mohamadamin
حكيم المنتدى
حديث القناعة ..
القناعة خلق رفيع لا ينبت إلاّ في نفس راضية مطمئنة وقد تأمّلت في ذلك السخط الكبير الذي يبديه بعض أحبتنا على الأوضاع المزرية التي آلت إليها أوضاعهم المعيشية وحالة اليأس والقنوط التي تغيّم على حياتهم فعلمت بأنّ سرّ هذا الإضطراب وذلك القلق ليس سوى أثرا من آثار فشل المناهج التربوية في زرع القيم الخلقية في نفس الناشئة وعجزها عن تصحيح مفاهيمهم عن الحياة والوجود ووظيفة الإنسان وحقيقة الرسالة وغيرها من التصورات والمفاهيم التي تسهم في بناء شخصية متزنة تدرك حجم التحدّيات التي تواجهها فتسعى لتحصيل ما يعينها على تحمّل مسؤولياتها والصبر على ما قد تلقاه من عقبات ..
ليست القناعة كلمة تردّدها الألسن ولا مفردة ترسمها الأقلام ولا شعارا نرفع في الجمع والمناسبات ..
القناعة .. خلق وممارسة
خلق .. تزرعه الأسرة في الطفل بما يأمره به من فضائل وبما ينهاه عنه من رذائل فيشبّ وهو يثق في وعد الله ويعرف بأنّ الرزق من عنده وبأنّنا مسؤولون عن جميع تصرفاتنا أمامه وأنّ الله يرضى منّا بالشكر والإنابة ويطالبنا بالصبر والإستعانة وفي هذه البيئة الإيمانية الصالحة تبذر البذور الحسنة وتسقى جذورها لتنبثق عن أصول طيبة تؤمن بقضاء الله وقدره وتستشعر معيته وعنايته وتمدّها تلك الصور الخالدة والمواقف المشهودة في قصص الأنبياء وسير الصحابة والتابعين بأرفع النماذج وأسمى التطبيقات مستحضرة في ذلك مفهوم القدوة ودورها في تعهد القيام وتحولها إلى سلوكيات ..
وممارسة .. يعيش واقعها الطفل في بيئته بين أهله وجيرانه .. فيتعلم القناعة في المطعم والملبس بما يعطيه والداه وبما يدربانه عليه وقد نصح بعض النبهاء أحد إخواني مرّة في أن يترك طفله يوزع الطعام على إخوته ويعطيه هديته وهدية اخته ثمّ يأمره بإعطائها هديتها فوجد ثمرة ذلك في سلوك أبنائه ونمو خلق الحبّ والقناعة بما أثار دهشته
وقد كان من سابق تجربتي أن أتذكّر كلما راودني التسخط أن أتذكّر بأنّ هذا السخط إنما هو على ما قسمه لي ربّي في هذه الحياة فانظر في نفسي ومدى إستقامتها على شريعة الله ومدى مسارعتها إلى مرضاته فأخجل من حقيقتها وأحمد الله على ستره فكم أنعم الله عليّ من نعم لو أعطي شطرها مريض تسلّطت عليه الأسقام أو يتسم فقد حنان والديه أو فقير عضّه الجوع أو عانس قطعت الأمل في الزواج أو عاطل أنهكه السهر والبحث عن عمل إلى غير ذلك من من انواع البؤساء لخرّ ساجدا إلى ان تقبض روحه فكيف وانا المتقلب في النعم أن اسخط على قضاء الله وانا أجتهد في سخطه .. فما أحلم الله على الإنسان وما أجهل الإنسان على نفسه ..
يقول أبو حاتم البستي رحمه الله في كتابه الرائع : (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء) : ( من أكثر مواهب الله لعباده وأعظمها خطرا القناعة وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضاء والثقة بالقسم ولو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلاّ الراحة وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل لكان الواجب على العاقل أن لا يارق القناعة على حال من الأحوال .
ولقد أنبأنا عمر بن حفص بن عمرو البزاز حدثنا أبو مسعود حدثنا محمد بن عبيد الله بن عقيل حدثنا عبد الله بن إبراهيم المدني حدثنا أبو بكر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال : (القناعة مال لا ينفذ) .
سمعت محمد بن المنذر يقول : سمعت عبد العزيز بن عبد الله يقول : قال محمد بن الأكّاف :
تقنّع بالعفاف تعش رخيّا .... ولا تبغ الفضول من الكفاف
ففي خبز القفار بغير أدم .... وفي ماء الفرات غنى وكاف
وفي الثوب المرقع ما يغطّي .. به من كلّ عري وإنكشاف
وكل تزيّن بالمرء زين .... وأزينه التزين بالعفاف )
القناعة خلق رفيع لا ينبت إلاّ في نفس راضية مطمئنة وقد تأمّلت في ذلك السخط الكبير الذي يبديه بعض أحبتنا على الأوضاع المزرية التي آلت إليها أوضاعهم المعيشية وحالة اليأس والقنوط التي تغيّم على حياتهم فعلمت بأنّ سرّ هذا الإضطراب وذلك القلق ليس سوى أثرا من آثار فشل المناهج التربوية في زرع القيم الخلقية في نفس الناشئة وعجزها عن تصحيح مفاهيمهم عن الحياة والوجود ووظيفة الإنسان وحقيقة الرسالة وغيرها من التصورات والمفاهيم التي تسهم في بناء شخصية متزنة تدرك حجم التحدّيات التي تواجهها فتسعى لتحصيل ما يعينها على تحمّل مسؤولياتها والصبر على ما قد تلقاه من عقبات ..
ليست القناعة كلمة تردّدها الألسن ولا مفردة ترسمها الأقلام ولا شعارا نرفع في الجمع والمناسبات ..
القناعة .. خلق وممارسة
خلق .. تزرعه الأسرة في الطفل بما يأمره به من فضائل وبما ينهاه عنه من رذائل فيشبّ وهو يثق في وعد الله ويعرف بأنّ الرزق من عنده وبأنّنا مسؤولون عن جميع تصرفاتنا أمامه وأنّ الله يرضى منّا بالشكر والإنابة ويطالبنا بالصبر والإستعانة وفي هذه البيئة الإيمانية الصالحة تبذر البذور الحسنة وتسقى جذورها لتنبثق عن أصول طيبة تؤمن بقضاء الله وقدره وتستشعر معيته وعنايته وتمدّها تلك الصور الخالدة والمواقف المشهودة في قصص الأنبياء وسير الصحابة والتابعين بأرفع النماذج وأسمى التطبيقات مستحضرة في ذلك مفهوم القدوة ودورها في تعهد القيام وتحولها إلى سلوكيات ..
وممارسة .. يعيش واقعها الطفل في بيئته بين أهله وجيرانه .. فيتعلم القناعة في المطعم والملبس بما يعطيه والداه وبما يدربانه عليه وقد نصح بعض النبهاء أحد إخواني مرّة في أن يترك طفله يوزع الطعام على إخوته ويعطيه هديته وهدية اخته ثمّ يأمره بإعطائها هديتها فوجد ثمرة ذلك في سلوك أبنائه ونمو خلق الحبّ والقناعة بما أثار دهشته
وقد كان من سابق تجربتي أن أتذكّر كلما راودني التسخط أن أتذكّر بأنّ هذا السخط إنما هو على ما قسمه لي ربّي في هذه الحياة فانظر في نفسي ومدى إستقامتها على شريعة الله ومدى مسارعتها إلى مرضاته فأخجل من حقيقتها وأحمد الله على ستره فكم أنعم الله عليّ من نعم لو أعطي شطرها مريض تسلّطت عليه الأسقام أو يتسم فقد حنان والديه أو فقير عضّه الجوع أو عانس قطعت الأمل في الزواج أو عاطل أنهكه السهر والبحث عن عمل إلى غير ذلك من من انواع البؤساء لخرّ ساجدا إلى ان تقبض روحه فكيف وانا المتقلب في النعم أن اسخط على قضاء الله وانا أجتهد في سخطه .. فما أحلم الله على الإنسان وما أجهل الإنسان على نفسه ..
يقول أبو حاتم البستي رحمه الله في كتابه الرائع : (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء) : ( من أكثر مواهب الله لعباده وأعظمها خطرا القناعة وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضاء والثقة بالقسم ولو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلاّ الراحة وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل لكان الواجب على العاقل أن لا يارق القناعة على حال من الأحوال .
ولقد أنبأنا عمر بن حفص بن عمرو البزاز حدثنا أبو مسعود حدثنا محمد بن عبيد الله بن عقيل حدثنا عبد الله بن إبراهيم المدني حدثنا أبو بكر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال : (القناعة مال لا ينفذ) .
سمعت محمد بن المنذر يقول : سمعت عبد العزيز بن عبد الله يقول : قال محمد بن الأكّاف :
تقنّع بالعفاف تعش رخيّا .... ولا تبغ الفضول من الكفاف
ففي خبز القفار بغير أدم .... وفي ماء الفرات غنى وكاف
وفي الثوب المرقع ما يغطّي .. به من كلّ عري وإنكشاف
وكل تزيّن بالمرء زين .... وأزينه التزين بالعفاف )