باب الحرص والأمل
الحرص على أكل الشجرة أخرج آدم من الجنة.
كان يقال: شدة الحرص من سبل المتالف.
وقال الأحنف : آفة الحرص الحرمان، ولا ينال الحريص إلاّحظّه.
كان الحسن البصريّ يقول: ما بعد أملٌ إلاّ ملَّ عمل.
كان يقال: من أطال الأمل أمات العمل.
قال بعض الحكماء : الإنسان لا ينفكُّ من الأمل، فإن فاته الأمل قوي على المنى.
Bالغ Hالأملؠjقعؠ(سبب،ؠhبابؠ'لمنىؠeفتوحؠdمنؠ#رادؠ'لدخولؠaيهخ
قال: والأمل يقع بسبب، وباب المنى مفتوح لمن أراد الدخول فيه.
من كلام الحكماء: الرزق مقسوم، والحريص محرومٌ، والحسود مغمومٌ، والبخيل مذموم.
قال الخليل بن أحمد: ?الحرص من شرّ أذاة الفتى=لا خير في الحرص على حال
من بات محتاجاً إلى أهله
هان على ابن العمِّ والخال
وقال غيره: الحرص مفسدة، والبخل مبغضة، والعجلة خطأ، والرفق يمن، والبذاء شؤم.
وقال آخر:
أيُّها الدَّائب الحريص المعنَّى
لك رزقٌ وسوف تستوفيه
فاسأل الله وحده ودع الـنّـا
س وأسخطهم بما يرضـيه
لا ينال الحريص شيئاً فيكفي
ه وإن كان فوق ما يكفـيه
وقال محمود الوراق:
غنى النَّفس يغنيها إذا كنت قانعـاً
وليس بمغنيك الكثير مع الحرص
وإن اعتقاد الهمِّ للخـير جـامـعٌ
وقلَّة همِّ المرء تدعو إلى النغص
وقال أيضاً:
لا تحمدنَّ أخا حرصٍ على سعةٍ
وانظر إليه بعين الماقت القالي
إنّ الحريص لمشغول بشوقـتـه
عن السُّرور بما يحوي من المال
وقال محمود الوراق أيضاً:
علام يشقى الحريص في طلب الرِّز
ق بـطـول الـرَّواح والـدَّلــج
يا قارع البـاب ربّ مـجـتـهـدٍ
قد أدمـن الـقـرع ثـم لـم يلـج
وربّ مستـولـجٍ عـلـى مـهـلٍ
لم يشق من قـرعـه ولـم يهـج
فاطو على الهمِّ كشح مصـطـبـرٍ
فآخـر الـهـمِّ أول الـفـــرج
وقال آخر :
يا أيها النَّاس كان لي أملٌ
أعجلني عن بلوغه الأجل
فليتَّق اللـه ربَّـه رجـلٌ
أمكنه في حياته العمـل
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمثل:
وبالغ أمر كان يأمـل دونـه
ومختلجٍ من دون ما كان يأمل
وكان يتمثل أيضا:
لا يغرَّنك عشاءٌ سـاكـنٌ
قد يوافى بالمنيَّات السَّحر
كان المأمون يعجبه قول أبي العتاهية:
تعالى الله يا سلم بن عمـرٍو
أذلَّ الحرص أعناق الرِّجال
أخذه أبو الفتح الملقب بكشاجم فقال:
بالحرص في الرِّزق يذّل الفتى
وفي القنوع الشَّرف الشَّامـخ
قال أبو عمر: وشعر أبي العتاهية الذي فيه هذا البيت الذي أعجب المأمون:
نعى نفسي إليّ من الَّليالـي
تصرُّفهنَّ حالاً بعـد حـال
فما لي لست مشغولاً بنفسي
ومالي لا أخاف الموت مالي
لقد أيقنت أنِّـي غـير بـاقٍ
ولكنِّي أرانـي لا أبـالـي
تعالى الله يا سلم بن عمـرٍو
أذلّ الحرص أعناق الرِّجال
هب الدُّنيا تساق إليك عفـواً
أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيءٍ ليس يبقـى
وشيكاً ما تغيِّره الَّـلـيالـي
قال:فلما بلغ سلماً الخاسر قول أبي العتاهية، قال:
ماأقبح التَّزهيد مـن واعـظٍ
يزهِّد الـنَّـاس ولا يزهـد
لو كان في تزهيده صادقـاً
أصحى وأمسى بيته المسجد
إن رفض الدنيا فما بـالـه
يكتنز المال ويسـتـرفـد
يخاف أن تنـفـد أرزاقـه
والرزق عند الله لا تنـفـد
الرزق مقسومٌ على من ترى
يسعى له الأبيض والأسـود
ولأبي العتاهية شعر في عروض شعره هذا وقافيته أوله:
أتدري أيّ ذلٍّ في الـسُّـؤال
وفي بذل الوجوه إلى الرِّجال
شعر حسن جيد في معناه قد ذكرته في باب القناعة من هذا الكتاب.
قال زياد بن أبي سفيان: اثنان يتعجلان النَّصب ولا يظفران بالبغية: الحريص في حرصه، ومعلِّم البليد ينبو عنه فهمه.
قال داود الطائي: يا ابن آدم ارتحلك الحرص فأنساك أجلك، ونصب لك أملك ورب حريص محروم، وواجد مذموم.
قال مسلم بن قتيبة: في إفراط الحرص مذلّة قبل إدراك الطلبة.
كانوا يقولون: أول دناءة الحرص ، تأميل البخل.
قال محمود الوراق: ?أراك يزيدك الإثراء حرصاً=على الدُّنيا كأنَّك لا تموت
فهل لك غايةٌ إن صرت يوماً
إليها قلت حسبي قد رضيت
وقال آخر:
الحرص داءٌ قد أضـرَّ
بمن تـرى إلاَّ قـلـيلا
كم من عزيز قـد رأي
ت الحرص صيَّره ذليلا
فتجنَّب الشَّـهـوات واح
ذر أن تكون لها قتـيلا
فلربّ شـهـوة سـاعةٍ
قد أورثت حزناً طويلا
وقال آخر:
كم إلى كم انت لـلـحـر
ص ولـلآمـال عـبـد
ليس يجدي الحرص والشُّغ
ل إذا لــم يك جـــدُّ
ما لمـا قـد قـدّر الَّـل
ه مـن الأمـر مــردّ
وقال محمود الوراق:
لا ينفع الجدّ والتَّشمير والحـذر
خطّ الكتاب فلا ورد ولا صدر
تستعجل النَّفس آمالاً لتبلغهـا
كأنَّها لا ترى ما يصنع القدر
وقال آخر:??
كلُّنا نأمل مداً في الأجل
والمنايا هنَّ آفات الأمل
وقال آخر:
لقد غرَّت الدُّنيا رجالاً فأصبحوا
بمنزلةٍ ما بعدها مـتـحـوَّل
فساخط أمرٍ لا يبـدَّل غـيره
وراضٍ بعيشٍ غيره سيبـدَّل
وبالغ أمرٍ كان يأمـل غـيره
ومختلجٍ من دون ما كان يأمل
وقال محمود الوراق:
الحرص عونٌ للزّمان على الفتى
والصَّبر نعم العون لـلأزمـان
لا تخضعنَّ فإنّ دهـرك إن رأى
منك الخضوع أمـدَّه بـهـوان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وما شاء فعل، وإياك واللّو، فإن الَّلوَّ يفتح عمل الشيطان".
ولأبي عبد الله الصُّوري:
لمَّا رأيت النَّاس قد أصبحوا
وهمَّة الإنسان ما يجمـع
قنعت بالقوت فنلت المنـى
والفاضل العاقل من يقنع
ولم أنافس في طلاب الغنى
علماً بأنَّ الحرص لا ينفع
ولبكر بن حمَّاد:
الناس حرصى على الدُّنيا وقد فسدت
فصفوها لك ممزوج بـتـكـدير
في أبيات ذكرتها في باب" ذكر الدُّنيا" من هذا الكتاب.
باب الطَّمع واليأس
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يستعيذ بالله من طمعٍ في غير مطمع، ومن طمعٍ يقود إلى طبع.
قال عمر بن الخطاب : ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع.
وفي حديث آخر أن عمراً وابن الزبير قالا لكعب: ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد أن علموه? قال: الطمع، وطلب الحاجات إلى الناس.
وقال كعب: الصَّفا الزَّلاَّل الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء : الطمع.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: في اليأس الغنى، وفي الطمع الفقر، وفي العزلة راحة من خلطاء السوء.
قال عمرو بن عبيد: في المؤمن ثلاث خلال: يسمع الكلمة التي تؤذيه فيضرب عنها صفحاً كأن لم يسمعها، ويحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه، ويقطع أسباب الطمع من الخلق.
قال أبو العتاهية:
أطعت مطامعي فاستعبدتني
ولو أنَّي قنعت لكنت حرّا
ولإسحاق الموصلي: الُّلؤم والذُّلّ والضَّراعة والفا-قة في أصل أذن من طمعا قال ابن المبارك رضي الله عنه: ما الذلُّ إلاّ في الطمع.
وقال غيره:ويح من غرّه الطمع، وتمادى به الولع.
وقال أبو العتاهية:
أذلَّ الحرص والطَّمع الرِّقابا
وله أيضاً:
إنّ المطامع ما علمت مذلَّةٌ
للطّامعين وأين من لا يطمع
وقال محمود الوراق:
وما زلت أسمع أنَّ النُّفوس
مصارعها بين أيدي الطَّمع
وقال بعض الحكماء: قلوب الجَّهال تستعبد بالأطماع، وتسترقُّ بالمنى، وتنال بالخدائع.
قال محمد بن أبي حازم:
جعلت غنيمة الأطماع يأساً
فآوتني إلى كنـفٍ وديع
فتلك مطَّية الإقبال غفـلاً
بلا رحلٍ يشدُّ ولا نسـوع
وقال آخر:
اليأس عمَّا بأيدي الناس مكـرمةٌ
والرِّزق يصحب والأرزاق تتَّسع
?لا تجزعنَّ على ما فات مطلبه=ها قد جزعت فماذا ينفع الجزع
إنَّ السَّعادة يأسٌ إن ظفرت بـه
بعض المراد وإنَّ الشَّقوة الطمع
أتى رجلٌ إلى خالد بن عبد الله القسريّ، فقال: أتكلم بجرأة اليأس، أم بهيبة الأمل? قال بل بهيبة الأمل. فسأله حاجةً فقضاها.
وقال الهمداني:?
فلا الحرص يغنيني ولا اليأس ما نعى
نصيبي من الشَّيء الَّذي أنا آمـلـه
وقال محمود الوراق:
حدَّثت باليأس عنك النَّفس فانصرفت
واليأس أحمد مرجوٍّ من الطَّـمـع
فكن على ثقةٍ أنِّـي عـلـى ثـقةٍ
ألاَّ أعلِّل نفسي منـك بـالـخـدع
محوت ذكرك من قلبي ومن أذنـي
ومن لساني فصل إن شئت أو فدع
إنَّ اَّلذي ببلاد الصِّين أقـرب لـي
وساء منتجعاً لو رمت منتجـعـي
إذا تباعد قلبي عنك مـنـصـرفـاً
فليس يدنيك منِّي أن تكون معـي
وقال آخر:
ولا تلبث الأطماع من ليس عنـده
من الدِّين شيءٌ أن تميل به النّفس
كان بشر بن الحارث ينشد هذه الأبيات كثيراً متمثلاً بها:
المرء يزرى بلبِّه طمـعـه
والدَّهر فاعلم كثيرةٌ خدعه
والنَّاس إخوان كلِّ ذي نشبٍ
قد جاع عبدٌ إليهم ضرعـه
وكلُّ من كان مسلماً ورعـاً
يشغله عن عيوبهم ورعـه
كما المريض السَّقيم يشغلـه
عن وجع النَّاس كلِّهم وجعه
وقال آخر:
الله أحمـد شـاكـراً
فبلاؤه حسنٌ جمـيل
أصبحت مسروراً معا
فًى بين أنعمه أجـول
خلواً من الأخزان خفّ
الظهر يغنبني القلـيل
ونفيت باليأس المنـى
عنِّي فطاب لي المقيل
والنَّاس كلهـم لـمـن
خفَّت مؤونته خلـيل
الحرص على أكل الشجرة أخرج آدم من الجنة.
كان يقال: شدة الحرص من سبل المتالف.
وقال الأحنف : آفة الحرص الحرمان، ولا ينال الحريص إلاّحظّه.
كان الحسن البصريّ يقول: ما بعد أملٌ إلاّ ملَّ عمل.
كان يقال: من أطال الأمل أمات العمل.
قال بعض الحكماء : الإنسان لا ينفكُّ من الأمل، فإن فاته الأمل قوي على المنى.
Bالغ Hالأملؠjقعؠ(سبب،ؠhبابؠ'لمنىؠeفتوحؠdمنؠ#رادؠ'لدخولؠaيهخ
قال: والأمل يقع بسبب، وباب المنى مفتوح لمن أراد الدخول فيه.
من كلام الحكماء: الرزق مقسوم، والحريص محرومٌ، والحسود مغمومٌ، والبخيل مذموم.
قال الخليل بن أحمد: ?الحرص من شرّ أذاة الفتى=لا خير في الحرص على حال
من بات محتاجاً إلى أهله
هان على ابن العمِّ والخال
وقال غيره: الحرص مفسدة، والبخل مبغضة، والعجلة خطأ، والرفق يمن، والبذاء شؤم.
وقال آخر:
أيُّها الدَّائب الحريص المعنَّى
لك رزقٌ وسوف تستوفيه
فاسأل الله وحده ودع الـنّـا
س وأسخطهم بما يرضـيه
لا ينال الحريص شيئاً فيكفي
ه وإن كان فوق ما يكفـيه
وقال محمود الوراق:
غنى النَّفس يغنيها إذا كنت قانعـاً
وليس بمغنيك الكثير مع الحرص
وإن اعتقاد الهمِّ للخـير جـامـعٌ
وقلَّة همِّ المرء تدعو إلى النغص
وقال أيضاً:
لا تحمدنَّ أخا حرصٍ على سعةٍ
وانظر إليه بعين الماقت القالي
إنّ الحريص لمشغول بشوقـتـه
عن السُّرور بما يحوي من المال
وقال محمود الوراق أيضاً:
علام يشقى الحريص في طلب الرِّز
ق بـطـول الـرَّواح والـدَّلــج
يا قارع البـاب ربّ مـجـتـهـدٍ
قد أدمـن الـقـرع ثـم لـم يلـج
وربّ مستـولـجٍ عـلـى مـهـلٍ
لم يشق من قـرعـه ولـم يهـج
فاطو على الهمِّ كشح مصـطـبـرٍ
فآخـر الـهـمِّ أول الـفـــرج
وقال آخر :
يا أيها النَّاس كان لي أملٌ
أعجلني عن بلوغه الأجل
فليتَّق اللـه ربَّـه رجـلٌ
أمكنه في حياته العمـل
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمثل:
وبالغ أمر كان يأمـل دونـه
ومختلجٍ من دون ما كان يأمل
وكان يتمثل أيضا:
لا يغرَّنك عشاءٌ سـاكـنٌ
قد يوافى بالمنيَّات السَّحر
كان المأمون يعجبه قول أبي العتاهية:
تعالى الله يا سلم بن عمـرٍو
أذلَّ الحرص أعناق الرِّجال
أخذه أبو الفتح الملقب بكشاجم فقال:
بالحرص في الرِّزق يذّل الفتى
وفي القنوع الشَّرف الشَّامـخ
قال أبو عمر: وشعر أبي العتاهية الذي فيه هذا البيت الذي أعجب المأمون:
نعى نفسي إليّ من الَّليالـي
تصرُّفهنَّ حالاً بعـد حـال
فما لي لست مشغولاً بنفسي
ومالي لا أخاف الموت مالي
لقد أيقنت أنِّـي غـير بـاقٍ
ولكنِّي أرانـي لا أبـالـي
تعالى الله يا سلم بن عمـرٍو
أذلّ الحرص أعناق الرِّجال
هب الدُّنيا تساق إليك عفـواً
أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيءٍ ليس يبقـى
وشيكاً ما تغيِّره الَّـلـيالـي
قال:فلما بلغ سلماً الخاسر قول أبي العتاهية، قال:
ماأقبح التَّزهيد مـن واعـظٍ
يزهِّد الـنَّـاس ولا يزهـد
لو كان في تزهيده صادقـاً
أصحى وأمسى بيته المسجد
إن رفض الدنيا فما بـالـه
يكتنز المال ويسـتـرفـد
يخاف أن تنـفـد أرزاقـه
والرزق عند الله لا تنـفـد
الرزق مقسومٌ على من ترى
يسعى له الأبيض والأسـود
ولأبي العتاهية شعر في عروض شعره هذا وقافيته أوله:
أتدري أيّ ذلٍّ في الـسُّـؤال
وفي بذل الوجوه إلى الرِّجال
شعر حسن جيد في معناه قد ذكرته في باب القناعة من هذا الكتاب.
قال زياد بن أبي سفيان: اثنان يتعجلان النَّصب ولا يظفران بالبغية: الحريص في حرصه، ومعلِّم البليد ينبو عنه فهمه.
قال داود الطائي: يا ابن آدم ارتحلك الحرص فأنساك أجلك، ونصب لك أملك ورب حريص محروم، وواجد مذموم.
قال مسلم بن قتيبة: في إفراط الحرص مذلّة قبل إدراك الطلبة.
كانوا يقولون: أول دناءة الحرص ، تأميل البخل.
قال محمود الوراق: ?أراك يزيدك الإثراء حرصاً=على الدُّنيا كأنَّك لا تموت
فهل لك غايةٌ إن صرت يوماً
إليها قلت حسبي قد رضيت
وقال آخر:
الحرص داءٌ قد أضـرَّ
بمن تـرى إلاَّ قـلـيلا
كم من عزيز قـد رأي
ت الحرص صيَّره ذليلا
فتجنَّب الشَّـهـوات واح
ذر أن تكون لها قتـيلا
فلربّ شـهـوة سـاعةٍ
قد أورثت حزناً طويلا
وقال آخر:
كم إلى كم انت لـلـحـر
ص ولـلآمـال عـبـد
ليس يجدي الحرص والشُّغ
ل إذا لــم يك جـــدُّ
ما لمـا قـد قـدّر الَّـل
ه مـن الأمـر مــردّ
وقال محمود الوراق:
لا ينفع الجدّ والتَّشمير والحـذر
خطّ الكتاب فلا ورد ولا صدر
تستعجل النَّفس آمالاً لتبلغهـا
كأنَّها لا ترى ما يصنع القدر
وقال آخر:??
كلُّنا نأمل مداً في الأجل
والمنايا هنَّ آفات الأمل
وقال آخر:
لقد غرَّت الدُّنيا رجالاً فأصبحوا
بمنزلةٍ ما بعدها مـتـحـوَّل
فساخط أمرٍ لا يبـدَّل غـيره
وراضٍ بعيشٍ غيره سيبـدَّل
وبالغ أمرٍ كان يأمـل غـيره
ومختلجٍ من دون ما كان يأمل
وقال محمود الوراق:
الحرص عونٌ للزّمان على الفتى
والصَّبر نعم العون لـلأزمـان
لا تخضعنَّ فإنّ دهـرك إن رأى
منك الخضوع أمـدَّه بـهـوان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وما شاء فعل، وإياك واللّو، فإن الَّلوَّ يفتح عمل الشيطان".
ولأبي عبد الله الصُّوري:
لمَّا رأيت النَّاس قد أصبحوا
وهمَّة الإنسان ما يجمـع
قنعت بالقوت فنلت المنـى
والفاضل العاقل من يقنع
ولم أنافس في طلاب الغنى
علماً بأنَّ الحرص لا ينفع
ولبكر بن حمَّاد:
الناس حرصى على الدُّنيا وقد فسدت
فصفوها لك ممزوج بـتـكـدير
في أبيات ذكرتها في باب" ذكر الدُّنيا" من هذا الكتاب.
باب الطَّمع واليأس
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يستعيذ بالله من طمعٍ في غير مطمع، ومن طمعٍ يقود إلى طبع.
قال عمر بن الخطاب : ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع.
وفي حديث آخر أن عمراً وابن الزبير قالا لكعب: ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد أن علموه? قال: الطمع، وطلب الحاجات إلى الناس.
وقال كعب: الصَّفا الزَّلاَّل الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء : الطمع.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: في اليأس الغنى، وفي الطمع الفقر، وفي العزلة راحة من خلطاء السوء.
قال عمرو بن عبيد: في المؤمن ثلاث خلال: يسمع الكلمة التي تؤذيه فيضرب عنها صفحاً كأن لم يسمعها، ويحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه، ويقطع أسباب الطمع من الخلق.
قال أبو العتاهية:
أطعت مطامعي فاستعبدتني
ولو أنَّي قنعت لكنت حرّا
ولإسحاق الموصلي: الُّلؤم والذُّلّ والضَّراعة والفا-قة في أصل أذن من طمعا قال ابن المبارك رضي الله عنه: ما الذلُّ إلاّ في الطمع.
وقال غيره:ويح من غرّه الطمع، وتمادى به الولع.
وقال أبو العتاهية:
أذلَّ الحرص والطَّمع الرِّقابا
وله أيضاً:
إنّ المطامع ما علمت مذلَّةٌ
للطّامعين وأين من لا يطمع
وقال محمود الوراق:
وما زلت أسمع أنَّ النُّفوس
مصارعها بين أيدي الطَّمع
وقال بعض الحكماء: قلوب الجَّهال تستعبد بالأطماع، وتسترقُّ بالمنى، وتنال بالخدائع.
قال محمد بن أبي حازم:
جعلت غنيمة الأطماع يأساً
فآوتني إلى كنـفٍ وديع
فتلك مطَّية الإقبال غفـلاً
بلا رحلٍ يشدُّ ولا نسـوع
وقال آخر:
اليأس عمَّا بأيدي الناس مكـرمةٌ
والرِّزق يصحب والأرزاق تتَّسع
?لا تجزعنَّ على ما فات مطلبه=ها قد جزعت فماذا ينفع الجزع
إنَّ السَّعادة يأسٌ إن ظفرت بـه
بعض المراد وإنَّ الشَّقوة الطمع
أتى رجلٌ إلى خالد بن عبد الله القسريّ، فقال: أتكلم بجرأة اليأس، أم بهيبة الأمل? قال بل بهيبة الأمل. فسأله حاجةً فقضاها.
وقال الهمداني:?
فلا الحرص يغنيني ولا اليأس ما نعى
نصيبي من الشَّيء الَّذي أنا آمـلـه
وقال محمود الوراق:
حدَّثت باليأس عنك النَّفس فانصرفت
واليأس أحمد مرجوٍّ من الطَّـمـع
فكن على ثقةٍ أنِّـي عـلـى ثـقةٍ
ألاَّ أعلِّل نفسي منـك بـالـخـدع
محوت ذكرك من قلبي ومن أذنـي
ومن لساني فصل إن شئت أو فدع
إنَّ اَّلذي ببلاد الصِّين أقـرب لـي
وساء منتجعاً لو رمت منتجـعـي
إذا تباعد قلبي عنك مـنـصـرفـاً
فليس يدنيك منِّي أن تكون معـي
وقال آخر:
ولا تلبث الأطماع من ليس عنـده
من الدِّين شيءٌ أن تميل به النّفس
كان بشر بن الحارث ينشد هذه الأبيات كثيراً متمثلاً بها:
المرء يزرى بلبِّه طمـعـه
والدَّهر فاعلم كثيرةٌ خدعه
والنَّاس إخوان كلِّ ذي نشبٍ
قد جاع عبدٌ إليهم ضرعـه
وكلُّ من كان مسلماً ورعـاً
يشغله عن عيوبهم ورعـه
كما المريض السَّقيم يشغلـه
عن وجع النَّاس كلِّهم وجعه
وقال آخر:
الله أحمـد شـاكـراً
فبلاؤه حسنٌ جمـيل
أصبحت مسروراً معا
فًى بين أنعمه أجـول
خلواً من الأخزان خفّ
الظهر يغنبني القلـيل
ونفيت باليأس المنـى
عنِّي فطاب لي المقيل
والنَّاس كلهـم لـمـن
خفَّت مؤونته خلـيل