mohamadamin
حكيم المنتدى
الخلطات العطرية الشعبية .. عادات وتقاليد
الأثمد يشد البصر وينبت الشعر ..والحناء يعالج الصداع ويخفي الشيب
السحلة للنساء والغمائم للرضع ، والمشاط : وردة وطيب وظفر وسدر
السحلة وهي نوع من الحلي الطبيعي العطري تغطي الرأس ما عدا مقدمته، وتصنع من أزهار الفل، ومن المنطقة تروي لنا مجموعة من السيدات من ذوات الخبرة في صنع السحلة فيقلن: ان السحلة مشهورة في منطقة جازان منذ القدم وتكون من حوالي أربعة آلاف زهرة فل تنظم في خمسين قطعة من الخيوط الدقيقة، طول كل خيط 45سم ويسمى "محءرقَهء" في كل خيط ثمانون زهرة، يقوم النساء بتنفيذها تنفيداً متناسقاً بحيث يدخل الخيط بواسطة الابرة في وسط الزهرة موازياً لمحورها ثم يعقد كل خيط من طرفيه بحيث يصبح على هيئة دائرة. تجمع هذه الخيوط وتوضع على هامة الرأس دون مقدمته ومؤخرته وخلف الرقبة وتصف صفاً دقيقاً وتربط مع بعضها البعض بحيث تصبح وكأنها غطاء واحد متكامل، أما مقدمة الرأس فيوضع عليها الشماس وهو نوع من أدوات الزينة مكون من قطع ذهبية دائرية الشكل خفيفة الوزن مرصوفة على قطعة قماش.تتحلى الفتيات والنساء في منطقة جازان بالسحلة في مناسبات الزواج والمناسبات العزيزة الأخرى فيزيد حسنهن روعة وأناقة وجمالاً، كما يفوح منهن ذاك العبير الفلي المتميز الذي يدغدغ مخ الرجل، ويتردد على ألسنة النساء قولهن "فلانة مسحلة" وذلك عندما ترتدي السحلة وتسمى الفلة الواحدة "جُعب" وقد يوضع الفل على السدرية على هيئة نقوش تخاط بخيط دقيق على السدرية التي تلبس أيضاً في المناسبات. كما تنظم بعض زهرات الفل بحلق الأذن (الأقراط) فيوضع في كل حلقة ثلاثين فلة فتزيد من رائحة الصدغ العطرية، كما تذر زهرات الفل على فراش النوم فتعطيه رائحة طيبة لها ذكريات حسنة وخاصة عند الزواج في تلك الليلة.
العُكار هو طوق عبارة عن نصف قوس مصنوع من الأعشاب العطرية يلبسه الرجال في منطقة أبها وما جاورها فوق رؤوسهم وهو يشبه إلى حد ما العوك الذي يلبسه النساء. ولكن يصنع من الجلد أو من جذور النباتات العطرية ويجمل بوضع بعض الحلقات الفضية عليه، أما الأعشاب المستعملة في العكار للرجال فهي البرك أو الوزاب حيث تشبك في هذا العكار بطريقة متناسقة ويلبسه الرجل فوق رأسه.
أما الأطفال فلهم أعكرة خاصة تزين بالأزهار الملونة والأعشاب الخضراء الزاهية.
الغمائم وهي خاصة بالأطفال الرضع في الجنوب فتروي لنا إحدى السيدات قائلة: تقوم النساء في منطقة الجنوب بعمل غمائم للأطفال الرضع. والغمامة عبارة عن قطعة قماش تخاط على هيئة انبوبة مفتوحة من أحد الجهات وتكون على مقاس رقبة الرضيع ثم تحشى بمسحوق المحلب والورد والقرنفل والظفر وقليل من السعد ثم تقفل من الجانب الذي استخدم للحشي ويخاط في كل جانب خيط مفتول ثم تربط هذه الغمامة في رقبة الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى وهذه الغمامة تمتص لعاب الطفل وتجعل رائحة الطفل طيبة عند تقبيله وتجدد هذه الغمامة كل شهرين حتى يتعدى سن الطفل السنة الأولى من عمره.
المشاط وهوعبارة عن مخاليط لمساحيق مواد عطرية تعمل مع الماء أو ماء الورد علي هيئة عجينة رقيقة ويظفر بها شعر الرأس وتستعمله النساء قديماً في المناسبات الخارجية وعادة تمشيط الشعر متأصلة في عرب الجزيرة منذ القدم فعلى وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر وجود الماشطة وهي ما يساوي الكوفيرة في أيامنا هذه، والماشطة متخصصة بتمشيط النساء وتزيينهن للعرس أو لقدوم الزوج من سفر، وقد اشتهر منهن في ذلك الزمان أم زفر.وماتزال عادة التمشيط منتشرة في جميع مناطق المملكة وقد تختلف من منطقة إلى أخرى اختلافاً بسيطاً في مكونات المشاط نفسه وفي تسميته فمن أشهر التسميات كلمات: وردة وطيب وظفر وسدر وفيما يلي توضيح كل منها:
1 الطيب: وهو خليط لمساحيق مواد عطرية تعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ثم يظفر، ويمكن تمييز نوعين من تركيبات الطيب:أ عجينة رخوة مكونة من مساحيق المحلب والهيل والقرنفل والظفر المنتقى حيث يعجن الجميع بماء الورد.ب عجينة رخوة تتكون من مساحيق المحلب وأزهار الورد قبل تفتحه وفي بعض الأحيان يضاف بعض من القرنفل ويتم عجن المخلوط بالماء.
2 الظفر: يحمس الظفر ويسحق ويضاف إليه مساحيق كل من الهبهان (الهيل) وجوزة الطيب ويضاف إليه بعض العطر ويعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط به الشعر بمفرده وأحياناً بعد تمشيط الشعر بهذه الخلطة وقبل ظفره يوضع على الشعر أحد أنواع الطيب (المشاط) السالفة الذكر ثم تستكمل عملية التظفير.
3 الوردة: وهي خليط من مساحيق ناعمة جداً لعدد من مواد عطرية تعجن لتصبح عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ويظفر وتتركب الوردة في معظمها من مسحوق ورق السدر البري مضافاً اليه كل من ثمر (أزهار الورد قبل تفتحها) ومحلب وزعفران ومسك كسر (حجر) وظفر محمس ومصطكى وهيل وكمية قليلة من الفتشة (سائل + قرص) ومادة ملونة إما لون أحمر أو لون برتقالي، وكانوا في الماضي يستعملون مسحوق كرب النخل (وهي قواعد أوراق النخل)يجانس الجميع بعد طحنه بمطاحن خاصة ونخله، وكان في الماضي هناك نساء مختصات لطحن الوردة وتركيبها وكان عددهن كثيرا، أما الآن فقل عددهن وبدأت النساء الراغبات في الوردة يقمن بتحضيرها بأنفسهن أو يشترينها جاهزة من السوق، والنساء يتفنن في نوعية وكمية المواد الداخلة في تركيب وتحضير الوردة. وكان استعمال الوردة في الماضي من الأساسيات لأمور الزواج فيجمل شعر العروس بالمشط بالوردة يتبعه التظفير وذلك ليلة الزواج (الدخول) فيبدو رأس العروس جميلاً عطراً وكأن عليه تاج يهيج المعرس وتكون ليلة مباركة. ومن العادات السائدة آنذاك أن على الزوج أن ينقض ظفائر عروسته ليلة العرس مما يدل على إشارة حبها، حتى أن النساء في الصباح يتساءلن هل نقض الزوج شعر عروسته أم لا! فإن كان نعم فهو دلالة على حبه لها وإن كان لها فهو دلالة على عدم حبه لها.
4 السدر: وهذا أبسط أنواع المشاط حيث يعجن المسحوق الناعم لأوراق السدر بالماء على هيئة عجينة رقيقة ويمشط ويظفر به الشعر. ويعتبر هذا للعناية بشعر الرأس وليس كطقس من طقوس التجميل.وفي جميع حالات تطبيق المشاط بالطرق المختلفة جرت العادة على وجود امرأة تقوم بعملية المشاط تسمى المشاطة.. وتشتهر في كل حي ماشطة واحدة. لأن المرأة يصعب عليها أن تمشط شعرها وتظفره بنفسها على أن هناك بعض النساء تستطيع أن تقوم بعملية المشط والتظفير بمفردها ولا سيما ان لم يكن اكرداً. وتتفنن النساء بعملية المشط وبعدد الظفائر فمنهن من يعمل شعر الرأس ظفيرتين فقط ومنهن من يعمله عدة ظفائر كل على حسب ما وهبها الله من شعر جميل.
ثاني عشر: الفروك وهو مسحوق ناعم جداً لمواد عطرية بعضها ذو ألوان زاهية ويضعه النساء ذروراً في فرقة شعر الرأس (الفرقة أو الشقوه) التي تنتج بعد تقسيم الشعر إلى نصفين ثم مشطه أو تسريحه وظفره.
ويوضع الفروك بشكل أساسي في الجزء الأمامي من الفرقة فيعطي منظراً جميلاً لمقدمة الرأس والجبهة. وتتشابه عملية الفروك في جميع مناطق المملكة ويمكن ملاحظة نوعين من الفروك هما:
1 فروك يكون من زعفران وقليل من الورد وعصفر وهذا يكون لونه أصفر أو أن يضاف إليه صبغة حمراء فيكون لونه أحمر إلى برتقالي.
2 فروك مكون من الحسن المسحوق سحقاً ناعماً (نوع من الأحجار النادرة لونه أصفر إلى برتغالي).
الكحل يعتبر الكحل من المواد التجميلية للعين وهو من المصادر المعدنية ومن أنواع الكحل الحسن والأثمد، والأثمد هو أطيب الأكحال، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يكتحل بالأثمد وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها ثلاثاً في كل عين". وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بالأثمد عند النوم فإنه يجلو البصر" وفي لفظ: "يشد البصر وينبت الشعر". والأثمد هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان، وهو أفضله وأفضله الأثمد السريع التفتت، وما كان لفتاته بريق، وكان داخله أملس ولم يكن فيه شيء من الأوساخ. والكحل منتشر في المملكة بين النساء بكثرة وفي بعض مناطق المملكة يستعمله الرجال خاصة كبار السن وتلاحظ هذه العادة منتشرة في جنوب المملكة، وعادة يكتحل النساء عند النوم للتزين للرجل أو في المناسبات الاجتماعية الخاصة حيث إن الكحل يزيد من جمال العين.ويوجد أنواع كثيرة من الكحل في المملكة بعضه على هيئة مساحيق والآخر على هيئة قطع من الأحجار السوداء اللامعة. وقد عملت دراسة على حوالي اثني عشر نوعاً من الكحل في أسواق المملكة فوجد أن أغلبها تحتوي على كمية من الرصاص. والرصاص له تأثير ضار على العين وبالأخص عند الأطفال حيث إن الكحل يمتص عن طريق الغشاء المخاطي للعين ويسبب مشاكل للأطفال الذين تكحلهم أمهاتهم وقد يصاب الطفل بالعمى نتيجة لذلك، وعليه فإنه يجب عدم استخدام الكحل للأطفال وإذا كان لا بد من ذلك فعليكم بشراء الكحل من نوع الأثمد الذي يوجد على هيئة قطع وليس مسحوقاً، ويسحق في المنزل ولكن يجب أن يكون الجهاز الذي يسحق فيه نظيفاً تماماً خشية أن يتلوث ببعض البكتيريا التي يمكن أن تسبب تلوثاً للعين الذي قد يؤدي إلى العمى.
الحناء يعتبر الحناء من أشهر النباتات المستخدمة في المملكة وعلى الرغم من أنها تزرع في معظم مناطق المملكة المختلفة إلا أن معظم ما يستخدم يكون مستورداً من الخارج وذلك على صور مسحوق حيث يتم عمل عجينة الحنا لأغراض مختلفة منها ما هو طبي حيث تستخدم كعلاج لصداع الرأس وضربات الشمس وللاصابات الفطرية والجلدية وبالأخص ما يكون بين أصابع الأقدام.. قال عبدالملك من حبيب: بلغني أن الحناء دواء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابه خدش أو جرح أو قرص وضع عليها الحناء حتى يرى أثره على جلده، وكان إذا صدع غلف رأسه بالحناء، وكان لا يشتكي إليه أحد وجعاً برجليه الا أمره بالحناء، أن يخضبها به، واخرج ابن السني وأبونعيم في الطب النبوي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسيد الخضاب الحنا، يطيب البشرة ويزيد في الجماع". وأخرج البزار وأبونعيم في الطب النبوي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اختضبوا بالحناء فإنه يزيد شبابكم ونكاحكم".وتضيف النساء الليمون عند عمل عجينة الحناء وهذا تصرف سليم لوجود صبغة نباتية في الحنا تسمى "اللوزون" وهي التي تعطي اللون الأحمر البني للحناء، وهذه الصبغة تحتاج لثباتها إلى وسط حامض وتستعمل الحناء للزينة والتجميل وبالأخص في مواسم الأعياد والأفراح وحتى في الأوقات العادية فكثير من الناس مولعين بالحناء وبعض العجائز من رجال ونساء في بعض قرى المملكة لا يتركون صبغة الحناء تزول من أياديهم وأرجلهم إلا ويجددونها دوما. ومن الأمثلة الشعبية الدارجة في نجد المثل القائل: "يجوز العيد بلا حنا" أي بدون حناء. وهذا يدل على أهمية استخدام الحناء وحرص الناس عليه. وفي القرى وخاصة في منطقة الجنوب تقوم النساء الكبار في السن بتخضيب اليدين من المعصمين ظاهره وباطنه وكذلك القدمين من الكعبين، أما الرجال فيخضبون اليد اليمنى فقط من المعصمين والرجلين من الكعبين، أما الفتيات أو النساء قبل سن الخمسين فيخضبن الأكفف فقط، وبالنسبة للأرجل فيخضبن حواف القدمين فيعطي منظراً جذاباً. كما اعتاد الناس أن تتخضب الأسرة جميعها بما في ذلك الأولاد والبنات الصغار وله عادة طقوس جميلة لدى بعض المناطق. وفي الزواج تكون هناك ليلة الحناء وهناك متخصصات في عمل الحناء ونقشه، فتوجد نقشات جميلة تنقش على الأيدي والأرجل وحتى بعض الشعوب تخضب جزءا من الساعدين والبعض تضع بعض الرسمات الجميلة على جانبي الرقبة من الحناء. وتستعمل النساء الحناء ويدخل أيضاً مع الأطياب فيعطي الشعر لوناً لامعاً جذاباً. كما أن النساء والرجال الكبار في السن يستعملون الحناء في اخفاء الشيب حيث يحول لون الشعر إلى لون كستناني جميل
الأثمد يشد البصر وينبت الشعر ..والحناء يعالج الصداع ويخفي الشيب
السحلة للنساء والغمائم للرضع ، والمشاط : وردة وطيب وظفر وسدر
السحلة وهي نوع من الحلي الطبيعي العطري تغطي الرأس ما عدا مقدمته، وتصنع من أزهار الفل، ومن المنطقة تروي لنا مجموعة من السيدات من ذوات الخبرة في صنع السحلة فيقلن: ان السحلة مشهورة في منطقة جازان منذ القدم وتكون من حوالي أربعة آلاف زهرة فل تنظم في خمسين قطعة من الخيوط الدقيقة، طول كل خيط 45سم ويسمى "محءرقَهء" في كل خيط ثمانون زهرة، يقوم النساء بتنفيذها تنفيداً متناسقاً بحيث يدخل الخيط بواسطة الابرة في وسط الزهرة موازياً لمحورها ثم يعقد كل خيط من طرفيه بحيث يصبح على هيئة دائرة. تجمع هذه الخيوط وتوضع على هامة الرأس دون مقدمته ومؤخرته وخلف الرقبة وتصف صفاً دقيقاً وتربط مع بعضها البعض بحيث تصبح وكأنها غطاء واحد متكامل، أما مقدمة الرأس فيوضع عليها الشماس وهو نوع من أدوات الزينة مكون من قطع ذهبية دائرية الشكل خفيفة الوزن مرصوفة على قطعة قماش.تتحلى الفتيات والنساء في منطقة جازان بالسحلة في مناسبات الزواج والمناسبات العزيزة الأخرى فيزيد حسنهن روعة وأناقة وجمالاً، كما يفوح منهن ذاك العبير الفلي المتميز الذي يدغدغ مخ الرجل، ويتردد على ألسنة النساء قولهن "فلانة مسحلة" وذلك عندما ترتدي السحلة وتسمى الفلة الواحدة "جُعب" وقد يوضع الفل على السدرية على هيئة نقوش تخاط بخيط دقيق على السدرية التي تلبس أيضاً في المناسبات. كما تنظم بعض زهرات الفل بحلق الأذن (الأقراط) فيوضع في كل حلقة ثلاثين فلة فتزيد من رائحة الصدغ العطرية، كما تذر زهرات الفل على فراش النوم فتعطيه رائحة طيبة لها ذكريات حسنة وخاصة عند الزواج في تلك الليلة.
العُكار هو طوق عبارة عن نصف قوس مصنوع من الأعشاب العطرية يلبسه الرجال في منطقة أبها وما جاورها فوق رؤوسهم وهو يشبه إلى حد ما العوك الذي يلبسه النساء. ولكن يصنع من الجلد أو من جذور النباتات العطرية ويجمل بوضع بعض الحلقات الفضية عليه، أما الأعشاب المستعملة في العكار للرجال فهي البرك أو الوزاب حيث تشبك في هذا العكار بطريقة متناسقة ويلبسه الرجل فوق رأسه.
أما الأطفال فلهم أعكرة خاصة تزين بالأزهار الملونة والأعشاب الخضراء الزاهية.
الغمائم وهي خاصة بالأطفال الرضع في الجنوب فتروي لنا إحدى السيدات قائلة: تقوم النساء في منطقة الجنوب بعمل غمائم للأطفال الرضع. والغمامة عبارة عن قطعة قماش تخاط على هيئة انبوبة مفتوحة من أحد الجهات وتكون على مقاس رقبة الرضيع ثم تحشى بمسحوق المحلب والورد والقرنفل والظفر وقليل من السعد ثم تقفل من الجانب الذي استخدم للحشي ويخاط في كل جانب خيط مفتول ثم تربط هذه الغمامة في رقبة الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى وهذه الغمامة تمتص لعاب الطفل وتجعل رائحة الطفل طيبة عند تقبيله وتجدد هذه الغمامة كل شهرين حتى يتعدى سن الطفل السنة الأولى من عمره.
المشاط وهوعبارة عن مخاليط لمساحيق مواد عطرية تعمل مع الماء أو ماء الورد علي هيئة عجينة رقيقة ويظفر بها شعر الرأس وتستعمله النساء قديماً في المناسبات الخارجية وعادة تمشيط الشعر متأصلة في عرب الجزيرة منذ القدم فعلى وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر وجود الماشطة وهي ما يساوي الكوفيرة في أيامنا هذه، والماشطة متخصصة بتمشيط النساء وتزيينهن للعرس أو لقدوم الزوج من سفر، وقد اشتهر منهن في ذلك الزمان أم زفر.وماتزال عادة التمشيط منتشرة في جميع مناطق المملكة وقد تختلف من منطقة إلى أخرى اختلافاً بسيطاً في مكونات المشاط نفسه وفي تسميته فمن أشهر التسميات كلمات: وردة وطيب وظفر وسدر وفيما يلي توضيح كل منها:
1 الطيب: وهو خليط لمساحيق مواد عطرية تعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ثم يظفر، ويمكن تمييز نوعين من تركيبات الطيب:أ عجينة رخوة مكونة من مساحيق المحلب والهيل والقرنفل والظفر المنتقى حيث يعجن الجميع بماء الورد.ب عجينة رخوة تتكون من مساحيق المحلب وأزهار الورد قبل تفتحه وفي بعض الأحيان يضاف بعض من القرنفل ويتم عجن المخلوط بالماء.
2 الظفر: يحمس الظفر ويسحق ويضاف إليه مساحيق كل من الهبهان (الهيل) وجوزة الطيب ويضاف إليه بعض العطر ويعمل على هيئة عجينة رخوة ويمشط به الشعر بمفرده وأحياناً بعد تمشيط الشعر بهذه الخلطة وقبل ظفره يوضع على الشعر أحد أنواع الطيب (المشاط) السالفة الذكر ثم تستكمل عملية التظفير.
3 الوردة: وهي خليط من مساحيق ناعمة جداً لعدد من مواد عطرية تعجن لتصبح عجينة رخوة ويمشط بها شعر الرأس ويظفر وتتركب الوردة في معظمها من مسحوق ورق السدر البري مضافاً اليه كل من ثمر (أزهار الورد قبل تفتحها) ومحلب وزعفران ومسك كسر (حجر) وظفر محمس ومصطكى وهيل وكمية قليلة من الفتشة (سائل + قرص) ومادة ملونة إما لون أحمر أو لون برتقالي، وكانوا في الماضي يستعملون مسحوق كرب النخل (وهي قواعد أوراق النخل)يجانس الجميع بعد طحنه بمطاحن خاصة ونخله، وكان في الماضي هناك نساء مختصات لطحن الوردة وتركيبها وكان عددهن كثيرا، أما الآن فقل عددهن وبدأت النساء الراغبات في الوردة يقمن بتحضيرها بأنفسهن أو يشترينها جاهزة من السوق، والنساء يتفنن في نوعية وكمية المواد الداخلة في تركيب وتحضير الوردة. وكان استعمال الوردة في الماضي من الأساسيات لأمور الزواج فيجمل شعر العروس بالمشط بالوردة يتبعه التظفير وذلك ليلة الزواج (الدخول) فيبدو رأس العروس جميلاً عطراً وكأن عليه تاج يهيج المعرس وتكون ليلة مباركة. ومن العادات السائدة آنذاك أن على الزوج أن ينقض ظفائر عروسته ليلة العرس مما يدل على إشارة حبها، حتى أن النساء في الصباح يتساءلن هل نقض الزوج شعر عروسته أم لا! فإن كان نعم فهو دلالة على حبه لها وإن كان لها فهو دلالة على عدم حبه لها.
4 السدر: وهذا أبسط أنواع المشاط حيث يعجن المسحوق الناعم لأوراق السدر بالماء على هيئة عجينة رقيقة ويمشط ويظفر به الشعر. ويعتبر هذا للعناية بشعر الرأس وليس كطقس من طقوس التجميل.وفي جميع حالات تطبيق المشاط بالطرق المختلفة جرت العادة على وجود امرأة تقوم بعملية المشاط تسمى المشاطة.. وتشتهر في كل حي ماشطة واحدة. لأن المرأة يصعب عليها أن تمشط شعرها وتظفره بنفسها على أن هناك بعض النساء تستطيع أن تقوم بعملية المشط والتظفير بمفردها ولا سيما ان لم يكن اكرداً. وتتفنن النساء بعملية المشط وبعدد الظفائر فمنهن من يعمل شعر الرأس ظفيرتين فقط ومنهن من يعمله عدة ظفائر كل على حسب ما وهبها الله من شعر جميل.
ثاني عشر: الفروك وهو مسحوق ناعم جداً لمواد عطرية بعضها ذو ألوان زاهية ويضعه النساء ذروراً في فرقة شعر الرأس (الفرقة أو الشقوه) التي تنتج بعد تقسيم الشعر إلى نصفين ثم مشطه أو تسريحه وظفره.
ويوضع الفروك بشكل أساسي في الجزء الأمامي من الفرقة فيعطي منظراً جميلاً لمقدمة الرأس والجبهة. وتتشابه عملية الفروك في جميع مناطق المملكة ويمكن ملاحظة نوعين من الفروك هما:
1 فروك يكون من زعفران وقليل من الورد وعصفر وهذا يكون لونه أصفر أو أن يضاف إليه صبغة حمراء فيكون لونه أحمر إلى برتقالي.
2 فروك مكون من الحسن المسحوق سحقاً ناعماً (نوع من الأحجار النادرة لونه أصفر إلى برتغالي).
الكحل يعتبر الكحل من المواد التجميلية للعين وهو من المصادر المعدنية ومن أنواع الكحل الحسن والأثمد، والأثمد هو أطيب الأكحال، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يكتحل بالأثمد وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها ثلاثاً في كل عين". وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بالأثمد عند النوم فإنه يجلو البصر" وفي لفظ: "يشد البصر وينبت الشعر". والأثمد هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من أصفهان، وهو أفضله وأفضله الأثمد السريع التفتت، وما كان لفتاته بريق، وكان داخله أملس ولم يكن فيه شيء من الأوساخ. والكحل منتشر في المملكة بين النساء بكثرة وفي بعض مناطق المملكة يستعمله الرجال خاصة كبار السن وتلاحظ هذه العادة منتشرة في جنوب المملكة، وعادة يكتحل النساء عند النوم للتزين للرجل أو في المناسبات الاجتماعية الخاصة حيث إن الكحل يزيد من جمال العين.ويوجد أنواع كثيرة من الكحل في المملكة بعضه على هيئة مساحيق والآخر على هيئة قطع من الأحجار السوداء اللامعة. وقد عملت دراسة على حوالي اثني عشر نوعاً من الكحل في أسواق المملكة فوجد أن أغلبها تحتوي على كمية من الرصاص. والرصاص له تأثير ضار على العين وبالأخص عند الأطفال حيث إن الكحل يمتص عن طريق الغشاء المخاطي للعين ويسبب مشاكل للأطفال الذين تكحلهم أمهاتهم وقد يصاب الطفل بالعمى نتيجة لذلك، وعليه فإنه يجب عدم استخدام الكحل للأطفال وإذا كان لا بد من ذلك فعليكم بشراء الكحل من نوع الأثمد الذي يوجد على هيئة قطع وليس مسحوقاً، ويسحق في المنزل ولكن يجب أن يكون الجهاز الذي يسحق فيه نظيفاً تماماً خشية أن يتلوث ببعض البكتيريا التي يمكن أن تسبب تلوثاً للعين الذي قد يؤدي إلى العمى.
الحناء يعتبر الحناء من أشهر النباتات المستخدمة في المملكة وعلى الرغم من أنها تزرع في معظم مناطق المملكة المختلفة إلا أن معظم ما يستخدم يكون مستورداً من الخارج وذلك على صور مسحوق حيث يتم عمل عجينة الحنا لأغراض مختلفة منها ما هو طبي حيث تستخدم كعلاج لصداع الرأس وضربات الشمس وللاصابات الفطرية والجلدية وبالأخص ما يكون بين أصابع الأقدام.. قال عبدالملك من حبيب: بلغني أن الحناء دواء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابه خدش أو جرح أو قرص وضع عليها الحناء حتى يرى أثره على جلده، وكان إذا صدع غلف رأسه بالحناء، وكان لا يشتكي إليه أحد وجعاً برجليه الا أمره بالحناء، أن يخضبها به، واخرج ابن السني وأبونعيم في الطب النبوي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسيد الخضاب الحنا، يطيب البشرة ويزيد في الجماع". وأخرج البزار وأبونعيم في الطب النبوي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اختضبوا بالحناء فإنه يزيد شبابكم ونكاحكم".وتضيف النساء الليمون عند عمل عجينة الحناء وهذا تصرف سليم لوجود صبغة نباتية في الحنا تسمى "اللوزون" وهي التي تعطي اللون الأحمر البني للحناء، وهذه الصبغة تحتاج لثباتها إلى وسط حامض وتستعمل الحناء للزينة والتجميل وبالأخص في مواسم الأعياد والأفراح وحتى في الأوقات العادية فكثير من الناس مولعين بالحناء وبعض العجائز من رجال ونساء في بعض قرى المملكة لا يتركون صبغة الحناء تزول من أياديهم وأرجلهم إلا ويجددونها دوما. ومن الأمثلة الشعبية الدارجة في نجد المثل القائل: "يجوز العيد بلا حنا" أي بدون حناء. وهذا يدل على أهمية استخدام الحناء وحرص الناس عليه. وفي القرى وخاصة في منطقة الجنوب تقوم النساء الكبار في السن بتخضيب اليدين من المعصمين ظاهره وباطنه وكذلك القدمين من الكعبين، أما الرجال فيخضبون اليد اليمنى فقط من المعصمين والرجلين من الكعبين، أما الفتيات أو النساء قبل سن الخمسين فيخضبن الأكفف فقط، وبالنسبة للأرجل فيخضبن حواف القدمين فيعطي منظراً جذاباً. كما اعتاد الناس أن تتخضب الأسرة جميعها بما في ذلك الأولاد والبنات الصغار وله عادة طقوس جميلة لدى بعض المناطق. وفي الزواج تكون هناك ليلة الحناء وهناك متخصصات في عمل الحناء ونقشه، فتوجد نقشات جميلة تنقش على الأيدي والأرجل وحتى بعض الشعوب تخضب جزءا من الساعدين والبعض تضع بعض الرسمات الجميلة على جانبي الرقبة من الحناء. وتستعمل النساء الحناء ويدخل أيضاً مع الأطياب فيعطي الشعر لوناً لامعاً جذاباً. كما أن النساء والرجال الكبار في السن يستعملون الحناء في اخفاء الشيب حيث يحول لون الشعر إلى لون كستناني جميل