mohamadamin
حكيم المنتدى
التأدب مع الله (مباحث جد خطيرة!)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين الذي خلق فسوى وقدر فهدى فهدانا إلى الصراط المستقيم! وصلاة على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ونسلم له التسليم المبين, ثم أما بعد:
حديثنا اليوم بإذن الله وعونه هو عن التأدب عند دعاء المولى سبحانه! وكيف أننا لا نراعي جناب الله تعالى جده عند دعاءه!
ولقد اكتشفت هذا الأمر عرضا! فلم يكن بدأ بحثي حوله, وإنما كان حول كلمة "اللهم"! فقد كنت أتساءل: ما هو أصل هذه الكلمة, وماذا تعني؟!
وكنت أنشغل عن البحث عنها اكتفاءً بما قيل فيها! ثم لاحظت ذات مرة الشبه الكبير بين كلمة "اللهم" وكلمة "ألوهيم" الواردة في كتب اليهود!
فأجريت بحثا عن هذا الموضوع فوجدت أن هناك من يقول أن العرب –ومحمد تباعا- أخذ هذه الكلمة من اليهود كما هي بدون أن يغير فيها شيئا!
ووجدت من المسلمين من لا يطعن وإنما يتقبل أن الكلمة مما نُقل عن العبرانية, ومن ثم أصبحت من المفردات العربية!
ولما كنت مقتنعا تماما الاقتناع أن العربية لم تأخذ يوما من العبرية شيئا! لأن الأصل لا يأخذ من الفرع! وإنما العبرية –كلغة من لغات اللسان العربي- هي التي تأخذ وتحور! عزمت البحث عن أصل هذه الكلمة "اللهم" لأثبت أن هذه الكلمة ذات أصالة في اللسان العربي! ومن ثم تكون العبرية هي المتطفلة على العربية وهي التي أخذتها وحورتها إلى "إلوهيم"! وخاصة أن الكلمة لا تخلو من الإشكالات اللغوية في اللغة العبرية[1]!
فلما نظرت في كتاب الله تعالى ظهر لي ما ظهر بخصوص التأدب مع الله, وكذلك بطلان الكثير مما تعارفنا عليه من القواعد النحوية!
وقبل أن نبدأ هذه المباحث نذكر القارئ المسلم بالمتعارف عليه أن الله عز وجل كرم النبي الخاتم فلم يخاطبه باسمه قط, فلم يقل له مرة: يا محمد! وإنما كان يقول له: يا أيها النبي! يا أيها الرسول!
وهنا يحق لنا أن نتساءل:
إذا كنا قد تقبلنا هذا مع النبي الكريم, فكيف تجاوزنا هذا مع الرب القدير وأصبحنا نخاطبه مجردا! قائلين: يا الله؟!
قد يستغرب القائل هذا السؤال لتعوده على مخاطبة الرب العظيم باسمه مباشرة! وسيرد بأنه لا حاجب بين الرب والعبد وأن الله قريب من الإنسان فلا حاجة لوضع حواجز بين الإنسان وربه!
ونقول: لا اعتراض على هذا كله, فنحن لا نتحدث عن وضع حواجز أو فواصل وإنما عن اللفظة التي نخاطب بها المولى! وأن "يا الله" مما لا يقبل مع الله! وذلك لأسباب عدة:
1- أنه خطاب للعلي العظيم بدون تعظيم! فإذا كنا نستعمل الألقاب مع بني البشر من قبيل: أستاذ/ حضرتك, أفلا يكون من الأولى أن نعظم الله عند خطابه!
2- لم يرد "يا الله" في القرآن الكريم كله في موضع واحد! كما أنها لم ترد في السنة إلا في روايات قليلة جدا, وهي روايات تتأرجح بين الضعيف والموضوع! (تبعا للتقييم بالسند أم للمتن فهي موضوعة[2]!) كما أنها لم ترد في الشعر الجاهلي!
3- الحرف "يا" لا يدخل أصلا على المحلى بالألف واللام, وعلى الرغم من أن لفظ الجلالة محلى بهما, إلا أن النحاة جعلوه الاستثناء الوحيد! وهو قول مرفوض, لعدم الدليل من النقل الصحيح على استثناءه!
4- عند إدخالنا "يا" على "الله" فإننا ننطق لفظ الجلالة نطقا خاطئا, فنحول همزة الوصل إلى همزة قطع! فننطقها: يا ألله! وهذا غير صحيح.
5- كيف يمكن قبول البديل وهناك الأصل الأصيل في القرآن, وهو: اللهم!
فإذا كان القرآن الكريم قد قدم لنا الأصل, فكيف نرضى بالبديل؟!
_____________________________________
[1]كلمة ألوهيم واردة بصيغة الجمع، لانتهائها بالياء والميم , ولهذا ثببت هذه الصيغة إشكالا لدى أحبار اليهود منذ القدم، كما أن علماء النصرانية يستغلونها، ليثبتوا أن اليهودية ليست ديانة توحيد، وليؤكدوا صحة عقيدة التثليث !
إلا إن أحبار اليهود والمتخصصين في اللغة العبرية، لهم تفسيرات عدة لهذه اللفظة وصيغتها الجمعية, منها:
- أنها مفرد بصيغة الجمع.
_ أن الجمع لتأكيد الجلالة.
_ أن إضافة الياء والميم إلى بعض الأسماء في العبرية قد يأتي للدلالة على التجريد (abstraction) مثل لفظة "هاييم" التي تعني: الحياة.
بل إن هناك من يقول أن كلمة (إلوهيم) مركبة من لفظتين هما " إيل" و"هيم"، ومعناهما معا: القادر عليهم.
وهناك من قال أن معناها: "إلاهنا" أو "إله الجميع"، بدليل أن كلمة "إلوهة" استعملت في 6 مواضع من "الكتاب المقدس" بصيغة الإفراد عند الحديث عن آلهة الأمم الأخرى.
[2]الروايات الواردة في السنة والتي تحتوي: "يا الله" نذكرها بلا تكرار, وهي:
ما رواه أبو داود عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ حَدَّثَهُ قَالَ:
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. قَالَ فَقَالَ قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا". والرواية ضعيفة سندا! مردودة متنا!
وما رواه الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَهُ وَيُثَبِّتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ قَالَ أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلِّمْنِي قَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي }
يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي وَسَطِهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي أَوَّلِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يس وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَحم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفِي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَتَبَارَكَ الْمُفَصَّلِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدْ اللَّهَ وَأَحْسِنْ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّيَ اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي ..........." قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
والحديث بتعليق الترمذي نفسه ضعيف! ومردود متنا لأسباب عديدة, منها قوله: "ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب", حيث لا تفرق الرواية بين إجابة الدعاء وقضاء الحاجة! فلا توجد ثانية في الزمن كله لا يستجاب فيها الدعاء! وإنما العبرة بقضاء الحاجة! (ولقد ناقشنا هذه المسألة سابقا عند تناولنا لقوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" وبينا أن الله يجيب كل دعاء ولكن هل يقضي حاجته كما يريد؟! ويمكن للقارئ متابعة هذا التناول في موضوعنا: آيات الصيام نظرة تحليلية, في منتدى: آيات الأحكام في هذا الموقع!)
وما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه:
عن رجل يقال له ميكائيل شيخ من أهل خراسان قال : كان عمر إذا قام من الليل قال : قد ترى مقامي وتعرف حاجتي فأرجعني من عندك يا الله بحاجتي مفلجا منجحا مستجيبا مستجابا لي ، قد غفرت لي ورحمتني ...."
والرواية ضعيفة ولا تحتاج إلى تعليق!
وهذه هي الروايات التي استندوا إليها ولا ينهض واحد منها للاحتجاج! وهي مما وضع في القرون المتأخرة بعد فشو اللحن والجهل باللسان العربي!
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين الذي خلق فسوى وقدر فهدى فهدانا إلى الصراط المستقيم! وصلاة على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ونسلم له التسليم المبين, ثم أما بعد:
حديثنا اليوم بإذن الله وعونه هو عن التأدب عند دعاء المولى سبحانه! وكيف أننا لا نراعي جناب الله تعالى جده عند دعاءه!
ولقد اكتشفت هذا الأمر عرضا! فلم يكن بدأ بحثي حوله, وإنما كان حول كلمة "اللهم"! فقد كنت أتساءل: ما هو أصل هذه الكلمة, وماذا تعني؟!
وكنت أنشغل عن البحث عنها اكتفاءً بما قيل فيها! ثم لاحظت ذات مرة الشبه الكبير بين كلمة "اللهم" وكلمة "ألوهيم" الواردة في كتب اليهود!
فأجريت بحثا عن هذا الموضوع فوجدت أن هناك من يقول أن العرب –ومحمد تباعا- أخذ هذه الكلمة من اليهود كما هي بدون أن يغير فيها شيئا!
ووجدت من المسلمين من لا يطعن وإنما يتقبل أن الكلمة مما نُقل عن العبرانية, ومن ثم أصبحت من المفردات العربية!
ولما كنت مقتنعا تماما الاقتناع أن العربية لم تأخذ يوما من العبرية شيئا! لأن الأصل لا يأخذ من الفرع! وإنما العبرية –كلغة من لغات اللسان العربي- هي التي تأخذ وتحور! عزمت البحث عن أصل هذه الكلمة "اللهم" لأثبت أن هذه الكلمة ذات أصالة في اللسان العربي! ومن ثم تكون العبرية هي المتطفلة على العربية وهي التي أخذتها وحورتها إلى "إلوهيم"! وخاصة أن الكلمة لا تخلو من الإشكالات اللغوية في اللغة العبرية[1]!
فلما نظرت في كتاب الله تعالى ظهر لي ما ظهر بخصوص التأدب مع الله, وكذلك بطلان الكثير مما تعارفنا عليه من القواعد النحوية!
وقبل أن نبدأ هذه المباحث نذكر القارئ المسلم بالمتعارف عليه أن الله عز وجل كرم النبي الخاتم فلم يخاطبه باسمه قط, فلم يقل له مرة: يا محمد! وإنما كان يقول له: يا أيها النبي! يا أيها الرسول!
وهنا يحق لنا أن نتساءل:
إذا كنا قد تقبلنا هذا مع النبي الكريم, فكيف تجاوزنا هذا مع الرب القدير وأصبحنا نخاطبه مجردا! قائلين: يا الله؟!
قد يستغرب القائل هذا السؤال لتعوده على مخاطبة الرب العظيم باسمه مباشرة! وسيرد بأنه لا حاجب بين الرب والعبد وأن الله قريب من الإنسان فلا حاجة لوضع حواجز بين الإنسان وربه!
ونقول: لا اعتراض على هذا كله, فنحن لا نتحدث عن وضع حواجز أو فواصل وإنما عن اللفظة التي نخاطب بها المولى! وأن "يا الله" مما لا يقبل مع الله! وذلك لأسباب عدة:
1- أنه خطاب للعلي العظيم بدون تعظيم! فإذا كنا نستعمل الألقاب مع بني البشر من قبيل: أستاذ/ حضرتك, أفلا يكون من الأولى أن نعظم الله عند خطابه!
2- لم يرد "يا الله" في القرآن الكريم كله في موضع واحد! كما أنها لم ترد في السنة إلا في روايات قليلة جدا, وهي روايات تتأرجح بين الضعيف والموضوع! (تبعا للتقييم بالسند أم للمتن فهي موضوعة[2]!) كما أنها لم ترد في الشعر الجاهلي!
3- الحرف "يا" لا يدخل أصلا على المحلى بالألف واللام, وعلى الرغم من أن لفظ الجلالة محلى بهما, إلا أن النحاة جعلوه الاستثناء الوحيد! وهو قول مرفوض, لعدم الدليل من النقل الصحيح على استثناءه!
4- عند إدخالنا "يا" على "الله" فإننا ننطق لفظ الجلالة نطقا خاطئا, فنحول همزة الوصل إلى همزة قطع! فننطقها: يا ألله! وهذا غير صحيح.
5- كيف يمكن قبول البديل وهناك الأصل الأصيل في القرآن, وهو: اللهم!
فإذا كان القرآن الكريم قد قدم لنا الأصل, فكيف نرضى بالبديل؟!
_____________________________________
[1]كلمة ألوهيم واردة بصيغة الجمع، لانتهائها بالياء والميم , ولهذا ثببت هذه الصيغة إشكالا لدى أحبار اليهود منذ القدم، كما أن علماء النصرانية يستغلونها، ليثبتوا أن اليهودية ليست ديانة توحيد، وليؤكدوا صحة عقيدة التثليث !
إلا إن أحبار اليهود والمتخصصين في اللغة العبرية، لهم تفسيرات عدة لهذه اللفظة وصيغتها الجمعية, منها:
- أنها مفرد بصيغة الجمع.
_ أن الجمع لتأكيد الجلالة.
_ أن إضافة الياء والميم إلى بعض الأسماء في العبرية قد يأتي للدلالة على التجريد (abstraction) مثل لفظة "هاييم" التي تعني: الحياة.
بل إن هناك من يقول أن كلمة (إلوهيم) مركبة من لفظتين هما " إيل" و"هيم"، ومعناهما معا: القادر عليهم.
وهناك من قال أن معناها: "إلاهنا" أو "إله الجميع"، بدليل أن كلمة "إلوهة" استعملت في 6 مواضع من "الكتاب المقدس" بصيغة الإفراد عند الحديث عن آلهة الأمم الأخرى.
[2]الروايات الواردة في السنة والتي تحتوي: "يا الله" نذكرها بلا تكرار, وهي:
ما رواه أبو داود عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ حَدَّثَهُ قَالَ:
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. قَالَ فَقَالَ قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا". والرواية ضعيفة سندا! مردودة متنا!
وما رواه الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَهُ وَيُثَبِّتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ قَالَ أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلِّمْنِي قَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي }
يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي وَسَطِهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي أَوَّلِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يس وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَحم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفِي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَتَبَارَكَ الْمُفَصَّلِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدْ اللَّهَ وَأَحْسِنْ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّيَ اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي ..........." قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
والحديث بتعليق الترمذي نفسه ضعيف! ومردود متنا لأسباب عديدة, منها قوله: "ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب", حيث لا تفرق الرواية بين إجابة الدعاء وقضاء الحاجة! فلا توجد ثانية في الزمن كله لا يستجاب فيها الدعاء! وإنما العبرة بقضاء الحاجة! (ولقد ناقشنا هذه المسألة سابقا عند تناولنا لقوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" وبينا أن الله يجيب كل دعاء ولكن هل يقضي حاجته كما يريد؟! ويمكن للقارئ متابعة هذا التناول في موضوعنا: آيات الصيام نظرة تحليلية, في منتدى: آيات الأحكام في هذا الموقع!)
وما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه:
عن رجل يقال له ميكائيل شيخ من أهل خراسان قال : كان عمر إذا قام من الليل قال : قد ترى مقامي وتعرف حاجتي فأرجعني من عندك يا الله بحاجتي مفلجا منجحا مستجيبا مستجابا لي ، قد غفرت لي ورحمتني ...."
والرواية ضعيفة ولا تحتاج إلى تعليق!
وهذه هي الروايات التي استندوا إليها ولا ينهض واحد منها للاحتجاج! وهي مما وضع في القرون المتأخرة بعد فشو اللحن والجهل باللسان العربي!