تفضل ،
صار كل أسئلتك مهمه
أمراض الغبار الرئوية
الأتربة أو الايروسولات
يطلق مسمى الايروسولات على الجسيمات المعلقة في الهواء سواء كانت صلبة أو سائلة.
و تشمل الجسيمات الصلبة في بيئة العمل الأتربة و الأدخنة و السناج ، كما تشمل الجسيمات السائلة قطرات متناهية في الدقة على هيئة ضباب أو رذاذ.
و تعرف الأتربة بأنها جسيمات صلبة تتراوح أقطارها ما بين أقل من 1 ميكرون إلي أكثر من 100 ميكرون نتجت عن تفتيت أجسام صلبة بإحدى الطرق الميكانيكية مثل الطحن و الاحتكاك و غير ذلك. و يظل تركيبها الكيميائي مماثلا لتركيب المادة الأصلية.
أما السناج فيتكون من جسيمات صلبة متناهية في الدقة و لكنها قد تلتصق ببعضها فتكون جسيمات أكبر، ترى بالعين المجردة. وهى تتكون من مادة الكربون و تنتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد المحتوية عليه.
والأدخنة هي جسيمات صلبة دقيقة من أكاسيد المعادن تنتج عن تسخين تلك المعادن إلي درجة التبخر ثم أكسدتها بالأكسجين الجوى.
و يتكون الضباب من قطرات من الماء تتكون قريبا من سطح الأرض و تنتج من تكثف بخار الماء.
أما الرذاذ فهو قطرات دقيقة من سائل تم تفتيته بإحدى الوسائل الميكانيكية كما تتطاير زيوت التبريد حول الآلات التى تدور بسرعة كبيرة.
و لما كانت عملية التنفس عملية مستمرة لا غنى للإنسان عنها ، فان هذه الايروسولات يمكنها الوصول إلي الجهاز التنفسي ، فتسبب تهيجا في المسالك التنفسية أو في نسيج الرئة إذا كانت لها هذه الخاصية ، أو تستقر في الرئتين. فإذا كانت قابلة للذوبان في الماء فان المكان الذي تستقر فيه ( الشعب الهوائية أو نسيج الرئة ) ليس بذي أهمية كبيرة ، حيث أنها تذوب في المخاط أو السائل الذي يغطى سطح الجهاز التنفسي، و تمتص فتصل إلي الدم و منه إلي أجزاء الجسم المختلفة حيث يمكن أن تسبب التسمم إذا كانت لها هذه الخاصية ( مثل أملاح الرصاص و المنجنيز ) .
أما في حالة الجسيمات التى لا تذوب في الماء فان مكان ترسبها في الجهاز التنفسي له أهمية قصوى إذ تعتمد عليه قدرتها على البقاء في الجهاز التنفسي أو في الرئتين بصفة خاصة. و يحدد مكان ترسب الجسيمات حجمها في المكان الأول. فالجسيمات كبيرة الحجم ( القطر أكبر من 10 ميكرون ) تترسب – في العادة – بفعل الجاذبية الأرضية قبل أن تصل إلي الجهاز التنفسي. و تمر الجسيمات الأصغر حجما إلي المسالك التنفسية ، فتتصدى لها الأنظمة الدفاعية الموجودة في الجهاز التنفسي فيترسب جزء منها في الأنف و القصبة الهوائية و الشعب الهوائية، و يمكن للجسيمات الأصغر من 5 ميكرون الوصول إلي نسيج الرئة ، و تعرف بالأتربة القابلة للاستنشاق Respirable dust ، وإن كان متوسط قطر الأتربة التى يمكن أن تترسب في الحويصلات الهوائية حوالي 1 ميكرون ، مع تفاوت كبير في الحجم.
فإذا كانت كمية الأتربة أو الجسيمات التى تصل إلي الجهاز التنفسي في الحدود المقبولة فان بالإمكان التخلص من 95% منها بفعل الأنظمة الدفاعية للجهاز التنفسي. و في الظروف الطبيعية تحتوى رئتي الإنسان البالغ على كميات قليلة و غير مؤثرة من الأتربة ، كما تحتوى على كمية من السناج الذي يستقر في الرئتين فيعطيها اللون الأسود في بعض الأماكن مثل العقد الليمفاوية، و لكن ذلك لا يؤثر على وظيفة الرئتين و ليس له أي آثار مرضية.
أما إذا زادت كمية الأتربة في البيئة عن حد معين ، فان كميات كبيرة منها تترسب في الجهاز التنفسي و قد تكون لها آثار ضارة .
الآثار الصحية لاستنشاق الجسيمات المعلقة في الهواء :
تختلف الآثار الصحية للجسيمات التى تصل إلي الجهاز التنفسي ، و تتمثل هذه الآثار في:
1.تليف الرئتين : ويحدث التليف نتيجة لاستنشاق بعض أنواع الأتربة التى تصل إلي نسيج الرئة و التى لها خاصية إحداث التليف Fibrogenic dust ، إذا كانت كمية الغبار في الهواء أكثر من أن تتفاعل معها الأنظمة الدفاعية للرئتين بالكفاءة اللازمة.
ومن أشد أمراض التليف خطورة تلك التى تنشأ عن استنشاق غبار السليكا و الأسبستوس و الفحم، كما أن بعض الأتربة الأخرى لها القدرة على إحداث التليف الرئوي مثل أتربة الكاولين و التلك و بعض الأتربة المعدنية الأخرى. و يطلق على هذه المجموعة من الأمراض " أمراض النيموكونيوزس Pneumoconiosis ".
2.التسمم : يمكن لبعض المركبات السامة الدخول إلي الجسم عن طريق الجهاز التنفسي ، حيث تذوب و تصل إلي الدم و تسبب التسمم مثل أملاح الرصاص و المنجنيز و الكدميوم.
3.السرطان : يمكن لأتربة الزرنيخ و الكروم سداسى التكافؤ و بعض الجسيمات التى تحتوى على أيدرو كربونات عطرية متعددة الدوائر و بعض مركبات النيكل إحداث سرطان الرئتين. كما يؤدى استنشاق أتربة الأسبستوس إلي حدوث سرطان الرئتين أو غشاء البلورا أو غشاء البريتون.
و قد يؤدى استنشاق الأتربة التى تحتوى على مواد مشعة إلي حدوث سرطان الرئتين أو قد تصل المواد المشعة من الرئتين – عن طريق الدم – إلي أجزاء أخرى من الجسم حيث تسبب أوراما خبيثة.
و في حالة التعرض لبعض الأتربة الأخرى غير المشعة المحدثة للسرطان و القابلة للذوبان في الماء فان ذلك يمكن أن يؤدى إلي حدوث الأورام الخبيثة في الرئتين أو في أجزاء أخرى من الجسم.
4.التهيج و الالتهاب : إن معظم التأثيرات المهيجة التى تصيب الجهاز التنفسي تحدث نتيجة التعرض للغازات و الأبخرة، ولكن بعض الجسيمات الصلبة والسائلة أيضا لها نفس الخاصية. و تحدث هذه المواد تهيجا والتهابا في الأنف و الحلق و الحنجرة و القصبة الهوائية و الشعب الهوائية والرئتين، أو تؤدى إلي حدوث وذمة رئوية Pulmonary oedema .
و من أمثلة الجسيمات المهيجة أدخنة الكدميوم والبريليوم و المنجنيز و أملاح الكروم و رذاذ الأحماض و أملاح الفلور.
و بعض الأتربة لها تأثير مهيج كذلك على المسالك التنفسية العليا و الشعب الهوائية و يؤدى التعرض المزمن إلي الإصابة بأمراض السدة الرئوية المزمنة . و من الأمثلة أتربة الشاي و الخشب.
كما أن استنشاق رذاذ الزيوت المعدنية يؤدى إلي الإصابة بالالتهاب الرئوي.
5.الآثار الناتجة عن الحساسية : تتسبب هذه الآثار من وصول أو تراكم بعض الأتربة التى يمكنها إحداث الحساسية. ومن أمثلة هذه المواد بعض الأتربة العضوية النباتية مثل أتربة الذرة و القطن و الكتان و الدقيق و الشاي و البن و التبغ و الخشب و التبن. و يمكن لهذه الأتربة إحداث الربو و حمى التبن Hay fever و الأرتيكاريا.
كما أن بعض الأتربة العضوية ذات الأصل الحيواني يمكنها إحداث الحساسية مثل
الصوف و الريش.
ومن أمثلة هذه الآثار :
•الربو المهني : و يحدث نتيجة التعرض لغبار المواد العضوية النباتية أو الحيوانية مثل الحبوب و الخشب و الصمغ و الصوف و كذلك تحدث أعراض شبيهة بالربو المهني عند التعرض لأملاح الكروم و النيكل و البلاتين.
•التهاب الحويصلات الهوائية الناتج عن حساسية خارجية Extrinsic allergic alveolitis و يتسبب عن استنشاق بعض أنواع الفطريات الموجودة في التبن
( رئة الفلاح Farmer’s lung ) أو مصاص القصب (البجاسوزس Bagassosis ) وكذلك من استنشاق أتربة القمح و البن و الشعير و بعض أنواع
الخشب و الفلين.
6.ربو القطن أو مرض البسينوزس Byssinosis ويتسبب عن التعرض لغبار القطن أو الكتان أو القنب اللين.
و فى صناعة الغزل و النسيج يتأثر بمرض البسينوزس العمال المعرضون لغبار القطن في عمليات الحلج و تفتيح البالات و الخلط و الكرد. و تحدث أعراض المرض بعد تعرض طويل قد يصل إلي عشر سنوات ، و تبدأ الأعراض بأن يشعر المريض في أول أيام الأسبوع ( بعد إجازة نهاية الأسبوع) بضيق في الصدر يبدأ بعد بدء العمل بساعات و لا توجد الأعراض في بقية أيام الأسبوع.
و يشفى المريض إذا أبعد عن التعرض في المراحل المبكرة للمرض، أما إذا استمر التعرض فان الأعراض تشتد تدريجيا و تحدث في الأيام التالية من الأسبوع أيضا حتى تغطى معظم الأيام. و قد يصحب هذه الأعراض سعال. و من المضاعفات النزلة الشعبية المزمنة و انتفاخ الرئتين Emphysema و يشعر المريض بنهجان عند القيام بمجهود، و يزداد ذلك شدة حتى يقعده المرض عن العمل.
7.حمى أدخنة المعادن Metal fume fever : تحدث نتيجة التعرض لأدخنة حديثة التولد أكاسيد الزنك. و الأعراض الأساسية ارتفاع في درجة الحرارة و رعشة و آلام في العضلات و غثيان و ضعف عام. و هي حالة مرضية قصيرة الأمد ، لا تتخلف عنها آثار مستديمة ، و تشفى تلقائيا خلال 48 ساعة .
8.العدوى : إذا كانت الجسيمات العالقة في الهواء تحمل فطريات أو فيروسات أو بكتريا ممرضة فقد ينتقل المرض إلي العامل المعرض ، و من أمثلة ذلك مرض الأنثراكس .
9.التغيرات الشعاعية غير المصحوبة بأعراض مرضية : يسبب ترسب أدخنة بعض المعادن أو أملاحها في نسيج الرئة عتامات ترى عند تصوير الصدر بالأشعة و لكن لا ينتج عنها أى قصور في وظائف الرئتين أو أية أعراض مرضية. و من أمثلة هذه المعادن الحديد
و الباريوم و الخارصين.
10-الآثار الصحية الأخرى خارج الجهاز التنفسي للجسيمات العالقة في الهواء:
أ - تأثر الجلد و العينين و الأغشية المخاطية :
إن التهاب الجلد أو تهيجه من أكثر الأمراض المهنية شيوعا ، و يحدث ذلك نتيجة ترسب جسيمات بعض المواد الضارة أو امتصاصها من الجلد. وقد يكون الالتهاب نتيجة لحساسية الجلد لبعض هذه المواد.
و يحدث التعرض للزرنيخ و مركباته سرطان الجلد.
كما ينتج من التعرض لرذاذ حامض الكروميك التهابا و ثقوبا في الحاجز الأنفي و قرحا مزمنة في الجلد.
و يحدث التعرض المزمن لرذاذ الزيوت المعدنية التهابا في الجلد أو أوراما
خبيثة .
و كذلك تحدث الحساسية الجلدية نتيجة التعرض لبعض الراتنجات و بعض الأتربة النباتية كالخشب و القنب .
و يلتهب الجلد أيضا نتيجة التعرض لغبار الأسمنت.
و تلتهب ملتحمة العين نتيجة التعرض للأتربة المهيجة خاصة إذا كانت قابلة للذوبان في الماء.
ب - تآكل الأسنان : إذا تعرض العامل لمدة طويلة لرذاذ حامض الكبريتيك فان ذلك يؤدى إلي تآكل الأسنان.
ج - الآثار التى تحدث بعد امتصاص الجسيمات خلال الجلد و الجهاز الهضمي :
قد يكون امتصاص بعض المواد عن طريق الجلد و الجهاز الهضمي ذا أهمية خاصة في بعض مواقع العمل . و يتعرض العاملون في بعض الأحيان لجسيمات من مواد يمكنها اختراق الجلد السليم( مثل الهرمونات ) لذلك فان ارتداء الأقنعة الواقية من التعرض عن طريق الجهاز التنفسي في هذه الحالات ليس كافيا.
و يكون امتصاص بعض المواد عن طريق الجهاز الهضمي هاما في أماكن العمل التى تتداول فيها المعادن السامة و المواد المسببة للسرطان.
و لكن امتصاص المواد عن طريق الجهاز الهضمي و الجلد يسهل منعه إذا اتخذت الاحتياطات الكفيلة بذلك ، لذا كانت النظافة الشخصية و نظافة المكان من الأساليب الهامة المتبعة في مكان العمل .
أمراض النيموكونيوزس Pneumoconiosis
هي مجموعة الأمراض التى تنتج عن تجمع كميات من بعض أنواع الأتربة في الرئتين و ما ينتج عنها من رد فعل خلوى . و ليس لكل الأتربة القدرة على التراكم أو التجمع في الرئتين , كما أن بعض الأتربة التى تتجمع في الرئتين لا تسبب كلها أمراضا خطيرة أو قصورا في وظائف الرئتين . فبينما نجد أن غبار السليكا يسبب تليفا شديدا في الرئتين نجد أن أدخنة الحديد تسبب رد فعل خلوى لا ينتج عنه أى أعراض مرضية ولا أى قصور في وظائف الرئتين ، و ينتج عنه فقط تغيرات في صورة الأشعة. و فيما يلي أمثلة لبعض الأمراض التى تنتج عن التعرض للغبار .
1. السليكوزس أو السحار السليسى Silicosis
السليكوزس أحد أمراض مجموعة النيموكونيوزس ، و يسبب تليفا و قصورا شديدا في وظائف الرئتين ، و يتسبب عن استنشاق أتربة السليكا الحرة المبلورة ( بلورات ثاني أكسيد السليكون – و من أمثلته الرمل و الكوارتز ).
و السليكوزس أكثر أمراض النيموكونيوزس شيوعا في مصر ومن أشدها وطأة.
و يحدث التعرض في عمليات التعدين ( المناجم و المحاجر ) و قطع الأحجار المحتوية على السليكا ( مثل الجرانيت ) و تشكيلها و تصنيعها ، و في صناعة الزجاج و الخزف و الصيني ، و في تنظيف المعادن بالرمل في المسابك و في صناعة بعض المنظفات المنزلية المحتوية على السليكا ، و في استعمال الحجر الرملي في تلميع المعادن و شحذها و في تخشين أحجار طواحين الدقيق.
و يوجد عنصر السليكون بكميات كبيرة في القشرة الأرضية و لذلك كان التعرض له في أعمال كثيرة كبير الاحتمال.
و يعتمد حدوث المرض على العوامل الآتية :
1.التعرض لغبار السليكا لفترة طويلة تتراوح في المتوسط بين 7 – 10 سنوات ، و قد تكون الفترة أقل من ذلك بكثير إذا كان تركيز الغبار في جو العمل مرتفعا بدرجة كبيرة ( مثل العمل في حفر الأنفاق ).
2.تركيز الأتربة في جو العمل ، كلما زاد التركيز زاد احتمال حدوث المرض.
3.نسبة السليكا في الأتربة العالقة في الهواء.
4.حجم جسيمات الغبار . و الحجم الذي يسبب المرض هو الجسيمات التى يقل قطرها عن 5 ميكرون و هو الحجم الذي يمكنه الوصول إلي الحويصلات الهوائية، و أكثر الأحجام خطورة هو ما كان قطره حوالي 1 ميكرون.
5.هناك اختلافات واضحة بين الأفراد المختلفين من حيث مدى استعدادهم الشخصي للإصابة بالمرض ، و هناك نظريات متعددة لتفسير هذه الظاهرة منها الاختلافات الوراثية.
و تتجمع جسيمات الغبار في الرئتين فتلتهمها الخلايا و تنفذ إلي نسيج الرئة أو إلي العقد الليمفاوية حيث تؤدى إلي حدوث التليف حولها ، و يؤدى ذلك إلي عقد أو أجسام ليفية صغيرة يتراوح قطرها بين حوالي 1 مم إلي 1 سم أو أكبر ، منتشرة في نسيج الرئتين ، و تكون في البداية مستقلة أو منفصلة عن بعضها البعض، و مع استمرار التعرض تنمو و تتكاثر و تزداد في الحجم و تحل محل نسيج الرئة الإسفنجي الذي يفقد وظيفته بالتدريج. و عندما تكبر هذه العقد فإنها تندمج مع بعضها مكونة كتلا ليفية كبيرة مؤدية بذلك إلي مزيد من التلف و الانكماش في نسيج الرئتين ، كما أن نسيج الرئتين فيما بين الكتل المتليفة يصيبه الانتفاخ التعويضي Compensatory emphysema .
و هناك نظريات متعددة لتفسير أسباب حدوث التليف و لكن أكثرها قبولا هو أن المناعة الذاتية Autoimmunity تلعب دورا هاما في إحداث التليف.
و في بداية المرض لا تكون هناك أي أعراض مرضية ( و من هنا كانت أهمية الفحص الطبي الدوري )، ولكن عندما تزداد كمية التليف في الرئتين فان المريض يشكو من ضيق في التنفس (نهجان ) عند القيام بمجهود عضلي، و تزداد هذه الحالة شدة مع تقدم المرض حتى يصبح المصاب عاجزا عن العمل. و قد يشكو المريض من السعال و البصاق.
و المريض بمرض السليكوزس أكثر قابلية للإصابة بالتدرن الرئوي . و قد يكون ذلك أحد أسباب الوفاة. و قد تحدث الوفاة كذلك نتيجة لهبوط القلب أو فشل الجهاز التنفسي.
و يعتمد تشخيص المرض على :
1.التاريخ المرضى الذي يوضح أن المريض قد تعرض لغبار السليكا بكمية تكفى لإحداث المرض.
2.الأعراض و العلامات المرضية.
3.التغيرات المميزة في صورة الأشعة حيث ترى العقد أو الكتل الليفية
4.قصور وظائف الرئتين ، و الذي يمكن قياسه بالأجهزة المناسبة.
و مرض السليكوزس يستمر في التقدم حتى بعد إيقاف التعرض ، و إن كان ذلك يقلل من سرعة تقدم المرض.
و ليس للمرض علاج شاف .
2. الأسبستوزس أو السحار الأسبستى Asbestosis
الأسبستوزس أحد أمراض مجموعة النيموكونيوزس ، ويسبب تليفا و قصورا في وظائف الرئتين و يحدث نتيجة للتعرض لغبار الأسبستوس.
و الأسبستوس هو أحد مركبات السليكون فهو سليكات الماغنسيوم المائي ، و يوجد على صورة ألياف ، و له أنواع متعددة تختلف حسب التركيب الكيميائي :
فالكريسوتيل أكثر الأصناف ليونة و يستعمل في صناعة المنسوجات و الشرائط.
و التريموليت و الأكتينوليت ليس لهما استعمال صناعي كبير و لكنهما يوجدان كشوائب في التلك.
و الأموسيت أليافه أطول من الأنواع الأخرى و لكنها جافة وصلبة لا تصلح للنسيج وتستعمل كعازل للحرارة.
و الكروسيدوليت متوسط الليونة ( بين الكريسوتيل و الأموسيت ) ويمكن استعمال أليافه الطويلة في المنسوجات.
و الأنثوفيليت يوجد على هيئة كتل و أليافه قصيرة.
والأسبستوس عازل و مقاوم للحرارة و لكثير من الكيماويات و للاحتكاك وله القدرة على تحمل الشد و الانثناء.
بالإضافة إلي تعرض العاملين في المناجم و في عمليات استخلاص الأسبستوس من الخام ، يستعمل الأسبستوس في الصناعات الآتية حيث يحدث التعرض كذلك :
-يغزل الأسبستوس و ينسج لعمل منسوجات غير قابلة للاحتراق ( الكريسوتيل و الكروسيدوليت ) تستعمل في صناعة الملابس و الستائر الواقية من الحريق.
-صناعة منتجات الأسبستوس و الأسمنت و تشمل المواسير و الألواح المستعملة في الأسقف و الحوائط في صناعة البناء.
-يضاف الأسبستوس إلي البلاستك في صناعة الأرضيات.
-يستعمل كعازل للغلايات و أنابيب الماء الساخن و البخار في الأبنية و السفن و كذلك كعازل للحريق.
-صناعة أجزاء ( سفائف ) فرامل السيارات و أجهزة نقل الحركة.
و الألياف التى تستقر في الرئتين يبلغ قطرها 3 ميكرون أو أقل و قد يبلغ طولها 200 ميكرون ، و الضرر الذي تسببه الألياف القصيرة أقل. و تشير البحوث إلي أن الألياف التى تسبب التليف يبلغ طولها 5 ميكرون أو أكثر.
و يتفاعل الجسم مع الألياف فيغطيها في بعض الأحيان بطبقة من البروتين و مركبات الحديد تعطيها شكل عصا الطبلة Drum stick ( أى منتفخة الطرفين ) ، و قد تظهر بعض هذه الألياف في البصاق و تسمى أجسام الأسبستوس Asbestos bodies وهى تدل على التعرض ولا تدل على المرض.
استنشاق ألياف الأسبستوس يسبب تليفا منتشرا في الرئتين - يزيد من سمك الغشاء الفاصل بين الهواء و الدم – فتصبح عملية تبادل الغازات أكثر صعوبة ، و يمتد التليف من حول الشعب الهوائية ، و يبدأ من قاعدة الرئة ثم يمتد إلي أعلى.
ويشمل التليف أيضا غشاء البلورا المحيط بالرئتين حيث يزداد سمكا و تتكون به رقائق تحيط بالرئتين و قد تترسب فيهاأملاح الكالسيوم فتعطيها شكلا مميزا عند الفحص بالأشعة .
و كلما زاد تركيز الغبار في بيئة العمل زاد احتمال حدوث الأسبستوزس و زادت شدة المرض.
و يحدث المرض بعد تعرض لأتربة الأسبستوس لمدة حوالي 10 سنوات.
و يشكو المريض من ضيق في التنفس و نهجان عند القيام بمجهود ، و كذلك بآلام في الصدر و سعال و بصاق في المراحل الأخيرة ، و قد تنتفخ أطراف الأصابع Clubbing of the fingers .
و نتيجة لتأثر وظائف الرئتين يصاب المريض بزرقة تدل على نقص كمية الأكسجين في الدم.
و توضح صورة الأشعة للصدر تليف الرئتين و الغشاء المحيط بهما.
وتدل قياسات وظائف الرئتين على تليف في نسيج الرئة و قصور في عملية تبادل الغازات بين الهواء والدم.
و هناك علاقة وثيقة بين التعرض للأسبستوس و الإصابة بسرطان الرئة ، و من المرجح أنه إذا استعملت وسائل الوقاية و قلت تركيزات الغبار إلي الحد الذي لا يحدث معه تليف الرئة فان احتمال الإصابة بسرطان الرئة يقل بدرجة ملحوظة.
و بين العمال المعرضين لغبار الأسبستوس فان التدخين يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة بدرجة كبيرة.
و هناك علاقة أيضا بين التعرض للأسبستوس و الإصابة بسرطان غشاء البلورا و غشاء البريتون ( و قد يكون ذلك بدون حدوث تليف في الرئتين )، و في هذا الصدد فإن هناك أنواعا من الأسبستوس ( مثل الكروسيدولايت ) أكثر خطورة.
و هناك بعض النقاط التى ينبغى أن تؤخذ في الاعتبار عند التعرض للأسبستوس وهى :
1- قد يحدث التعرض - و ربما المرض - بين أفراد أسرة العامل نتيجة لوجود الألياف على ملابس رب الأسرة عند عودته من العمل.
2- عند وجود غبار الأسبستوس في البيئة العامة فان تركيز الغبار قد لا يكون كافيا لإحداث تليف الرئة و لكنه قد يكون كافيا للإصابة بسرطان غشاء البلورا.
و دلت الأبحاث على أنه في المناطق المحيطة بالمصانع التى يستعمل فيها الأسبستوس ، و كذلك بين أفراد عائلات العمال ، كانت هناك إصابات بسرطان غشاء البلورا بمعدلات أعلى من تلك التى توجد بين السكان من غير المعرضين.
و ليس هناك علاج شاف لمرض الأسبستوزس.
و قد تمت دراسة أثر شرب المياه المحمولة في أنابيب مصنوعة من الأسبستوس الأسمنتي و لم تدل النتائج على زيادة معدلات حدوث الأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي .
وسائل الوقاية عند التعرض للأتربة :
1.استبدال المادة الضارة بمادة أقل ضررا.
2.الميكنة و التشغيل الذاتي (Automation and mechanization ).
3.احتواء المادة أثناء التشغيل في أجهزة مغلقة ( Enclosure ).
4.عزل العمليات المتربة عن بقية أماكن العمل.
5.تطوير التقنيات الصناعية لكي تكون أقل إثارة للأتربة.
6.الترطيب . استخدام الماء للتحكم في الأتربة .
7.النظافة العامة .
8.التهوية العامة .
9.التهوية الموضعية ( تفضل عن التهوية العامة في حالة التعرض للأتربة ).
10.أجهزة الوقاية الشخصية .
11. التثقيف الصحي.
12. الفحص الطبي الابتدائي و الدوري.