عبد الله 2011
New Member
صدر حديثاً للقاضي والمُـحَـكِّـم الدولي
المستشار / مصطفى أحمد أبو الروس
كتاب : مِـن فقه الانتخاب ( الجزء الأول
توزيع : مؤسسة الأهرام ) )
وهو كتاب له أهمية بالغة جداً – سيما في وقت الانتخابات الحالي – لأنه كتاب يخاطب جموع الناخبين وكذلك المُرشَّحين والأحزاب على حد سواء بمايقودهم إلى الطريق الصحيح الذي يخدم الوطن ،وقد أوضح كاتبهأنباعثه على تأليفه هو ما رآه من صراع شديد بين الناس قبل الانتخاباتوأثنائها ، بل وبعدها ، وما لمسه مِن تنافس غير شريف بين بعض المُرشحين ،وما وجده مِـن انخداع بعض الناس في تقييم المُرشحين ؛ الأمر الذي نتج عنهاختيار أعضاء غير مُستحقين ولا مؤهلين ،وذكر كاتبهأن المراجعالرئيسة للكتاب قد زادت على مائة وأربعين كتاباً ، وأن جملة المراجع بلغتنحو مائتين وثلاثين ، وأنه لم يعتمد في ما كتب إلا على آية مُـحكمة ، أوحديث صحيح أو حَـسَـن غاية ما أمكنه ، أو دليل شرعي معتبر ، أو منطق عقليسليم ، مسترشدًا بأقوال مَـن يُعْتَد بهم مِـن العلماء ،وأنه كتبه في جزئين يتلوهما ثالث .
وأنه كتب فى الجزء الأول عن : بعض الحقائق بين يدي الموضوع ،وعن ركائزفقه الاختلاف المؤدي إلى الائتلاف ؛ فتكلم عن معرفة الرجال بالحق لا الحقبالرجال ، لما يُـرى من اتباع البعض لآراء غيرهم الانتخابية ، حتى وإنكانوا مُخطئينَ فيها .
وتحدث كذلك عنأنه قد يسبق إلى الحق مَـن لا يُـظن به ذلك ،وعنوجوب الانقياد للحق أياً كان من جاء به ،وأنهلا أحد أكبر من أن يُـنصح ولا أحد أصغر من أن يَـنصح ،وأنصغر السن لا يمنع من نفوذ القول ، وذلك لما يُـرى من احتقار الآراء السياسية المتعلقة بالانتخاب التي يُـبديها بعض الشباب .
وعن أنهليس لمخلوق أن يفرض رأيه الانتخابي على أحد ،وأنكل شخص مسئول عن نفسه ؛ وذلك لما يُـلاحظ من إدلاء البعض برأيه الانتخابي تبعاً لغيره لأنه والده أو زوجه أو قريبه ،كذلك يتحدث الكتاب عنأنه يجب العدل مع الموافق ونقده بالحق ،وعنوجوب إنصاف المُـخالف في الرأي ، وعن إعطاءه حقه من الناحية الأدبية ، وعنأنه لا يجوز هضم حقه ، أو إغفال ذكر حسناته عمداً ، والتنويه بفضائله ،لمجرد الخلاف معه في قضيةٍ انتخابيةٍ أو أكثر ، كما يفعل كثيرون ، ممنيجورون على خصومهم ، فلا يكادون يعترفون لهم بحسنة ، وإن عرفوا لهم سيئةأذاعوها ونشروها .
وأن من القيم الرفيعةالمأمور بها في ديننا ، والمتوازنة عندنا أن نكون عدولاًَ حتى مع خصومناولو كان كفاراً معادين لنا ، وأن الصحابة والأئمة الأعلام قد تعاملوا معمخالفيهم بالعدل والاعتدال ، بل بالحُبِّّّّّّّّّّّّّّ والإخاء ، ولمتدفعهم المُخالفة في الرأي إلى الخصومة أو الطعن والتجريح ووسع بعضهم بعضاً، وصلَّى بعضهم وراء بعض ، حتى الخلفاء الراشدون – والسلطة بأيديهم – كانوا يحترمون آراء الآخرين ولا يُجبرون الناس على اتباع آرائهم وإن كانوايرونها صواباً .
وأنهُ ينبغي - بل يجب - أن لا يكون الخلاف في الآراء الانتخابية سبباً في الجور على المُخالفين وتجريحهم ، وسلبهم مكانتهم وفضائلهم ، وتضخيم أخطاءهم . بل يجبإنصافهم وإعطاءهم حقهم ومعرفة قدرهم ، واحترام آرائهم الإنتخابية ، وحملها على أنهم متأولون فيها ويظنون صوابها ما أمكن ذلك .
وأنه يجبأن لا يكون الخلاف في الآراء الانتخابية سبباً للتفرق فيالدِّّّّّّّّّّّّّّّين، ولا يؤدي إلى خصومة أو بغضاء ، إذ لكل مجتهد أجره ،ولا مانع من التمحيص والتدقيق النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحُبّ فيالله ، والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يَجُرّ ذلك إلى المراءالمذموم والتعصب .
وأنه إنظهر لأحد سوء حقيقة مُرشح كان يظن صلاحهُ ويؤيده ، أو صلاح مُرشح كان يظنفيهِ غير ذلك ويؤيد غيره ، فعليه أن يبادر بما يُمليهِ عليك الدين والضمير ؛فيقف بجانب الحق ويبرأ مِن الباطل ، ولا تأخذه العزة بالإثم ، أو أن يمنعهالحياء مِن الناس مِن ذلك ، لأن الرجوع إلى الحق خير مِن التمادي فيالباطل ، وإلاَّ فإنهُ الهلاك ، وعليه إثم مَن تبعه .
وأن التعدد لا يعنى بالضرورة التفرق، وأنه يجب أن" نتعاون فيما اتفقنا عليه ويَعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه " .
وإن الإنصاف يقتضيمن الطرفين المجتهدين المتعارضين في أرائهم الإنتخابية ألاَّّّّ يقعا في الغلوّ المُجحف ،وذلكبألاَّّ يقطع الأول بصواب ما وصل اليه ، وألاَّّّ يحصر الحق فيه ، وألا يقطع الطريق على إمكانية صواب الأخر ،أمَّّّّا الثانيفبألاَّّّ يُبالغ في الإنكار على الأول وألاَّ يؤثمه ، أو يتهمه ، أو يطعنفي قصده ،وأنه حين لا تراعى هذه القواعد تقع الفتن ويندُر الإنصاف .
وأن من أكبر واجبات المسلمأن يكون حبيباً لجميع طوائف المسلمين وهيئاتهم وأحزابهم ، نصيحاً حكيماًبينهم ، وحازماً مُسالماً مُقرباً بين فرقهم وطرقهم ومُوفقاً بين وجهاتنظرهم ؛ إذ الخلاف طبيعة إنسانية ضرورية ما منها محيص إلى يوم القيامة ،والأفراد والهيئات المخلصة العاملة لا تتعادى ، إذ أنها فروعٌ متعددةٌ منشجرةٍ واحدةٍ ، إلا أن تكون مدخولة الأغراض والبواطن ، والخلاف فى الوسائللا ينبغي أن يحول دون الأخوة في سبيل الأصول والغايات .
كما يتحدث الكتاب عنأن نقد الآراء لا يعني الطعن في أصحابها ، وأن الأخوةيجب أن تبقى رغم أي خلاف ؛ذلك أنه ليس من العدل والإنصاف أن نكون متفقين في أكثر المسائل ثم نتناسى ذلك ونفترق ونتعادى لمجرد اختلافنا في مسألة واحدة .
كما يتحدث الكتابعن تأكيد الإسلام على الجماعة ونهيه عن الفرقة والخلاف ، لما هو مُلاحظ مِـن شديد الخلاف بين مؤيدي كل مُرشح ومؤيدي الآخرين، ويبين خطورة الخلاف .
كما يؤكد الكتاب علىأنه من الواجب التحاكم لِلحق والتسليم له في تقييم واختيار المُرشَّحين ،وعن وجوب اتهام رأي النفس ، وعن التحذير من الجدل .
كما يتحدث الكتاب عنأولوية الولاء للجماعة والأمَّّّـة على الولاء للفرد ، وأنه من الواجب علىالمُسلم أن يختار أصلح المُرشَّحين بدون النظر إلى كونهِ مِن قبيلتهِ أوقريتهِ أو عشيرتهِ أو حِزبهِ مِن عَدَمه .
ويوضح أنالقرآن والسُنَّة قد ربيا الأُمَّـة على القيام لله شهداء بالقسط ، لايمنعهم من ذلك عاطفة الحُبّ لقريب ولا عاطفة البُغض لعدوّ ، فالعدل يجب أنيكون فوق العواطف ، وأن يكون لله فلا يحابي من يُحِب ، ولا يحيف على منيكره .
كما يتناول الكتابموضوع العصبية ويُـحذر منها ومن الدعوة لها .
ويتحدث كذلك عنأن معيار الخلة والعداوة يجب أن يكون بمدى الولاء للحق لا غيره .
كما يؤكد الكتاب علىوجوب البُعد عن الهوى ،ويبيَّّّّّّّّّّنعقوبات الهوى .
كما يتحدث الكتاب عنمُجانبة العصبية نظراً لما يُـلاحظ من تعصب كل حِزب لرايته .
وأن الخُلَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّـة الحقيقيةإنما تكون لأهل التقوى وإن بعد نسبهم ، والبُغض الحقيقي لأهل المعاصي وإن قربوا أو دعموا .
وأن الواجب هواختيار أصلح المُرشَّحين وإن كان بعيد القرابة دون الفاسد وإن كان قريباً .
كما يتحدث الكتاب عنأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، لما يُـرى من مُـحاسبة الناخبين والمُرشحينعلى السواء على أخطاء أقاربهم وتوجهاتهم وتصرفاتهم الانتخابية .
كما يتحدث عنمجانبة التعصب للنسب أو الفخر به ؛ لما يُـلاحظ مِـن شديد التعصب له ، ويورد بعض النماذج الواقعية .
ويؤكد كذلك على وجوب أن يكون المقياس الأولفي اختيار المُـرشح والدعوة لاختياره هو مدى ما يتمتع بهِ مِـن جدارة ، لا بانتمائه لقبيلة فلان أو عائلة فلان ؛ذلك أن الإسلاملا يكترث لأنساب ولا ألوان ولا أجناس ، بل يوجب على المسلمين أن يبحثوا عنأكفأ رجُل فيهم ليضعوا بين يديه زمامهم ، لأن ترك الكفء وانتخاب غيره لأنهينتسب إلى فلان أو فلان ، ظلمٌ لصاحب الامتياز بإهدار حقه ، وظلمٌ للمحظوظبتكليفه فوق طاقته ، وظلمٌ للأمَّّّّّّّّّة إذ فوَّّّّّّّّتنا عليهاالانتفاع بخيرات بَنيها ، وعرَّّّّّّّّضناها لشرور عَجَزتها وسَفَلَتها .
كذلك يتناول الكتابموضوع العُجب بكثرة العدد ، وهل لكثرة العدد قيمة أم لا ، لِما يُـرى مِن اغترار بعض المُرشَّحين وحاشيتهم بكثرة مُؤيديهم .
كما يتحدث الكتاب عنمُـشكلة الامتناع عن التصويت والسلبية السياسية عند الناخبين والمرشحين وأسبابها ومدى خطورتها وطريقة علاجها .
وعنكيفية اختيار المُرشحين ،وعنوجوب الاختيار الصحيح ،وعنبعض الأخطاء في اختيار المرشحين ،وعنوجوب منح الصوت للأكفأ والأكثر إخلاصاً .
وعن أنه ينبغي أنلا يكون الاختيار بالمظاهر الجوفاء أو الدعاية الكاذبة ،بل يجب أنيكون الميزان هو التقوى والخلق والعلم والكفاءة ، وليس الحسب أو النسب أو المنصب أو النفوذ أو المال أو الجمال أو الأسمال .
كما ينبه الكتاب إلىأنه يجب أن لا يُـكتفى في معرفة الناس والحُـكم عليهم بالمظاهر العابرة بل بالتجربة الذكية ،ويبينكيفية معرفة حقيقة المرشح ، وكشف أساليب الخداع .
كما يتحث الكتاب عنوجوب أن يكون الاختيار بالقسط ،وعنبواعث وخطورة الحسد بين الناخبين والمرشحين أو بين المرشحين بعضهم البعض ،وعنخطورة تولية غير الكفء .
وعن وجوبمُجانبة الهوى في الاختيار ،وأنَّالاختيار بالهوى خيانة ،وأنه يجباتباع الحق وليس الأشخاص ، لأن كل أحد مسئولٌ عن اختياره أمام الله .
كما يتحدث الكتاب عنمسئولية الأئمة والخطباء ووسائل الإعلام ،ويتحدث كذلك عنثمرة الاختيار الصحيح .
ثم ينتقل الكتاب إلى الحديث عنأهمية واختصاصات المجالس النيابية والمجالس الشعبية المحلية ،وعنبعض أساليب بعض المرشحين في تضليل الناخبين ، ومنها : أ ) الادعاءبأن المُرشح هو الَّّّّّّـذي جلب الخدمات إلى الدائرة . ب ) التضليل عنطريق استغلال السلطة . ج) تضليل الناخبين عن طريق عنصر المال ، وفيه يؤكدعلى خطورة تزاوج السلطة والمال ، ويتطرق ضمن ذلك إلى التحذير من ظاهرةالرشاوى الانتخابية أخذاً وإعطاءً ، وكيفية علاج هذه الظاهرة . د ) تضليل الناخبين عن طريق استثمار الأمية السياسية . هـ ) تضليل المرشحين .
كما يتحدث الكتاب عنالموضوعات الآتية :انضمام المستقلين للحزب الحاكم، ترشيح الوزراء أنفسهم في البرلمان ، حق إقالة النائب وحق حلّ المجلس النيابي،ظاهرتيالقيد الجماعي والبلطجة وفيه يحذر من البلطجة ويبين كيفية علاجها ، الواجبالمطلوب من رجال الأمن ، الغلط والإكراه في الفقه القانوني ، الإشرافالقضائي على العملية الانتخابية ، بعض واجبات القضاة المشرفين على لجانالانتخاب ،ثم يختتم الكاتبالجزء الأول مِـن الكتاب ببعض النصائح الثمينة للمُرشح ، لِتقر الأعين وتهدأ الأنفس ، وتخمد الفتن ، وهي : أن لايحزنمِن نقد أهل الباطل والحُسَّاد ، وكيفية مواجهته النقد الآثم ، وكيف يكسبالناس ، وأن المطلوب منه أن يُـحسن إلى الناس ، وأن لا ينتظر شُكراً مِنأحد ، وأنلا يحزن مِن فعل الخَـلق معه، وأن لا يُبالِ بإقبال الخلق وإدبارهم ، وأن لا يقلق مِن النصح البنَّاء الهادف ، بل يرحِّّّب به ولا يغتر بالمدح .
وبين الكاتب أنه قد حرر كتابهعلىنهج كتاب صيد الخاطر ؛ فلم يقسمه تقسيماً أكاديمياً معيناً ؛ حتى لا يكونذلك صعباً على القارىء ، وهو جمهور الناخبين والمرشحين ، على اختلافمستوياتهم الثقافية .
وختاماً نقول إن هذا الكتاب ينبغي أن يكون في مكتبةكل ناخب وكل مرشح ،بل وحتىكل من ليس له حق التصويت أو الترشيح ؛ كأفراد القوات المسلحة ورجال الشرطةوالقضاة ، وكل مَـن لم يبلغ سن الانتخاب ، وكل من يتخلف عن حضورالانتخابات ؛لأنه كتاب يتناول موضوعاًهو أساس تحديد مصير الأُمَّـة كلها في حاضرها ومستقبلها .
وأنه كتب فى الجزء الأول عن : بعض الحقائق بين يدي الموضوع ،وعن ركائزفقه الاختلاف المؤدي إلى الائتلاف ؛ فتكلم عن معرفة الرجال بالحق لا الحقبالرجال ، لما يُـرى من اتباع البعض لآراء غيرهم الانتخابية ، حتى وإنكانوا مُخطئينَ فيها .
وتحدث كذلك عنأنه قد يسبق إلى الحق مَـن لا يُـظن به ذلك ،وعنوجوب الانقياد للحق أياً كان من جاء به ،وأنهلا أحد أكبر من أن يُـنصح ولا أحد أصغر من أن يَـنصح ،وأنصغر السن لا يمنع من نفوذ القول ، وذلك لما يُـرى من احتقار الآراء السياسية المتعلقة بالانتخاب التي يُـبديها بعض الشباب .
وعن أنهليس لمخلوق أن يفرض رأيه الانتخابي على أحد ،وأنكل شخص مسئول عن نفسه ؛ وذلك لما يُـلاحظ من إدلاء البعض برأيه الانتخابي تبعاً لغيره لأنه والده أو زوجه أو قريبه ،كذلك يتحدث الكتاب عنأنه يجب العدل مع الموافق ونقده بالحق ،وعنوجوب إنصاف المُـخالف في الرأي ، وعن إعطاءه حقه من الناحية الأدبية ، وعنأنه لا يجوز هضم حقه ، أو إغفال ذكر حسناته عمداً ، والتنويه بفضائله ،لمجرد الخلاف معه في قضيةٍ انتخابيةٍ أو أكثر ، كما يفعل كثيرون ، ممنيجورون على خصومهم ، فلا يكادون يعترفون لهم بحسنة ، وإن عرفوا لهم سيئةأذاعوها ونشروها .
وأن من القيم الرفيعةالمأمور بها في ديننا ، والمتوازنة عندنا أن نكون عدولاًَ حتى مع خصومناولو كان كفاراً معادين لنا ، وأن الصحابة والأئمة الأعلام قد تعاملوا معمخالفيهم بالعدل والاعتدال ، بل بالحُبِّّّّّّّّّّّّّّ والإخاء ، ولمتدفعهم المُخالفة في الرأي إلى الخصومة أو الطعن والتجريح ووسع بعضهم بعضاً، وصلَّى بعضهم وراء بعض ، حتى الخلفاء الراشدون – والسلطة بأيديهم – كانوا يحترمون آراء الآخرين ولا يُجبرون الناس على اتباع آرائهم وإن كانوايرونها صواباً .
وأنهُ ينبغي - بل يجب - أن لا يكون الخلاف في الآراء الانتخابية سبباً في الجور على المُخالفين وتجريحهم ، وسلبهم مكانتهم وفضائلهم ، وتضخيم أخطاءهم . بل يجبإنصافهم وإعطاءهم حقهم ومعرفة قدرهم ، واحترام آرائهم الإنتخابية ، وحملها على أنهم متأولون فيها ويظنون صوابها ما أمكن ذلك .
وأنه يجبأن لا يكون الخلاف في الآراء الانتخابية سبباً للتفرق فيالدِّّّّّّّّّّّّّّّين، ولا يؤدي إلى خصومة أو بغضاء ، إذ لكل مجتهد أجره ،ولا مانع من التمحيص والتدقيق النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحُبّ فيالله ، والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يَجُرّ ذلك إلى المراءالمذموم والتعصب .
وأنه إنظهر لأحد سوء حقيقة مُرشح كان يظن صلاحهُ ويؤيده ، أو صلاح مُرشح كان يظنفيهِ غير ذلك ويؤيد غيره ، فعليه أن يبادر بما يُمليهِ عليك الدين والضمير ؛فيقف بجانب الحق ويبرأ مِن الباطل ، ولا تأخذه العزة بالإثم ، أو أن يمنعهالحياء مِن الناس مِن ذلك ، لأن الرجوع إلى الحق خير مِن التمادي فيالباطل ، وإلاَّ فإنهُ الهلاك ، وعليه إثم مَن تبعه .
وأن التعدد لا يعنى بالضرورة التفرق، وأنه يجب أن" نتعاون فيما اتفقنا عليه ويَعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه " .
وإن الإنصاف يقتضيمن الطرفين المجتهدين المتعارضين في أرائهم الإنتخابية ألاَّّّّ يقعا في الغلوّ المُجحف ،وذلكبألاَّّ يقطع الأول بصواب ما وصل اليه ، وألاَّّّ يحصر الحق فيه ، وألا يقطع الطريق على إمكانية صواب الأخر ،أمَّّّّا الثانيفبألاَّّّ يُبالغ في الإنكار على الأول وألاَّ يؤثمه ، أو يتهمه ، أو يطعنفي قصده ،وأنه حين لا تراعى هذه القواعد تقع الفتن ويندُر الإنصاف .
وأن من أكبر واجبات المسلمأن يكون حبيباً لجميع طوائف المسلمين وهيئاتهم وأحزابهم ، نصيحاً حكيماًبينهم ، وحازماً مُسالماً مُقرباً بين فرقهم وطرقهم ومُوفقاً بين وجهاتنظرهم ؛ إذ الخلاف طبيعة إنسانية ضرورية ما منها محيص إلى يوم القيامة ،والأفراد والهيئات المخلصة العاملة لا تتعادى ، إذ أنها فروعٌ متعددةٌ منشجرةٍ واحدةٍ ، إلا أن تكون مدخولة الأغراض والبواطن ، والخلاف فى الوسائللا ينبغي أن يحول دون الأخوة في سبيل الأصول والغايات .
كما يتحدث الكتاب عنأن نقد الآراء لا يعني الطعن في أصحابها ، وأن الأخوةيجب أن تبقى رغم أي خلاف ؛ذلك أنه ليس من العدل والإنصاف أن نكون متفقين في أكثر المسائل ثم نتناسى ذلك ونفترق ونتعادى لمجرد اختلافنا في مسألة واحدة .
كما يتحدث الكتابعن تأكيد الإسلام على الجماعة ونهيه عن الفرقة والخلاف ، لما هو مُلاحظ مِـن شديد الخلاف بين مؤيدي كل مُرشح ومؤيدي الآخرين، ويبين خطورة الخلاف .
كما يؤكد الكتاب علىأنه من الواجب التحاكم لِلحق والتسليم له في تقييم واختيار المُرشَّحين ،وعن وجوب اتهام رأي النفس ، وعن التحذير من الجدل .
كما يتحدث الكتاب عنأولوية الولاء للجماعة والأمَّّّـة على الولاء للفرد ، وأنه من الواجب علىالمُسلم أن يختار أصلح المُرشَّحين بدون النظر إلى كونهِ مِن قبيلتهِ أوقريتهِ أو عشيرتهِ أو حِزبهِ مِن عَدَمه .
ويوضح أنالقرآن والسُنَّة قد ربيا الأُمَّـة على القيام لله شهداء بالقسط ، لايمنعهم من ذلك عاطفة الحُبّ لقريب ولا عاطفة البُغض لعدوّ ، فالعدل يجب أنيكون فوق العواطف ، وأن يكون لله فلا يحابي من يُحِب ، ولا يحيف على منيكره .
كما يتناول الكتابموضوع العصبية ويُـحذر منها ومن الدعوة لها .
ويتحدث كذلك عنأن معيار الخلة والعداوة يجب أن يكون بمدى الولاء للحق لا غيره .
كما يؤكد الكتاب علىوجوب البُعد عن الهوى ،ويبيَّّّّّّّّّّنعقوبات الهوى .
كما يتحدث الكتاب عنمُجانبة العصبية نظراً لما يُـلاحظ من تعصب كل حِزب لرايته .
وأن الخُلَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّـة الحقيقيةإنما تكون لأهل التقوى وإن بعد نسبهم ، والبُغض الحقيقي لأهل المعاصي وإن قربوا أو دعموا .
وأن الواجب هواختيار أصلح المُرشَّحين وإن كان بعيد القرابة دون الفاسد وإن كان قريباً .
كما يتحدث الكتاب عنأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، لما يُـرى من مُـحاسبة الناخبين والمُرشحينعلى السواء على أخطاء أقاربهم وتوجهاتهم وتصرفاتهم الانتخابية .
كما يتحدث عنمجانبة التعصب للنسب أو الفخر به ؛ لما يُـلاحظ مِـن شديد التعصب له ، ويورد بعض النماذج الواقعية .
ويؤكد كذلك على وجوب أن يكون المقياس الأولفي اختيار المُـرشح والدعوة لاختياره هو مدى ما يتمتع بهِ مِـن جدارة ، لا بانتمائه لقبيلة فلان أو عائلة فلان ؛ذلك أن الإسلاملا يكترث لأنساب ولا ألوان ولا أجناس ، بل يوجب على المسلمين أن يبحثوا عنأكفأ رجُل فيهم ليضعوا بين يديه زمامهم ، لأن ترك الكفء وانتخاب غيره لأنهينتسب إلى فلان أو فلان ، ظلمٌ لصاحب الامتياز بإهدار حقه ، وظلمٌ للمحظوظبتكليفه فوق طاقته ، وظلمٌ للأمَّّّّّّّّّة إذ فوَّّّّّّّّتنا عليهاالانتفاع بخيرات بَنيها ، وعرَّّّّّّّّضناها لشرور عَجَزتها وسَفَلَتها .
كذلك يتناول الكتابموضوع العُجب بكثرة العدد ، وهل لكثرة العدد قيمة أم لا ، لِما يُـرى مِن اغترار بعض المُرشَّحين وحاشيتهم بكثرة مُؤيديهم .
كما يتحدث الكتاب عنمُـشكلة الامتناع عن التصويت والسلبية السياسية عند الناخبين والمرشحين وأسبابها ومدى خطورتها وطريقة علاجها .
وعنكيفية اختيار المُرشحين ،وعنوجوب الاختيار الصحيح ،وعنبعض الأخطاء في اختيار المرشحين ،وعنوجوب منح الصوت للأكفأ والأكثر إخلاصاً .
وعن أنه ينبغي أنلا يكون الاختيار بالمظاهر الجوفاء أو الدعاية الكاذبة ،بل يجب أنيكون الميزان هو التقوى والخلق والعلم والكفاءة ، وليس الحسب أو النسب أو المنصب أو النفوذ أو المال أو الجمال أو الأسمال .
كما ينبه الكتاب إلىأنه يجب أن لا يُـكتفى في معرفة الناس والحُـكم عليهم بالمظاهر العابرة بل بالتجربة الذكية ،ويبينكيفية معرفة حقيقة المرشح ، وكشف أساليب الخداع .
كما يتحث الكتاب عنوجوب أن يكون الاختيار بالقسط ،وعنبواعث وخطورة الحسد بين الناخبين والمرشحين أو بين المرشحين بعضهم البعض ،وعنخطورة تولية غير الكفء .
وعن وجوبمُجانبة الهوى في الاختيار ،وأنَّالاختيار بالهوى خيانة ،وأنه يجباتباع الحق وليس الأشخاص ، لأن كل أحد مسئولٌ عن اختياره أمام الله .
كما يتحدث الكتاب عنمسئولية الأئمة والخطباء ووسائل الإعلام ،ويتحدث كذلك عنثمرة الاختيار الصحيح .
ثم ينتقل الكتاب إلى الحديث عنأهمية واختصاصات المجالس النيابية والمجالس الشعبية المحلية ،وعنبعض أساليب بعض المرشحين في تضليل الناخبين ، ومنها : أ ) الادعاءبأن المُرشح هو الَّّّّّّـذي جلب الخدمات إلى الدائرة . ب ) التضليل عنطريق استغلال السلطة . ج) تضليل الناخبين عن طريق عنصر المال ، وفيه يؤكدعلى خطورة تزاوج السلطة والمال ، ويتطرق ضمن ذلك إلى التحذير من ظاهرةالرشاوى الانتخابية أخذاً وإعطاءً ، وكيفية علاج هذه الظاهرة . د ) تضليل الناخبين عن طريق استثمار الأمية السياسية . هـ ) تضليل المرشحين .
كما يتحدث الكتاب عنالموضوعات الآتية :انضمام المستقلين للحزب الحاكم، ترشيح الوزراء أنفسهم في البرلمان ، حق إقالة النائب وحق حلّ المجلس النيابي،ظاهرتيالقيد الجماعي والبلطجة وفيه يحذر من البلطجة ويبين كيفية علاجها ، الواجبالمطلوب من رجال الأمن ، الغلط والإكراه في الفقه القانوني ، الإشرافالقضائي على العملية الانتخابية ، بعض واجبات القضاة المشرفين على لجانالانتخاب ،ثم يختتم الكاتبالجزء الأول مِـن الكتاب ببعض النصائح الثمينة للمُرشح ، لِتقر الأعين وتهدأ الأنفس ، وتخمد الفتن ، وهي : أن لايحزنمِن نقد أهل الباطل والحُسَّاد ، وكيفية مواجهته النقد الآثم ، وكيف يكسبالناس ، وأن المطلوب منه أن يُـحسن إلى الناس ، وأن لا ينتظر شُكراً مِنأحد ، وأنلا يحزن مِن فعل الخَـلق معه، وأن لا يُبالِ بإقبال الخلق وإدبارهم ، وأن لا يقلق مِن النصح البنَّاء الهادف ، بل يرحِّّّب به ولا يغتر بالمدح .
وبين الكاتب أنه قد حرر كتابهعلىنهج كتاب صيد الخاطر ؛ فلم يقسمه تقسيماً أكاديمياً معيناً ؛ حتى لا يكونذلك صعباً على القارىء ، وهو جمهور الناخبين والمرشحين ، على اختلافمستوياتهم الثقافية .
وختاماً نقول إن هذا الكتاب ينبغي أن يكون في مكتبةكل ناخب وكل مرشح ،بل وحتىكل من ليس له حق التصويت أو الترشيح ؛ كأفراد القوات المسلحة ورجال الشرطةوالقضاة ، وكل مَـن لم يبلغ سن الانتخاب ، وكل من يتخلف عن حضورالانتخابات ؛لأنه كتاب يتناول موضوعاًهو أساس تحديد مصير الأُمَّـة كلها في حاضرها ومستقبلها .