نصـرة أهـل غـــزة
فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
---------------------------
في هذه الأيام تعيش غزة حرباً ضروساً ، والشعب الفلسطيني أشبه بالأعزل ، يقوم بتلك الحرب شر الناس مكاناً عند الله : "قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب الله وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل" ، اليهود الذي وصفوا في القرآن بنقض العهود والمواثيق وتحريف كلام الله والكذب عليه والتحايل على محارمه ، قال صلى الله عليه وسلم: "قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجمَّلوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها" ..فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
---------------------------
سفك من دماء الشعب الأعزل المئات في وقت تعبت أقدام الأمم المسلمة من حضور ندوات التقارب والسلام ونشر الحوار والوئام والتآلف ، في غفلة عن الوحي : "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ، قال ابن جرير الطبري : [وليست اليهود يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبداً ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق ، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القويم ، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم ، لأن اليهودية ضد النصرانية ، والنصرانية ضد اليهودية ، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة ، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك ، إلا أن تكون يهودياً نصرانياً ، وذلك مما لا يكون منك أبداً] . أ . هـ.
وفي وقتٍ -أيضاً- يعيش فيه أهل غزة عزلةً وحصاراً اقتصادياً وغذائياً ، ولا نصرة تستحق الذكر من الأمم المسلمة إلا الاستنكار والندب ، فإذا عجز المسلمون -وهم قادرون- عن إيصال الطعام والمدد به ، لَهُم عن السلاح والقتال أعجز ..
والواجب على المسلمين نصرة أهل فلسطين قدر وسعهم حتى يخرجوا من الأذى والقتل الذي هم فيه ، وتكون لهم المنعة والعزة والاستقرار ..
والواجب على أهل الحق بيان وجوب نصرة المظلوم وخطر الباغي ، وتبيين عداء اليهود للمسلمين ، الذي قرره القرآن في آيات كثيرة وجاء لعنهم في أحاديث كثيرة متواترة ..
وإن من أعظم ما أورث في الأمة الرعب من خصومها ، ما بثوه ويبثونه من قدرتهم وعجز غيرهم عن مواجهتهم بأي نوع من أنواع المواجهة ، فنصروا في نفوس كثير من الحكومات والشعوب بالرعب ، واقتنعت الأمة أنها عاجزة وعجزها على الدوام ، فأصبح غاية همها التنعم والترفه ، لا القوة والتمكين ، وكأنها في يأسٍ من قوتها ، فتجرأ عدوها على النيل منها وتنقصها ، وسلب خيراتها ، وهذا عقوبة الإعراض عن تصديق كلام رب البرية والعمل به ، أن اليهود أضعف الخلق وأشدهم جبناً : "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى" ..
وفي حال المستضعفين في فلسطين يجب على الأمة نصرتها بكل ما يستطيعون من أنواع النصرة ، وسنة الله ماضية أن من قدر على نصرة مظلوم فلم ينصره إلا سلط الله عليه من الأعداء من يسومه مثل ما يجد ذلك المظلوم ، والأزمات التي تلحق بالدول والشعوب الإسلامية ما هي إلا بسبب جبنهم مع قدرتهم على نصرة المظلومين والضعفاء من المسلمين في العالم ..
والوصية للأخوة في فلسطين في مثل هذه الأزمات الاعتماد على الله حيث قل الناصر والمعين أن يسددهم ويعينهم على عدوهم ، والوصية للمسلمين الدعاء في القنوت في المساجد وتحري مواضع الإجابة ..
والله الناصر والمعين وحده ..
-----------------------
المصدر : "شبكة نور الإسلام"