مركز خاص في الكويت لمحو أمية المكفوفين بعالم الكومبيوتر

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته

internet.311301.jpg

الكويت: إيمان الحمود
عند الدخول إلى مقر جمعية المكفوفين الكويتية سيتبادر إلى ذهن الزائر كيف يمكن للإعاقة أن تقهر كل الصعوبات لو تسلحت بالإرادة والعزيمة والإصرار وهو ما يتجلى بوضوح عند الدخول إلى مركز الكومبيوتر الخاص بالجمعية، اذ تتجلى أمامه إحدى معجزات القرن الواحد والعشرين وكيف أمكن لهذه المعجزة أن تتكرس على أرض الواقع.
أنشيء مركز الكومبيوتر الخاص بالمكفوفين، كما بادرتنا بالقول هنادي العماني نائبة المدير ورئيسة المدربات فيه والتي هي مكفوفة، في عام 2002 كأول مركز من نوعه في الشرق الأوسط على المستوى الحكومي بغية محو أمية المكفوفين بهذه التقانة التي باتت تشكل عماد الحياة المتقدمة والمتطورة في كافة أنحاء العالم، حيث كان المركز في البداية يتبع جمعية الكومبيوتر الكويتية تحت اسم (مركز البصير) وكان مكونا من أربعة أعضاء فقط تلقوا تدريبا مكثفا على الكومبيوتر بمختلف برامجه في معهد «انفوسنتر» وبالتعاون مع شركة مايكروسوفت ليصبحوا بعد ذلك مدربين فيه .

وانتقل المركز ليكون جزءاً من جمعية المكفوفين الكويتية بهدف تشجيع العديد من أعضاء الجمعية في المبادرة إلى ولوج هذا العالم المثير وعلى الرغم من أن البداية الحقيقية للمركز كانت متواضعة مع عدد بسيط من الأجهزة قد لا يتجاوز الأربعة، إلا أنه ما لبث أن تطور بدعم متواصل من بعض الجهات الحكومية والخاصة ليضم بين أركانه قسمين متكاملين احدهما للتدريب وآخر للممارسة. يشتمل قسم التدريب في المركز على دورات تعليمية تمنح لمن يرغب من الأعضاء المكفوفين وبأسعار رمزية جدا وهناك إمكانية لأخذ دورات جماعية وأخرى فردية في حال رغب العضو بالتركيز أكثر عند تلقيه للمعلومة أما قسم الممارسة فهو متاح أمام المتمرسين من الأعضاء لممارسة أعمالهم الخاصة أو الدخول إلى عالم الإنترنت المثير الذي يستهوي العديد من الأعضاء.

وحول الخطوات التي يتبعها المركز في الأخذ بيد أعضائه للولوج في هذا العالم لا سيما أنهم يعتمدون بشكل أكبر على حاسة السمع، أشارت العماني إلى أن البداية تكمن في جعل المكفوف يتعرف على أجزاء الكومبيوتر الخارجية كالشاشة والمعالج ولوحة المفاتيح عبر لمسها، مع شرح واف يقدمه المدرب المختص حول وظيفة كل جزء منها وأهميته، يتبع ذلك الخطوة الثانية المتمثلة في تعريف المكفوف بكل المفاتيح الموجودة على لوحة المفاتيح وأهمية كل منها حتى يحفظ مواقعها تماما بالشكل الذي يهيئ له التعامل معها بكل حرية وسهولة.

لكن هذا ليس كل شيء ـ كما أردفت العماني ـ فالمكفوف خلال تعامله مع جهاز الكومبيوتر يعتمد على ما يعرف بقارئ الشاشة وهو برنامج خاص بالمكفوفين يعمد إلى قراءة كل ما يظهر على الشاشة بصوت واضح يتسنى للمكفوف بواسطته التعرف على ما تحتويه الشاشة في هذه اللحظة من كلمات أو صور أو أيقونات وغيرها.

وفيما يتعلق ببرامج الكومبيوتر وكيف يتسنى للمكفوف تعلمها جميعا أكدت العماني بأن الـ«وندوز» هو أول البرامج التي نعلمها للعضو ثم يأتي بعد ذلك برنامج ال«ورد» وهما البرنامجان الرئيسيان اللذان تتكون منهما أي دورة يمنحها المركز وهناك إمكانية لإعطاء دورات في برامج الإكسل والأكسس و«الباور بوينت» حسب رغبة العضو كما أن هناك دورات خاصة بالإنترنت وهي تلقى إقبالا كبيرا من الأعضاء.

يقدم المركز لأعضائه دورات داخل الكويت وخارجها كما يقدم دورات متخصصة لمكفوفين يأتون إلى الكويت من كافة أنحاء الوطن العربي بعد أن سمعوا عنه فضلا عن منحه لعدد من الدورات المبسطة في الكومبيوتر للأطفال المكفوفين التي تنشط في فصل الصيف خاصة، نظرا لانشغال الأطفال طوال العام الدراسي.

إلى ذلك شارك المركز في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والعالمية كما يقدم المركز لأعضائه العديد من الخدمات المجانية مثل إصلاح جهاز العضو أو إعادة برمجته بنصف السعر الذي يعرضه السوق لقاء هذه الخدمة كما يقدم المركز لأعضائه برنامجا ناطقا خاصا بأجهزة الهاتف الجوالة فضلا عن وجود موقع إلكتروني خاص بالمركز على شبكة الإنترنت يقدم للأعضاء المساعدة الكاملة والإجابة الشاملة لجميع استفساراتهم بالإضافة إلى ذلك فإن المركز يصدر شهريا مجلة مطبوعة بطريقة «برايل للمكفوفين» تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط حيث تحتوي صفحاتها على العديد من الأبواب والزوايا المختلفة التي تعنى بكل ما يستجد في عالم الكومبيوتر والبرامج والأجهزة الإلكترونية. وقد لاقت هذه المجلة شعبية كبيرة حول العالم حتى باتت تطلب من قبل دور نشر ومكتبات عالمية مختلفة. وقد قام المركز حتى الآن بتخريج ما يقارب السبعين مكفوفا.
 
عودة
أعلى