E
eng_hisham
Guest
يا مرحباً بالموت في سبيل الله
في ساعة الصباح الباكرة إنطلقت السيارة المغلقة تتجه الى مكان معلوم
كانت خلفها بعض السيارات العسكرية تحمل جنود مدججين بالسلاح
ولم تكن هذه السيارات تتجه الى ثكناتها العسكرية تقاتل
ولم تكن تتجه الى الحدود لتباغت العدو
بل كانت وظيفتها والجنود والعسكريين كلهم لحماية تلك السيارة المغلقة وقد سبقتها سيارات مغلقة
ولكن هذه السيارة بالذات كانت بحاجة لكل هذه الحراسة والحرص
كيف لا وهي تقل أخطر المعتقلين - حسب زعمهم- فهو رأسهم المفكر وقائدهم المدبر
وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش
وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ..
مشانق أعدت سابقاً وكانت بعدد المحكومين
رايات سود لتكون إشارة بين الجندي والعشماوي لتنفيذ الامر
وانتصب بجانب كل مشنقة " العشماوي " الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم..
ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .
رغم الاسلحة التي كانت بأيدي الجنود إلا ان أؤلئك المحكومين كانوا أكثر شجاعة وأكثر عزيمة
كانوا مثل الأسود بثباتهم وعزمهم كيف لا وهم يدركون جيداً على ماذا هم مقبلون
وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه
ومن بينهم كان شخص أرتعد الجميع منه كان شامخاً صامداً متحدياً بإبتسامته الرقيقة كل قاسي قلب
إنـــه السيد قطب
كان هو وإخوته يوجهون لبعضهم الكلمات التي تبشر بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه
ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .
فجاءت لحظة رفع الرايات السود لسحب الالواح وتنفيذ الاوامر
وفي هذه اللحظات الرهيبة سمع صوت هدير سيارة تقترب
ثم لم تلبث أن وفتحت البوابة المحروسة
ونزل منها ضابط من ذوي الرتب العالية وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !
ثم تقدم صاحبنا نحو المشنقة ، ثم أمر الضابط بإزالة الرباط عن عيني سيد
ورفع الحبل عن عنقه ، وجعل يكلمه بصوت مرتعش :
يا أخي.. يا سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس - الحليم الرحيم- !!!
كلمة واحدة تذيلها بتوقيعك ، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء .
ولم ينتظر الجواب ، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول : اكتب يا أخي هذه العبارة
فقط : " لقد كنت مخطئا وإني أعتذر ... " .
ورفع سيد عينيه الصافيتين ، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا توصف
وقال للضابط في هدوء عجيب : أبدا.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول !
قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...
وأجاب سيد :" يا مرحباً بالموت في سبيل الله"
الله أكبر !!
هكذا تكون العزة الإيمانية
هكذا يكون الثبات على الحق
وهذا يكون اليقين بوعد الله
ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .
وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء..
وعلى لسان كل منهم" لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. " .
اللهم ارحم سيداً وشهداء المسلمين اللهم الحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين
اللهم عليك بالطغاة اللهم انتقم منهم يا جبار السماوات والأرض
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
في ساعة الصباح الباكرة إنطلقت السيارة المغلقة تتجه الى مكان معلوم
كانت خلفها بعض السيارات العسكرية تحمل جنود مدججين بالسلاح
ولم تكن هذه السيارات تتجه الى ثكناتها العسكرية تقاتل
ولم تكن تتجه الى الحدود لتباغت العدو
بل كانت وظيفتها والجنود والعسكريين كلهم لحماية تلك السيارة المغلقة وقد سبقتها سيارات مغلقة
ولكن هذه السيارة بالذات كانت بحاجة لكل هذه الحراسة والحرص
كيف لا وهي تقل أخطر المعتقلين - حسب زعمهم- فهو رأسهم المفكر وقائدهم المدبر
وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش
وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ..
مشانق أعدت سابقاً وكانت بعدد المحكومين
رايات سود لتكون إشارة بين الجندي والعشماوي لتنفيذ الامر
وانتصب بجانب كل مشنقة " العشماوي " الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم..
ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .
رغم الاسلحة التي كانت بأيدي الجنود إلا ان أؤلئك المحكومين كانوا أكثر شجاعة وأكثر عزيمة
كانوا مثل الأسود بثباتهم وعزمهم كيف لا وهم يدركون جيداً على ماذا هم مقبلون
وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه
ومن بينهم كان شخص أرتعد الجميع منه كان شامخاً صامداً متحدياً بإبتسامته الرقيقة كل قاسي قلب
إنـــه السيد قطب
كان هو وإخوته يوجهون لبعضهم الكلمات التي تبشر بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه
ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .
فجاءت لحظة رفع الرايات السود لسحب الالواح وتنفيذ الاوامر
وفي هذه اللحظات الرهيبة سمع صوت هدير سيارة تقترب
ثم لم تلبث أن وفتحت البوابة المحروسة
ونزل منها ضابط من ذوي الرتب العالية وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !
ثم تقدم صاحبنا نحو المشنقة ، ثم أمر الضابط بإزالة الرباط عن عيني سيد
ورفع الحبل عن عنقه ، وجعل يكلمه بصوت مرتعش :
يا أخي.. يا سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس - الحليم الرحيم- !!!
كلمة واحدة تذيلها بتوقيعك ، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء .
ولم ينتظر الجواب ، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول : اكتب يا أخي هذه العبارة
فقط : " لقد كنت مخطئا وإني أعتذر ... " .
ورفع سيد عينيه الصافيتين ، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا توصف
وقال للضابط في هدوء عجيب : أبدا.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول !
قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...
وأجاب سيد :" يا مرحباً بالموت في سبيل الله"
الله أكبر !!
هكذا تكون العزة الإيمانية
هكذا يكون الثبات على الحق
وهذا يكون اليقين بوعد الله
ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .
وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء..
وعلى لسان كل منهم" لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. " .
اللهم ارحم سيداً وشهداء المسلمين اللهم الحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين
اللهم عليك بالطغاة اللهم انتقم منهم يا جبار السماوات والأرض
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾