قصة صوت صفير البلبل....

Dr.Sayed

مشرف سابق
كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور حريص على المال ، فالمال العام أمانة في أيدي الحكام للأجيال القادمة، وكما كانت عادة الأمراء والخلفاء أنه إذا جاءهم شاعر فقال شعر جيداً كانوا يكافئونهم بالهدايا، ولكن أبو جعفر المنصور لم يشأ أن يهدر المال العام على الشعراء، فأعلن أنه إذا جاء شاعر إليه فقال شعراً لم يسمعه أبو جعفر المنصور من قبل فسوف يعطيه وزن ما كتبه عليه ذهباً، ولكن الخليفة كان يحفظ القصيدة من مرة واحدة :eek: ، فإذا جاء الشاعر فأنشدها أمامه حفضها وقال له لا....إني قد سمعتها(وهو لم يكذب لأنه بالفعل سمعها من الشاعر)فينشدها إليه ....فيتعجب الشاعر أشد العجب ، فيقول له الخلفية بل إن لي خادم يحفظها أيضاً فيأتي الخادم فينشدها(وكان يحفظها إذا سمعها مرتين...مرة من الشاعر ومرة من الخليفة) فيزداد تعجب الشاعر فيقول له الخلفة بل إن لي خادمة تحفظها أيضاً وكانت تحفظها من ثلاث(مرة من الشاعر ومرة من الخليفة ومرة من الخادم) .....وبذلك لا يعطي الخليفة الشاعر شئ ...فينصرف الشاعر حزيناً مندهشاً....

فأجتمع الشعراء ليلة وكان معهم الأصمعي (وكان كبير الشعراء وأفصحهم) فقال لهم مالي أراكم مهمومين فسردوا له ما جرى عند الخليفة ، فقال انها حيلة الخليفة ليحافظ على المال العام ...

فقام بتنظيم هذه القصيدة وتنكر في زي أعرابي وذهب الى الخليفة فقال له إن من شعراء الموصل فقال له الخليفة حسناً قل فقال القصيدة والتي هي بعنوان (صوت صفير البلبل)والتي كتبها الأخ الحاج الصغير ولسماع القصة بالقصيدة بصوت الشيخ أحمد القطان اضغط هنا للوصول لصفحتها على الشبكة الإسلامية...

وحين سمع الخلفة القصيدة لم يستطع أن يحفظها لا هو ولا الخادم ولا الخادمة :sleep: :sleep: ...فقال له الخلفية اعطنا ما كتبتها عليه يا أعرابي فقال له إن قد كتبتها على لوح رخام :crying: وهو على ظهر الناقة ولا أستطيع حمله فأرسل معي من الخدم والجنود يحملونه فأصفر وجه الخليفة :tooth: :sleep: (swb) ...فلما قام الخليفة بوزن الرخام أخذ ما مع الخليفة من ذهب وعندما أتى ليذهب قال له الخليفة توقف وأزل اللثام عن وجهك فلما أزال اللثام عن جهه وجده الأصمعي وكان الخليفة يعرفه فقال له ...الأصمعي :whistling ويحك أعد المال...فقال له أرجعه ولكن بشرط اذا اتاك شاعر فأعطه حقه فإنهم أصحاب عيال فقال له الخلفية قبلت الشرط أعد المال فأعاده....

:angry: :angry: :angry: :angry: :angry: :angry: :angry:​
 
اخي islamic_vet جزاك الله خير على سرد القصة كامله.
 
بارك الله فيك دكتور سيد على تلك المشاركة الطريفة

وقد قرأ تعليقا على هذه القصة فى موقع ( صوت السلف ) , أنقله لكم للفائدة :

***

هذه القصة أو الحكاية مكذوبة على الأصمعي وغير صحيحة من عدة وجوه.

أولاً: الأصمعي كان نديماً لهارون الرشيد، واشتهرت القصص معه لا مع أبي جعفر المنصور، ولم يورد إلا هذا الخبر مع المنصور، وجُل أخباره كانت مع هارون الرشيد، فكان من الخاصة لديه ومن ندمائه.

ثانيا: كانت حياة الأصمعي ما بين 123 هـ…. إلى 216 هـ

وكانت فترة حكم أبي جعفر المنصور 136 هـ…. إلى 158 هـ

أي كان عمر الأصمعي وقت ما كان حاكم مابين العشرين والثلاثين، وأرى أنه إلى الآن لم يكن شيخ زمانه في الشعر والأدب إلا بعد هذا العمر، وفي هذا الوقت كان تلميذاً لدى خلف الأحمر وعمرو بن العلاء، وكان كثير الطواف في البلدان وسماع الأخبار بها؛ لذلك أقول: إنه كان غير مقيم في بغداد إلا وقت المهدي وبعدها.

ثالثا: قال الأخفش كان الأصمعي ((أعلم الناس بالشعر))، وكان يميز الغث من السمين، وكان راوية العرب، وكان يحفظ أكثر من عشرة ألاف أرجوزة غير الشعر، ولكنه لم يكن شاعراً أبداً.

رابعا: لم يُرْوَ من شعر الأصمعي إلا هذه القصيدة، فهل يا ترى العالم الأصمعي الذي كان يدرس تلاميذه أجود الشعر يقول هذه القصيدة التي لا معنى لها، وركيكة جداً، وألفاظها هجينة؟

قيل للأصمعي: لماذا لا تقول الشعر؟ قال: الذي أريده لا يواتيني، والذي يواتيني لا أريده، أنا كالمِسَنّ أشحذ ولا أقطع.

وهذا دليل على أن الأصمعي ليس بشاعر.

خامسا: تفرد بهذه القصة ونشرها الأتليدي في كتابه "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس"، ولم تُرْوَ في غير هذا الموضع.

والأتليدي معروف بالكذب ونسب الأخبار الغير صحيحة منها البراكمة والكذب عليهم، كما أن هذا الكتاب من قرأ عنوانه ظن أنه فقط خاص بالبراكمة، ولكن ما تكلم عن البرامكة فيه صفحات قليلة فهذا من كذبه.

_________________________________
مصدر التعليق : موقع طريق السلف

***

بارك الله فيك :)
 
عودة
أعلى