Samir Aser
New Member
الحب القاتل
حكى بعض الثقات قال : اجتزت فى بعض أسفارى حى بنى عُذرة فنزلت فى بعض بيوته فرأيت جارية قد أُلبست من الجمال حلة الكمال ، فأعجبنى حسنها وكلامها ، فخرجت فى بعض الأيام أدور فى الحى ، وإذا بشابّ حسن الوجه عليه أثرُ الوجد ، أضعفَ من الهلال ، وأنحل من الخلال ، وهو يوقد ناراً تحت قدر ، ويردد أبياتا ودموعه تجرى على خديه ، فما حفظت منه إلاّ قوله :
فلا عنكِ لى صبرٌ ولافيك حيلة 000 ولامنك لى بدٌّ ولاعنك مهرب
ولى ألفُ باب قد عرفت طريقها 000 ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
فلو كان لى قلبان عشت بواحد 000 وأفردت قلبا فى هواك يُعذّب
فسألت عن الشاب وشأنه ، فقيل لى يهوى الجارية التى أنت نازل بيت أبيها ، وهى محتجبة عنه منذ أعوام 0 قال : فرجعت إلى البيت وذكرت لها ما رأيت ، فقالت : ذاك ابن عمى ، فقلت لها : يا هذه إن للضيف حرمة ، فنشدتك بالله إلا متّعتيه بالنظر إليك فى يومك هذا ، فقالت : صلاح حاله فى أن لا يرانى 0 قال فحسبت أن امتناعها فتنة منها ، فمازلت أقسم حتى أظهرت القبول ، وهى متكرهه ، فلما قبلت ذلك منى قلت : انجزى الآن وعدك فداك أبى وأمى ، فقالت : تقدمنى فإنى ناهضة فى أثرك ، فأسرعت نحو الغلام وقلت : أبشر بحضور من تريد فإنها مقبلة نحوك الآن ، فبينا أنا أتكلم معه إذ خرجت من خبائها مقبلة تجر أذيالها ، وقد أثارت الريح غبار أقدامها حتى ستر الغبار شخصها ، فقلت للشاب : هاهى قد أقبلت ، فلما نظر إلى الغبار صعق وخر على النار لوجهه ، فما أقعدته إلاّ وقد أخذت النار من صدره ووجهه ، فرجعت الجارية وهى تقول : من لا يطيق غبار نعالنا كيف يطيق مطالعة جمالنا ؟! 0
منقول من أحد كتب التراث
حكى بعض الثقات قال : اجتزت فى بعض أسفارى حى بنى عُذرة فنزلت فى بعض بيوته فرأيت جارية قد أُلبست من الجمال حلة الكمال ، فأعجبنى حسنها وكلامها ، فخرجت فى بعض الأيام أدور فى الحى ، وإذا بشابّ حسن الوجه عليه أثرُ الوجد ، أضعفَ من الهلال ، وأنحل من الخلال ، وهو يوقد ناراً تحت قدر ، ويردد أبياتا ودموعه تجرى على خديه ، فما حفظت منه إلاّ قوله :
فلا عنكِ لى صبرٌ ولافيك حيلة 000 ولامنك لى بدٌّ ولاعنك مهرب
ولى ألفُ باب قد عرفت طريقها 000 ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
فلو كان لى قلبان عشت بواحد 000 وأفردت قلبا فى هواك يُعذّب
فسألت عن الشاب وشأنه ، فقيل لى يهوى الجارية التى أنت نازل بيت أبيها ، وهى محتجبة عنه منذ أعوام 0 قال : فرجعت إلى البيت وذكرت لها ما رأيت ، فقالت : ذاك ابن عمى ، فقلت لها : يا هذه إن للضيف حرمة ، فنشدتك بالله إلا متّعتيه بالنظر إليك فى يومك هذا ، فقالت : صلاح حاله فى أن لا يرانى 0 قال فحسبت أن امتناعها فتنة منها ، فمازلت أقسم حتى أظهرت القبول ، وهى متكرهه ، فلما قبلت ذلك منى قلت : انجزى الآن وعدك فداك أبى وأمى ، فقالت : تقدمنى فإنى ناهضة فى أثرك ، فأسرعت نحو الغلام وقلت : أبشر بحضور من تريد فإنها مقبلة نحوك الآن ، فبينا أنا أتكلم معه إذ خرجت من خبائها مقبلة تجر أذيالها ، وقد أثارت الريح غبار أقدامها حتى ستر الغبار شخصها ، فقلت للشاب : هاهى قد أقبلت ، فلما نظر إلى الغبار صعق وخر على النار لوجهه ، فما أقعدته إلاّ وقد أخذت النار من صدره ووجهه ، فرجعت الجارية وهى تقول : من لا يطيق غبار نعالنا كيف يطيق مطالعة جمالنا ؟! 0
منقول من أحد كتب التراث