ورم ويلمـز الكلـوي

الموضوع في 'الطب في لغة بسيطة' بواسطة winter rose, بتاريخ ‏أكتوبر 18, 2010.

  1. winter rose

    winter rose مشرفة بالجامعةزهرة كتاب العرب إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 25, 2010
    المشاركات:
    5,051
    الإعجابات المتلقاة:
    1,635
    نقاط الجوائز:
    0
    الوظيفة:
    طالبة / هندسة الاتصالات والبرمجيات
    مكان الإقامة:
    الأردن



    ورم ويلمـز الكلـوي

    ما هو ورم ويلمز؟
    ورم ويلمز عبارة عن سرطان يتطوّر من خلايا الكلى، وهو أكثر سرطانات الأطفال التي تنشأ في الكلى شيوعا. قد يظهر ورم ويلمز في أي مكان في الكلى، ونادراً ما يحدث خارج الكلى.


    بعض أورام ويلمز أسهل علاجاً من بعضها الآخر، لذلك تسمّى أورام محابة النسيج، مقابل أورام غير محابة النسيج.
    ليست كل الأورام التي توجد في الكلى عند الأطفال هي أورام ويلمز. فـورم رابدويد (Rhabdoid tumor) ونقي الخلية (clear-cell) الخاصة بالكلى توجد أحياناً في الأطفال. كلا هذين الورمين أصعب في العلاج من ورم ويلمز.

    ما هي بعض العلامات والأعراض لورم ويلمز؟
    العلامة الأكثر شيوعاً لورم ويلمز هي تضخم أو انتفاخ البطن في الطفل، فالطفل يبدو سليماً، في غرار ذلك يلاحظ الوالدان في العادة انتفاخ البطن عند الطفل أو يحسون وجود كتلة في البطن خلال استحمام الطفل أو خلال تغيير ملابسه. بعض العلامات العامة الأخرى قد تكون: ألم في البطن، إرهاق، دم في البول ( يلاحظ عادة فقط خلال فحص البول)، وأحياناً حرارة. واحد من أربعة من الأطفال المصابين بورم ويلمز يكون لديهم ضغط دم مرتفع.


    ما الذي يسبب ورم ويلمز؟
    حتى الآن لا توجد إجابة لهذا السؤال. ولكننا نعرف أنه لا يمكن الإصابة به نتيجة عدوى. ليست هناك تصرفات أو نمط حياة معين بما في ذلك ما يحدث خلال فترة الحمل يمكن ربطه مع تطوّر ورم ويلمز. السرطان لا يحدُث نتيجة لطعام أكله الطفل أو لم يأكله (مثل الخضروات والفيتامينات).


    من الذي يُصاب بورم ويلمز؟
    يُشكّل ورم ويلمز 6% من نسبة سرطان الأطفال. بالتحديد 460 حالة يتم تشخيصها سنوياً في الولايات المتحدة. هذا الورم شائع أكثر بين الأطفال الأفارقة منه لدى القوقازيين، وهو منتشر أكثر بين الإناث منه لدى الذكور.معظم الأطفال المصابين بورم ويلمز (حوالي 78%) تتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات. السن الأكثر شيوعاً حين التشخيص هو 3-4 سنوات.


    هل يمكن وراثة ورم ويلمز؟
    السرطان يحدث في العادة نتيجة لوجود خلل أو شذوذ في الجينات، ولكن فقط بعض الأشكال موروثة. الدراسات أوضحت أن 15%-20% من أورام ويلمز هي موروثة (بالتحديد 1.5% من المرضى في مجموعة الدراسة العالمية لورم ويلمز وجد فرد أو أكثر من أفراد العائلة مصاب بنفس الورم). يبدو أن الأطفال المصابين بالمرض في كلتا الكليتين، والأطفال الذين كانت أعمارهم صغيرة حين التشخيص هم المصابين بالنوع الوراثي من ورم ويلمز. وجود ورم ويلمز في فرد آخر من العائلة أو وجود إعاقة عقلية أو وجود أي تشوهات خلقية حين الولادة للطفل تعتبر مؤشر آخر لاحتمالية أن يكون الورم وراثي. إذا شك طبيب الطفل بأن الطفل يحمل نوع وراثي من الأورام، فحص أفراد العائلة والاستشارة بالنسبة للجينات متوفر.


    ما مدى انتشار ورم ويلمز؟ الثانويّات (Metastasis)
    الثانويات (Metastasis) تعود إلى انتشار السرطان من مكانه الأصلي (الموقع الذي بدأ به) إلى أعضاء أخرى في الجسم. ورم ويلمز ينتشر خلال نظام الدم، أو الجهاز الليمفاوي. أكثر الأماكن شيوعاً لانتشار المرض هي الرئتين. قد ينتشر ورم ويلمز في بعض الأحيان إلى الكبد، الكلية الأخرى، الدماغ أو العظام.

    ما هي المراحل المرضية؟
    المرحلة المرضية هي مدى تطور وانتشار المرض في الفترة التي شخص فيها، الخطة العلاجية المُقترحة للطفل تعتمد على المرحلة المرضية حين التشخيص. يقوم الجراح بتقرير المرحلة المرضية لورم ويلمز حين إزالة الورم.


    ورم بتنسّج واعد أو مواتٍ ( favorable histology )، و ورم بتنسّج غير واعـد ( unfavorable histology )، حيث لـدى الورم ذو التنسّج غير الواعد تظهر نويات الخلايا ( مركز الخلية حيث يوجد الحمض النووي ) متضخمة و متسـعة بشكل كبير و مشوهة، و يسمى هذا التغير بسوء التكوّن و النشوء ( anaplasia ) أو التشوه، و من هنا فكلما تزيد نسبة التشوه الموجود كلما تصعب المعالجة و تقلّ فرص الشفاء، بينما عند النوع الواعد لا يوجد سوء التكوّن الخلوي و تعتبر فرص الشفاء جيدة، و تشير الإحصاءات الطبية إلى أن نسبة 95 % من حالات ورم ويلمز تقع ضمن فئة التنسّج الواعد.

    و كغيره من أنواع السرطان، يتم تصنيف ورم ويـلمز حسب أنظمة التصنيف المرحـلي للأورام ( staging ) و التي تستهدف تحديد الكمّ السرطاني الموجود بالجسم و مواضع تركزه و رقعة انتشاره، و يتم ذلك عبر استخلاص المعـطيات من الفحوصـات و التحاليل المخبرية و التصويرية، إضافة إلى الفحوصات المباشرة للورم و باقي الأنسجة المستأصلة عقب إجراء الجراحات، حيث من الضروري معرفة هذه المعطيات و تحديد التصنيف لتخطيط المعالجات و للتكهن بالمردود العلاجي المتوقع.

    و يُصنف ورم ويلمز حسب خمس درجات مرحلية إضافة إلى مرحلة الورم الراجع :

    درجة 1
    تُدرج بهذا التصنيف الحالات حيث ينحصر الورم بالكِلية، و يمكن استئصال كامل النسيج الورمي جراحيا، ( أو استؤصل فعلا أثناء الجراحة )، و لم تتأثر الأنسجة المجاورة، و لم يمتد نمو الورم بالأوعية الدموية المجاورة للكلية، ( حوالي 40 % من الحالات هي ضمن هذه الفئة ).

    درجة 2
    و تدرج بهذا التصنيف الحالات حيث يتسع نمو الورم و يمتد إلى حوض الكِلية أو إلى أنسجة مجاورة خارجها، مثل الأنسجة الدهنية الملاصقة أو الأنسجة الرخوة أو الأوعية الدموية، و يمكن إزالته كليا جراحيا من كل المواضع ( أو استؤصل فعلا أثناء الجراحة دون وجود بقايا ظاهرة )، ( حوالي 20 % من الحالات تقع ضمن هذه الفئة ).

    درجة 3
    تُدرج بهذا التصنيف الأورام التي انتقلت من موضع نشوئها بالكِلية إلى أنسجة و أعضاء حيوية قريبة و منحصرة بالتجويف البطني، و بالتالي يتعذر استئصال كامل النسيج السرطاني، و ينحصر المتبقي عقب الجراحة بالتجويف البطني، إضافة إلى وجود احد المعطيات التالية:
    انتقال السرطان إلى الغدد الليمفاوية المتاخمة بالتجويف البطني أو الحوض، و لكن ليس ابعد من ذلك مثل الغدد الليمفاوية بالصدر.
    تواجد خلايا سرطانية على حواف الأنسجة المستأصلة جراحيا، مما يؤكد بقاء بعض من النسيج الورمي عقب الجراحة.
    وجود بقايا من الورم على امتداد النسيج المبطن للتجويف البطني.
    ( حوالي 20 % من الحالات تقع ضمن هذه الفئة ).

    درجة 4
    و تدرج بهذا التصنيف الأورام التي انتقلت عبر الدورة الدموية إلى أعضاء حيوية بعيدة عن الكليتين، مثل الرئتين أو الكبد أو العظام أو الغدد الليمفاوية، ( حوالي 10 % من الحالات تقع ضمن هذه الفئة ).

    درجة 5
    تُدرج بهذا التصنيف الأورام التي ظهرت بالكليتين معا بنفس الوقت، ( حوالي 5 % من الحالات تقع ضمن هذه الفئة ).

    الورم الراجـع ( Recurrent )
    و تدرج بهذا التصنيف الأورام التي ظهرت و عادت عقب تلقي المعالجات، و قد تعود بنفس موضع نشأتها الأصلي أو بموضع آخر بالجسم.
    نظام المراحل التالي معتمد من قبل مجموعة الدراسة العالمية لورم ويلمز. أنه النظام الأساسي المعتمد حالياً لورم ويلمز.

    المرحلة الأولى
    الورم موجود فقط في الكلية، والغشاء حول الكلية غير متضرر. لا توجد ثانويّات للورم. يمكن إزالة الورم عن طريق الجراحة.

    المرحلة الثانية
    يمتد الورم خارج الكلية ويدفع الغشاء المحيط بالكلية. يكون الورم في هذه المرحلة قد انتشر في الأوعية الدموية خارج الكلية. لا يمكن اكتشاف أي انتشار عند أو خارج حدود الورم بعد العملية. الغشاء المحيط بالكلية قد يكون أصيب عند إزالته جراحياً، وأدى إلى إراقة الخلايا السرطانية في المنطقة خارج الكلية.

    المرحلة الثالثة
    الورم قد انتشر خارج غشاء الكلية ولكنه بقي في المنطقة البطنية.
    - أي من الأمور التالية قد تكون موجودة:
    1- الورم موجود في العقد الليمفاوية القريبة من الكلى.
    2- الورم انتشر إلى غشاء الصفاق (الغشاء المبطّن لجدران التجويف البطني والذي يتضمن الأعضاء الداخلية) قبل أو خلال العملية، أو من خلال نموه على سطح غشاء الصفاق.
    3- أجزاء من الورم موجودة على سطح غشاء الصفاق.
    4- خلايا الورم موجودة على حواف الورم بعد إزالته وعلى النسيج المحيط بالمنطقة التي كان بها الورم في الجسم.
    5- الجراح لا يستطيع إزالة الورم كاملاً لأنه انتشر إلى المنطقة المحيطة ونما في مناطق بنائية هامة في الجسم لا يمكن إزالته منها.

    المرحلة الرابعة
    الورم انتشر في مناطق أبعد من المناطق المذكورة في المرحلة الثالثة (مثلا: الرئتين، الكبد، العظم أو الدماغ).

    المرحلة الخـامسـة
    كلتـا الكليتين مصابتين بالورم. المرحلة المرضية لكل كلية تتبع المعايير السابقة الذكر، ومعتمدة على انتشار المرض قبل العملية.

    ما هي الفحوصات والإجراءات التي سيحتاجها الطفل؟
    لتشخيص ورم ويلمز وتحديد انتشاره سيتم إجراء عدد من الفحوصات والإجراءات الضرورية، بعض هذه الفحوصات والإجراءات:


    صورة فوق صوتية (Ultrasound)
    يستخدم هذا الفحص الأمواج الصوتية عالية التردد للنظر إلى الأعضاء الداخلية للجسم أو الأورام. يمكن أن يساعد هذا الفحص على اكتشاف الأورام في العقد الليمفاوية أو في منطقة البطن. هذا الإجراء غير مؤلم ولا يتضمن أشعة. إذا كان الإجراء للمنطقة البطنية، يجب أن يمتنع الطفل عن الأكل أو الشرب قبل 4 ساعات من إجراء الفحص ويمكنه متابعة نظام غذائه الطبيعي بعد انتهاء الإجراء.

    تصوير طبي محوري عن طريق الكمبيوتر (CAT Scan)
    مسح بالأشعة بمساعدة الكمبيوتر، يظهر صور واضحة ودقيقة للأعضاء الداخلية وللأورام. يجب أن يكون باستطاعة الطفل الاستلقاء بشكل هادئ تماماً خلال هذا الإجراء. بعض الأطفال قد يكونون بحاجة إلى تسكين لمساعدتهم على الاستلقاء بشكل ثابت.
    قد يكون من الضروري بالنسبة للأطفال أن يشربوا سائل ملوِّن لتظهر الصورة بشكل أوضح. في بعض الأحيان كمية قليلة من المادة الملوِّنة قد تحقن خلال الوريد. عموماً لا توجد آثار جانبية للمادة الملوّنة. هناك احتمالية لحدوث ردود فعل تحسسيّة.

    الأشعـة (X-Ray)
    عمل صورة أشعة للصدر قد يكون إجراء ضروري لتحديد فيما إذا كان الورم قد انتشر إلى الرئتين أم لا. قد يتم عمل صورة طبقية للصدر بالإضافة إلى صورة الأشعة. سيتم بذل الجهد للتقليل من تعرض الطفل للأشعة.

    فحوصات دم (Blood Tests)
    تُجرى فحوصات الدم لمراقبة كريات الدم للطفل، الأملاح، وكيمياء الدم. إجراء فحص لتعداد
    الدم (CBC) مفيد في للكشف عن الانخفاض في عدد كريات الدم الحمراء (حاملات الأوكسجين)، كريات الدم البيضاء (مقاومة العدوى)، أو الصفائح (التي تساعد الدم على التجلّط).

    كيمياء الدم مثل اليوريا (BUN) ومراقبة التغييرات في عمل الكلى. الكيميائيات مثل أنزيمات الكبد، SGPT)، (SGOT، ونسبة الصفار(bilirubin) تكشف عن التغييرات في عمل الكبد.
    تُجرى هذه الفحوصات حين التشخيص لمعرفة فيما إذا كان هناك امراض أخرى، وكذلك تتم متابعة هذه الفحوصات خلال فترة العلاج لمعرفة مدى استجابة الطفل للعلاج.

    أداة الإدخال الوريدي
    وهي عبارة عن أنبوب متصل بالوريد ويتم عن طريقه إعطاء دواء، سحب دم بدون ألم الإبرة التي تستخدم في العادة. يمكن استخدامه في الغالب لفحوصات الدم، لأخذ العلاجات، للعلاج الكيماوي، منتجات الدم، والمدعّمات الغذائية عند الحاجة لهذه الإجراءات. يتم تركيب هذا الأنبوب في غرفة العمليات والطفل تحت التخدير. العائلة والطبيب سيتخذون قراراً مشتركاً فيما إذا كان تركيب الجهاز ضروري للطفل.


    كيف يتم علاج ورم ويلمز؟
    هناك ثلاثة طرق علاجية شائعة لمعالجة ورم ويلمز: الجراحة، الأشعة العلاجية، والعلاج الكيماوي. يتم اختيار الطريقة العلاجية تبعاً لمدى انتشار المرض. سيقوم طبيب الطفل بالحديث مع العائلة عن الطريقة المثلى للعلاج وسيتم اتخاذ قرار مشترك بين الطرفين للبدء بإجراءات العلاج.


    الجراحة
    تعتبر الجراحة الخط الأول في معالجة ورم ويلمز في جميع المراحل المرضية. الجراحة لإزالة الورم والكلية المتضررة تتم حال التشخيص. للأطفال المصنفين ضمن المرحلة المرضية الخامسة لورم ويلمز تتم إزالة الكلية التي فيها ورم أكبر. عند بعض الأطفال قد يكون العلاج الجراحي كافياً لمعالجة ورم ويلمز.

    تُعد الجراحة خط العلاج الأوليّ و الأساسي لأورام ويلمز، يتبعها العلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي ، و تختلف الخطط العلاجية بطبيعة الحال حسب الحالة و تصنيف الورم، و بالفقرات التالية نبذة عن المعالجات المختلفة و الخطط العلاجية حسب تصنيف الورم.

    تتضمن الخطط العلاجية القياسية إجراء الجراحات الاستئصالية كعلاج مبدئي و أساسي، يتبعها العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي حسب تصنيف الورم، و تستهدف المعالجة إزالة الورم الأصلي أولا حتى في حال وجود انتقال للسرطان لمواضع بعيدة، و يتم عادة البدء بالعلاج الإشعاعي أو إجراء جراحة إضافية، عند تبقي بعض الخلايا السرطانية عقب الجراحة الأولى، و قد تبدأ المعالجات في بعض الحالات بتلقي جرعات من العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو توليفة مشتركة من كليهما، بُغية تقليص الورم قبل المباشرة بالعمل الجراحي، خصوصا حين يتضخم الورم و تتسع رقعته و بالتالي تتعذر إزالته، أو حين يكون منتقلا إلى الأوعية الدموية المجاورة أو إلى أنسجة حيوية أخرى، أو عند وجوده بالكليتين معا.

    و ثمة عدة أنواع من الجراحات الاستئصالية للكِلى ( nephrectomy )، و التي تُجرى لمعالجة أورام الكِلى، منها عمليات الاستئصال البسيط ( Simple nephrectomy ) حيث يتم استئصال الكِلية المصابة فحسب، و تتحمل الكِلية الأخرى أعباء وظائفها الحيوية بطبيعة الحال، بينما تُعد عمليات الاستئصال الجذري للكِليّة ( Radical nephrectomy ) الأكثر شيوعا و يتم إجراؤها بشكل معتاد، حيث يتم استئصال الورم مع كامل الكِلية، بما في ذلك الحالب و الغـدّة الكظرية الموجودة بأعلاها، و النسيج الدهني المحيط بها، و قد يتم أحيانا استئصال الغدد الليمفاوية المتاخمة للكِلية، بينما تُعد عمليات الاستئصال الجزئي ( Partial nephrectomy )، الأكثر تعقيدا حيث يتم استئصال نسيج الورم و جزء من الكِلية من حوله بأكثر دقة ممكنة، و يتم إجراؤها في بعض الحالات الخاصة، مثل وجود مشاكل بالكِلية الأخرى، أو فقدانها بعمليات استئصال سابقة.
    و يتم غالبا فحص الكبد و الكِلية السليمة و الأعضاء الحيوية القريبة أثناء الجراحة، و استخلاص خزعة من أي عضو مشتبه للتحليل و لتقصي مدى انتقال الخلايا الورمية، بما في ذلك الرئتين إن أظهرت الفحوصات التصويرية مثل هذا الاحتمال.

    الأشعة العلاجية
    العلاج بالأشعة دقيق جداً، ويُعطى بجرعات مقاسه خاصة من قبل أخصائي علاج بالأشعة. العلاج
    بالأشعة يستخدم في العادة مع العلاج الكيماوي.
    الهدف من العلاج بالأشعة هو قتل الخلايا السرطانية التي قد تكون فرّت من الورم.
    خلايا ورم ويلمز غالباً ما تكون حساسة جداً ويمكن قتلها بسهولة بواسطة الأشعة. في الغالب الأطفال المصنّفين ضمن المرحلة الأولى أو الثانية لورم ويلمز لا يحتاجون علاجاً بالأشعة. إذا كان العلاج بالأشعة ضروري للطفل سيقوم الطبيب بمناقشة الكيفية والمدة التي سيتم خلالها العلاج.
    عموماً، يتعرض الأطفال للقليل من الآثار الجانبية خلال فترة العلاج بالأشعة، البعض قد يشعر بإرهاق بشكل أكثر من السابق والبعض الآخر قد تقل شهيّته للأكل. قد يكون هناك أيضاً بعض الآثار الجانبية التي تظهر بشكل متأخر وسيتم شرحها للأهل بالتفصيل.

    العلاج الكيماوي
    يتضمن العلاج الكيماوي إعطاء دواء يعمل على قتل الخلايا السرطانية المتواجدة في مجرى الدم أو الأورام المتبقّية في الجوف بعد إجراء العملية. هناك العديد من العلاجات الكيماوية معروفة بتأثيرها الفعال لقتل خلايا ورم ويلمز، ولكن لا يمكن لعلاج كيماوي واحد فقط أن يعمل على السيطرة على هذا المرض بمفرده. يُعطى العلاج الكيماوي بشكل مجموعات متسلسلة متخصصة. معظم هذه العلاجات تُعطى عن طريق الوريد أو عن طريق أداة الإدخال الوريدي.
    سيقوم الطبيب والممرض بالشرح بالتفصيل عن الآثار الجانبية المحتملة للعلاج الكيماوي المُقترح للطفل.

    كم ستكون فترة المعالجة بالنسبة للطفل؟
    تستمر فترة العلاج الكيماوي من ½ 4 – 6 أشهر. وتتضمن زيارات أسبوعية للمستشفى لتلقي العلاج الكيماوي ولعمل فحوصات للدم.


    ما هي الطرق الحديثة الموجودة للمعالجة؟
    معظم الأطفال المصابين بورم ويلمز يشفون من مرضهم، لذلك فإن الأبحاث الجديدة تعمل على زيادة دقة العلاجات. الأطفال المشخصين بتكهّن مستقبلي جيد للمرض قد يحتاجون علاجاً بدرجة أقل في المستقبل. الأطفال بنتيجة أنسجة غير محابة أو الذين يعانون من انتشار الورم بحاجة إلى عناية مركّزة بشكل اكبر. يتم حالياً تطوير وسائل علاجية فعّالة للفئة القليلة من الأطفال الذين يعود إليهم المرض.


    معظم التطور في علاج سرطان الأطفال يتم من خلال ما يسمى بالتجارب السريريّة. في هذه التجارب السريرية يتم مقارنة الطريقة العلاجية القياسية المعروفة بأنها الأفضل لمرض سرطاني معين مع طريقة تجريبية جديدة تكون بشكل موثوق منه بنفس مستوى الطريقة القياسية على الأقل هذا إذا لم تكن أفضل منها.
    هذه التجارب السريريّة تتيح الفرصة للطبيب ليقرر فيما إذا كانت هذه الطرق العلاجية الجديدة الواعدة آمنة وفعّالة.

    المشاركة في هذه التجارب السريريّة تطوعي. كون هذه التجارب العلاجية تتضمن أبحاثاً على خطط علاجية جديدة فمن الصعب معرفة المخاطر مسبقاً، وقد تحدث بعض الآثار الجانبية الغير معروفة. ومن الجانب الآخر فالأطفال الذين يشاركون في هذه التجارب السريريّة قد يكونوا من المستفيدين الأوائل من فوائد هذه المناهج العلاجية الجديدة.

    قبل أخذ قرار بمشاركة الطفل في هذه التجارب العلاجية، يجب أن تتم مناقشة المخاطر أو الفوائد المحتملة التي سيتعرض لها الطفل مع الطبيب والفريق المعالج.

    كيف يستطيع الأهل مساعدة الطفل؟
    كأحد الوالدين، ستلاحظ غالباً تغييرات في الطفل خلال فترة المعالجة، هذه التغيرات أو الأعراض تكون نتيجة للعلاج. هذه التغييرات قد تشعر الأهل بشكل أكبر بأنهم غير قادرين على المساعدة. من المهم جداً للأهل دائماً التذكر بأنه بالرغم من التغير بالشكل الخارجي للطفل سيبقى الطفل نفسه من الداخل.

    فقدان الشعر أو أي تغييرات أخرى في مظهر الجسم تكون مؤقتة. هذه التغييرات تؤثر على أفراد العائلة الكبار أكثر من الأخوة وأصدقاء الطفل. كل ما يحمله الأهل من مشاعر تجاه ما يمر به الطفل خلال فترة العلاج يجب أن تكون متّزنه بتذكر أن هذا العلاج يشكّل فرصة للشفاء من المرض ويمكّن الطفل من عيش حياة كاملة ذات معنى.

    من الضروري التأكيد للطفل بأن المرض لم يأت نتيجةً لشيء قاله أو فعله. وإخبار الطفل أن مشاعر الغضب والحزن ليست موجه له وإنما للسرطان سيعمل على إبقاء العلاقة بين الطرفين قريبة وصادقة.
    الطفل -كالوالدين تماماً- سيكون بحاجة لشخص يشاركه المشاعر، يجب أن لا يتردد الأهل في سؤال الطفل بالتعبير عن مشاعره، ويجب عدم الخوف من إخباره عن ما يجري له ولماذا؟
    بغض النظر عن المرض سيبقى الطفل ينمو ويتعلم. كل الأطفال، الأصحاء والمرضى يحتاجون الحب، العناية، التدريب، معرفة الحدود، وإن يمنحوا الفرصة لتعلم ومحاولة مهارات جديدة. مع بدء الوالدين بتعلم الاحتياجات الخاصة الجديدة للطفل المريض، يجب أن يبقوا على علم بأن هذا الطفل سيحتاج إلى كل العناية والحقوق التي يحتاجها أي شخص نامي ومتطور. لا تتجنب استخدام توضيحات مباشرة للطفل، سيتقبل الأطفال العلاج بشكل أفضل إذا كانوا على علم بما يجري وأتيحت لهم الفرصة لاتخاذ بعض القرارات إذا كان بالإمكان ذلك. ما ذكر سابقاً يطبق على الآباء أيضاً.

    هل غذاء الطفل ضروري خلال العلاج؟
    نعم. فالأبحاث أوضحت أن الطفل المُغذّى جيداً سيتقبل العلاج بشكل أفضل وسيكون معرض بشكل أقل للتأخير في العلاج نتيجة للأمراض. قد يكون من الصعب بالنسبة للطفل أن يستأنف نفس العادات الغذائية خلال فترة العلاج، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا لينين مع الطفل وخلاقين. غالباً سيتقبّل الطفل وجبات صغيرة متعددة أكثر من ثلاث وجبات كبيرة. الأطفال في العادة يرغبون أكثر في تناول الطعام إذا شاركوا بإعداده. ومن الضروري جداً إشراك الأطفال في النشاط الاجتماعي العائلي لوجبات الطعام، حتى وإن لم يأكلوا خلالها. يجب على الأهل دائماً تذكّر أن لا أحد يربح بمعركة مع الطعام؛ لذلك فمن الأفضل عدم إجبار الطفل على تناول الطعام.

    تأكد دائماً أن الطعام الغني بالبروتينات والكربوهيدرات متوفر وجاهز. الفيتامينات المتعددة، الأدوية، الأعشاب يجب أن يكون مصرح لها من قبل الطبيب قبل أن تعطى للطفل لأنها قد تشكل تفاعلات مع العلاج الكيماوي في بعض الأحيان.
    أخصائي التغذية الخبير باحتياجات الأطفال المصابين بالسرطان من السعرات الحرارية والطاقة قد يكون بمثابة دليل للأهل. الطاقم الطبي قد يتدخل حال حصول مشكلة غذائية.

    هل يستطيع الطفل الدوام في المدرسة خلال العلاج؟
    تعتمد مقدرة الطفل على الحضور للمدرسة على قوة العلاج وعلى مدى الاستجابة. بعض الأطفال يتقبلوا العلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة بشكل أفضل من البعض الآخر. قد لا يستطيع الطفل الدوام في المدرسة لفترات طويلة خلال العلاج أو خلال الإدخال للمستشفى. مع ذلك، فمن الضروري أن يبقى الطفل مواكباً للأعمال المدرسية المطلوبة. تحدّث مع مدرسة الطفل بخصوص الخدمات التي يمكن أن تُعد للطفل، ومن الممكن المساعدة بإحضار مدرس إلى البيت لحين تمكّن الطفل من العودة للمدرسة. يجب مناقشة حضور الطفل للمدرسة مع طبيبه. مستشفيات الأطفال التي تتضمن برامج مدرسية تمكّن الطفل من التعلّم خلال إدخاله للمستشفى. المدرسة مهمة لأنها تمكّن الأطفال من الاستمرار في علاقاتهم الاجتماعية مع أقرانهم. التواصل مع الأصدقاء يعتبر جانب هام لمساعدة الطفل على الشفاء وكذلك لتسهيل توافق الطفل مع المدرسة حين عودته لها. عودة الطفل إلى المدرسة ضرورية جداً حال كون الطفل قادراً طبيّاً على ذلك.

    عقب انتهاء المعـالجات

    ينبغي بطبيعة الحال إجراء فحوصات دورية عقب انتهاء المعالجات المختلفة لورم ويلمز و القضاء على الورم، و يشمل ذلك الفحص السريري و إجراء الاختبارات التصويرية، مثل التخطيط بالموجات فوق الصوتية و أشعات الصدر، سواء لتقصي عودة الورم أو تقصي مدى انتقاله لمواضع أخرى، إضافة إلى تقصي المشاكل المتعلقة بنمو الطفل و مدى تأثره بالمعالجات، كما يتم إجراء التحاليل المختلفة للدم و البول لتقصي فاعلية الكِلية المتبقية عقب عمليات استئصال الكِلى.

    و يتم تحديد الجدولة الزمنية لهذه الفحوصات و التحاليل بناءا على فئة تنسج الورم ( واعد أو غير واعد )، و حسب المخططات العلاجية المتبعة بالمعالجات الأوليّة، إضافة إلى مدى وجود مشاكل جانبية ظهرت أثناء الدورات العلاجية، و بطبيعة الحال ينبغي إخطار الطبيب المعالج حال ظهور أية أعراض جديدة على الطفل، و التي قد تعطي دلالة مبكرة على عودة السرطان، أو تشير إلى وجود تأثيرات جانبية متأخرة ناجمة عن العلاجات المتلقاة .


    المصدر
    مركز الحسين لمكافحة السرطان
    جمعية ادم لسرطان الطفولة

     
    أعجب بهذه المشاركة ابو ابراهيم
  2. ابو ابراهيم

    ابو ابراهيم مشرف كليه الطب إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 28, 2007
    المشاركات:
    8,981
    الإعجابات المتلقاة:
    4,438
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    الوظيفة:
    Family doctor)General practitioner)
    بارك الله بك الموضوع
     
  3. winter rose

    winter rose مشرفة بالجامعةزهرة كتاب العرب إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 25, 2010
    المشاركات:
    5,051
    الإعجابات المتلقاة:
    1,635
    نقاط الجوائز:
    0
    الوظيفة:
    طالبة / هندسة الاتصالات والبرمجيات
    مكان الإقامة:
    الأردن
    الشكر الجزيل لك مشرفنا
    جزاك الله من خيره الكثير
    :)
     

مشاركة هذه الصفحة