وثيقة تاريخية مهمة

  • بادئ الموضوع eng_hisham
  • تاريخ البدء
E

eng_hisham

Guest
وثيقة تاريخية مهمة
لو استمرت بريطانيا إلى آخر مداها لكانت بريطانيا مسلمة!
نشرت جريدة الرأي الأردنية، في 9/11/1978م، نصاً حرفياً لوثيقة تاريخية هامة، يكشف عنها المؤرخ البريطاني (Gabriel Rany) في كتابه (The Tatars Khan's English) الذي صدر سنة 1978 في بريطانيا. وقد قامت صحيفة الصنداي تايمز بنشر هذا الجزء من الكتاب في عددها الصادر في 22/10/1978م، وهو جزء يبين جانباً تاريخياً مهماً، وهو أن ملك بريطانيا (جون لاكلاند) قدَّم بريطانيا إلى المسلمين كي تعتنق الإسلام أو تدفع الجزية وكي تكون تابعة للدولة الإسلامية، غير أن الزعيم العربي (محمد الناصر) رفض هذا العرض؛ لأنه اعتبر ملك بريطانيا أحمق ولا يستحق التحالف معه.
ستكون صدمة لكل من تأثر بـ(غزو) العرب الحالي للعاصمة البريطانية لندن، ذلك أن لحظةً حاسمةً من التاريخ البريطاني كانت ستقرر مصير الاعتقاد الديني السائد، فلولا الصدفة وحدها لأصبحت بريطانيا المسيحية بلداً مسلماً منذ ثمانية قرون. ففي عام 1213م، وبحركة يائسة من الملك جون لاكلاند، أرسل وفداً سرياً من ثلاثة أشخاص إلى الأمير محمد الناصر الحاكم المغربي القوي ليعرض له ولاءه، وليعده بأنه سيكون -أي الملك جون لاكلاند- تابعاً مخلصاً فيما إذا قبل الأمير أن تكون بريطانيا تحت الرعاية العربية، وليؤكد له أن الدخول في الإسلام هو المخرج من ضغط المشاكل السياسية التي كانت تلح عليه.
لقد وقع بالصدفة بين يدي النص الحرفي لما حمله الوفد في دورية قديمة كانت تصدر في ذلك الوقت عن أحد الأديرة عندما كنت أجري أبحاثاً عن الكاهن الكاثوليكي (روبرت دي لندن) الذي كان قد صدر بحقه حرمان كنسي ونفي من بريطانيا بسبب دوره في ثورة الماغنا كارته.
هذه الحلقة الواقعية المنسية من التاريخ البريطاني سجّلها ماينو باريس المؤرخ الإخباري الدقيق لأحداث القرن الثالث عشر، الذي أخذ حقائقه واستقاها من مصادرها. وحسب ما يقول باريس إن رجال الوفد الثلاثة كانوا مكونين من البارونين: توماس هارنجتون ورالف فيتو نيكولاس، والسيد روبرت دي لندن. غير أن باريس لم يقدم أي تفسير لضم الكاهن اللندني للوفد، إلا أن السبب الأكثر ترجيحاً هو أن الملك جون لاكلاند عهد إلى السيد روبرت بإدارة شؤون أبرشيته الخاصة؛ ولذلك فهو من المقربين والموثوقين، وبالتالي فإن إشراكه في الوفد يشكل ضمانة ضد البارونين كي لا يمارسا عليه خداعاً أثناء تأدية المهمة.
وكان توماس هاردنجتون رئيس الوفد قد أعطي تعليمات من قبل الملك ليبلغها إلى أمير أفريقيا العظيم وأمير المغرب وإسبانيا بأنه -أي الملك البريطاني- سيتنازل طواعية وعن طيب خاطر عن مكانته ومملكته ويصبح تحت تصرف الأمير العظيم، وإذا كان يسره فإنه يضع بريطانيا أمانة بين يديه، ويتخلى عن الاعتقاد بالديانة المسيحية ويتمسك ويلتزم بكل إخلاص بدين وعقيدة محمد، ونقلت رسالة الملك جون أو تعليماته إلى الأمير بواسطة مترجم حيث كان رئيس الوفد يتحدث بمهارة خطابية هائلة عن غنى الأرض الإنجليزية وخصوبة حقولها ومهارة شعبها العظيم الحاذق الخلاب، ومعرفة هذا الشعب للغات الثلاث: اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وإتقانهم لكل مهنة عقلانية أو ميكانيكية، وكان رد الأمير المغربي المسلم رداً حصيفاً جاء فيه: «لم أقرأ أو أسمع قط أن ملكاً يمتلك مثل هذه البلاد المزدهرة الخاضعة المطيعة له عن طواعية يقوم بتدمير سيادته واستقلاله بجعل بلده الحر يدفع الجزية لغريب، علماً أنها يجب أن تكون ملكه له وحده، وبتحول السعادة إلى بؤس فيسلم نفسه لإرادة آخر ويهزم بلده دون سبب» ثم يرفض الأمير المسلم عرض الملك جون في اعتناق الإسلام؛ لأنه «ملك ضيق الأفق والتفكير وأحمق وخرف وغير جدير بتحالف معي!».
وطلب الأمير من أعضاء الوفد أن لا يمثلوا في حضرته ثانية، ولدى عودتهم إلى بريطانيا (بكى الملك جون لأن مساعيه قد أحبطت) وربما اعتقد أن باروناته قد خدعوه وخافوه، لكنه وضع الكاهن اللندني مسؤولاً عن جميع شؤون دير القديس البانز كمكافأة له. غير أن مسؤولياته عن هذا الدير انتهت؛ لأن الرهبان رشوا الملك لإزاحته بسبعماية من الماركات الفضية.

(المارك وحدة نقدية إنكليزية قديمة تعادل 13 شلناً و4 بنسات)
 
عودة
أعلى