( أيوب الأمة ) يركض للجنة من غير ساق !!..

الموضوع في 'المنتدى الإسلامي' بواسطة أبو قصي, بتاريخ ‏مارس 25, 2008.

  1. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر


    " أيوب الأمة " .. قعيد البدن .. عالى الهمة
    يركض للجنة من غير ساق !!

    [​IMG]

    لم تعد اليوم قعيدا .. الأمة كلها مشلولة ..
    أنت وحدك تتحرك وتسمو إلى العلا.
    كيف يطيب للأمة أن تقر عيونها , ودماء رموزها
    وكرامة عظمائها تستباح هنا وهناك ..
    لا عجب إن خرجت الخسة من أهلها
    إن كانوا قد قتلوا الرمز والزعيم والقائد فقد هموا بقتل الحبيب صلى الله عليه وسلم
    بل وقتلوا الأنبياء وشنعوا عليهم بأقبح الأوصاف وأرذل الصفات
    اختار الطريق وهو يعرف الثمن .. ومات ليس كما يموت العاديون
    بداية الطريق
    لقد اختار الله سبحانه نهاية يضرب بها المثل , فقد استيقظ كالمعتاد ومعظم الأمة يغط في نوم الغفلة الذي لم يعد يوقظهم منه حتى أذان المسجد
    ومضى الشيخ المقعد عالي الهمة إلى صلاة الفجر في بيت الله رغم أنه في عرف العالم معذور إن لم يكن للإعاقة فبسبب الخوف مما يحيط به شخصيا من عدو متربص سجنه وحاول قتله مرات.
    كان في العاشرة من عمره عندما كان البريطانيون يجلبون الجراد الصهيوني من كل أصقاع العالم لينشروه في ربوع فلسطين، وليؤسسوا له دولة تسمى "إسرائيل" في عام 1948.
    أيوب الأمة
    [​IMG]

    كان على موعد مع الابتلاءات , وقف لها كالطود الشامخ
    بلسان حاله يقول
    هات ما عندك هات معى***الإيمان ينجنى من بحر الظلمات
    هل ترى الإعصار يوما*** هز شم الراسيات
    ولد في عام 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد الصهاينة في إحدى قرى عسقلان
    وعندما شارف على الخامسة من عمره فقد والده وعاش يتيما , ومضت محنة الفقد لتخيم على بلاده كلها محنة الشتات المسماة النكبة عام 1948
    وكان أيوب الأمة يبلغ من عمره آنذاك الثانية عشرة ، وشاهد بعينيه الرايات العربية المهزومة وكتب بعد ذلك يقول:
    'لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث'.
    هاجر الشيخ من قريته بصحبة أهله إلى غزة وعانى مرارات الفقر والجوع والحرمان فاضطر إلى ترك الدراسة ليعيل أسرته عن طريق العمل في أحد المطاعم , وعاد بصلابته المعهودة إلى الدراسة مرة أخرى حتى حصل على الثانوية .
    الاختبار الكبير
    [​IMG]

    في السادسة عشرة من عمره كان على موعد مع الاختبار الكبير فقد أصيب بكسر في فقرات العنق عام 1952 أورثه شللا تاما .
    وأثناء التحقيق معه على يد المخابرات 'اليهودية' أصيبت عينه اليمنى بضربة غادرة أدت على فقدانه الإبصار بها , وأصيب على جانب ذلك بضعف شديد في الإبصار بالعين اليسرى والتهاب مزمنة في الأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض المزمنة والالتهابات المعوية.
    ورغم الآلام التي تهد الجبال , وقف شامخا وانتصر على آلامه الشخصية وأحزانه الذاتية ليهتف لمصر ولفلسطين مع المتظاهرين أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ونشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة .
    كان يردد بلسان الحال والمقال
    رباه بعناك النفوس بجنة***فاسكب إلهي في الجهاد دمائيه .
    فلقد أحاطتني الذنوب وما لها***إلا الشهادة كي تكفر ما بيه.
    رباه رباه الشهادة أبتغي***فأجب بفضلك ياكريم دعائيه.
    أنهى ياسين دراسته الثانوية عام 1958 وهو في الثانية والعشرين من عمره وعمل رغم إعاقته مدرسا للغة العربية والدين الإسلامي , فسخّر الجزء المتحرك منه وهو لسانه
    عزيمة وجلد
    [ على ضعف في النطق بسبب الشلل ]
    الخطيب المفوه
    [​IMG]

    إن المنابر في الإسلام ما رفعت*** إلا لترفع صوت الحق في الناس
    فاختر لأعوادها من لا يلين له ***بالحق عودٌ ولايصغي لخناس
    إن وقفة الرجل في محرابه متضرعاً، وبقلمه ولسانه في المحافل موجهاً يدفع شبهة، ويرفع شهوة، ويوقظ ضجعة، كوقفته بسلاحه يقصف جحافل الأعداء ويريق الدماء.
    عرفته مساجد غزة خطيبا مفوها قادرا على بث الحماس والتفاؤل في نفوس الجموع وهناك كان على موعد مع مخابرات عبد الناصر التي اعتقلته بسبب تعاطفه مع الإخوان المسلمين
    وظل حبيس زنزانة انفرادية في سجون عبد الناصر قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
    وكان الاعتقال فرصة لمراجعة علاقة الشيخ بالإخوان , أي أن الذين اعتقلوه لم يكن يدور بخلدهم أنهم يصنعون قائدا من قادة الجماعة .
    يا من عذلتم بالجهاد شبابنا***كفّوا عن التشهير والإنكار
    أيلام من عشق الجنان ورَوحها***وعلى خطى الأصحاب دوماً ساري
    أيلام من هجر الحياة ولهوها***وبعزم حر هبّ لاستنفار
    أيلام من لله أرخص نفسه***يبغي بها الفردوس خير قرار
    فدعوا الجهاد وأهله من لومكم***وحذارِ من وصف النفاق حذارَ
    من لم يحدّث نفسه بالغزو أو***يغزو فمات فميتة الأشرار
    إن الجهاد هو الطريق لعزّنا***وبتركه ذلٌّ وعيش صغار
    صعوبة البداية والبناء
    [​IMG]

    بدأ من الصفر، في زمن كان المد اليساري والقومي يجتاح الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يغيب التدين عن المجتمع الفلسطيني على نحو لم يحدث من قبل.
    عندما كان التدين بدعة سيئة وعلامة رجعية،
    ظل أحمد ياسين مصراً على أن زمن الإسلام قادم لا محالة، وأن ما تراكم من غبار على وعي الأمة لن يلبث أن يزول لتعود إلى جذورها وسر عزتها.
    لبنة إثر أخرى كان الشيخ يصنع البناء . . صلاة إثر أخرى، ومسجداً إثر آخر، كان الشيخ يلقي بذوره في أرض الإسراء والمعراج مبشراً بالغد الأفضل.
    لم يوقف جهده عند قطاع غزة الذي أسس فيه المجمع الإسلامي كمؤسسة إسلامية متكاملة، خيرية واجتماعية ودعوية،
    بل مد جهده نحو الضفة الغربية التي كانت تعيش ذات الحالة الفلسطينية من حيث انتشار الفكر اليساري والقومي والعلماني.
    لاتعجل قطف الثمرة
    مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات كانت شجرة الشيخ تكبر شيئاً فشيئاً، ويشعر الآخرون في الساحة بخطورتها، فيواجهونها بتهم العمالة للاحتلال بسبب عدم إعلانها المواجهة المسلحة،
    لكنه كان يدرك ما يفعل، فالمقاومة لا تقوم على قواعد واهية، بل لا بد لها من أسس متينة وراسخة.
    وفي يونيو [ الشهر الذي ولد فيه الشيخ ] من عام 1967 اجتاحت 'إسرائيل' كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة فألهب الشيخ مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي داعيا على مقاومة المحتل ونشط مع رفاقه لجمع التبرعات لمعاونة أسر الشهداء والمعتقلين , بل إن الشيخ الأستاذ تولى وهو القعيد رئاسة المجمع الإسلامي في غزة .
    وفي عام 1982 كان الشيخ على موعد مع السجن من جديد ولكن هذه المرة في الزنازين 'الإسرائيلية' , ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة
    [ رجل يعانى من شلل كامل !]
    وقف بكرسيه المتحرك خلف قضبان المحكمة, فيما القاضي الإسرائيلي يوجه له تهمة تأسيس تنظيم يعمل على
    "تدمير دولة إسرائيل"... هكذا .
    وحكم عليه بالسجن 13 عاما ولكنه تنسم هواء الحرية عام 1985 ضمن تبادل للأسرى بين الصهاينة وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة .
    وفي عام 1987 اتفق الشيخ المجاهد مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة العدو الصهيوني ولتحرير فلسطين
    وولدت حركة المقاومة الإسلامية المباركة [ حماس ] وأشعلت حماس انتفاضة فلسطينية جارفة وكان لها الدور الأكبر في الانتفاضة التي عرفت آنذاك باسم انتفاضة المساجد
    وتولى الشيخ الزعامة الروحية لحركة حماس التي زلزلت ذراعها العسكرية الأرض تحت أقدام الصهاينة والتي ابتكرت سلاح الاستشهاد في القرن العشرين عبر شبابها النابض بالحياة .
    وفي أغسطس 1988 داهمت السلطات 'الإسرائيلية' منزل الشيخ المجاهد وفتشته وهددته بالنفي إلى لبنان [ وهو المنفي من قبل إلى غزة من قريته العسقلانية ]
    ولما لم يستجب الشيخ لجلاديه قاموا باعتقاله في 18 مايو 1989 وفي 16 أكتوبر أصدرت إحدى المحاكم 'الإسرائيلية' حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود 'إسرائيليين' وتأسيس حركة حماس بجهازيها العسكري والأمني .
    وفي عام 1997 خرج الشيخ الأستاذ المجاهد من سجنه في مسرحية أردنية – 'إسرائيلية' ظاهرها الاستجابة للملك حسين وباطنها الظن بأن الشيخ على وشك الموت بسبب أمراضه المزمنة وخشية 'إسرائيل' أن يموت في سجونها بعد الإحراج الشديد الذي سببه فشلها في اغتيال خالد مشعل في الأردن .
    ووجد الشيخ في استقباله الملك حسين شخصيا وجاءه عرفات مهرولا ومقبلا .. ظن الجميع أن الشيخ يمكن أن يموت على سريره ..
    ولكن أيوب الأمة تغلب على آلامه وهزم المرض والواقع المهين وعاد على غزة محمولا على الأعناق ليقود الجموع الغاضبة من جديد أقوى وأشد وأعز وأصلب من ذي قبل ..
    وانقلب السحر على الساحر وقرر عرفات وضع الشيخ المجاهد رهن الإقامة الجبرية لكن الشيخ لم يأبه بذلك وواصل نضاله
    [ ويشرب عرفات من نفس الكأس
    فيبقى رهن الإقامة الجبرية بسبب فشله في السيطرة على الشيخ المجاهد ] ! .
    وفي 6 سبتمبر 2003 حاولت 'دولة اليهود' اغتيال الشيخ حيث استهدفت مروحيات أمريكية الصنع شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ برفقة القيادي في حماس إسماعيل هنية وأصيب الشيخ في ذراعه اليمنى ولم يقتل .. وفوجئ الصهاينة وأذنابهم به يخرج بعد أقل من أسبوع ليشارك أبناء شعبه صلاة الجمعة والتظاهرات التي عمت منددة بالاحتلال .
    ( يوم العرس )
    ركضة من غير ساق !!
    [​IMG]

    وفي فجر الاثنين 22 مارس 2004 كان أيوب الأمة على موعد مع التكريم بعد حياة حافلة بالجهاد في سبيل الله ..
    كانت الأمة تغط في نومها إلا قلة قليلة سمعت حي على الفلاح فلبت .. استيقظ الشيخ كعادته كل ليلة ولسانه يلهج بذكر الله والابتسامة الصافية لا تفارق وجهه السمح الطيب وصدى صوته يتردد بين السماء والأرض
    [SIZE=+0]' أملي أن يرضى الله عني '..[/SIZE]
    مضى الشيخ مع مرافقيه إلى بيت الله وأدى الصلاة وعاد وهو في ذمة الله ليصيبه ما كان يتمناه
    فتطلق عليه المروحيات 'الإسرائيلية' ثلاثة صواريخ أصابه أحدها مباشرة .. وتحول الشيخ إلى أشلاء على باب المسجد الذي عرفه خطيبا ضد الاحتلال ..
    كانت المعادلة هذه المرة صعبة بل مستحيلة .. شيخ مقعد على كرسي في مواجهة صاروخ .. وانتصر الشيخ هذه المرة أيضا فرغم أن الصاروخ حول البدن الضعيف على أشلاء وتدلى دماغه على الأرض ولكن المعجزة أن وجهه لم يتأثر وحتى شعيرات لحيته التي غطاها الشيب لم تحترق وظلت ابتسامة الشيخ تنير وجهه ..
    ذهب البدن كله وبقيت هامة الشيخ مرفوعة على أكتاف الآلاف من محبيه ..
    تحطم الكرسي ومعه البدن المعوق لكن روح الشيخ الطليقة حلقت إلى السماء ..
    مات الشيخ ربما ولكن .. لتعيش الأمة . استشهد الشيخ(نحسبه كذلك) بعد أن أتم البناء وأطمأن على روعته وقوته وعنفوانه،
    وبعد أن صنع الانتصار الذي عرفه العالم أجمع بقرار شارون الفرار من قطاع غزة.
    استشهد الشيخ،(نحسبه كذلك) لكن المسيرة التي صنعها بجهد وجهاده وروحه ستواصل التقدم حتى تحصد في طريقها الاحتلال البغيض، ولكن الغزاة الأغبياء لا يفقهون.
    ودّع الدنيا وراحا ***ولقى الغيدَ الملاحا
    عندما نال الشهادة ***وارتدى منها وشاحا
    وغدا للأرض شمسا ***بعدما صلى الصباحا
    غدوة في الله كانت ***ولقى الأجر رواحا
    ودّع الكرسي ركضا ***وارتقى الخلد وساحا
    ركضة من غير ساقٍ ***ساقها الغدرُ اجتراحا
    أيها الغادي سلاما ***ووداعاً وسماحا
    قطع الدنيا صياماً ***وارتوى ماءً قَراحا
    ومضى العمرَ جهادا ***وثباتا وجراحا
    ودّع الناسُ إماما ***قام بالحق وصاحا
    أيقظ الجيلَ وربي ***شمما صُلبا قُحاحا
    صاغها آيا فعاشت ***وأحاديث صحاحا
    طلق الدنيا ثلاثا ***واشترى دارا فساحا
    وبكى المصحفُ فذا ***وإماما وصلاحا
    حُرم المسجدُ منه ***عندما صلى وراحا
    *أرأيت مشهد ظلم أظلم من هذا ?؟
    حربا يهودية هائلة مزودة بكل أدوات التقنية الحديثة تواجه شيخا يبلغ السبعين من العمر،
    ويعاني من الشلل الكامل على كرسي متحرك، ولا يستطيع أن يتناول طعامه أو شرابه أو يذهب إلى الحمام إلا بمعونة الناس، ويعاني من أمراض مزمنة، فلا يكاد يسمع،
    ولا يكاد يخرج صوته من حنجرته، وهو مع ذلك كله يخوض حربا مع اليهود،فتغير عليه طائرة من الجو بصاروخ وهو يصلي الفجر مع الناس وبين الناس.
    ألا يعد هذا نصرا أن تقف دولة لعلها الأقوى عسكريا في المنطقة وتدعمها القوة الأولى في العالم في مواجهة شيخ مشلول؟ ألا تبدو هي الضعيفة المهزومة والمأزومة مع نفسها وشعبها؟
    شهادة ضابط إسرائيلى
    *قال ضابط يهودىيعمل سجانا في سجن كفار يونا الذي كان يحتجز فيه الشهيد الشيخ أحمد ياسين:
    كنت أشعر بالراحة لمجرد الوقوف بقربه، وأعتقد أنه كان يغمر أتباعه بهذا الإحساس ولذلك أحبوه.
    ويواصل الضابط الصهيوني حديثه إلى برنامج دردشات الذي يبثه تلفزيون الصهاينة: كنت أتابع وضعه داخل السجن وعلاقته برفيقيه، وطالما اعتقدت أن عناصر حماس سيحرقون الأرض إذا مسه أي مكروه، لقد كان أبا روحيا بحق لهم,,.
    إن بركات استشهاد الشيخ كانت كبيرة, فقد نال هو ما تمنى, وحصل على أجمل خاتمة بعد رحلة جهاد طويلة.
    فباستشهاده غدا الشيخ رمزاً تاريخياً في وعي أمة هي الآن أحوج ما تكون إلى ثقافة التحدي والمقاومة.
    [​IMG]

    تساءل الليل والأفلاك ما فعلـت ***جحافل الحق لما جـاءها الـخـبـر؟
    هل جهزت في حياض النيل ألوية ؟***هل في العراق ونجد جلجل الـغــير ؟
    هل قام مليون مهدي لنصرتـهـا ؟***هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
    هل أجهشت في بيوت الله عـاكفة***كل القـبائـل والأحـياء والأسـر؟
    يا أمة الحـق إن الجـرح متسـع***فهـل ترى من نزيف الجـرح نعـتبـر؟
    مـاذا سوى عودة لـلـه صادقة ***عسـى تغـير هـذي الحـال والصور
    نال ما تمنى إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة !!
    [​IMG]

    لما قام اليهود بالاعتداء عليه في يوم 6 من سبتمبر 2003 ونجا من محاولة الاغتيال خرج بعدها وخاطب الجموع قائلا :
    ماذا يريدون منى ؟ أن يقتلونني ؟ والله هذا ما أريد!!!!!
    فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة
    'أملي أن يرضى الله عني' ...
    هذا كان جل أمل الرجل الشهيد شهيدِ الجهاد في أرض فلسطين ، لم يسعَ إلى الكرسي أو السلطان كما فعل الكثيرون ، لم يكن أمله سوى رضا الله تعالى ، وإنا لنرجو أن يكرمه الله بأن يرزقه ما تمنى وأراد ، فيطأ بـ 'شلله الكامل' أرض الجنة يتبوأ منها حيث يشاء ،
    [وعدَ الله لا يخلف الله الميعاد] ..
    فنتذكر به الصحابي عمرو بن الجموح رضى الله عنه
    فقد كان رجلا أعرج شديد العرج ،وكان له بنون أربعة مثل الأُسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له إن الله عز وجل قد عذرك ،فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقال إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه . فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك ، وقال لبنيه ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة فخرج معه فقتل يوم أحد .
    من أجل 'عرجته' عذره النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره ألا جهاد عليه ،ولكن همة الأحرار تأبى إلا العلو والسمو ، فتاقت نفسه إلى الشهادة ...
    فما بالكم بحال الشيخ أحمد ياسين وقد أعذر إلى الله تعالى بعجزه الكامل فأبى الرجل إلا بذل الجهد والجهاد ، حتى نال أمرا طالما طلبه وتمناه فقضى نحبه شهيدا إلى الله تعالى –نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- ...
    ولكن بقي لسان حاله يحكي فينا قصة جهاد وبطولة ويصرخ فينا 'لا نامت أعين الجبناء' ..
    عاد بعد الموت حيا ***ذكره كان عليا
    في جنان الخلد يمشي ***هانئ النفس رضيا
    كان في الدنيا شجاعا ***ثابت الخطو أبيا
    لم يكن يخشى كفورا ***أو ظلوما أو شقيا
    لم يكن يرضى بذل ***منذ أن كان تقيا
    إنما يرضى بذل ***كل من كان عصيا
    عاهد الرحمن يوما ***منذ أن كان صبيا
    أن يعيش العمر دوما ***طاهرا حرا نقيا
    في حمى الرحمن يمضي ***عزمه كان فتيا
    عيشه كان جهادا ***ثم حبا أخويا
    في كتاب الله يتلو ***خاشع القلب شجيا
    مع شباب لم يراؤوا ***كلهم كان زكيا
    كان يرجو أن ينال ***الخلد خلدا أبديا
    فلقد ضحى بروح ***للفدا كان حريا
    و لقد أوفى بعهد ***إنه كان وفيا
    إنه والله حقا ***كان شهما أريحيا
    الشهداء لا يموتون
    [​IMG]

    الشهداء لا يموتون .. بل تصعد أرواحهم الطاهرة .. فرحة مسرورة إلى رب راض عنهم بعد أن يكونوا قد سطروا الملاحم بدماء لونها لون الدماء وريحها ريح أمل وضاء منير .
    ويوم الرحيل لهم هو يوم الحصاد لآثار النور الذى زرعوه بجهدهم ورووه بدمائهم وتابعوه بنفوسهم وأرواحهم.
    لقد لقي ' أحمد يس ' ربه مسبحاً وهو يختم صلاة الفجر !!!، وكأني بأشلائه المحترقة تنتشي وتغرد تسبيحاً وتهليلاً ، سعادة وحبوراً
    ورضا بجهد طويل وأيام عصيبه وفقه الله فيها أن يظل هامة مرفوعة ، وأنموذجاً يحتذي ، ودليلاً شامخاً لكل أمة الاسلام فى تلك الأيام ..
    لا تحزنوا يا إخوتي ... إني شهيد المحنة.
    يا فرحتي بمنيتي ... اليوم أنهي غربتي.
    و كرامتي بشهادتي ... هى فرحتي و مسرتي.
    في ظل عرش الهنا ... أبغي لقاء أحبتي.
    معهم أعيش مكرما ... و مفعما بسعادتي.
    و لئن صرعت فذا دمي ... يوم القيامة آيتي.
    الريح منه عاطر ... و اللون لون الوردة.
    و كرامتي يا إخوتي ... برصاصة أو طعنة.
    ذكر الأحبة سلوتي ... في خلوتي و الجلوة.
    تقوى الإله وذلتي ... عند الصلاة طريقتي.
    و القلب دوما شاكر ... أو صابر في شدة.
    و سلامتي في وقفتي ... يوم الوغى بشجاعة.
    نصرا لديني و الدما ... بشرى بقرب شهادة.
    آجالنا محدودة ... و لقاؤنا في الجنة.
    و لقاؤنا بحبيبنا ... محمد والصحبة.
    و سلاحنا إيماننا ... و حياتنا في عزة.
    { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا .. بل أحياء عند ربهم يرزقون .. فرحين بما آتاهم الله من فضله .. ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } !!!...
    --------------------------------------------------------
    المصدر :
    نقلاً عن :

     
    حضرموت ،lord1 ،abdoud و 2آخرون معجبون بهذا.
  2. Alhashemiah

    Alhashemiah مشرفة بالمنتدى ملكة كتاب العرب إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    11,151
    الإعجابات المتلقاة:
    3,471
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    أنثى
    الوظيفة:
    دكتوراه في الكيمياء
    مكان الإقامة:
    KSA
    شخصية رائعة ..من لا يعرف الشيخ احمد ياسين ..
    رحمه الله رحمته واسعة
    جزاك الله خيرا اخي ابوقصي على نشر هذه السيرة الطيبة
    لشيخنا المجاهد عسى الله ان حقق له مراده وان يطأ بعرجته هذه ارض الجنة
    واسال الله له ولنا الفوز برضاه والجنة ويدخلنا ايها بغير حساب
    تعلمت من هذه الشخصية لاحياة مع الياس
    القوة والعزيمة والجهاد كلها مقومات لرفع شان الامة
    ونجاح هذا كله الفوز بالرضا الله والجنة

     
  3. جري_الزمان

    جري_الزمان New Member

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 23, 2007
    المشاركات:
    580
    الإعجابات المتلقاة:
    115
    نقاط الجوائز:
    0
    [​IMG]

    [​IMG]

    [​IMG]

    لا تعليق
     
  4. حضرموت

    حضرموت مشرف عام المنتديات العامة إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 10, 2007
    المشاركات:
    3,908
    الإعجابات المتلقاة:
    1,515
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    الوظيفة:
    مهندس إتصالات
    مكان الإقامة:
    اليمن / حضرموت
    نعم الرجل الشيخ احمد ياسين ..
    لقد كانت إسرائيل تهابه وهو مقعد ..
    فرحم الله الشيخ أحمد ياسين وأسكنه الجنة..
    وجزاك الله خيرا أخي أبو قصي. على الموضوع..
     
  5. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر
    وأنت جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة الكريمة مريم ...
    أشكرك جزيلاً على كريم مرورك وعلى جميل تشريفك ...
    كما أشكرك جزيلاً على مداخلتك وإضافاتك المثرية والمشجعة ...
    دائماً أتشرف بمرورك وأسعد بمداخلتك وتعليقك ...
    رزقكِ الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
    دمتِ بكل خير !!..
     
  6. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر
    صمت أبلغ من أي تعليق !!!
    بارك الله فيك أخي الحبيب جري_الزمان ...
    وجزاك الله كل خير على الصور ؛؛؛
    رحمة الله الواسعة على شيخنا الجليل أحمد ياسين ...
    ودمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
     
  7. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر
    وأنت جزاك الله خيراً أخي الغالي حضرموت ...
    كل الشكر لك أخي الكريم على تشريفك الحاني والدافئ ...
    رحمة الله الواسعة على الشيخ ياسين فقد كان أمة في رجل !!!
    وكما قال الكاتب : ( ركضة إلى الجنة بغير ساق ) ...
    اللهم اجمعنا وإياه في الجنة مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ...
    بوركت .. محمد الحضرميّ !!..
     
  8. lord1

    lord1 New Member

    إنضم إلينا في:
    ‏سبتمبر 6, 2006
    المشاركات:
    518
    الإعجابات المتلقاة:
    186
    نقاط الجوائز:
    0
    مكان الإقامة:
    السعودية-جدة
    رحمة الله عليه وأدخله فسيح جناته
     
  9. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر
    آمين على دعائك أخي الحبيب lord1 ...
    أشكرك كثيراً أخي الكريم على مرورك العطر وتشريفك الندي ...
    رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ...
    تقبل أرق تحياتي !!..
     
  10. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر
    [FONT=Arial (Arabic)]إخواني الأحبة الكرام :[/FONT]
    [FONT=Arial (Arabic)]بمناسبة الحديث عن الشيخ الجليل أحمد ياسين ( رحمه الله تعالى ) ...[/FONT]
    [FONT=Arial (Arabic)]أحببت أن أضع لكم هنا هذه القصيدة الرائعة عن الشيخ ( الشهيد بإذن الله ) ...[/FONT]
    [FONT=Arial (Arabic)]للشاعر الكبير عبد الرحمن العشماوي عسى أن يكون فيها قليل عزاء ...[/FONT]​

    [FONT=Arial (Arabic)]الشهيد الشيخ أحمد ياسين[/FONT]​

    [​IMG]


    هم أكسبوك من السباق رهانـــا ...... فربحت أنت وأدركـــوا الخسرانا
    هم أوصلوك إلى مُناك بغدرهم ...... فأذقتهم فـــوق الهــــــــوان هوانا
    إني لأرجو أن تكــــون بنارهم ...... لما رمـــوك بها ، بلغـــــت جِنانا
    غدروا بشيبتك الكريمة جهـــرةً ...... أبشـــر فـقـــد أورثتهم خــــــذلنا
    أهل الإساءة هم ، ولكن مادروا ...... كم قدمـــــوا لشموخـــك الإحسانا
    لقب الشهادة مَطْمَحٌ لم تدَّخـــــر ...... وُسْعَــاً لتحمله فكـنــــت وكـــــانا
    يا أحمد الياسين ، كـنت مفوهـاً ...... بالصمت ، كانا الصمت منك بيانا
    ما كنــت لإهــمة وعــزيمـــــةً ...... وشموخ صبرٍ أعجــــــز العدوانا
    فرحي بنيل مُناك يمزج دمعتي ...... ببشارتي ويخفِّـــف الأحــــــزانا
    وثَّقْتَ بــالله اتصالــــــك حينما ...... صليت فجرك تطـلــــب الغفرانا
    وتلوت آيــــــات الكتاب مرتلاً ...... متـــأمــلاً .. تــتــدبر القــــــرآنا
    ووضعت جبهتك الكريمة ساجدا ...... إن السجــــــــود ليرفع الإنسانا
    وخرجت يتبعك الأحبة ، مادروا ...... أن الفـــــــراق من الأحبة حانا
    كرسيك المتحرك أختصر المدى ...... وطوى بك الآفـــــــاق ولأزمانا
    علمته معنى الإباء ، فلم يكـــــن ...... مثل الكراسي الراجفــــات هوانا
    معك استلذ الموت ، صار وفاؤه ...... مثلاً ، وصــــــــار إباؤه عنوانا
    أشلا ء كرسي البطولة شاهــــدٌ ...... عــــدل يديــــن الغادر الخـــوانا
    لكأنني أبصـــــرت في عجلاته ...... ألما لفـــــقــدك ، لوعــــة وحنانا
    حزناً الأنك قد رحلت ، ولم تعد ...... تمشي به ، كالطـ،ـواد لا تتوانى
    إني لتسألني العدالـــــة بعدمـــا ...... لقيت جحود القوم ، والنكـــــرانا
    هل أبصرت أجفان أمريكا اللظى ...... أم أنــهـــــــا لاتملك الأجفانا ؟
    وعيون أوربا تُراها لم تـــــزل ...... في غفـلـــة لا تبصر الطغيانـــا
    هل أبصروا جسدا على كرسيه ...... لما تـنــاثــــر في الصباح عيانا
    أين الحضارة أيها الغرب الذي ...... جعل الحضارة جمرةً ، ودخــانا
    عذراً ، فما هذا سؤالُ تعطُّـفٍ ...... قد ضلَّ مــن يستعطف الـبــركانا
    هذا سؤالٌ لايجيـد جوابــــــــه ...... من يعبد الأَهــــــــواء والشيطانا
    يا أحمدُ الياسيـن ، إن ودعتـنا ...... فلقد تركـــت الصــــدق والإيمانا
    أنا إن بكيتُ فإنما أبكـي علـى ...... مليارنا لمـا غــــدوا قُطعـــــــــانا
    أبكي على هــذا الشتات لأمتي ...... أبـكـي الخلاف الُمرَّ ، والأضغانا
    أبكي ولي أمـــلٌ كبيرٌ أن أرى ...... في أمتي من يكســــــــر الأوثانا
    يا فارس الكرسي وجهُكَ لم يكن ...... إلا ربيعاً بالهــــــــــدى مُزدانا
    في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ ...... للفجــــــــرحيــن يبشِّر الأكوانا
    فرحتْ بك الحورُ الحسان كأنني ...... بك عندهـــــن مغرِّداً جَـــذْلانا
    قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما ...... بشموخ صبرك قــد عقدت قِرانا
    هذا رجائي يابن ياسين الذي ...... شيَّــــدتُ فــــــي قلبي لـــه بنيانا
    دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي ...... تسقي الجذور وتنعش الأغصانا
    روَّيتَ بستانَ الإباء بدفقــــــه ...... ما أجمــــــــل الأنهارَ والبستانا
    ستظل نجماً في سماء جهادنا ...... يامُقْعَداً جعــــل العــــدوَّ جبــــانا

    رحمك الله يا ايها الشيخ الجليل ......
    ---------------------------------------------------------
    المصدر : ( )
     
  11. abdoud

    abdoud New Member

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 4, 2007
    المشاركات:
    4,352
    الإعجابات المتلقاة:
    1,502
    نقاط الجوائز:
    0
    مكان الإقامة:
    الـجــamourــmonـــزائر


    شكرا لك يا اخي
     
  12. أبو قصي

    أبو قصي ضيف شرف إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 15, 2007
    المشاركات:
    7,180
    الإعجابات المتلقاة:
    3,000
    نقاط الجوائز:
    128
    الجنس:
    ذكر
    مكان الإقامة:
    مصر


    بارك الله فيك وعليك أخي الكريم abdoud ...
    أشكرك جزيلاً على كريم مرورك وجميل تشريفك ...
    أتمنى لك كل توفيق ونجاح ...
    دمت بكل خير !!..
     

مشاركة هذه الصفحة