله كده ليه... أووووف . - الحمام بتاعكم فين يامديحه . - الحمام آه... ماهو لازم تنضف نفسك الأول من العَكْعَكَه اللى انت فيها دى... انت جاى منين دلوقتى ... ايه اللى حصل لك ... تعالى تعالى . وتأخذه إلى الحمام ؛ فيتركها ويدخل ويُغلق الباب خلفه . يفتح بلهفة أول صنبور صادفه ؛ وتتدفق المياه مزغردة ؛ ويمد يديه يتلقاها ويعبُّ منها عبَّا حتى ارتوى تماماً ؛ ثم خلع ملابسه ؛ وفتح كل الصنابير ؛ واستلقى فى البانيو الفاخر باستمتاع لم يشعر بمثله طوال حياته ؛ ويغيب عن الوجود .
مرَّت ساعة كاملة ولم يخرج بعد من الحمَّام ؛ وتهمس الأصوات أمام الباب : - انتى متأكده انه Sammora . - طبعا طبعا.... بس كان فى حالة غريبة جدا .
وبطرقات خفيفة على الباب ؛ تهمس مديحة بدلال : - Sammora ... Sammora ؛ أخدت حمامك ياحبيبى . ويُفتح الباب ويخرج Sammora ؛ نظيفاً لامعاً ؛ وقد ارتدى جلبابه الأبيض وبيده اليسرى ملابسة المتسخة ؛ وباليمنى الجيركن مملوءاً بالماء . وتمد مديحه يدها لتمسك بذراعه اليسرى تهزها بتأفف : - سيب... سيب الحاجات الوحْشة دى . فيترك ملابسه القذرة من يده .
- ايه اللى انت ماسكه فى ايدك ده.... سيب سيب . ولكنه أبى ، وقد قبضت يده اليمنى على الجيركن بإحكام . - تعالى يا Sammora تعالى . وتدخل به غرفة نومها و تفتح دولاب ملابس العجرودى بك ؛ وتسحب عباءة فاخرة ؛ ألبسته اياها بصعوبة ؛ فلم يترك جيركن الماء من يده ؛ واستسلم لها تماما وهى تدهن شعره بالزيوت الفاخرة ؛ وتمشطه بعناية ؛ وتضمخ ملابسه بالعطور . اطمأنت إلى وجاهته وهيئته ؛ وقبل أن تمضى به ، حاولت أن تخلّص الجيركن من يده ؛ فلم تستطع ؛ فسحبته من يده وهى تقول بدلال : - يالله ياحبيبى.... يا كميل انت .... السهرة هتبتدى .
دخل Sammora الصالة الواسعة ؛ ذات الأرائك الوثيرة ؛ تتوسطها مائدة كبيرة عامرة بمالذ وطاب من أصناف المأكول والمشروب ؛ وقد أحاطت بالمكان مكتبة عامرة بالكتب والتحف وشرائط الفيديو ؛ قابله العجرودى بك مبتسماً ابتسامة واسعة ؛ وقد فتح ذراعيه يحتضنه ويربت على كتفيه : - شرفتنا يا Sammora بيه ... شرفتنا يا Sammora بيه ؛ واصطدمت رُكبته بجيركن الماء ؛ فنظر نحوه بتعجب ؛ ولكنه لم ينبس بكلمة ؛ وقاده باحترام نحو أريكة تتوسط المكان . جلس Sammora ؛ ووضع جيركن الماء على الأرض بجانبه ، ومازالت يده تقبض عليه باحكام . وبعد قليل جاءت الخادمة تدفع أمامها مائدة متحركة ؛ فأسرع العجرودى بك ؛ وصرفها ومضى يدفع بنفسه التروللى حتى استقر أمام Sammora ؛ وبأدب جَمْ تنحنح و قال له : - مديحة قالت لى : إن شوقك فى المَيَّه ؛ وأنا مقدرش أتأخر عنك يا باشا ؛ ياريتنى عرفت كده من زمان ؛ اتفضل كافة أنواع المَيَّة قدامك أهِهْ ... جونى ووكر.... بلاك آند هوايت..... جن.... لأ وعندك هنا نبيت فرنساوى انما ايه.. فاااخر ؛ ياريت تبدأ بيه يا باشا علشان نفسك تتفتح... برضه هنا براندى انجليزى مُعتق من أيام الملكة فيكتوريا.. الأنواع كلها قدامك أهُه.... إن حبّيت الويسكى سِك OK ؛ وان حبيته بمَيَّه التلج أهُه .. والشمْبانْيِيره أهِه .. والمَزَّه على كيف كيفك ؛ كافيار روسى طازه لسه واصل النهارده بالطياره... براحتك خالص ياباشا... براحتك خالص ؛ دى فرصة جميلة .
ومضى العجرودى بك يستقبل ضيوفه الذين توافدوا ....
- أهلا عشماوى باشا ملك المياه الطبيعية مياه النبع الـ .... شرّفتنا ياتوفيق باشا ياملك المياه المعدنية مياه الــ ..... اتفضل ياخَرُّوبى بيه ياملك المياه الغازية خَرُّوب كولا.... أهلا أهلا برائد صناعة العبوات البلاستيكية ... آآآ ه أخيرا شرفتنا يادفتار باشا ...ايه ؟! المناديل الورقية ورولاّت ورق التُواليت سوقها عامل ايه دلوقتى ؟ .... أهلا فلان.... اتفضل ياترتان .
وانتبه Sammora بشده وأخذ ينظر إلى بركه باشا صاحب شركات استجماركو ليميتد ؛ ولم يُخرجه من بَحْلَقتِه سوى وقوع ظل ضخم عليه :
- مييين Sammora ؟! موش معقوول ! ... أخيراً .. أخيراً فهِمت الفُوله . ويُزاحمه فى الأريكة حسن بك بملابسه العسكرية ورتبه تبرق فوق كتفيه :
- الله الله الله الله............. ايه المَيَّه اللى قدَّامك دِى كُلّها... ولا هارون الرشيد فى زمانه .
ثم ضم أصابع يُمناه ؛ وفرد ابهامه لأعلى ؛ وهز قبضة يده أمام وجه Sammora قائلا :
- انت كده ! ... مِيَّه مِيَّه .

سمير عصر
 
Sammora كِدَه انت مية على مية

مشكور على ابداعك المتواصل
واتمنى لك كل التوفيق
 
عودة
أعلى