ashdom
Active Member
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قوله تعالى( إني حفيظ عليم )
أي : حفيظ للخزائن عليم بوجوه مصالحها
وقيل : حفيظ لما استودعتني ، عليم بما وليتني .
وقيل : إني حفيظ لما وليت عليم بأمره .
وقيل : (حفيظ ) أي : خازن أمين ، ( عليم ) ذو علم وبصر بما يتولاه .
والحفيظ الذي يحفظ الشيء : أي إني حفيظ لما جعلته إلي من حفظ الأموال لا أخرجها في غير مخارجها ، ولا أصرفها في غير مصارفها
عليم بوجود جمعها وتفريقها ومدخلها ومخرجها .
قول يوسف عليه السلام للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
"أي: حفيظ للذي أتولاه، فلا يضيع منه شيء في غير محله، وضابط للداخل والخارج
عليم بكيفية التدبير والإعطاء والمنع، والتصرف في جميع أنواع التصرفات
وصف نفسه بالأمانة والكفاءة وهما مقصود الملوك ممن يولونه
وذلك أن صفة الحفظ محققة للائتمان ، وصفة العلم محققة للمكانة .
قوله تعالى ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )
إن خير من تستأجره للرعي القوي على حفظ ماشيتك والقيام عليها في إصلاحها وصلاحها
الأمين الذي لا تخاف خيانته ، فيما تأمنه عليه .
يقول : أمين فيما ولي ، أمين على ما استودع .
قيل : القوي في الصنعة ، الأمين فيما ولي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
"وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب، فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}...
والقوة في كل ولاية بحسبها:
فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها، فإن الحرب خَدْعَةٌ، وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعن وضرب وركوب وكر وفر...
والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.
والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألا يشتري بآياته ثمناً قليلاً، وتركِ خشية الناس
وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل من حَكم على الناس في قوله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } [المائدة: 44]...
إلى أن قال:
فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة، والآخر أعظم قوةً، قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضرراً فيها
فتقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإن كان فيه فجور، على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أميناً
كما سئل الإمام أحمد:
عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف مع أيهما يُغزى؟
فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين، وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيغزى مع القوي الفاجر...
ثم قال: مبيناً منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج في هذا الباب:
"ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل الرجل لمصلحةٍ مع أنه قد كان يكون مع الأمير من هو أفضل منه في العلم والإيمان"
منقول بتصرف من
تفسير القرطبي
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
القاعدة السابعة عشرة: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)د.عمر بن عبد الله المقبل
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قوله تعالى( إني حفيظ عليم )
أي : حفيظ للخزائن عليم بوجوه مصالحها
وقيل : حفيظ لما استودعتني ، عليم بما وليتني .
وقيل : إني حفيظ لما وليت عليم بأمره .
وقيل : (حفيظ ) أي : خازن أمين ، ( عليم ) ذو علم وبصر بما يتولاه .
والحفيظ الذي يحفظ الشيء : أي إني حفيظ لما جعلته إلي من حفظ الأموال لا أخرجها في غير مخارجها ، ولا أصرفها في غير مصارفها
عليم بوجود جمعها وتفريقها ومدخلها ومخرجها .
قول يوسف عليه السلام للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
"أي: حفيظ للذي أتولاه، فلا يضيع منه شيء في غير محله، وضابط للداخل والخارج
عليم بكيفية التدبير والإعطاء والمنع، والتصرف في جميع أنواع التصرفات
وصف نفسه بالأمانة والكفاءة وهما مقصود الملوك ممن يولونه
وذلك أن صفة الحفظ محققة للائتمان ، وصفة العلم محققة للمكانة .
قوله تعالى ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )
إن خير من تستأجره للرعي القوي على حفظ ماشيتك والقيام عليها في إصلاحها وصلاحها
الأمين الذي لا تخاف خيانته ، فيما تأمنه عليه .
يقول : أمين فيما ولي ، أمين على ما استودع .
قيل : القوي في الصنعة ، الأمين فيما ولي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
"وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب، فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}...
والقوة في كل ولاية بحسبها:
فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها، فإن الحرب خَدْعَةٌ، وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعن وضرب وركوب وكر وفر...
والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.
والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألا يشتري بآياته ثمناً قليلاً، وتركِ خشية الناس
وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل من حَكم على الناس في قوله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } [المائدة: 44]...
إلى أن قال:
فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة، والآخر أعظم قوةً، قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضرراً فيها
فتقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإن كان فيه فجور، على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أميناً
كما سئل الإمام أحمد:
عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف مع أيهما يُغزى؟
فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين، وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيغزى مع القوي الفاجر...
ثم قال: مبيناً منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج في هذا الباب:
"ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل الرجل لمصلحةٍ مع أنه قد كان يكون مع الأمير من هو أفضل منه في العلم والإيمان"
منقول بتصرف من
تفسير القرطبي
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
القاعدة السابعة عشرة: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)د.عمر بن عبد الله المقبل