mohamadamin
حكيم المنتدى
التاريخ الهجري و أزمة الهوية
أ . حسام جابر
أولا : ضرورة التقويم للإنسان :
أ- روى البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.
ب- التقويم ضرورة لا غنى عنه لأي أمة من الأمم في أي عصر من العصور في كل مجالات الحياة ..قديماً وحديثاً ، ولقد ظهرت حاجة الإنسان إليه منذ فجر التاريخ ، وتطورت الحاجة إليه بتطور الزمن، وترقي الشعوب حضارياً واجتماعياً حتى لم يكن في الإمكان تصور حياة بلا تقويم ينظم للإنسان حياته وينسق له جهوده، ويعرفه بماضيه ، ويهيئ له حاضره ، ويبصره بمستقبله .وقد امتاز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات بخصائص منها:أن التقويم لا غنى للإنسان عنه في حياته، ولا تستقيم بدونه حياته الدينية أو الدنيوية، فالعبادات قوامها وضابطها التقويم، وحركة الحياة بما فيها من أخذ وعطاء ، ونشاط وارتقاء أساسها الزمن، وما التقويم إلا منظم له، موضح لإمكانات التفاعل معه .
وكان من نعمة الله تعالى على الإنسان أن جعل له الليل والنهار آيتين لكل منهما سماتها الخاصة بها،والمميزة لها، كاشفاً له عن منافعه فيهما، ودوره خلال كل منهما قال تعالى ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) – الإسراء 12 - .
ج- وقد وجَّه الله تعالى أنظار البشر إلى السماء ؛ شمسها وقمرها، وعرف البشر بهما وخاصة القمر ؛ليستنبطوا من حركته الدائبة المحكمة المنتظمة علم قياس الزمن أيامه، وشهوره، وسنواته، وحساب ذلك وفق ناموس كوني أحكمه خالقه، ومدبره جل وعلا، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) – يونس 5 - . ولو كان علم عدد السنين والحساب شمسياً لقال ربنا جل وعلا :وقدرها، بل أرشدنا لاتخاذ النظام القمري سبيلاً لمعرفة عدد السنين والحساب الفلكي ، وقياس الزمن ، وإن خفيت علينا من الزمان. والمنازل : جمع منزل ، وهي أماكن النزول ، وهي - كما يقول بعضهم - ثمانية وعشرون منزلاً ، وتنقسم إلى اثني عشر برجاً وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، لكل برج منها منزلان وثلث منزل ، وينزل القمر في كل ليلة منزلا منها إلى انقضاء ثمانية وعشرين .ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً ، ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعة وعشرين يوماً. يقول ابن كثير : بالشمس تُعرف الأيام، وبسير القمر تُعرف الشهور والأعوام. ( مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ) أي : ما خلق الله ذلك الذي ذكره لكم إلا خلقاً ملتبساً بالحق ، ومقترناً بالحكمة البالغة التي تقتضيها مصالحكم . والمصلحة تكون عند مَن ؟ عند ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) – الملك 14 -.
د- ويعتبر التقويم لأي أمة حافظ ذاكرتها وسجل أحداثها ورمز رقيها وحضارتها ومرآة ثقافتها وإبداعها ، ولذلك وجدنا لأمم الهند والفرس والرومان واليهود والأقباط ولأهل الصين وغيرهم لكل أمة منهم تقويمها الذي طبعته بطابعها وأشربته نكهة عقائدها وحقنته بروح حضارة مجتمعاتها.
ثانيا : لماذا نتمسك بالتأريخ القمري / الهجري ؟
1- لأنه شرع الله تبارك وتعالى :
أ- قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... ) – البقرة 189 - ورد في سبب نزول هذه الآية روايات منها ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : " بلغنا أن بعض الناس قالوا : يا رسول الله ، لم خلقت الأهلة فنزلت .والأهلة : جمع الهلال ، وهو الكوكب الذي يبزغ في أول كل شهر ، ويسمى هلالاً لثلاث ليال أو لسبع ليال من ظهوره ، ثم يسمى بعد ذلك قمراً إلى أن يعود من الشهر الثاني. والمواقيت : جمع ميقات بمعنى الوقت ، وهو ما يقدر لعمل من الأعمال وقيل : الميقات منتهى الوقت .والمعنى : يسألك بعض الناس عن الحكمة من خلق الأهلة ، قل لهم - يا محمد إن الله - تعالى - قد خلقها لتكون معالم يوقت ويحدِّد بها الناس صومهم ، وزكاتهم ، وحجهم ، وعدة نسائهم ، ومدد حملهن ، ومدة الرضاع ، وغير ذلك مما يتعلق بأمور معاشهم .وخص الحج بالذكر مع أن الأهلة مواقيت لعبادات أخرى كالصوم والزكاة للتنبيه على أن الحج مقصور وقت أدائه على الزمن الذي عينه الله - تعالى - وأنه لا يجوز نقله إلى وقت آخر كما كانت العرب تفعل ، إذ كانوا ينقلون ما شاؤوا من الأشهر الحرام الأربعة التي من جملتها ذو الحجة إلى شهر آخر غير حرام ، وهو النسيء المشار إليه بقوله - تعالى - : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } – التوبة 37 - وخصَّ الشارع المواقيت بالأهلة وأشهرها دون الشمس وأشهرها ، لأن الأشهر الهلالية تعرف برؤية الهلال ومحاقه ، وذلك ما لا يخفى على أحد من الخاصة أو العامة أينما كانوا بخلاف الأشهر الشمسية ، فإن معرفتها تنبني على النظر في حركات الفلك وهي لا تتيسر إلا للعارفين بدقائق علم الفلك .
ب- قال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) – التوبة 36 - الشهور : جمع شهر . .والمعنى : إن عدد الشهور { عِندَ الله } أي : في حكمه وقضائه { اثنا عَشَرَ شَهْراً } هي الشهور القمرية التي عليها يدور فلك الأحكام الشرعية .وقوله { فِي كِتَابِ الله } ، أي : في اللوح المحفوظ .والمعنى : أن هذا أمر ثابت في نفس الأمر منذ خلق الله الأجرام والأزمنة أي : أن المقصود من هذه الآية الكريمة ، بيان أن كون الشهور كذلك حكم أثبته - سبحانه في اللوح المحفوظ منذ أوجد هذا العالم ، وبينه لأنبيائه على هذا الوضع . . فمن الواجب اتباع ترتيب الله لهذه الشهور ، والتزام أحكامها ونبذ ما كان يفعله أهل الجاهلية من تقديم بعض الشهور أو تأخيرها أو الزيادة عليها ، أو انتهاك حرمة المحرم منها. وفي الآية دليل على أن الله تعالى هيأ للإنسان أسباب معرفة علم التقويم قبل أن يخلق الإنسان نفسه لأهميته في حياته. ولا بد أن يكون لكل أمة من أمم الأرض تقويمها الذي به تعتز وإليه تنتسب ، وبه تؤرخ أحداثها وأيامها، وتحدد أعيادها ومناسكها ، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها.
2- مرتبط بالعبادات :
أ- المؤمن العابد لله تعالى ، المتقرب لله بألوان الطاعات الواجبة والمندوبة ، لابد له من مراقبة – معرفة – التاريخ الهجري .
فلو استعرضنا – مثلاً - أركان الإسلام ، سنجد ثلاثة أركان مرتبطة بالتاريخ القمري :
1- فريضة الزكاة : من شروط وجوب زكاة المال .. مرور حول كامل ، والحول هو العام الهجري - الْحَوْل فِي اللُّغَةِ : السَّنَةُ ، وَيَأْتِي بِمَعْنَى الْقُوَّةِ وَالتَّغَيُّرِ ، وَالاِنْقِلاَبِ ، وَبِمَعْنَى الإْقَامَةِ ، وَالْحَوْل مِنْ حَال الشَّيْءُ حَوْلاً : إِذَا دَارَ .وَسُمِّيَتِ السَّنَةُ حَوْلاً لاِنْقِلاَبِهَا وَدَوَرَانِ الشَّمْسِ فِي مَطَالِعِهَا ، وَمَغَارِبِهَا ، وَهُوَ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ – فلابد للمسلم من احتساب حول كامل – عام هجري / قمري – يمر على ماله ، فإذا جاوز النصاب وجب في المال الزكاة ومقدارها2.50 % . أما إذا حسب المسلم زكاة ماله وفق التاريخ الميلادي وجاوز المال النصاب وجب في المال زكاة ومقدارها 2.575 % لأن السنة الميلادية أكثر من السنة الهجرية بإحدى عشر يوما أو اثنى عشر يوما .
2- فريضة الصيام : قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) – البقرة 185 -. القرآن ينص على الشهر الهجري الذي نصومه. متى نصوم ومتى نفطر ؟.. روى مسلم في صحيحه عن أبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ .وسبحان الله .. شهر رمضان لارتباطه بدورة القمر .. يأتي في كل فصول السنة فتارة في الشتاء وتارة في الصيف وتارة في الربيع وتارة في الخريف .. فلو كان في فصل ميلادي ولو كان في الصيف مثلا لشق على الناس صيامه . ففصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تكون ثابتة بالنسبة للتاريخ الميلادي ، ولكنها متغيرة بالنسبة للتاريخ الهجري ، ولذلك فإن من الحكمة ربط أمور العبادة بالتاريخ القمري حتى لا يصوم البعض يوماً طويلاً جداً أبد الدهر وآخرون يصومون يوماً قصيراً جداً أبد الدهر.
3- فريضة الحج : قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) – البقرة 197 - .
ب- أيضا مرتبط بنوافل الطاعات .. فمثلا .. صيام الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ، وَأَصْلُهَا أَيَّامُ اللَّيَالِيَ الْبِيضِ . وَهِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ اللَّيَالِي بِالْبِيضِ لاِسْتِنَارَةِ جَمِيعِهَا بِالْقَمَرِ . روى البخاري عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ. وأيضا صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وغيرهم من الطاعات .
وقد قام أحد الأطباء بمحاولة في مدينة ميامي بأمريكا حيث أوضح أن هناك ارتباطاً قوياً بين اكتمال دورة القمر وأعمال العنف لدي البشر واتضح له من التحليلات والإحصائيات البيانية التي قام بها والتي حصل عليها من سجلات الحوادث في المستشفيات ومراكز الشرطة بعد ربط تواريخها بالأيام القمرية ـ أن معدلات الجرائم وحالات الانتحار وحوادث السيارات المهلكة مرتبطة باكتمال دورة القمر, كما أن الأفراد الذين يعانون عدم الاستقرار النفسي والاضطرابات النفسية ومرضى ازدواج الشخصية, والمسنين أكثر عرضة للتأثر بضوء القمر, كما أشارت الدراسات إلى أن أكبر نسبة للطلاق والمخاصمات العنيفة في عدة مدن تكون في منتصف الشهر عند اكتمال القمر. أخذ الدكتور يفكر عن سبب معقول لهذه الظاهرة وتفسير علمي معقول ومقبول لنتائجها, فقال إن مياه المحيطات والبحار تتأثر تأثراً ملحوظا بجاذبية القمر( في عملية المد والجزر) وبما أن جسم الإنسان تشكل المياه فيه نسبة تزيد على80% من مكوناته ممثلة في سوائل الأنسجة والخلايا والدم.. فلا يستبعد إذن أن يتأثر بجاذبية القمر.. قال تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) – النور 45 – وقال تعالى (...وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) – الأنبياء 30 - ومن هنا نلتمس العلاج النبوي لحل مثل هذه الظاهرة المتمثل في.. صيام الأيام البيض من كل شهر قمري (15.14.13). فلعل من الحكمة في هذا أن الصيام بما فيه من امتناع عن تناول الماء يعمل على خفض نسبة الماء في الجسم خلال هذه الفترة التي يبلغ تأثير القمر فيها علي الإنسان مداه, فيكتسب الإنسان من وراء ذلك الصفاء النفسي والاستقرار, ويتفادى تأثير الجاذبية, وفي ذلك من الإعجاز العلمي للسنة مافيه... وللأسف الكثير من المسلمين لا يحافظون على هذه السُّنة لأنهم يجهلون التاريخ الهجري .. اليوم والشهر .. حتى السنة .. ولقد وصل بنا الحال .. أني رأيت منذ سنوات برنامج للمسابقات ( أظن اسمه هرم الأحلام ) كان السؤال الأخير للمتسابق قبل أن يفوز بالجائزة الكبرى ( كانت سيارة ) هو : نحن في سنة كام هجريا !! وقد احتار الشاب كثيراً قبل أن يعرف الجواب !
ج- أيضا يرتبط بالتكاليف الشرعية والكفارات .. مثل عدة المطلقة إن لم تكن تحيض .. والإجارة ومواعيد الديون وغيرها ، ومن القواعد الشرعية : مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب . وقال الفخر الرازي:قال أهل العلم: الواجب على المسلمين .. أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية الرومية.
3- مرتبط بعقيدة المسلم :
أ- تاريخ أية أمة هو رمز وشعار لها وله دلالات تحمل معاني في الاعتزاز بأيام هذا التاريخ ، ولذلك نجد أن اليهود عظموا زمن موسى عليه الصلاة والسلام فأرخوا أحداثهم من زمن نبوته ، والنصارى عظموا ميلاد عيسى عليه السلام فأرخوا أحداثهم من زمن هذه الميلاد ... ، وكل أمة من الأمم تحرص على التمسك بالتاريخ الذي له صلة بمعتقداتها وحضارتها .. ، وعندما تكون الأمة مغلوبة متأثرة بغيرها فإنها تعتمد على تاريخ غيرها من الأمم، ولذلك فإن على المسلمين التمسك بالتاريخ الهجري، إذ أن التمسك به في الحقيقة تمسك بجزء من خصائص الشخصية الإسلامية.. ولقد أدرك أعداء الإسلام أهمية تمسك المسلمين بالتاريخ الهجري وأثره في ربط المسلمين بدينهم وحضارتهم وتاريخهم المجيد فحاولوا إقصاء المسلمين عن التمسك بالتاريخ الهجري والعدول عنه إلى التاريخ الميلادي وقد نجحوا في تحقيق هذه المهمة في معظم بلدان العالم الإسلامي حتى أصبح التاريخ الهجري غريباً عند معظم المسلمين ، بل إن جميع دول العالم الإسلامي –باستثناء المملكة العربية السعودية – تعتمد رسمياً في تاريخها على التاريخ الميلادي ، فانظر إلى هذه التبعية المقيتة والتقليد الأعمى للغرب حتى في التاريخ الذي يمثل شعار الأمة ورمزها ، والمملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعتمد على التاريخ الهجري ، وقد نص على ذلك النظام الأساسي للحكم في مادته الثانية .
ب- صان الله تعالى شهور ذلك التقويم فلم يجعلها ترمز لوثن ، ولا تشير إلى معصية وإنما كانت ذات دلالات بلسان عربي مبين، وشرفها بالحديث عنها جملة ، وبالإشارة إلى بعضها في غير موضع، وذكر واحد منها، كذلك حفظ أسماء الأيام، وكانت لكل اسم دلالته، وشرف بعضها بذكره في القرآن صراحة، وحدَّث المعصوم صلى الله عليه وسلم عن باقيها في مواقع من حديثه الشريف، وطهرت أسماء الأيام من دنس الضلال، وسلمت من وثنية الجاهلية التي فرضت حتى على العالم المعاصر ... التأريخ الميلادي الشمسي يقترن بتمجيد اثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية ، ويلاحظ أن أسماء الأشهر في كل لغات غرب أوروبا تعود إلى أصلها الروماني، وهي باللغة الإنكليزية على النحو التالي / January ):يناير( من الكلمة اللاتينية Januarius ويحمل هذا الشهر اسم الإله الروماني جانوس Janus ، وهو إله الشمس،وكان يمثل حارس أبواب السماء كما يمثل إله الحرب والسلم، وقيل إنه إله البدايات والنهايات /February ) فبراير ): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Februalia وهو وقت خاص للكفارة عن الذنوب وللتطهير / Mars) مارس): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Martiuis .. ، أما مارس Mars فهو إله الحرب عند الرومان، وهو حاميهم وناصرهم/ April) أبريل): الاسم من الكلمة اللاتينية aperire وتعني (يتفتح )، ويعني اسم الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتسطع أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء / May ).مايو): كلمة من الفرنسية القديمة عن الكلمة اللاتينية Maius ويعني شهر الإله مايا Maia ، وهي آلهة الخصب الرومانية . June ) يونيو ): كلمة من الفرنسية القديمة واللاتينية وهي Junius وبقصد بها الإله جونو أو يونو وهي آلهة القمر، وزوجة المشتري في الأساطير الرومانية . July ) يوليو ): كلمة من اللغات الأنجلو ـ فرنسية عن الكلمة اللاتينية Julius وهي اسم يوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م) وكان هذا الشهر يدعى Quintils أي الشهر الخامس، وذلك قبل إضافة يناير وفبراير August ) /أغسطس ) أصل هذه الكلمة في اللغة الإنكليزية القديمة كلمة Augustus وهي اسم الإمبراطور جابوس أو كتافيوس (63 ق. م ـ 14م) ولقبه أغسطس بعد انتصاره على أنطونيو عام 31 ق . م، وكان اسم الشهر Sextillis أي الشهر السادس/ September ) سبتمبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني septem ويعني الرقم سبعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو السابع في التقويم الروماني . October).أكتوبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني octo ويعني الرقم ثمانية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو الثامن في الترتيب الروماني/ November ) نوفمبر ): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني novem ويعني الرقم تسعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو التاسع في التقويم الروماني . December ) ديسمبر ): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني decem ويعني الرقم عشرة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو العاشر في التقويم الروماني.
ج- نشأة التأريخ الميلادي:كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716-673ق.م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى - عليه السلام-.واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تمَّ الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح - عليه السلام - كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً. وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية. ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة. وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً،وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة. وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم "يوليو" وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين. وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن: هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى؟ فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم.
وكانت السنة تبدأ بشهر آذار / مارس ، وفي حوالي عام ٧٠٠ ق.م. في عهد الإمبراطور الروماني نيوما بومبليوس تم إضافة شهرين للتقويم الروماني، فأصبح عدة أشهر السنة الرومانية اثنى عشر شهراً . إذ أضيف وشهر ثاني عشر وهو آخر الشهور واسمه شباط ، (Januaries) حادي عشر هو كانون ثاني / يناير تنسب إلى آلهة الرومان القديمة جانوس، وهي إلهة (Januaries) وأن كلمة (Februaries) /فبراير فتنسب لإله الطهارة (Februaries) البداية التي بيدها مفاتيح الجنة في الصباح وتغلقها في المساء . أما كلمة فبرووس. وعلى ذلك كان شهر فبراير / شباط هو آخر شهر في السنة الرومانية في ذلك العصر، فهو شهر التطهير قبل بداية العام في آذار / مارس. وبعد إدخال شهرين للتقويم الروماني أصبحت السنة الرومانية تساوي ٣٥٥ يوماً،أي تساوي طول السنة القمرية موزعة على ١٢ شهراً، أربعة أشهر في كل منها ٣١ يوماً وسبعة أشهر في كل منها ٢٩ يوما، وشهر واحد هو شباط / فبراير يحوي ٢٨ يوما، إذ كان الرومان القدماء يتشاءمون من الشهر الذي عدد أيامه زوجي ، باستثناء شباط لكونه آخر الأشهر ، ولكونه يحمل اسم إله.وفي عام ١٥٣ ق.م. تم إعادة ترتيب الأشهر الأثنى عشر بحيث جعلوا طول السنة الرومانية مقارباً لطول السنة الشمسية أي ٣٦٥ يوماً وجعلوا شهر يناير هو أول الأشهر ، وأصبح الأول (الفاتح) من يناير هو بداية السنة الرومانية وشهر شباط/ فبراير هو ثاني الأشهر.يلاحظ مما سبق أن الفوضى كانت تسود التقويم الروماني، وقد لاحظ هذه الفوضى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ، فقرر أن يضع حداً لهذه الفوضى فطلب من الفلكي المصري المشهور سو سيجينس أن يعيد تنظيم التقويم على أساس السنة الشمسية . فقام العالم الفلكي عام ٤٦ ق.م. بحساب طول السنة الشمسية وقدرها بحوالي ٣٦٥,٢٥ يوماً مكونة من اثنى عشر شهراً، وعدد أيام الأشهر كان ٣٠ يوماً أو ٣١ يوماً على التعاقب باستثناء شهر شباط الذي كان عدد أيامه ٢٩ يوما كل ثلاث سنوات وفي السنة الرابعة الكبيسة يصبح شباط ٣٠ يوما ، ليصير مجموع أيام السنة ٣٦٥ أو ٣٦٦ في السنة الكبيسة. أتم سوسيجينس حساباته عام ٤٦ ق.م. بتحويل التقويم الروماني إلى السنة الشمسية التي كان معروفة عند المصريين القدماء . إلا أن هذا التقويم الجديد لم يطبق مباشرة بل تم تأجيله لمدة ٤٤٥ يوماً ، وسمي ذلك العام عام ٤٦ ق.م. بعام الفوضى في التقويم . وتم اعتماد التقويم الروماني عام ٤٥ ق.م. وعرف باسم التقويم اليوليوسي وسمي الشهر الذي ولد فيه يوليوس قيصر بشهر يوليوس تكريماً وتخليداً له أي تغير اسم الشهر من كونتيلس إلى يوليو وعدد أيامه ٣١ يوما.وبعد اغتيال يوليوس قيصر أصبح اكتافيوس أغسطس امبراطوراً، لاحظ أن يوليوس قيصر قد أطلق على أحد الأشهر اسمه، فقرر أن يطلق على الشهر الذي ولد فيه اسم أغسطس ، لذلك تغير اسم الشهر الثامن سكتيلس إلى أغسطس . لكن كان الشهر الثامن عدد أيامه ٣٠ يوما بينما كان الشهر السابع شهر يوليوس قيصر ٣١ يوما ، لذلك أمر أغسطس بتغير ترتيب الشهور وأن يتم إضافة يوم إلى شهر أغسطس ليصبح ٣١ يوماً على حساب شهر فبراير ، الذي أصبح عدد أيامه ٢٨ يوما أو ٢٩ يوما في السنة الكبيسة . وتم التعديل في عام ٨ ق.م. وبذلك ظل مجموع أيام السنة بعد هذا التعديل ٣٦٥ أو ٣٦٦ في الكبيسة. وهذا الترتيب الأخير للأشهر هو الترتيب الذي لا يزال معتمداً إلى أيامنا الحاضرة، والذي يطلق عليه التقويم الميلادي اليوليوسي، وأصبح اليوم الأول من كانون الثاني / يناير هو بداية العام اليوليوسي ،وهو يوم افتتاح مجلس الشيوخ الروماني ، وليس له صيغة دينية.
د- وقد سُئل الإمام أحمد - رحمه الله - فقِيل له: إن للفرسِ أيامًا وشهورًا يسمّونها بأسماء لا تُعرف، فكَرِهَ ذلك أشدّ الكراهة، ورُوي عن مجاهد أنه كان يكرَهُ أن يُقال: آذار ماه .
هـ - بل إن هذا التقويم باطل أيضا .. فهذا التقويم الذي يرتبط بميلاد المسيح ليس صحيحا ! فلا يستطيع نصراني واحد أن يخبرنا على وجه اليقين متى وُلد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ؟ إذ لا يوجد تاريخ ميلاد في الأناجيل الأربعة..
إذا من أين جاءت تلك الاحتفالات التي تُقام كل عام بمناسبة مولد المسيح عليه السلام يومي 25 ديسمبر عند نصارى الغرب و 7 يناير عند نصارى الشرق ؟؟الحقيقة لا نصارى الغرب لديهم دليل على التاريخ الذي يحتفلون فيه وكذا نصارى الشرق .. مجرد اجتهادات متوارثة دون تدقيق أو تمحيص .. ولعله ليس بدعاً من القول أن نذكر أن المسيح عليه السلام لم يولد في سنة 1 ميلادية ؛ وأنه وُلد قبل هذا التاريخ على أرجح الأقوال بنحو ست سنوات ..يقول عباس محمود العقاد ، في كتابه " حياة المسيح " :" أما القول الراجح في تقدير المؤرخين الدينيين فهو أن ميلاد السيد المسيح متقدم على السنة الأولى ببضع سنوات وأنه على أصح التقديرات لم يولد في السنة الأولى للميلاد .ففي إنجيل متى أنه عليه السلام قد ولد قبل موت هيرود الكبير وقد مات هيرود قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات " أ.هـ . والقرآن الكريم لا يُحدثنا عن السنة التي ولد فيها المسيح عليه السلام ، لكنه أعطانا إشارة للفصل الذي ولد فيه عليه السلام .. يقول تعالى : " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا " مريم : 23 -26 . ومن الآيات الكريمات يتبين لنا أن السيدة مريم عليها سلام الله ، قامت بهز جذع النخلة تلبية لنداء ابنها المسيح وأن النخلة سقط منها رطباً جنياً .. والجميع يعلم أن موعد جنى البلح والرطب في الصيف لا الشتاء .. أي أنه عليه السلام لم يولد لا في 25 ديسمبر ولا 7 يناير ، ولنتأمل في هذه المفاجأة العلمية التي أوردها موقع " إيلاف " نقلاً عن صحيفة " التليجراف " البريطانية في 10/12/2008م :
على عكس الاعتقادات السائدة بأن تاريخ ميلاده هو الـ 25 من كانون الأول .. علماء فلك يفجِّرون مفاجأة ويؤكدون أن المسيح ولد في حزيران .. في مفاجأة مذهلة للغاية، كشف مجموعة من علماء الفلك عن أنهم خلصوا بعد مجموعة من الحسابات الفلكية إلى أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر " نجمة عيد الميلاد " التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح!
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلماء وجدوا أن النجم اللامع الذي ظهر فوق بيت لحم منذ 2000 عام، يشير إلى تاريخ ميلاد السيد المسيح بأنه يوم الـ 17 من شهر يوليو وليس يوم الـ 25 من شهر ديسمبر. وزعم العلماء أن نجمة عيد الميلاد هي على الأرجح توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري ، الذين كانا قريبين جدا ً من بعضيهما الآخر وتضيء بشكل براق للغاية كـ " منارة للضوء " ظهرت بشكل مفاجيء. وإذا ما جانب الفريق البحثي الصواب، فإن ذلك سيعني أن اليسوع من مواليد برج الجوزاء وليس من مواليد برج الجدي كما كان يعتقد في السابق.
4- إجماع الأمة على العمل به :
أ- قال الحافظ ابن كثير : أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك - أي حجة - لرجل على آخر وفيه، إنه يحل عليه في شعبان.فقال عمر: أي شعبان ؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها أو السنة الماضية، أو الآتية ؟ ثم جمع الصحابة فاستشارهم في وضع تاريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك.فقال قائل: أرخوا كتاريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد.وقال قائل: أرخوا بتاريخ الروم.وكانوا يؤرخون بملك اسكندر بن فلبس المقدوني فكره ذلك.وقال آخرون أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخرون بل بمبعثه، وقال آخرون بل بهجرته، وقال آخرون بل بوفاته عليه السلام.فمال عمر رضي الله عنه إلى التاريخ بالهجرة لظهوره واشتهاره.واتفقوا معه على ذلك.
ب- وممن قال بهذا الرأي عمر الفاروق رضي الله عنه حيث ورد عنه : الهجرة فرقت بين الحق والباطل فاتفقوا جميعاً على ذلك، فأرخوا بهجرة النبي ، وبشهر المحرم ، لأنه أول شهور السنة القمرية ، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق ٢٠ من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة من الهجرة واعتبر الخميس ١/1/1 هـ الموافق ١٥ من يوليو سنة ٦٢٢ م بالحساب، وبالرؤية غرة المحرم للعام الهجري الأول وهو تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين وليس للفلكيين من سلطان عليه، ولا على أسماء الشهور القمرية ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها ولا على طبيعة سنتها من حيث البسط والكبس ولا على عدد السنوات الكبيسة أو البسيطة في الدورة القمرية كل ذلك يتم بحركة كونية ربانية لا دخل للبشر فيها.
ج- وقد ذكر بعض العلماء أن في القرآن الكريم إشارة إلى ابتداء التاريخ الإسلامي بالهجرة وذلك في قول الله تعالى : ... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ... [ التوبة : 108] ففي قوله (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) إشارة إلى أن ذلك اليوم ينبغي أن يكون هو أول أيام التاريخ عند المسلمين، وهو ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم فجعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
5- سهولة التأريخ الهجري ويسره ووضوحه :
قال تعالى يقول .. ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ... ) – البقرة 185 - ثم إن الإنسان بإلقاء نظرة على القمر يستطيع أن يعرف هل هو في أول الشهر أو وسطه أو أخره ، بينما لا يمكن ذلك في الشهر الميلادي لكونه مرتبطاً بحركة الشمس. قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعلموا به واعتبره الفقهاء في كتبهم.روى البخاري عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ . قَالَ الْعَيْنِيّ : قِيلَ مَعْنَاهُ بَاقُونَ عَلَى مَا وَلَدَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّهَات . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : أُمَّة أُمِّيَّة لَمْ تَأْخُذ عَنْ كُتُب الْأُمَم قَبْلهَا إِنَّمَا أَخَذْت عَمَّا جَاءَهُ الْوَحْي مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَالْمُرَاد أَهْل الْإِسْلَام الَّذِينَ بِحَضْرَتِهِ عِنْد تِلْكَ الْمَقَالَة ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَكْثَرهمْ ، أَوْ الْمُرَاد نَفْسه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ لِلْعَرَبِ أُمِّيُّونَ لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزَة . قَالَ اللَّه تَعَالَى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ } وَلَا يَرُدّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَكْتُب وَيَحْسِب لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ قَلِيلَة نَادِرَة .وَالْمُرَاد بِالْحِسَابِ هُمَا حِسَاب النُّجُوم وَتَسْيِيرهَا وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مِنْ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَّا النَّزْر الْيَسِير ، فَعَلَّقَ الْحُكْم بِالصَّوْمِ وَغَيْره بِالرُّؤْيَةِ لِرَفْعِ الْحَرَج عَنْهُمْ فِي مُعَانَاة حِسَاب التَّسْيِير اِنْتَهي .
6- مرتبط بأعياد الأمة :
الأعياد مرتبطة بتاريخ هذه الأمة وشعائرها .. روى أبو داود عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . قال صاحب عون المعبود : ( يَوْمَانِ ): وَهُمَا يَوْم النَّيْرُوز وَيَوْم الْمِهْرَجَان ، كَذَا قَالَهُ الشُّرَّاح . وَفِي الْقَامُوس النَّيْرُوز أَوَّل يَوْم السَّنَة مُعَرَّب نَوْرُوز ، وَالنَّوْرُوز مَشْهُور وَهُوَ أَوَّل يَوْم تَتَحَوَّل الشَّمْس فِيهِ إِلَى بُرْج الْحَمَل ، وَهُوَ أَوَّل السَّنَة الشَّمْسِيَّة ، كَمَا أَنَّ غُرَّة شَهْر الْمُحَرَّم أَوَّل السَّنَة الْقَمَرِيَّة . وَأَمَّا مِهْرَجَان فَالظَّاهِر بِحُكْمِ مُقَابِلَته بِالنَّيْرُوزِ أَنْ يَكُون أَوَّل يَوْم الْمِيزَان ، وَهُمَا يَوْمَانِ مُعْتَدِلَانِ فِي الْهَوَاء لَا حَرّ وَلَا بَرْد وَيَسْتَوِي فِيهِمَا اللَّيْل وَالنَّهَار فَكَأَنَّ الْحُكَمَاء الْمُتَقَدِّمِينَ الْمُتَعَلِّقِينَ بِالْهَيْئَةِ اِخْتَارُوهُمَا لِلْعِيدِ فِي أَيَّامهمْ وَقَلَّدَهُمْ أَهْل زَمَانهمْ لِاعْتِقَادِهِمْ بِكَمَالِ عُقُول حُكَمَائِهِمْ ، فَجَاءَ الْأَنْبِيَاء وَأَبْطَلُوا مَا بَنَى عَلَيْهِ الْحُكَمَاء .... ( يَوْم الْأَضْحَى وَيَوْم الْفِطْر ): بَدَل مِنْ خَيْرًا أَوْ بَيَان لَهُ ، وَقَدَّمَ الْأَضْحَى فَإِنَّهُ الْعِيد الْأَكْبَر قَالَهُ الطِّيبِيُّ ، وَنَهي عَنْ اللَّعِب وَالسُّرُور فِيهِمَا أَيْ فِي النَّيْرُوز وَالْمِهْرَجَان . وَفِيهِ نِهَايَة مِنْ اللُّطْف ، وَأَمَرَ بِالْعِبَادَةِ لِأَنَّ السُّرُور الْحَقِيقِيّ فِيهَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } قَالَ الْمُظْهِر : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ تَعْظِيم النَّيْرُوز وَالْمِهْرَجَان وَغَيْرهمَا أَيْ مِنْ أَعْيَاد الْكُفَّار مَنْهِيّ عَنْهُ . قَالَ أَبُو حَفْص الْكَبِير الْحَنَفِيّ : مَنْ أَهْدَى فِي النَّيْرُوز بَيْضَة إِلَى مُشْرِك تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَأَحْبَطَ أَعْمَاله وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو الْمَحَاسِن الْحَسَن بْن مَنْصُور الْحَنَفِيّ : مَنْ اِشْتَرَى فِيهِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ يَشْتَرِيه فِي غَيْره أَوْ أَهْدَى فِيهِ هَدِيَّة إِلَى غَيْره ، فَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ تَعْظِيم الْيَوْم كَمَا يُعَظِّمهُ الْكَفَرَة ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَإِنْ أَرَادَ بِالشِّرَاءِ التَّنَعُّم ، وَالتَّنَزُّه ، وَبِالْإِهْدَاءِ النِّحَاب جَرْيًا عَلَى الْعَادَة ، لَمْ يَكُنْ كُفْرًا ، لَكِنَّهُ مَكْرُوه كَرَاهَة التَّشْبِيه بِالْكَفَرَةِ حِينَئِذٍ فَيُحْتَرَز عَنْهُ . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي اهـ .
7-نسيان تاريخ الأمة المجيد
أ- التاريخ الهجري يمثل للمسلمين القلب النابض الذي يعمل على بث روح الأمل فيهم من جديد، فهو الذي يذكر بالأحداث المجيدة كغزوة بدر، وفتح مكة، والقادسية وغيرها من أحداث عظام في تاريخ أمتنا، ولقد فطن أعداؤنا إلى أهمية التاريخ الهجري بالنسبة للمسلمين فعملوا على إهماله فكانت إحدى أهداف المستعمِر محو ذلك التاريخ من عقول الناس ونسيانه ويقول الشيخ محمد الغزالي :- ( وظل التاريخ الهجري الضابط الأوحد للأحداث الخاصة والعامة؛ حتى دهم المسلمين الاستعمارُ العالمي الأخير، وبدأ خطته في محو شخصيتهم وتشويه معالمهم، فإذا التاريخ الأوروبي يطارد التاريخ العربي ويحاول القضاء عليه ) كتاب الحق المر .لقد نسي المسلمون تاريخهم أو تناسوه؛ بل إن بعض المسلمين لا يكاد يتذكر الشهر الهجري الذي يحيا فيه أو السنة الهجرية التي يعيش فيها، في وقت يعتز النصارى بتاريخهم ويمجدوه ويعتزوا به، وكذلك اليهود لهم تقويم خاص بهم، بل كان العرب رغم جهلهم وقلة ثقافتهم يؤرخون بالأحداث التي تمر عليهم، فأولى بنا نحن أن نعتز بتاريخنا المضيء المشرق الذي اختاره الله لنا.
يا جامعي حطب التاريخ في قلم……لا تحرقون سوى الأيدي بلا حذر
هلا وعيتم دروس الأمس دامية……هلا استجبتم لضم القوس للوتر
فالقلب إن يعزف الإيمان نبضته……كان الجناحان ملئ السمع والبصر
ب- وكان من فقه العلامة القرضاوي أنه كان يذكر دائماً حرب الثالث والتسعون ! وقد كنت أظنه خطأ مطبعياً ، ولكنه كان يؤرخ لمعركة العاشر من رمضان 1393 هـ = 6 من أكتوبر 1973 م . فأين نحن من ذكريات المسلمين العظام من : بلاط الشهداء والجسر والقادسية والزلاقة وغيرها من الذكريات التي لن نستطيع إحياء ذكراها إلا إذا أحيينا تاريخ هذه المعارك الكبرى .
ثالثا : واجبنا نحو التاريخ القمري الهجري :
1- الاعتماد عليه ومزاحمته للتاريخ الميلادي ، فلقد بدأ التاريخ الميلادي يغزو بلاد الإسلام في عصر الخديوي إسماعيل ، وبعد عملية المزاحمة بدأت عملية الإزاحة ، حتى صار المسلمون اليوم يعتمدون على التاريخ الميلادي ونسوا التاريخ الهجري إلا من رحم ربى . فنعتمد عليه في البداية في خاصة أنفسنا ، فنسجل به التواريخ المهمة في حياتنا .. من تواريخ ميلاد الأبناء والزواج وغيرها .
2- استخدام النتائج والأجندات الإسلامية .. فهي خير معين على ذلك .
3- إحياء المناسبات التاريخية ... عاشوراء ... بلاط الشهداء .. الزلاقة ..
4- نشره بين الناس ... فمثلا إذا سألنا شخصاً عن تاريخ اليوم نذكر التاريخ الهجري والميلادي ، والإخوة والأخوات المدرسون والمدرسات لهم دور كبير في هذا الأمر من تعويد الطلاب على الحرص على كتابة التاريخيين .
من المراجع :
د. محمد بن عبد الله الأنصاري .... التقويم الهجري وأهميته
د. سعد بن تركي الخثلان .... التاريخ الهجري شعار الأمة الإسلامية
د. محمد سيد طنطاوي .... الوسيط في التفسير .
د. محمد صالح العثيمين ....وجوب التمسك بالتاريخ الهجري
عبد اللطيف القرني ... استخدام التاريخ الميلادي .
محمد فرحات معوض...التاريخ الهجري وعزة الأمة
الحافظ ابن كثير .... البداية والنهاية
أ . حسام جابر
أولا : ضرورة التقويم للإنسان :
أ- روى البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.
ب- التقويم ضرورة لا غنى عنه لأي أمة من الأمم في أي عصر من العصور في كل مجالات الحياة ..قديماً وحديثاً ، ولقد ظهرت حاجة الإنسان إليه منذ فجر التاريخ ، وتطورت الحاجة إليه بتطور الزمن، وترقي الشعوب حضارياً واجتماعياً حتى لم يكن في الإمكان تصور حياة بلا تقويم ينظم للإنسان حياته وينسق له جهوده، ويعرفه بماضيه ، ويهيئ له حاضره ، ويبصره بمستقبله .وقد امتاز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات بخصائص منها:أن التقويم لا غنى للإنسان عنه في حياته، ولا تستقيم بدونه حياته الدينية أو الدنيوية، فالعبادات قوامها وضابطها التقويم، وحركة الحياة بما فيها من أخذ وعطاء ، ونشاط وارتقاء أساسها الزمن، وما التقويم إلا منظم له، موضح لإمكانات التفاعل معه .
وكان من نعمة الله تعالى على الإنسان أن جعل له الليل والنهار آيتين لكل منهما سماتها الخاصة بها،والمميزة لها، كاشفاً له عن منافعه فيهما، ودوره خلال كل منهما قال تعالى ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) – الإسراء 12 - .
ج- وقد وجَّه الله تعالى أنظار البشر إلى السماء ؛ شمسها وقمرها، وعرف البشر بهما وخاصة القمر ؛ليستنبطوا من حركته الدائبة المحكمة المنتظمة علم قياس الزمن أيامه، وشهوره، وسنواته، وحساب ذلك وفق ناموس كوني أحكمه خالقه، ومدبره جل وعلا، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) – يونس 5 - . ولو كان علم عدد السنين والحساب شمسياً لقال ربنا جل وعلا :وقدرها، بل أرشدنا لاتخاذ النظام القمري سبيلاً لمعرفة عدد السنين والحساب الفلكي ، وقياس الزمن ، وإن خفيت علينا من الزمان. والمنازل : جمع منزل ، وهي أماكن النزول ، وهي - كما يقول بعضهم - ثمانية وعشرون منزلاً ، وتنقسم إلى اثني عشر برجاً وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، لكل برج منها منزلان وثلث منزل ، وينزل القمر في كل ليلة منزلا منها إلى انقضاء ثمانية وعشرين .ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً ، ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعة وعشرين يوماً. يقول ابن كثير : بالشمس تُعرف الأيام، وبسير القمر تُعرف الشهور والأعوام. ( مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ) أي : ما خلق الله ذلك الذي ذكره لكم إلا خلقاً ملتبساً بالحق ، ومقترناً بالحكمة البالغة التي تقتضيها مصالحكم . والمصلحة تكون عند مَن ؟ عند ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) – الملك 14 -.
د- ويعتبر التقويم لأي أمة حافظ ذاكرتها وسجل أحداثها ورمز رقيها وحضارتها ومرآة ثقافتها وإبداعها ، ولذلك وجدنا لأمم الهند والفرس والرومان واليهود والأقباط ولأهل الصين وغيرهم لكل أمة منهم تقويمها الذي طبعته بطابعها وأشربته نكهة عقائدها وحقنته بروح حضارة مجتمعاتها.
ثانيا : لماذا نتمسك بالتأريخ القمري / الهجري ؟
1- لأنه شرع الله تبارك وتعالى :
أ- قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... ) – البقرة 189 - ورد في سبب نزول هذه الآية روايات منها ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : " بلغنا أن بعض الناس قالوا : يا رسول الله ، لم خلقت الأهلة فنزلت .والأهلة : جمع الهلال ، وهو الكوكب الذي يبزغ في أول كل شهر ، ويسمى هلالاً لثلاث ليال أو لسبع ليال من ظهوره ، ثم يسمى بعد ذلك قمراً إلى أن يعود من الشهر الثاني. والمواقيت : جمع ميقات بمعنى الوقت ، وهو ما يقدر لعمل من الأعمال وقيل : الميقات منتهى الوقت .والمعنى : يسألك بعض الناس عن الحكمة من خلق الأهلة ، قل لهم - يا محمد إن الله - تعالى - قد خلقها لتكون معالم يوقت ويحدِّد بها الناس صومهم ، وزكاتهم ، وحجهم ، وعدة نسائهم ، ومدد حملهن ، ومدة الرضاع ، وغير ذلك مما يتعلق بأمور معاشهم .وخص الحج بالذكر مع أن الأهلة مواقيت لعبادات أخرى كالصوم والزكاة للتنبيه على أن الحج مقصور وقت أدائه على الزمن الذي عينه الله - تعالى - وأنه لا يجوز نقله إلى وقت آخر كما كانت العرب تفعل ، إذ كانوا ينقلون ما شاؤوا من الأشهر الحرام الأربعة التي من جملتها ذو الحجة إلى شهر آخر غير حرام ، وهو النسيء المشار إليه بقوله - تعالى - : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } – التوبة 37 - وخصَّ الشارع المواقيت بالأهلة وأشهرها دون الشمس وأشهرها ، لأن الأشهر الهلالية تعرف برؤية الهلال ومحاقه ، وذلك ما لا يخفى على أحد من الخاصة أو العامة أينما كانوا بخلاف الأشهر الشمسية ، فإن معرفتها تنبني على النظر في حركات الفلك وهي لا تتيسر إلا للعارفين بدقائق علم الفلك .
ب- قال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) – التوبة 36 - الشهور : جمع شهر . .والمعنى : إن عدد الشهور { عِندَ الله } أي : في حكمه وقضائه { اثنا عَشَرَ شَهْراً } هي الشهور القمرية التي عليها يدور فلك الأحكام الشرعية .وقوله { فِي كِتَابِ الله } ، أي : في اللوح المحفوظ .والمعنى : أن هذا أمر ثابت في نفس الأمر منذ خلق الله الأجرام والأزمنة أي : أن المقصود من هذه الآية الكريمة ، بيان أن كون الشهور كذلك حكم أثبته - سبحانه في اللوح المحفوظ منذ أوجد هذا العالم ، وبينه لأنبيائه على هذا الوضع . . فمن الواجب اتباع ترتيب الله لهذه الشهور ، والتزام أحكامها ونبذ ما كان يفعله أهل الجاهلية من تقديم بعض الشهور أو تأخيرها أو الزيادة عليها ، أو انتهاك حرمة المحرم منها. وفي الآية دليل على أن الله تعالى هيأ للإنسان أسباب معرفة علم التقويم قبل أن يخلق الإنسان نفسه لأهميته في حياته. ولا بد أن يكون لكل أمة من أمم الأرض تقويمها الذي به تعتز وإليه تنتسب ، وبه تؤرخ أحداثها وأيامها، وتحدد أعيادها ومناسكها ، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها.
2- مرتبط بالعبادات :
أ- المؤمن العابد لله تعالى ، المتقرب لله بألوان الطاعات الواجبة والمندوبة ، لابد له من مراقبة – معرفة – التاريخ الهجري .
فلو استعرضنا – مثلاً - أركان الإسلام ، سنجد ثلاثة أركان مرتبطة بالتاريخ القمري :
1- فريضة الزكاة : من شروط وجوب زكاة المال .. مرور حول كامل ، والحول هو العام الهجري - الْحَوْل فِي اللُّغَةِ : السَّنَةُ ، وَيَأْتِي بِمَعْنَى الْقُوَّةِ وَالتَّغَيُّرِ ، وَالاِنْقِلاَبِ ، وَبِمَعْنَى الإْقَامَةِ ، وَالْحَوْل مِنْ حَال الشَّيْءُ حَوْلاً : إِذَا دَارَ .وَسُمِّيَتِ السَّنَةُ حَوْلاً لاِنْقِلاَبِهَا وَدَوَرَانِ الشَّمْسِ فِي مَطَالِعِهَا ، وَمَغَارِبِهَا ، وَهُوَ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ – فلابد للمسلم من احتساب حول كامل – عام هجري / قمري – يمر على ماله ، فإذا جاوز النصاب وجب في المال الزكاة ومقدارها2.50 % . أما إذا حسب المسلم زكاة ماله وفق التاريخ الميلادي وجاوز المال النصاب وجب في المال زكاة ومقدارها 2.575 % لأن السنة الميلادية أكثر من السنة الهجرية بإحدى عشر يوما أو اثنى عشر يوما .
2- فريضة الصيام : قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) – البقرة 185 -. القرآن ينص على الشهر الهجري الذي نصومه. متى نصوم ومتى نفطر ؟.. روى مسلم في صحيحه عن أبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ .وسبحان الله .. شهر رمضان لارتباطه بدورة القمر .. يأتي في كل فصول السنة فتارة في الشتاء وتارة في الصيف وتارة في الربيع وتارة في الخريف .. فلو كان في فصل ميلادي ولو كان في الصيف مثلا لشق على الناس صيامه . ففصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تكون ثابتة بالنسبة للتاريخ الميلادي ، ولكنها متغيرة بالنسبة للتاريخ الهجري ، ولذلك فإن من الحكمة ربط أمور العبادة بالتاريخ القمري حتى لا يصوم البعض يوماً طويلاً جداً أبد الدهر وآخرون يصومون يوماً قصيراً جداً أبد الدهر.
3- فريضة الحج : قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) – البقرة 197 - .
ب- أيضا مرتبط بنوافل الطاعات .. فمثلا .. صيام الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ، وَأَصْلُهَا أَيَّامُ اللَّيَالِيَ الْبِيضِ . وَهِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ اللَّيَالِي بِالْبِيضِ لاِسْتِنَارَةِ جَمِيعِهَا بِالْقَمَرِ . روى البخاري عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ. وأيضا صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وغيرهم من الطاعات .
وقد قام أحد الأطباء بمحاولة في مدينة ميامي بأمريكا حيث أوضح أن هناك ارتباطاً قوياً بين اكتمال دورة القمر وأعمال العنف لدي البشر واتضح له من التحليلات والإحصائيات البيانية التي قام بها والتي حصل عليها من سجلات الحوادث في المستشفيات ومراكز الشرطة بعد ربط تواريخها بالأيام القمرية ـ أن معدلات الجرائم وحالات الانتحار وحوادث السيارات المهلكة مرتبطة باكتمال دورة القمر, كما أن الأفراد الذين يعانون عدم الاستقرار النفسي والاضطرابات النفسية ومرضى ازدواج الشخصية, والمسنين أكثر عرضة للتأثر بضوء القمر, كما أشارت الدراسات إلى أن أكبر نسبة للطلاق والمخاصمات العنيفة في عدة مدن تكون في منتصف الشهر عند اكتمال القمر. أخذ الدكتور يفكر عن سبب معقول لهذه الظاهرة وتفسير علمي معقول ومقبول لنتائجها, فقال إن مياه المحيطات والبحار تتأثر تأثراً ملحوظا بجاذبية القمر( في عملية المد والجزر) وبما أن جسم الإنسان تشكل المياه فيه نسبة تزيد على80% من مكوناته ممثلة في سوائل الأنسجة والخلايا والدم.. فلا يستبعد إذن أن يتأثر بجاذبية القمر.. قال تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) – النور 45 – وقال تعالى (...وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) – الأنبياء 30 - ومن هنا نلتمس العلاج النبوي لحل مثل هذه الظاهرة المتمثل في.. صيام الأيام البيض من كل شهر قمري (15.14.13). فلعل من الحكمة في هذا أن الصيام بما فيه من امتناع عن تناول الماء يعمل على خفض نسبة الماء في الجسم خلال هذه الفترة التي يبلغ تأثير القمر فيها علي الإنسان مداه, فيكتسب الإنسان من وراء ذلك الصفاء النفسي والاستقرار, ويتفادى تأثير الجاذبية, وفي ذلك من الإعجاز العلمي للسنة مافيه... وللأسف الكثير من المسلمين لا يحافظون على هذه السُّنة لأنهم يجهلون التاريخ الهجري .. اليوم والشهر .. حتى السنة .. ولقد وصل بنا الحال .. أني رأيت منذ سنوات برنامج للمسابقات ( أظن اسمه هرم الأحلام ) كان السؤال الأخير للمتسابق قبل أن يفوز بالجائزة الكبرى ( كانت سيارة ) هو : نحن في سنة كام هجريا !! وقد احتار الشاب كثيراً قبل أن يعرف الجواب !
ج- أيضا يرتبط بالتكاليف الشرعية والكفارات .. مثل عدة المطلقة إن لم تكن تحيض .. والإجارة ومواعيد الديون وغيرها ، ومن القواعد الشرعية : مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب . وقال الفخر الرازي:قال أهل العلم: الواجب على المسلمين .. أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية الرومية.
3- مرتبط بعقيدة المسلم :
أ- تاريخ أية أمة هو رمز وشعار لها وله دلالات تحمل معاني في الاعتزاز بأيام هذا التاريخ ، ولذلك نجد أن اليهود عظموا زمن موسى عليه الصلاة والسلام فأرخوا أحداثهم من زمن نبوته ، والنصارى عظموا ميلاد عيسى عليه السلام فأرخوا أحداثهم من زمن هذه الميلاد ... ، وكل أمة من الأمم تحرص على التمسك بالتاريخ الذي له صلة بمعتقداتها وحضارتها .. ، وعندما تكون الأمة مغلوبة متأثرة بغيرها فإنها تعتمد على تاريخ غيرها من الأمم، ولذلك فإن على المسلمين التمسك بالتاريخ الهجري، إذ أن التمسك به في الحقيقة تمسك بجزء من خصائص الشخصية الإسلامية.. ولقد أدرك أعداء الإسلام أهمية تمسك المسلمين بالتاريخ الهجري وأثره في ربط المسلمين بدينهم وحضارتهم وتاريخهم المجيد فحاولوا إقصاء المسلمين عن التمسك بالتاريخ الهجري والعدول عنه إلى التاريخ الميلادي وقد نجحوا في تحقيق هذه المهمة في معظم بلدان العالم الإسلامي حتى أصبح التاريخ الهجري غريباً عند معظم المسلمين ، بل إن جميع دول العالم الإسلامي –باستثناء المملكة العربية السعودية – تعتمد رسمياً في تاريخها على التاريخ الميلادي ، فانظر إلى هذه التبعية المقيتة والتقليد الأعمى للغرب حتى في التاريخ الذي يمثل شعار الأمة ورمزها ، والمملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعتمد على التاريخ الهجري ، وقد نص على ذلك النظام الأساسي للحكم في مادته الثانية .
ب- صان الله تعالى شهور ذلك التقويم فلم يجعلها ترمز لوثن ، ولا تشير إلى معصية وإنما كانت ذات دلالات بلسان عربي مبين، وشرفها بالحديث عنها جملة ، وبالإشارة إلى بعضها في غير موضع، وذكر واحد منها، كذلك حفظ أسماء الأيام، وكانت لكل اسم دلالته، وشرف بعضها بذكره في القرآن صراحة، وحدَّث المعصوم صلى الله عليه وسلم عن باقيها في مواقع من حديثه الشريف، وطهرت أسماء الأيام من دنس الضلال، وسلمت من وثنية الجاهلية التي فرضت حتى على العالم المعاصر ... التأريخ الميلادي الشمسي يقترن بتمجيد اثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية ، ويلاحظ أن أسماء الأشهر في كل لغات غرب أوروبا تعود إلى أصلها الروماني، وهي باللغة الإنكليزية على النحو التالي / January ):يناير( من الكلمة اللاتينية Januarius ويحمل هذا الشهر اسم الإله الروماني جانوس Janus ، وهو إله الشمس،وكان يمثل حارس أبواب السماء كما يمثل إله الحرب والسلم، وقيل إنه إله البدايات والنهايات /February ) فبراير ): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Februalia وهو وقت خاص للكفارة عن الذنوب وللتطهير / Mars) مارس): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Martiuis .. ، أما مارس Mars فهو إله الحرب عند الرومان، وهو حاميهم وناصرهم/ April) أبريل): الاسم من الكلمة اللاتينية aperire وتعني (يتفتح )، ويعني اسم الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتسطع أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء / May ).مايو): كلمة من الفرنسية القديمة عن الكلمة اللاتينية Maius ويعني شهر الإله مايا Maia ، وهي آلهة الخصب الرومانية . June ) يونيو ): كلمة من الفرنسية القديمة واللاتينية وهي Junius وبقصد بها الإله جونو أو يونو وهي آلهة القمر، وزوجة المشتري في الأساطير الرومانية . July ) يوليو ): كلمة من اللغات الأنجلو ـ فرنسية عن الكلمة اللاتينية Julius وهي اسم يوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م) وكان هذا الشهر يدعى Quintils أي الشهر الخامس، وذلك قبل إضافة يناير وفبراير August ) /أغسطس ) أصل هذه الكلمة في اللغة الإنكليزية القديمة كلمة Augustus وهي اسم الإمبراطور جابوس أو كتافيوس (63 ق. م ـ 14م) ولقبه أغسطس بعد انتصاره على أنطونيو عام 31 ق . م، وكان اسم الشهر Sextillis أي الشهر السادس/ September ) سبتمبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني septem ويعني الرقم سبعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو السابع في التقويم الروماني . October).أكتوبر): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني octo ويعني الرقم ثمانية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو الثامن في الترتيب الروماني/ November ) نوفمبر ): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني novem ويعني الرقم تسعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو التاسع في التقويم الروماني . December ) ديسمبر ): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني decem ويعني الرقم عشرة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو العاشر في التقويم الروماني.
ج- نشأة التأريخ الميلادي:كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716-673ق.م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى - عليه السلام-.واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تمَّ الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح - عليه السلام - كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً. وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية. ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة. وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً،وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة. وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم "يوليو" وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين. وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن: هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى؟ فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم.
وكانت السنة تبدأ بشهر آذار / مارس ، وفي حوالي عام ٧٠٠ ق.م. في عهد الإمبراطور الروماني نيوما بومبليوس تم إضافة شهرين للتقويم الروماني، فأصبح عدة أشهر السنة الرومانية اثنى عشر شهراً . إذ أضيف وشهر ثاني عشر وهو آخر الشهور واسمه شباط ، (Januaries) حادي عشر هو كانون ثاني / يناير تنسب إلى آلهة الرومان القديمة جانوس، وهي إلهة (Januaries) وأن كلمة (Februaries) /فبراير فتنسب لإله الطهارة (Februaries) البداية التي بيدها مفاتيح الجنة في الصباح وتغلقها في المساء . أما كلمة فبرووس. وعلى ذلك كان شهر فبراير / شباط هو آخر شهر في السنة الرومانية في ذلك العصر، فهو شهر التطهير قبل بداية العام في آذار / مارس. وبعد إدخال شهرين للتقويم الروماني أصبحت السنة الرومانية تساوي ٣٥٥ يوماً،أي تساوي طول السنة القمرية موزعة على ١٢ شهراً، أربعة أشهر في كل منها ٣١ يوماً وسبعة أشهر في كل منها ٢٩ يوما، وشهر واحد هو شباط / فبراير يحوي ٢٨ يوما، إذ كان الرومان القدماء يتشاءمون من الشهر الذي عدد أيامه زوجي ، باستثناء شباط لكونه آخر الأشهر ، ولكونه يحمل اسم إله.وفي عام ١٥٣ ق.م. تم إعادة ترتيب الأشهر الأثنى عشر بحيث جعلوا طول السنة الرومانية مقارباً لطول السنة الشمسية أي ٣٦٥ يوماً وجعلوا شهر يناير هو أول الأشهر ، وأصبح الأول (الفاتح) من يناير هو بداية السنة الرومانية وشهر شباط/ فبراير هو ثاني الأشهر.يلاحظ مما سبق أن الفوضى كانت تسود التقويم الروماني، وقد لاحظ هذه الفوضى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ، فقرر أن يضع حداً لهذه الفوضى فطلب من الفلكي المصري المشهور سو سيجينس أن يعيد تنظيم التقويم على أساس السنة الشمسية . فقام العالم الفلكي عام ٤٦ ق.م. بحساب طول السنة الشمسية وقدرها بحوالي ٣٦٥,٢٥ يوماً مكونة من اثنى عشر شهراً، وعدد أيام الأشهر كان ٣٠ يوماً أو ٣١ يوماً على التعاقب باستثناء شهر شباط الذي كان عدد أيامه ٢٩ يوما كل ثلاث سنوات وفي السنة الرابعة الكبيسة يصبح شباط ٣٠ يوما ، ليصير مجموع أيام السنة ٣٦٥ أو ٣٦٦ في السنة الكبيسة. أتم سوسيجينس حساباته عام ٤٦ ق.م. بتحويل التقويم الروماني إلى السنة الشمسية التي كان معروفة عند المصريين القدماء . إلا أن هذا التقويم الجديد لم يطبق مباشرة بل تم تأجيله لمدة ٤٤٥ يوماً ، وسمي ذلك العام عام ٤٦ ق.م. بعام الفوضى في التقويم . وتم اعتماد التقويم الروماني عام ٤٥ ق.م. وعرف باسم التقويم اليوليوسي وسمي الشهر الذي ولد فيه يوليوس قيصر بشهر يوليوس تكريماً وتخليداً له أي تغير اسم الشهر من كونتيلس إلى يوليو وعدد أيامه ٣١ يوما.وبعد اغتيال يوليوس قيصر أصبح اكتافيوس أغسطس امبراطوراً، لاحظ أن يوليوس قيصر قد أطلق على أحد الأشهر اسمه، فقرر أن يطلق على الشهر الذي ولد فيه اسم أغسطس ، لذلك تغير اسم الشهر الثامن سكتيلس إلى أغسطس . لكن كان الشهر الثامن عدد أيامه ٣٠ يوما بينما كان الشهر السابع شهر يوليوس قيصر ٣١ يوما ، لذلك أمر أغسطس بتغير ترتيب الشهور وأن يتم إضافة يوم إلى شهر أغسطس ليصبح ٣١ يوماً على حساب شهر فبراير ، الذي أصبح عدد أيامه ٢٨ يوما أو ٢٩ يوما في السنة الكبيسة . وتم التعديل في عام ٨ ق.م. وبذلك ظل مجموع أيام السنة بعد هذا التعديل ٣٦٥ أو ٣٦٦ في الكبيسة. وهذا الترتيب الأخير للأشهر هو الترتيب الذي لا يزال معتمداً إلى أيامنا الحاضرة، والذي يطلق عليه التقويم الميلادي اليوليوسي، وأصبح اليوم الأول من كانون الثاني / يناير هو بداية العام اليوليوسي ،وهو يوم افتتاح مجلس الشيوخ الروماني ، وليس له صيغة دينية.
د- وقد سُئل الإمام أحمد - رحمه الله - فقِيل له: إن للفرسِ أيامًا وشهورًا يسمّونها بأسماء لا تُعرف، فكَرِهَ ذلك أشدّ الكراهة، ورُوي عن مجاهد أنه كان يكرَهُ أن يُقال: آذار ماه .
هـ - بل إن هذا التقويم باطل أيضا .. فهذا التقويم الذي يرتبط بميلاد المسيح ليس صحيحا ! فلا يستطيع نصراني واحد أن يخبرنا على وجه اليقين متى وُلد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ؟ إذ لا يوجد تاريخ ميلاد في الأناجيل الأربعة..
إذا من أين جاءت تلك الاحتفالات التي تُقام كل عام بمناسبة مولد المسيح عليه السلام يومي 25 ديسمبر عند نصارى الغرب و 7 يناير عند نصارى الشرق ؟؟الحقيقة لا نصارى الغرب لديهم دليل على التاريخ الذي يحتفلون فيه وكذا نصارى الشرق .. مجرد اجتهادات متوارثة دون تدقيق أو تمحيص .. ولعله ليس بدعاً من القول أن نذكر أن المسيح عليه السلام لم يولد في سنة 1 ميلادية ؛ وأنه وُلد قبل هذا التاريخ على أرجح الأقوال بنحو ست سنوات ..يقول عباس محمود العقاد ، في كتابه " حياة المسيح " :" أما القول الراجح في تقدير المؤرخين الدينيين فهو أن ميلاد السيد المسيح متقدم على السنة الأولى ببضع سنوات وأنه على أصح التقديرات لم يولد في السنة الأولى للميلاد .ففي إنجيل متى أنه عليه السلام قد ولد قبل موت هيرود الكبير وقد مات هيرود قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات " أ.هـ . والقرآن الكريم لا يُحدثنا عن السنة التي ولد فيها المسيح عليه السلام ، لكنه أعطانا إشارة للفصل الذي ولد فيه عليه السلام .. يقول تعالى : " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا " مريم : 23 -26 . ومن الآيات الكريمات يتبين لنا أن السيدة مريم عليها سلام الله ، قامت بهز جذع النخلة تلبية لنداء ابنها المسيح وأن النخلة سقط منها رطباً جنياً .. والجميع يعلم أن موعد جنى البلح والرطب في الصيف لا الشتاء .. أي أنه عليه السلام لم يولد لا في 25 ديسمبر ولا 7 يناير ، ولنتأمل في هذه المفاجأة العلمية التي أوردها موقع " إيلاف " نقلاً عن صحيفة " التليجراف " البريطانية في 10/12/2008م :
على عكس الاعتقادات السائدة بأن تاريخ ميلاده هو الـ 25 من كانون الأول .. علماء فلك يفجِّرون مفاجأة ويؤكدون أن المسيح ولد في حزيران .. في مفاجأة مذهلة للغاية، كشف مجموعة من علماء الفلك عن أنهم خلصوا بعد مجموعة من الحسابات الفلكية إلى أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر " نجمة عيد الميلاد " التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح!
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلماء وجدوا أن النجم اللامع الذي ظهر فوق بيت لحم منذ 2000 عام، يشير إلى تاريخ ميلاد السيد المسيح بأنه يوم الـ 17 من شهر يوليو وليس يوم الـ 25 من شهر ديسمبر. وزعم العلماء أن نجمة عيد الميلاد هي على الأرجح توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري ، الذين كانا قريبين جدا ً من بعضيهما الآخر وتضيء بشكل براق للغاية كـ " منارة للضوء " ظهرت بشكل مفاجيء. وإذا ما جانب الفريق البحثي الصواب، فإن ذلك سيعني أن اليسوع من مواليد برج الجوزاء وليس من مواليد برج الجدي كما كان يعتقد في السابق.
4- إجماع الأمة على العمل به :
أ- قال الحافظ ابن كثير : أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك - أي حجة - لرجل على آخر وفيه، إنه يحل عليه في شعبان.فقال عمر: أي شعبان ؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها أو السنة الماضية، أو الآتية ؟ ثم جمع الصحابة فاستشارهم في وضع تاريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك.فقال قائل: أرخوا كتاريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد.وقال قائل: أرخوا بتاريخ الروم.وكانوا يؤرخون بملك اسكندر بن فلبس المقدوني فكره ذلك.وقال آخرون أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخرون بل بمبعثه، وقال آخرون بل بهجرته، وقال آخرون بل بوفاته عليه السلام.فمال عمر رضي الله عنه إلى التاريخ بالهجرة لظهوره واشتهاره.واتفقوا معه على ذلك.
ب- وممن قال بهذا الرأي عمر الفاروق رضي الله عنه حيث ورد عنه : الهجرة فرقت بين الحق والباطل فاتفقوا جميعاً على ذلك، فأرخوا بهجرة النبي ، وبشهر المحرم ، لأنه أول شهور السنة القمرية ، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق ٢٠ من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة من الهجرة واعتبر الخميس ١/1/1 هـ الموافق ١٥ من يوليو سنة ٦٢٢ م بالحساب، وبالرؤية غرة المحرم للعام الهجري الأول وهو تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين وليس للفلكيين من سلطان عليه، ولا على أسماء الشهور القمرية ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها ولا على طبيعة سنتها من حيث البسط والكبس ولا على عدد السنوات الكبيسة أو البسيطة في الدورة القمرية كل ذلك يتم بحركة كونية ربانية لا دخل للبشر فيها.
ج- وقد ذكر بعض العلماء أن في القرآن الكريم إشارة إلى ابتداء التاريخ الإسلامي بالهجرة وذلك في قول الله تعالى : ... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ... [ التوبة : 108] ففي قوله (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) إشارة إلى أن ذلك اليوم ينبغي أن يكون هو أول أيام التاريخ عند المسلمين، وهو ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم فجعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
5- سهولة التأريخ الهجري ويسره ووضوحه :
قال تعالى يقول .. ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ... ) – البقرة 185 - ثم إن الإنسان بإلقاء نظرة على القمر يستطيع أن يعرف هل هو في أول الشهر أو وسطه أو أخره ، بينما لا يمكن ذلك في الشهر الميلادي لكونه مرتبطاً بحركة الشمس. قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعلموا به واعتبره الفقهاء في كتبهم.روى البخاري عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ . قَالَ الْعَيْنِيّ : قِيلَ مَعْنَاهُ بَاقُونَ عَلَى مَا وَلَدَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّهَات . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : أُمَّة أُمِّيَّة لَمْ تَأْخُذ عَنْ كُتُب الْأُمَم قَبْلهَا إِنَّمَا أَخَذْت عَمَّا جَاءَهُ الْوَحْي مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَالْمُرَاد أَهْل الْإِسْلَام الَّذِينَ بِحَضْرَتِهِ عِنْد تِلْكَ الْمَقَالَة ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَكْثَرهمْ ، أَوْ الْمُرَاد نَفْسه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ لِلْعَرَبِ أُمِّيُّونَ لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزَة . قَالَ اللَّه تَعَالَى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ } وَلَا يَرُدّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَكْتُب وَيَحْسِب لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ قَلِيلَة نَادِرَة .وَالْمُرَاد بِالْحِسَابِ هُمَا حِسَاب النُّجُوم وَتَسْيِيرهَا وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مِنْ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَّا النَّزْر الْيَسِير ، فَعَلَّقَ الْحُكْم بِالصَّوْمِ وَغَيْره بِالرُّؤْيَةِ لِرَفْعِ الْحَرَج عَنْهُمْ فِي مُعَانَاة حِسَاب التَّسْيِير اِنْتَهي .
6- مرتبط بأعياد الأمة :
الأعياد مرتبطة بتاريخ هذه الأمة وشعائرها .. روى أبو داود عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . قال صاحب عون المعبود : ( يَوْمَانِ ): وَهُمَا يَوْم النَّيْرُوز وَيَوْم الْمِهْرَجَان ، كَذَا قَالَهُ الشُّرَّاح . وَفِي الْقَامُوس النَّيْرُوز أَوَّل يَوْم السَّنَة مُعَرَّب نَوْرُوز ، وَالنَّوْرُوز مَشْهُور وَهُوَ أَوَّل يَوْم تَتَحَوَّل الشَّمْس فِيهِ إِلَى بُرْج الْحَمَل ، وَهُوَ أَوَّل السَّنَة الشَّمْسِيَّة ، كَمَا أَنَّ غُرَّة شَهْر الْمُحَرَّم أَوَّل السَّنَة الْقَمَرِيَّة . وَأَمَّا مِهْرَجَان فَالظَّاهِر بِحُكْمِ مُقَابِلَته بِالنَّيْرُوزِ أَنْ يَكُون أَوَّل يَوْم الْمِيزَان ، وَهُمَا يَوْمَانِ مُعْتَدِلَانِ فِي الْهَوَاء لَا حَرّ وَلَا بَرْد وَيَسْتَوِي فِيهِمَا اللَّيْل وَالنَّهَار فَكَأَنَّ الْحُكَمَاء الْمُتَقَدِّمِينَ الْمُتَعَلِّقِينَ بِالْهَيْئَةِ اِخْتَارُوهُمَا لِلْعِيدِ فِي أَيَّامهمْ وَقَلَّدَهُمْ أَهْل زَمَانهمْ لِاعْتِقَادِهِمْ بِكَمَالِ عُقُول حُكَمَائِهِمْ ، فَجَاءَ الْأَنْبِيَاء وَأَبْطَلُوا مَا بَنَى عَلَيْهِ الْحُكَمَاء .... ( يَوْم الْأَضْحَى وَيَوْم الْفِطْر ): بَدَل مِنْ خَيْرًا أَوْ بَيَان لَهُ ، وَقَدَّمَ الْأَضْحَى فَإِنَّهُ الْعِيد الْأَكْبَر قَالَهُ الطِّيبِيُّ ، وَنَهي عَنْ اللَّعِب وَالسُّرُور فِيهِمَا أَيْ فِي النَّيْرُوز وَالْمِهْرَجَان . وَفِيهِ نِهَايَة مِنْ اللُّطْف ، وَأَمَرَ بِالْعِبَادَةِ لِأَنَّ السُّرُور الْحَقِيقِيّ فِيهَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } قَالَ الْمُظْهِر : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ تَعْظِيم النَّيْرُوز وَالْمِهْرَجَان وَغَيْرهمَا أَيْ مِنْ أَعْيَاد الْكُفَّار مَنْهِيّ عَنْهُ . قَالَ أَبُو حَفْص الْكَبِير الْحَنَفِيّ : مَنْ أَهْدَى فِي النَّيْرُوز بَيْضَة إِلَى مُشْرِك تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَأَحْبَطَ أَعْمَاله وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو الْمَحَاسِن الْحَسَن بْن مَنْصُور الْحَنَفِيّ : مَنْ اِشْتَرَى فِيهِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ يَشْتَرِيه فِي غَيْره أَوْ أَهْدَى فِيهِ هَدِيَّة إِلَى غَيْره ، فَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ تَعْظِيم الْيَوْم كَمَا يُعَظِّمهُ الْكَفَرَة ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَإِنْ أَرَادَ بِالشِّرَاءِ التَّنَعُّم ، وَالتَّنَزُّه ، وَبِالْإِهْدَاءِ النِّحَاب جَرْيًا عَلَى الْعَادَة ، لَمْ يَكُنْ كُفْرًا ، لَكِنَّهُ مَكْرُوه كَرَاهَة التَّشْبِيه بِالْكَفَرَةِ حِينَئِذٍ فَيُحْتَرَز عَنْهُ . قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي اهـ .
7-نسيان تاريخ الأمة المجيد
أ- التاريخ الهجري يمثل للمسلمين القلب النابض الذي يعمل على بث روح الأمل فيهم من جديد، فهو الذي يذكر بالأحداث المجيدة كغزوة بدر، وفتح مكة، والقادسية وغيرها من أحداث عظام في تاريخ أمتنا، ولقد فطن أعداؤنا إلى أهمية التاريخ الهجري بالنسبة للمسلمين فعملوا على إهماله فكانت إحدى أهداف المستعمِر محو ذلك التاريخ من عقول الناس ونسيانه ويقول الشيخ محمد الغزالي :- ( وظل التاريخ الهجري الضابط الأوحد للأحداث الخاصة والعامة؛ حتى دهم المسلمين الاستعمارُ العالمي الأخير، وبدأ خطته في محو شخصيتهم وتشويه معالمهم، فإذا التاريخ الأوروبي يطارد التاريخ العربي ويحاول القضاء عليه ) كتاب الحق المر .لقد نسي المسلمون تاريخهم أو تناسوه؛ بل إن بعض المسلمين لا يكاد يتذكر الشهر الهجري الذي يحيا فيه أو السنة الهجرية التي يعيش فيها، في وقت يعتز النصارى بتاريخهم ويمجدوه ويعتزوا به، وكذلك اليهود لهم تقويم خاص بهم، بل كان العرب رغم جهلهم وقلة ثقافتهم يؤرخون بالأحداث التي تمر عليهم، فأولى بنا نحن أن نعتز بتاريخنا المضيء المشرق الذي اختاره الله لنا.
يا جامعي حطب التاريخ في قلم……لا تحرقون سوى الأيدي بلا حذر
هلا وعيتم دروس الأمس دامية……هلا استجبتم لضم القوس للوتر
فالقلب إن يعزف الإيمان نبضته……كان الجناحان ملئ السمع والبصر
ب- وكان من فقه العلامة القرضاوي أنه كان يذكر دائماً حرب الثالث والتسعون ! وقد كنت أظنه خطأ مطبعياً ، ولكنه كان يؤرخ لمعركة العاشر من رمضان 1393 هـ = 6 من أكتوبر 1973 م . فأين نحن من ذكريات المسلمين العظام من : بلاط الشهداء والجسر والقادسية والزلاقة وغيرها من الذكريات التي لن نستطيع إحياء ذكراها إلا إذا أحيينا تاريخ هذه المعارك الكبرى .
ثالثا : واجبنا نحو التاريخ القمري الهجري :
1- الاعتماد عليه ومزاحمته للتاريخ الميلادي ، فلقد بدأ التاريخ الميلادي يغزو بلاد الإسلام في عصر الخديوي إسماعيل ، وبعد عملية المزاحمة بدأت عملية الإزاحة ، حتى صار المسلمون اليوم يعتمدون على التاريخ الميلادي ونسوا التاريخ الهجري إلا من رحم ربى . فنعتمد عليه في البداية في خاصة أنفسنا ، فنسجل به التواريخ المهمة في حياتنا .. من تواريخ ميلاد الأبناء والزواج وغيرها .
2- استخدام النتائج والأجندات الإسلامية .. فهي خير معين على ذلك .
3- إحياء المناسبات التاريخية ... عاشوراء ... بلاط الشهداء .. الزلاقة ..
4- نشره بين الناس ... فمثلا إذا سألنا شخصاً عن تاريخ اليوم نذكر التاريخ الهجري والميلادي ، والإخوة والأخوات المدرسون والمدرسات لهم دور كبير في هذا الأمر من تعويد الطلاب على الحرص على كتابة التاريخيين .
من المراجع :
د. محمد بن عبد الله الأنصاري .... التقويم الهجري وأهميته
د. سعد بن تركي الخثلان .... التاريخ الهجري شعار الأمة الإسلامية
د. محمد سيد طنطاوي .... الوسيط في التفسير .
د. محمد صالح العثيمين ....وجوب التمسك بالتاريخ الهجري
عبد اللطيف القرني ... استخدام التاريخ الميلادي .
محمد فرحات معوض...التاريخ الهجري وعزة الأمة
الحافظ ابن كثير .... البداية والنهاية