أهرام السودان- التاريخ المهمل عمدا

mohamadamin

حكيم المنتدى
أهرام السودان- التاريخ المهمل عمدا​
9410.imgcache.jpg
9411.imgcache.jpg
لعل الكثيرون منا لم يسمع بأهرام السودان وقليل منا من يعرف آثار السودان القديم وبالمعابد حيث​
يشكل الجزء الشمالي من السودان مسرحا لمخزون أثري ‏إمتد لألاف السنين لكنه مع ذلك يمثل تراثا مهملا هجره أهله وظل عرضة للنهب والسلب من قبل السياح الأجانب وبسبب الحكومات المتعاقبة التى لم تهتم بما يذخر به شمال السودان من مقدرات سياحية هائلة حيث لم تعطى هذه الحكومات أولوية كبرى للسياحة الاثارية كواحدة من أهم مصادر الدخل القومى ومثلما كان تاريخ السودان القديم عدة سطور عقيمة فى مناهج التعليم فى السودان صار الواقع الاثارى فى السودان عدة سطور عقيمة على كتيبات سياحية باهتة طبعتها وكالات سفر وسياحة لاتمارس من السياحة الا الحج والعمرة فانعدمت ثقافة الآثار فى السودان حتى أننى قمت بسؤال عدد من طلاب الجامعات عن مدى معرفتهم بامكان السياحة الاثارية فى السودان فكان الجواب محبطا جدا​
ففى منطقة البجرواية يقف 140 هرما يعود تاريخها الى العهد المروي (900 ق. م ـ 35م)، فقدت الكثير من رونقها بفعل مرور الزمن والعواصف والأمطار وعمليات التكسير والهدم التي أستهدفت نهب الكنوز والمجوهرات من غرف الملوك والملكات التي عادة ما تودع بجانبهم لدى دفنهم، حيث تمت سرقة كنوز الهرم السادس والذى يضم مقبرة الملكة السودانية امانى شخيتو والتى حكمت حتى شمال مصر وهو يعرض الآن بقاعتين كبيريتين بمتحف برلين ويقف أكثر من 98 مبنى من الاهرام في مناطق متفرقة على الشريط النيلي الضيق بالولاية الشمالية ‏تحكي عن قصة تاريخ طويل تغلفه الروايات والاساطير ‏الممتدة في شكل نسيج لحكايات شعبية وروايات اتصلت بالتاريخ الحديث.​
وتربط الاهرام في شمال السودان الحاضر بماضي امتد منذ عهد بناءها حتى الان ‏تحمل في داخلها اسرارا صامتة لم تكتشف قصتها بعد لكنها من ظاهرها تحكي عن تاريخ ‏سوداني عميق.‏​
ويرى باحثون ان تاريخها يمتد منذ عصور ما قبل التاريخ الى الفي عام قبل ‏الميلاد طبقا لاستنتاجات الكتابات الهروغلوفية المكتوبة على جدرانها في مناطق ‏كانت تمثل عمق دويلات النوبة في الزمان القديم.​
ويؤكد اساتذة الاثار في جامعة الخرطوم ‏ان فترات بناء هذه الاهرامات مقسمة الى ثلاث مراحل، الاولى تبدأ مع حضارة "كوش" ثم ‏ما يعرف من التاريخ السوداني القديم بمملكة "نبتة النوبية" والدولة المروية.​
وقال الباحث في التراث السودانى فائز مكي ان اهرام السودان ملتصقة بالحضارة ‏الفرعونية القديمة في مصر التصاق في فترات متقاربة مشيرا الى وجود دراسات تؤكد ‏انها بدأت اولا من السودان.​
ويرى مكي ان هذه الاهرام عبارة عن تاريخ يحكي قصة الحضارة النيلية القديمة ‏الممتدة من جنوبي مصر وحتى مدينة كريمة في شمال السودان مضيفا ان هذه الاهرام ‏هي عبارة عن معابد ومدافن لملوك النوبة القدماء امثال امون رع الاله المعبود في ‏ذلك الوقت وترهاقا وبعانخي ومن بينها مباني اخرى خاصه بمعابد وامكنة ولادة ‏الملكات.​
‏وقال مكي ان هذه الاهرام كانت تمثل في ذلك التاريخ اماكن مقدسة ‏خاصة تلك الموجودة في منطقة جبل البركل شرقي مدينة مروى شمال ويوضح ان جبل ‏البركل كان عاصمة مقدسة لمملكة نبتة وكان يحج اليه الناس من كل مكان حتى جنوب ‏مصر.​
لكن الشاهد مع ان تاريخ الاهرام السودانية ضارب في الجذور واستطاعت ان ‏تقاوم طول التاريخ ومشاكل الزمن الا انها اليوم تعيش فصلا مأساويا اذ حاصرتها ‏تلال الرمال من كل جانب في منظر ينم عن نهاية حزينة تنتظرها قريبا.​
 
عودة
أعلى