1تعتبر اللغة العربية أكثر اللغات السامية تداولاً واستخداماً في العصر الحالي، وإحدى أكثر اللغات انتشا

الموضوع في 'منتدى اللغة العربية' بواسطة mohamadamin, بتاريخ ‏مايو 9, 2014.

  1. mohamadamin

    mohamadamin حكيم المنتدى

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 31, 2010
    المشاركات:
    969
    الإعجابات المتلقاة:
    649
    نقاط الجوائز:
    108
    الوظيفة:
    متقاعد من الملكية الاردنية
    مكان الإقامة:
    عمان - الاردن


    1تعتبر اللغة العربية أكثر اللغات السامية تداولاً واستخداماً في العصر الحالي، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم. وللغة العربية أهمية كبرى لدى المسلمين لأنها اللغة المقدسة للديانة الإسلامية، فهي مصدر التشريع الأساسي في الإسلام (القرآن، والأحاديث النبوية)، حيث لا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في بعض الأحيان إلا بإتقان بعض كلمات من هذه اللغة. وتعتبر العربية أيضا لغة الشعائر لعدد كبير من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، مثل كنائس الروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والسريان، وبعض الكنائس البروتستانتية، كما كتبت بها الكثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. يتحدث العربية أكثر من 422 مليون نسمة1 ويتوزع متحدثوها بشكل رئيسي في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة له كالأهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.
    وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأوردية والألبانية و الهندية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى، وبعض اللغات الأوروبية كالروسية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية. كما أنها تُدرّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي
    الأُصول: العربية إحدى اللغات السَّامية، وهي تنتمي إلى الفرع الجنوبي من اللغات السًامية الغَرْبية، ويشمل هذا الفرع شمالي الجزيرة العربية وجنوبيها والحبشة. وقد نشأت العربية الفصيحة في شمالي الجزيرة، ويرجع أصلها إلى العربية الشمالية القديمة التي كان يتكلَّم بها العدنانيُّون. وهي مختلفة عن العربية الجنوبية القديمة التي نشأت في جنوبي الجزيرة وعُرفَتْ قديمًا باللغة الحِمْيَريَّة وكان يتكلَّم بها القحطانيون.
    وتُعَدُّ النقوش القليلة التي عُثِرَ عليها الدليل الوحيد لمعرفة المسار الذي سارت فيه نشأة العربية الفصيحة. ويمكن القول من خلال تلك النقوش إن أسلاف العربية الفصيحة هي: الثَّمودية واللحيانية والصَّفويَّة، وتشمل معًا فترة تقارب ألف عام؛ إذْ يُؤرَّخ أقدم النقوش الثمودية بالقرن الخامس قبل الميلاد، ويُؤرَّخ أحدثها بالقرن الرابع أو الخامس الميلاديين، وترجع النقوش اللحيانية والصَّفوية إلى زمن يقع في الفترة ذاتها.

    أمَّا أقدم نصٍّ وُجِدَ مكتوبًا بالعربية الفصيحة فهو نقش النَّمارة الذي يرجع إلى عام 328م، ولكنه كان مكتوبًا بالخط النَّبطي. ويُلاحَظ في ذلك النَّص التطوُّر الواضح من الثمودية واللحيانية والصَّفَوِية إلى العربية الفصيحة. وأمَّا أقدم نصٍّ مكتوب بالخط العربي فهو نَقْشُ زَبَد الذي يرجع إلى سنة 513م، ثم نَقْشَا حَرَّان وأم الجِمَال اللذان يرجعان إلى عام 568م. وقد لوحظ أن الصورة الأولى للخَـط العربي لا تبعـد كثيرًا عن الخــط النَّـبطي، ولم يتحـرَّر الخط العربي من هيئته النَّبطية إلا بعد أن كَتَبَ به الحجازيُّون لمدة قرنين من الزَّمان. وظلَّت الكتابة العربية قبيل الإسلام مقصورة على المواثيق والأحلاف والصُّكوك والرسائل والمعلَّقات الشعرية، وكانت الكتابة آنذاك محصورة في الحجاز.

    ويُعدُّ القرن السابق لنزول القرآن الكريم فترة تطوُّر مُهمَّة للعربية الفصيحة، وصلَتْ بها إلى درجة راقية. ويدلُّ على ذلك ما وصل إلينا على ألسنة الرُّواة من الشِّعر والنَّثر الجاهليين.


    العربية بعد نزول القرآن الكريم: كان نزول القرآن الكريم بالعربية الفصحى أهمَّ حَدَث في مراحل تطوُّرها؛ فقد وحَّد لهجاتها المختلفة في لغة فصيحة واحدة قائمة في الأساس على لهجة قريش، وأضاف إلى معجمها ألفاظًا كثيرة، وأعطى لألفاظٍ أخرى دلالات جديدة. كما ارتقى ببلاغة التراكيب العربية. وكان سببًا في نشأة علوم اللغة العربية كالنحو والصرف والأصوات وفقه اللغة والبلاغة، فضلاً عن العلوم الشرعية، ثمَّ إنه حقَّق للعربية سعة الانتشار والعالمية.

    لقد حَمَلَت العربية الفصيحة القرآن الكريم، واستطاعت من خلال انتشار الإسلام أن تبدأ زَحْفَها جنوبًا لتحلَّ محلَّ العربية الجنوبية القديمة، ثمَّ عَبَرَت البحر الأحمر إلى شرقي إفريقيا، واتَّجهت شمالاً فقَضَتْ على الآرامية في فلسطين وسوريا والعراق، ثم زَحَفَتْ غربًا فحلَّت محلَّ القبطية في مصر. وانتشرت في شمال إفريقيا فَخَلَفَتْ لهجات البَرْبَر، وانفتح لها الطريق إلى غرب إفريقيا والسودان، ومن شمال إفريقيا انتقلت إلى أسبانيا وجُزُر البحر المتوسط.
    كما كان للعربية أثرٌ عميق في لغات الشعوب الإسلامية؛ فتأثيرها واضح في الفارسية والأردية والتُّركية والبَشْتُو ولغة الملايو واللغات واللهجات الإفريقية. ومن غير الممكن الآن معرفة لغة أيِّ بلد إسلامي وأدبه ومناحي تفكيره معرفة جيّدة دون الإحاطة الجيِّدة بالعربية. وحين أخذ الأوروبيون ينهلون من الحضارة الإسلامية في الأندلس دَخَلَتْ ألفاظ عربية كثيرة إلى اللغات الأوروبية، ففي الإنجليزية مثلاً ألفاظ عديدة ترجع إلى أصل عربي، كالجَبْر، والكحول، وتَعْرِيفَة، ومَخْزَن، وعُود، وغير ذلك كثير.


    العربية في العصر الأُموي: ظلَّت العربية تُكتَب غير مُعْجَمة (غير منقوطة) حتى منتصف القرن الأول الهجري، كما ظلَّت تُكتَب غير مشكولة بالحركات والسَّكنات. فحين دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم، ظََهَرَ اللَّحْن على الألسنة، وخيف على القرآن الكريم أن يتطرَّق إليه ذلك اللَّحْن. وحينئذ توصَّل أبوالأسود الدُّؤَليُّ إلى طريقة لضَبْط كلمات المصحف، فوَضَع بلَوْن مخالِف من المِداد نُقْطة فوق الحرف للدَّلالة على الفتحة، ونُقْطة تحته للدَّلالة على الكسرة، ونُقْطةً عن شِماله للدَّلالة على الضَّمَّة، ونقطتين فوقه أو تحته أو عن شِماله للدَّلالة على التَّنوين، وتَرَكَ الحرف السَّاكن خاليًا من النَّقْط. إلا أن هذا الضبط لم يكن يُستعمل إلا في المصحف. وفي القرن الثاني الهجري وضع الخليل بن أحمد طريقة أخرى، بأن جعل للفتحة ألفًا صغيرة مُضطجِعة فوق الحرف، وللكسرة ياءً صغيرة تحته، وللضمَّة واوًا صغيرة فوقه، وكان يُكرِّر الحرف الصغير في حالة التنوين. ثم تطوَّرت هذه الطريقة إلى ماهو شائع اليوم.
    أما إعجام الحروف (تنقيطها) فتم في زمن عبد الملك ابن مروان، وقام به نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يَعْمُر العَدْواني، كما قاما بترتيب الحروف هجائيًّا حسب ماهو شائع اليوم، وتركا الترتيب الأبجدي القديم (أبجد هوَّز).

    وخَطَت العربية خطواتها الأولى نحو العالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري، وذلك حين أخذت تنتقل مع الإسلام إلى المناطق المحيطة بالجزيرة العربية. وفي تلك الأمصار، أصبحت العربية اللغة الرسمية للدولة، وأصبح استخدامها دليلاً على الرُّقي والمكانة الاجتماعية. وظلَّت لغة البادية حتى القرن الثاني الهجري الحجَّة عند كلِّ اختلاف. وكان من دواعي الفخر للعربي القدرة على التحدُّث بالعربية الفصحى كأحد أبناء البادية. أما سُكان الأمصار الإسلامية، فقد بدأت صلتهم بلغاتهم الأصلية تضعف شيئًا فشيئًا، وأخذ بعضهم يتكلَّم عربية مُوَلَّدة متأثِّرة باللغات الأم. وقد كانت منطقة الشام أُولى المناطق تعرُّبًا. ويُلاحَظ اختلاف لهجات أهل الأمصار في العربية تبعًا لاختلاف القبائل العربية الوافدة، ومن هنا كان اختلاف لهجات الكوفة والبصرة والشام والعراق ومصر بعضها عن بعض.
    وقبيل نهاية العصر الأُموي، بدأت العربية تدخل مجال التأليف العلمي بعد أن كان تراثها مقصورًا على شِعْر وأمثال على ألسنة الرُّواة.

    العربية في العصر العباسي: شهد العصر العباسي الأول مرحلة ازدهار الحضارة الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي وفي مغربه وفي الأندلس، وبدأت تلك المرحلة بالترجمة، وخاصة من اليونانية والفارسية، ثم الاستيعاب وتطويع اللغة، ثم دخلت طَوْر التأليف والابتكار. ولم يَعُد معجم لغة البادية قادرًا وحده على التعبير عن معاني تلك الحضارة، فحمل العلماء على عاتقهم مهمَّة تعريب مصطلحات غير عربية، وتوليد صيغ لمصطلحات أخرى، وتحميل صيغ عربية دلالات جديدة لتؤدِّي معاني أرادوا التعبير عنها. وبهذا استطاعت العربية التعبير عن أدقِّ المعاني في علوم تلك الحضارة الشامخة وآدابها.
    وفي مطلع ذلك العصر، بدأ التأليف في تعليم العربية، فدخلت العربية مرحلة تعلُّمها بطريق الكتاب، وكان هذا هو الأساس الذي قام عليه صَرْح العلوم اللغوية كالنحو والصرف والأصوات وفقه اللغة والبلاغة والمعاجم.
    وعلى الرغم من انقسام العالم الإسلامي إلى دويلات في العصر العباسي الثاني، واتخاذ لغات أخرى للإدارة كالفارسية والتُّركية، فإن اللغة العربية بقيت لغةً للعلوم والآداب، ونَمَت الحركة الثقافية والعلمية في حواضر متعدِّدة، كالقاهرة وحَلَب والقيروان وقرطبة.


    العربية في العصر الحديث: حين ضَعُفَ شأن المسلمين والعرب منذ القرن السادس عشر الميلادي، وتعرَّضت بلادهم للهجمات الاستعمارية، رأى المستعمرون أن أفضل وسيلة لهَدْم تماسُك المسلمين والعرب هي هَدْم وحدة الدِّين واللغة. وقد حاولوا هَدْم وحدة اللغة بإحلال اللهجات العامية محلَّ العربية الفصيحة، وبدأت تلك الدَّعوة في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، فأخذ دعاتهم يروِّجون لفكرة كتابة العلوم باللغة التي يتكلَّمها عامة الناس، وطَفِقَ بعضُهم يضع قواعد للهجة أبناء القاهرة، واقترح آخرون كتابة العربية الفصيحة بالحروف اللاتينية. إلا أن كلَّ تلك الدَّعوات أخفقَت إخفاقًا تامًّا.
    ولكن كان من آثار تلك الهجمات الاستعمارية ضَعْفُ شأن العربية في بعض البلاد العربية، وخاصة دول الشمال الإفريقي، واتخاذ اللغات الأوروبية وسيلة لدراسة العلوم والفنون الحديثة فيما يُعرف بمدارس اللغات وفي أغلب الجامعات. وقد بدأت في البلاد العربية حركة نشِطة للتعريب تتمثَّل في اتجاهين: الأول، تعريب لغة الكتابة والتخاطب في بلاد الشمال الإفريقي، والثاني تعريب لغة العلوم والفنون على مستوى البلاد العربية كلِّها. وقد نجحت في الاتِّجاه الأخير سوريا والعراق، وأحرزت بلاد عربية أخرى بعض النجاح. وتحدو القائمين بالجهد في هذا الاتجاه الثِّقة بأن العربية التي وَسعَت الحضارة الإسلامية في الماضي لن تكون عاجزة عن أن تَسَعَ الحضارة الحديثة.

    والعربية الفصيحة اليوم هي لغة الكتابة، وتُستخدم لغةً للحديث في المحافل العلمية والأدبية، وفي الإذاعة والتلفاز، وأحيانًا في المسرحيات والأفلام، ولها سحْرٌ عجيب إذا صَدَرَتْ عمَّن يجيدها. أمَّا لغة التخاطب العامي فلهجاتٌ عديدة في العالم العربي. لكن اللغة العربية الفصيحة، مع ذلك، مفهومة فهمًا تامًّا في كلِّ أنحاء العالم العربي



    اهمية اللغة العربيةاللغة - عند العرب - معجزة الله الكبرى في كتابه المجيد .
    لقدحمل العرب الإسلام إلى العالم، وحملوا معه لغة القرآن العربية واستعربتشعوب غرب آسيا وشمال إفريقية بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغةالقرآن، أي أن حبهم للإسلام هو الذي عربهم، فهجروا ديناً إلى دين، وتركوالغة إلى أخرى .
    لقد شارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعدالعربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونهاالثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع .
    وقد غبر دهر طويل كانت اللغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم .
    واللغةالعربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرفونحو وأدب وخيال، مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة.ونظراً لتمام القاموس العربي وكمال الصرف والنحو فإنها تعد أمّ مجموعة مناللغات تعرف باللغات الأعرابية أي التي نشأت في شبه جزيرة العرب ، أوالعربيات من حميرية وبابلية وآرامية وعبرية وحبشية، أو الساميات فيالاصطلاح الغربي وهو مصطلح عنصري يعود إلى أبناء نوح الثلاثة : سام وحامويافث. فكيف ينشأ ثلاثة أخوة في بيت واحد ويتكلمون ثلاث لغات ؟
    إناللغة العربية أداة التعارف بين ملايين البشر المنتشرين في آفاق الأرض،وهي ثابتة في أصولها وجذورها، متجددة بفضل ميزاتها وخصائصها .
    إن الأمةالعربية أمة بيان، والعمل فيها مقترن بالتعبير والقول، فللغة في حياتهاشأن كبير وقيمة أعظم من قيمتها في حياة أي أمة من الأمم. إن اللغة العربيةهي الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون، وعن طريقها وبوساطتهااتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في عصور طويلة، وهي التي حملتالإسلام وما انبثق عنه من حضارات وثقافات، وبها توحد العرب قديماً وبهايتوحدون اليوم ويؤلفون في هذا العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسان واحدوتصوغ أفكارها وقوانينها وعواطفها في لغة واحدة على تنائي الديار واختلافالأقطار وتعدد الدول. واللغة العربية هي أداة الاتصال ونقطة الالتقاء بينالعرب وشعوب كثيرة في هذه الأرض أخذت عن العرب جزءاً كبيراً من ثقافتهمواشتركت معهم - قبل أن تكون ( الأونيسكو ) والمؤسسات الدولية - في الكثيرمن مفاهيمهم وأفكارهم ومثلهم، وجعلت الكتاب العربي المبين ركناً أساسياًمن ثقافتها، وعنصراً جوهرياً في تربيتها الفكرية والخلقية .
    إن الجانباللغوي جانب أساسي من جوانب حياتنا، واللغة مقوم من أهم مقومات حياتناوكياننا، وهي الحاملة لثقافتنا ورسالتنا والرابط الموحد بيننا والمكونلبنية تفكيرنا، والصلة بين أجيالنا، والصلة كذلك بيننا وبين كثير من الأمم.
    إن اللغة من أفضل السبل لمعرفة شخصية أمتنا وخصائصها، وهي الأداةالتي سجلت منذ أبعد العهود أفكارنا وأحاسيسنا. وهي البيئة الفكرية التينعيش فيها، وحلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل. إنها تمثلخصائص الأمة، وقد كانت عبر التاريخ مسايرة لشخصية الأمة العربية، تقوى إذاقويت، وتضعف إذا ضعفت .
    لقد غدت العربية لغة تحمل رسالة إنسانيةبمفاهيمها وأفكارها، واستطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركتفيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهين لسفينتها، اعتبروهاجميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم فاستطاعت أن تكون لغة العلم والسياسةوالتجارة والعمل والتشريع والفلسفة والمنطق والتصوف والأدب والفن .
    واللغة من الأمة أساس وحدتها، ومرآة حضارتها، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها القومية .
    إنالقرآن بالنسبة إلى العرب جميعاً كتاب لبست فيه لغتهم ثوب الإعجاز، وهوكتاب يشد إلى لغتهم مئات الملايين من أجناس وأقوام يقدسون لغة العرب،ويفخرون بأن يكون لهم منها نصيب .
    وأورد هنا بعض الأقوال لبعض العلماءالأجانب قبل العرب في أهمية اللغة العربية . يقول الفرنسي إرنست رينان ( اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخالبشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .))
    ويقول الألماني فريتاغ : (( اللغة العربية أغنى لغات العالم )) .
    ويقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر. ))
    ويقولالدكتور عبد الوهاب عزام : (( العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصورألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيهافي أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبراتالحياة . ))
    ويقول مصطفى صادق الرافعي : (( إنما القرآن جنسية لغويةتجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذهالجنسية حقيقةً أو حكماً .))
    ويقول الدكتور طه حسين : (( إن المثقفينالعرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.))
     
    أعجب بهذه المشاركة chemistry
  2. mohamadamin

    mohamadamin حكيم المنتدى

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 31, 2010
    المشاركات:
    969
    الإعجابات المتلقاة:
    649
    نقاط الجوائز:
    108
    الوظيفة:
    متقاعد من الملكية الاردنية
    مكان الإقامة:
    عمان - الاردن
    خصائص اللغة العربية
    للعربيةخصائصكثيرة يضيق المجال عن حصرها في هذه المحاضرة، لذا سأقتصر على بعضهاتاركاً،لمن أراد التوسع، الرجوع إلى أمهات الكتب في هذا المجال .
    1 – الخصائص الصوتيـة:إناللغةالعربية تملك أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات، حيث تتوزع مخارج الحروفبينالشفتين إلى أقصى الحلق. وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروف أكثرعدداًولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق ومدرج أقصر، كأن تكون مجتمعةمتكاثرة فيالشفتين وما والاهما من الفم أو الخيشوم في اللغات الكثيرةالغنة (الفرنسية مثلاً)، أو تجدها متزاحمة من جهة الحلق .
    وتتوزع هذهالمخارجفي هذا المدرج توزعاً عادلاً يؤدي إلى التوازن والانسجام بينالأصوات.ويراعي العرب في اجتماع الحروف في الكلمة الواحدة وتوزعهاوترتيبها فيهاحدوث الانسجام الصوتي والتآلف الموسيقي. فمثلاً لا تجتمعالزاي مع الظاءوالسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاءوالطاء والغينوالصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولاالخاء قبل الهاء ،ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين .
    وأصواتالعربية ثابتة علىمدى العصور والأجيال منذ أربعة عشر قرناً. ولم يُعرفمثل هذا الثبات في لغةمن لغات العالم في مثل هذا اليقين والجزم. إنالتشويه الذي طرأ على لفظالحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود،وهذه التغيرات مفرقة فيالبلاد العربية لا تجتمع كلها في بلد واحد. وهذاالثبات، على عكس اللغاتالأجنبية، يعود إلى أمرين : القرآن، ونزعةالمحافظة عند العرب .
    وللأصواتفي اللغة العربية وظيفة بيانية وقيمةتعبيرية، فالغين تفيد معنى الاستتاروالغَيْبة والخفاء كما نلاحظ في : غاب، غار ، غاص ، غال ، غام. والجيمتفيد معنى الجمع : جمع ، جمل، جمد ، جمر.وهكذا .
    وليست هذه الوظيفة إلافي اللغة العربية ، فاللغات اللاتينيةمثلاً ليس بين أنواع حروفها مثل هذهالفروق، فلو أن كلمتين اشتركتا فيجميع الحروف لما كان ذلك دليلاً على أياشتراك في المعنى. فعندنا الكلماتالتالية في الفرنسية مشتركة في أغلبحروفها وأصواتها ولكن ليس بينها أياشتراك في المعنى Ivre سكران oeuvre أثرأو تأليف ouvre يفتح livre كتابlèvre شفة .
    2 – الاشـتـقـاق:الكلماتفياللغة العربية لا تعيش فرادى منعزلات بل مجتمعات مشتركات كما يعيشالعرب فيأسر وقبائل. وللكلمة جسم وروح، ولها نسب تلتقي مع مثيلاتها فيمادتهاومعناها : كتب - كاتب - مكتوب - كتابة - كتاب.. فتشترك هذه الكلماتفيمقدار من حروفها وجزء من أصواتها .
    وتشترك الألفاظ المنتسبة إلىأصلواحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة الأصلية العام. أما اللغاتالأخرىكالأوروبية مثلاً فتغلب عليها الفردية . فمادة ( ب ن و ) فيالعربيةيقابلها في الإنكليزية : son ابن و daughter بنت. أما في الفرنسيةفتأتيمادة ( ك ت ب ) على الشكل التالي : كتاب livre مكتبة عامةbibliothèqueمحل بيع الكتب librairie يكتب ècrire مكتب bureau .
    وثباتأصول الألفاظومحافظتها على روابطها الاشتقاقية يقابل استمرار الشخصيةالعربية خلالالعصور، فالحفاظ على الأصل واتصال الشخصية واستمرارها صفةيتصف بها العربكما تتصف بها لغتهم، إذ تمكن الخاصة الاشتقاقية من تمييزالدخيل الغريب منالأصيل .
    إن اشتراك الألفاظ ، المنتمية إلى أصل واحدفي أصل المعنى وفيقدر عام منه يسري في جميع مشتقات الأصل الواحد مهمااختلف العصر أوالبيئة، يقابله توارث العرب لمكارم الأخلاق والمثل الخلقيةوالقيمالمعنوية جيلاً بعد جيل. إن وسيلة الارتباط بين أجيال العرب هيالحروفالثابتة والمعنى العام .
    والروابط الاشتقاقية نوع من التصنيفللمعانيفي كلياتها وعمومياتها، وهي تعلم المنطق وتربط أسماء الأشياءالمرتبطة فيأصلها وطبيعتها برباط واحد، وهذا يحفظ جهد المتعلم ويوفر وقته .
    إنخاصةالروابط الاشتقاقية في اللغة العربية تهدينا إلى معرفة كثير منمفاهيمالعرب ونظراتهم إلى الوجود وعاداتهم القديمة، وتوحي بفكرة الجماعةوتعاونهاوتضامنها في النفوس عن طريق اللغة.
    3 – خصائص الكلمة العربية ( الشكل والهيئة أو البناء والصيغة أو الوزن ) :إنصيغالكلمات في العربية هي اتحاد قوالب للمعاني تُصبُّ فيها الألفاظفتختلف فيالوظيفة التي تؤديها. فالناظر والمنظور والمنظر تختلف فيمدلولها معاتفاقها في أصل المفهوم العام الذي هو النظر. الكلمة الأولىفيها معنىالفاعلية والثانية المفعولية والثالثة المكانية .
    وللأبنيةوالقوالبوظيفة فكرية منطقية عقلية. لقد اتخذ العرب في لغتهم للمعانيالعامة أوالمقولات المنطقية قوالب أو أبنية خاصة : الفاعلية - المفعولية- المكان -الزمان - السببية - الحرفة - الأصوات - المشاركة - الآلة -التفضيل - الحدث.
    إن الأبنية في العربية تعلم تصنيف المعاني وربطالمتشابه منها برباطواحد، ويتعلم أبناء العربية المنطق والتفكير المنطقيمع لغتهم بطريقة ضمنيةطبيعية فطرية .
    وللأبنية وظيفة فنية، فقوالبالألفاظ وصيغ الكلمات فيالعربية أوزان موسيقية، أي أن كل قالب من هذهالقوالب وكل بناء من هذهالأبنية ذو نغمة موسيقية ثابتة. فالقالب الدالعلى الفاعلية من الأفعالالثلاثية مثلاً هو دوماً على وزن فاعل والدال علىالمفعولية من هذه الأفعالعلى وزن مفعول .
    وإن بين أوزان الألفاظ فيالعربية ودلالاتها تناسباًوتوافقاً، فصيغة ( فعّال) لمبالغة اسم الفاعلتدل بما فيها من تشديد الحرفالثاني على الشدة أو الكثرة، وبألف المد التيفيها على الامتداد والفاعليةالخارجية .
    وتتميز اللغة العربيةبالموسيقية فجميع ألفاظها ترجع إلىنماذج من الأوزان الموسيقية، والكلامالعربي نثراً كان أم شعراً هو مجموعمن الأوزان ولا يخرج عن أن يكونتركيباً معيناً لنماذج موسيقية .
    وقداستثمر الشعراء والكتاب العرب هذهالخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمةالكلام وموضوعه مقابلة لها أثر منالوجهة الفنية. فمثلاً يقول النابغةالذبياني :
    ميلــــوا إلى الــدار مـن ليلى نحييـهـــا نـعــم ونســـألهـا عن بعــض أهليـهــــا
    حيثينقلكإلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار الحبيب بمافيالبيت من نعومة الحروف وكثرة المدود وحسن توزعها وجمال تركيب الألفاظ .
    ويقول البحتري متحدثاً عن الذئب :
    عوى ثـــم أقـعــى فارتجــزت فهجتـــــه فأقـبــــل مثــــل البـرق يتبعه الرعد
    فينقل تتابع حركات الذئب السريع في ألفاظ قصيرة الأوزان متوالية الحركات .
    وقدبلغتهذه الخاصة الموسيقية ذروتها في التركيب القرآني، فأنت تحس، مثلاً فيسورةالعاديات ، عدو الخيل : (( والعاديات ضبحاً. فالموريات قدحاً.فالمغيراتصبحاً. فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً )).
    وكان لأوزانالألفاظ أثر فيجمال الكتابة العربية، فالكلمات التي على وزن واحد تتشابهألفاظها الكتابيةمثل الكلمات على وزن فاعل أو على وزن مفعول. إن هذهالكلمات في التركيبيكون منها ما يشبه الزخارف العربية .
    وتتأرجح الصيغبين الثبات والتطور،والثبات غالب ولا يسبب هذا جمود العربية، فإن لها علىحالتها الحاضرة منالصيغ والأبنية غنى لا تضارعها فيه لغة أخرى من اللغاتالراقية التي تفيبحاجات الإنسان في مثل هذا العصر .
    إن الإخلال بهذهالأبنية وإفسادهاإفساد لنظام اللغة، فلذلك كان العرب إذا أدخلوا كلمةأعجمية احتاجوا إليهاصاغوها على نماذج ألفاظهم وبنوها على أحد أبنيتهموجعلوها على أحد أوزانهم .
    وبينالعربية والطبيعة صلة وثقى، فالأجسامفي الطبيعة على كثرتها ترجع إلى عناصربسيطة محدودة العدد تتشابه وتختلفبحسب تشابه تركيب مادتها واختلافه. وكذلكاللغة العربية ترجع كلماتها التيلا تكاد تحصى إلى عناصر محدودة ثابتة هيالحروف. وفي الطبيعة تشابه ونمطيةوتكرر، فللشجرة مهما كان نوعها أوراقوأغصان جذع وثمر. وفي اللغة أيضاًتشابه بين أبنية الفاعلين والمفعولينوالمكان والزمان. ولكل فرد من أفرادالجنس الواحد في الطبيعة ذاتيته معمشابهته لسائر أفراد الجنس. وكذلك للفظذاتيته مع مشابهته لسائر الألفاظالمشتركة معه في الأصل أو البناءوالصيغة. وفي الطبيعة تسلسل وتوارث يقابلهتسلسل وتوارث في اللغة. وفيالطبيعة محافظة وتجديد، وكذلك في اللغة محافظةوتجديد أيضاً .
    4 – التعـريـب:يتشابهنظامالعربية مع نظام المجتمع العربي. فكما يرتبط أفراد المجتمع العربيوقبائلهبصلات القربى والنسب والتضامن والتعاون، ترتبط ألفاظها في نسق خاصفيحروفها وأصواتها، ومادتها وتركيبها ، وهيئتها وبنائها .
    وحين يدخلغريبعلى المجتمع فلا بد لـه لكي يصبح عضواً فيه من أن يلتزم بأخلاقهوعاداته،فكذلك اللفظة الأعجمية إذا دخلت يجب أن تسير على أوزان العربيةوهيئاتهاوصيغها لكي تصبح عضواً كامل العضوية في الأسرة اللغوية .
    ويُستعملفيالعربية مصطلح التعريب بينما في اللغة الأجنبية استعارة emprunt.والتعريبأحد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على مستوى المفردات.
    وكانتالألفاظالدخيلة في العصر الجاهلي قليلة محدودة تتصل بالأشياء التي لميعرفها العربفي حياتهم. وهي محصورة في ألفاظ تدل على أشياء مادية لامعنوية مثل : كوب -مسك - مرجان - درهم.. وتعود قلة الدخيل إلى سببين :انغلاقهم على أنفسهمواعتدادهم بأنفسهم وبلغتهم .
    أما بعد الإسلام فقداتصلت العربية باللغاتالأخرى فانتقلت إليها ألفاظ جديدة تتعلق كلهابالمحسوسات والماديات مثلأسماء الألبسة والأطعمة والنباتات والحيوانوشؤون المعيشة أو الإدارة. وقدانعدم التأثير في الأصوات والصيغ والتراكيب.
    إن هذا الداخل على الغالبلم يبق على حاله بل صيغ في قالب عربي،ولذلك كانت المغالاة والإكثار منالغريب وفسح المجال من غير قيد مظهراً منمظاهر النـزعة الشعوبية فيالميدان اللغوي قديماً وحديثاً .
    وكانت طريقة العرب في نقل الألفاظ الأجنبية أو التعريب تقوم على أمرين :
    أ – تغيير حروف اللفظ الدخيل، وذلك بنقص بعض الحروف أو زيادتها مثل :
    برنامه ـــــــــــــــــــــ> برنامج - بنفشه ـــــــــــــــــــــ> بنفسج
    أو إبدال حرف عربي بالحرف الأعجمي :
    بالوده ـــــــــــــــــــــ> فالوذج - برادايس ـــــــــــــــــــــ> فردوس
    ب–تغيير الوزن والبناء حتى يوافق أوزان العربية ويناسب أبنيتها فيزيدونفيحروفه أو ينقصون، ويغيرون مدوده وحركاته، ويراعون بذلك سننالعربيةالصوتية كمنع الابتداء بساكن، ومنع الوقوف على متحرك ، ومنع تواليساكنين...
    وأكثر ما بقي على وزنه وأصله من الألفاظ هو من الأعلام : سجستان – رامهرمز..
    أما دليلهم إلى معرفة الدخيل فهو إحدى ثلاث طرق :
    أ – فقدان الصلة بينه وبين إحدى مواد الألفاظ العربية :
    بستان : ليس في العربية مادة بست .
    ب – أن يجتمع فيه من الحروف ما لا يجتمع في الكلمة العربية :
    ج ق جوسق – ج ص جَِصّ – ج ط طازج ...
    ج – أن أن تكون على وزن ليس في العربية :
    إِبْرَيْسَم إفعيلل – آجر فاعُلّ ..
    (أحسن الحرير )
    5 – خصائص معانـي الألفـاظ العربيـة:تقوم طريقة العربية في وضع الألفاظ وتسمية المسميات على الأمور التالية :
    أ - اختيار صفة من صفات الشيء الذي يراد تسميته أو بعض أجزائه أو نواحيه أو تحديد وظيفته وعمله واشتقاق لفظ يدل عليه .
    ب-تحتفظ العربية بالمعاني الأصلية الدالة على أمثال هذه المسميات ،فألفاظهامعللة على عكس غيرها من اللغات التي لا تحتفظ بهذه المعاني .
    ج-الإشارة إلى أخص صفات المسمى وأبرزها أو إلى عمله الأساسي ووظيفته، علىعكساللغات الأجنبية التي تشير إلى ظاهره وشكله الخارجي أو تركيبهوأجزائه.فمثلاً تسمية الدراجة في العربية تشير إلى وظيفتها وعملهاوحركتها. أما فيالفرنسية فإن bicyclette (ذات الدولابين) تشير إلىأجزائها وتركيبهاوحالتها الساكنة. ومثل ذلك السيارة التي تشير تسميتهاإلى عملها بينما فيالفرنسية كلمة automobile تعني المتحرك بنفسه.
    ويظهرتفكير العربوحياتهم واضحين جليين في مفردات لغتهم، فكلمة العامل، مثلاًبعد الإسلام،أخذت معنى الوالي والحاكم، وهذا يدل على أن الولاية عمل منالأعمال وليستاستبداداً، وأن الحكم تكليف وليس تشريفاً. ولفظ ( المرأ )للمذكر و(المرأة) للمؤنث يدل على تساوي الرجل والمرأة عندهم في الأصل.والمروءة هيالصفات المستحسنة المأخوذة من أخلاق الإنسان ذكراً كان أوأنثى .
    وللغةالعربية طريقة في تصنيف الموجودات، فمفرداتها تدل على أنالعرب صنفواالوجود تصنيفاً شاملاً دقيقاً منطقياً يدعو إلى الدهشةوالتعجب، ويدل علىمستوى فكري قلما وصلت إليه الأمم في مثل هذا الطورالمبكر من تاريخ حياتها .
    وهناك ألفاظ تدل على الموجودات بمجموعها مثل( العالَم) و (العالَمين ) فهي تشتمل على الخلق كله. وكذلك الشهادة (الحس) وعكسه الغيب .
    وتظهرفي الألفاظ العربية أنواع الموجودات كالنباتوالحيوان. ويتضمن الحيوانُالإنسانَ والوحوش والطير والسباع والهوامَّوالسوائم والحشراتِ والجوارحَوالبغاث .
    وتظهر أيضاً الأخلاق والمشاعر كالمكارم والمثالب، والمحاسن والمساوئ ، والفرح والحزن، والحسيات والمجردات .
    ولمتقتصرالعربية على الحسيات كما تقتصر كل لغة في طورها الابتدائي.فبالإضافة إلىما فيها مما لا يكاد يحصى من الألفاظ الدالة على الحسيات لمتهمل المعنوياتوالمجردات. إننا نجد في العربية سعة وغزارة في التعبير عنأنواع العواطفوالمشاعر الإنسانية. كما أنهها اشتملت على الكلمات الدالةعلى الطباعوالأفعال والمفاهيم الخلقية. واشتملت كذلك على المفاهيم الكليةوالمعانيالمجردة. لقد جمع العرب في لغتهم بين الواقعية الحسية والمثاليةالمعنوية ،فالمادية دليل الاتصال بالواقع ، والتجريد دليل ارتقاء العقل .
    ولهاباعفي الدقة والخصوص والعموم، إذ تمتاز برقة تعبيرها والقدرة علىتمييزالأنواع المتباينة، والأفراد المتفاوتة، والأحوال المختلفة سواء فيذلكالأمور الحسية والمعنوية. فإذا رجعنا إلى معاجم المعاني وجدناأموراًعجباً. فتحت المشي الذي هو المعنى العام أنواع عديدة من المشي :
    درج حبا حجل خطر دلف هدج رسف اختال تبختر تخلج
    أهطع هرول تهادى تأود...
    والأمثلة كثيرة في كتب معاجم المعاني كفقه اللغة للثعالبي وهو مجلد صغير، والمخصص لابن سيده الذي يقع في 17 جزءاً .
    ومنضروبالدقة ما يظهر في اقتران الألفاظ بعضها ببعض، فقد خصص العرب ألفاظاًلألفاظ، وقرنوا كلمات بأخرى ولم يقرنوها بغيرها ولو كان المعنى واحداً.
    فقد قالوا في وصف شدة الشيء : ريح عاصف - برد قارس - حر لافح .
    وفي وصف اللين : فراش وثير - ثوب لين - بشرة ناعمة - غصن لدن .
    وكذلكفيالوصف بالامتلاء، والوصف بالجدة، والوصف بالمهارة في الكتابةوالخطابةوالطب والصنعة ووصف الشيء بالارتفاع الحقيقي أو المجازي وغيرهاوغيرها .
    لاشك أن هذا التخصص في تراكيب العربية في النعت والإضافةوالإسناد نوع منالدقة في التعبير، لأن هذه الألفاظ المخصصة ببعض المعانيوالأحوال توحيإلى السامع الصورة الخاصة التي تقترن معها. فلفظ باسق يوحيإلى الذهن معنىالارتفاع وصورة الشجرة معاً، كما توحي كلمة وثير معنى اللينوصورة الفراش.وكثيراً ما يحتاج المتكلم إلى أن ينقل إلى مخاطبه هذهالمعاني والصورمتلازمة مقترنة ليكون أصدق تصويراً وأدق تعبيراً وأقدر علىحصر الصورةالمنقولة وتحديدها .
    وفي العربية منـزلة للتخصيص والدقةوالتعميم، فلاينطبق عليها وصف الابتدائية لكثرة ما فيها من الألفاظ الدالةعلى الكلياتوالمفاهيم والمعاني العامة والمجردة . وما فيها من الدقةوالتخصيص قرينةعلى أن أصحابها بلغوا درجة عالية في دقة التفكير ومزية وضوحالذهن وتحديدالمقصود والدلالة. والمستعرض للشعر الجاهلي يجد نماذج منالوصف تتضمنالجزئيات والتفصيلات في الألوان والأشكال والحركات والمشاعرإلى جانب شعرالحكم الذي يتضمن قواعد عامة في الحياة ومعاني عالية منالتعميم والتجريد .
    إن دقة التعبير والتخصيص سبيل من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح المحدد .
    والتخصيص اللغوي والدقة في التعبير أداة لا بد منها للأديب لتصوير دقائق الأشياء وللتعبير عن الانفعالات والمشاعر والعواطف .
    لقدألفاللغويون العرب مؤلفات خاصة بإبراز الفروق بين الألفاظ مثل : الفروقلأبيهلال العسكري، وأدب الكاتب لابن قتيبة ، وفقه اللغة وأسرارالعربيةللثعالبي. ونجد مثل هذه الدقة في الوصف عند كثير من كتاب العربيةفي مختلفالعصور ولا سيما في القرون الأربعة الأولى بعد الإسلام .
    وفيالعربيةعموم وألفاظ عامة إذ يحتاج الإنسان في مراحل ارتقائه الفكري إلىألفاظدالة على معان عامة سواء في عالم المادة أو في عالم المعنويات. وسدتاللغةالعربية هذه الحاجة، وأمدت المتكلم بما يحتاج إليه وبذلك استطاعت أنتكونلغة الفلسفة كما كانت لغة العلم والفن والشعر .
    6 – الإيجــاز :الإيجازصفةواضحة في اللغة العربية . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أوتيتجوامعالكلم )). ويقول العرب (( البلاغة الإيجاز )) و (( خير الكلام ماقلّ ودلّ)). وفي علم المعاني إيجاز قصر وإيجاز حذف .
    الإيجاز في الحرف :والإيجازفي العربية على أنواع ، فمنها الإيجاز في الحرف، حيث تكتبالحركات فيالعربية عند اللبس فوق الحرف أو تحته بينما في اللغات الأجنبيةتأخذ حجماًيساوي حجم الحرف أو يزيد عليه. وقد نحتاج في اللغة الأجنبيةإلى حرفينمقابل حرف واحد في العربية لأداء صوت معين كالخاء (KH) مثلاًولا نكتب منالحروف العربية إلا ما نحتاج إليه، أي ما نتلفظ به، وقد نحذففي الكتابةبعض ما نلفظ : لكن - هكذا - أولئك. بينما في الفرنسية نكتبعلامة الجمع ولانلفظها، وأحياناً لا تلفظ نصف حروف الكلمة. ونكتب فيالإنكليزية حروفاً لايمر اللسان عليها في النطق ، كما في كلمة (right)مثلاً التي نسقط عندالنطق بها حرفين من حروفها (gh) نثبتهما في كتابتها .
    وفيالعربية إشارةنسميها ( الشدة )، نضعها فوق الحرف لندل على أن الحرف مكررأو مشدد، أي أنهفي النطق حرفان، وبذلك نستغني عن كتابته مكرراً، على حينأن الحرف المكررفي النطق في اللغة الأجنبية مكرر أيضاً في الكتابة علىنحو (frapper) و(recommondation) .
    ونحن في العربية قد نستغني كذلكبالإدغام عن كتابةحروف بكاملها، وقد نلجأ إلى حذف حروف. فنقول ونكتب (عَمَّ ) عوضاً عن ( عنما ) و ( مِمَّ ) عوضاً عن ( من ما ) و (بِمَ)عوضاً عن ( بما ) ومثلها (لِمَ ) عوضاً عن ( لِما ) .
    الإيجازفي الكلمات: وبمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربيةوالفرنسيةوالإنكليزية نجد الفرق واضحاً : العربية وحروفهاالفرنسية وحروفهاالإنكليزية وحروفهاأم 2mère 4mother 6أب 2père 4father 6أخ 2frère 5brother 7
    وليستالعربيةكاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد إلى الجمع، وهيثانياً لاتحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة حرفين إلىالمفرد ليصبحمثنى، على حين أنه لا بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكرالكلمة وذكرعلامة الجمع بعد الكلمة :
    الباب البابان - البابين les deux portes the two doors
    الإيجاز في التراكيب :والإيجازأيضاً في التراكيب ، فالجملة والتركيب في العربية قائمان أصلاًعلى الدمجأو الإيجاز . ففي الإضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنهجزء منها :
    كتابه son livre كتابهم leur livre
    وأماإضافة الشيء إلىغيره فيكفي في العربية أن نضيف حركة إعرابية أي صوتاًبسيطاً إلى آخرالمضاف إليه فنقول كتاب التلميذ ومدرسة التلاميذ، على حيننستعمل فيالفرنسية أدوات خاصة لذلك فنقول : le livre de l’élève ، l’écoledesélèves .
    وأما في الإسناد فيكفي في العربية أن تذكر المسندوالمسندإليه وتترك لعلاقة الإسناد العقلية المنطقية أن تصل بينهما بلارابطةملفوظة أو مكتوبة، فنقول مثلاً ( أنا سعيد ) على حين أن ذلك لا يتحققفياللغة الفرنسية أو الإنكليزية ، ولا بد لك فيهما مما يساعد علىالربطفتقول :
    ( je suis heureux ) ، ( I am happy ) .
    وتستعمل هاتان اللغتـان لذلك طائفـة من الأفعـال المساعدة مثل (avoir , étre) في الفرنسـية و (to have , to be) في الإنكليزية .
    كماأنالفعل نفسه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه أحياناً، فنقول(أكتب)مقدرين الفاعل المستتر، بينما نحتاج إلى البدء به منفصلاً دوماًمقدماًعلى الفعل كما هو الأمر في الفرنسية (je-tu…) وفي الإنكليزية (I ,you...). وكذلك عند بناء الفعل للمجهول يكفي في العربية أن تغير حركةبعضحروفه فتقول : كُتب على حين نقول بالفرنسية ( il a été écrit )وفيالإنكليزية ( it was written ) .
    وفي العربية إيجاز يجعل الجملةقائمةعلى حرف : فِ ( وفى يفي )، و (ع) من وعى يعي، و ( ق ) من وفى يفي،فكل منهذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة لأنه فعل وقد استتر فيهفاعلهوجوباً .
    وفي العربية ألفاظ يصعب التعبير عن معانيها في لغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ كأسماء الأفعال .
    نقول في العربية : ( هيهات ) ونقول في الإنكليزية ( it is too far )
    ( شتان ) ( there is a great difference )
    وحرف الاستقبال مثل : ( سأذهب ) ( I shall go )
    والنفي أسلوب في العربية يدل على الإيجاز :
    العربية : ( لم أقابله ) ، الإنكليزية : ( I did not meet him )
    الفرنسية : ( Je ne l’ai pas rencontré )
    العربية : ( لن أقابله ) ، الإنكليزية : ( I will never meet him )
    الفرنسية : ( Je ne le rencontrerai jamais )الإيجاز في اللغـة المكتوبـة :فمثلاً سورة ( الفاتحة ) المؤلفة في القرآن من 31 كلمة استغرقت ترجمتها إلى الإنكليزية 70 كلمة .
    ويقولالدكتوريعقوب بكر في كتاب ( العربية لغة عالمية : نشر الأمانة العامةلجامعة الدولالعربية بالقاهرة 1966 ) : (( إذا ترجمنا إلى العربية كلاماًمكتوباًُبإحدى
    اللغات الأوروبية كانت الترجمة العربية أقل من الأصل بنحوالخمس أوأكثر .))
     
    أعجب بهذه المشاركة chemistry
  3. mohamadamin

    mohamadamin حكيم المنتدى

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 31, 2010
    المشاركات:
    969
    الإعجابات المتلقاة:
    649
    نقاط الجوائز:
    108
    الوظيفة:
    متقاعد من الملكية الاردنية
    مكان الإقامة:
    عمان - الاردن
    أثر اللغة العربية في اللغات الأخرى :


    ]
    إنالكلمات العربية في اللغات الإسلامية : الفارسية والتركية والأورديةوالمالاوية والسنغالية أكثر من أن تحصى. والكلمات العربية في الإسبانيةوالبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلةأيضاً .
    لقد التقت العربية بالفارسية والسريانية والقبطية والبربرية.وكان عندها أسباب القوة، فهي لغة القرآن، وتتميز ببناء قوي محكم، وتملكمادة غزيرة .
    لقد حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبيرعما جاء به الإسلام من مفاهيم وأفكار ونظم وقواعد سلوك. وأصبحت لغة الدينوالثقافة والحضارة والحكم في آن واحد .
    غزت العربية اللغات الأخرىكالفارسية والتركية والأوردية والسواحلية فأدخلت إليها حروف الكتابةوكثيراً من الألفاظ. وكان تأثيرها في اللغات الأخرى عن طريق الأصواتوالحروف والمفردات والمعاني والتراكيب .
    وأدى اصطدام العربية باللغاتالأخرى إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية محلها كما حصل في العراقوالشام ومصر, وإلى انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها الآخر كالفارسية .
    لقدأصبحت لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب جميعها بالحروف العربية .وكان للعربية الحظ الأوفر في الانبثاث في اللهجات الصومالية والزنجباريةلرجوع الصلة بين شرق إفريقيا وجزيرة العرب إلى أقدم عصور التاريخ

    التحديات أمام اللغة العربية :
    سأل طالب في بيروت أستاذه عن المعنى العربي لمصطلح أجنبي, فقال لـه الأستاذ : وهل العربية لغة ؟!
    لقداتخذت محاولات الطعن في العربية أشكالاً ومظاهر شتى, فهي تلبس تارة ثوبالطعن في الأدب القديم وصحته, وتظهر تارة بمظهر تشجيع اللهجات المحليةلتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها, وتارة تلبس ثوب الثورة علىالقديم والدعوة إلى التجديد. فمن مناد بالتمرد على الأسلوب العربي القديم,وهو لا يتمرد في حقيقته على قِدَم الأسلوب وإنما يتمرد على صحة اللغةوسلامتها, ومن قائل بضيق العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة, ومن مصرحبهجر الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني, ومن داع إلى تغيير القواعد.. ومنداعٍ للاعتراف بالعلمية وما فيها من أدب وفن .! ويلبس كل ذلك ثوب الإصلاحاللغوي .
    وبلغ الأمر بأحدهم أنه لا يرى سبباً لهزيمة العرب إلا لغتهمالفصحى, أو يراها من أسباب هزيمتهم. وثان نظر إلى تخلف العرب العلمي فيعصر الذرة فأعلن أنه لا يرى لهذا سبباً غير تمسك العرب بلغتهم في مراحلالتعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة. وثالث لم يجد داء عند العرب أخطرمن بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها, فدعا إلى نبذها وإحلال الحروفاللاتينية محلها.
    ودعا آخرون إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلكاللهجات باسم البحث العلمي في علم اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العاميةودراستها. وما هذا إلا دعوةٌ مفرقة ممزقة بطريقة علمية في عصر تبحث فيهالأمة عن وحدتها وترفع فيه شعار قوميتها. ولقد تأسى كثير من أصحاب هذهالدعوات بما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركية حين نبذ الحروف العربيةوكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية فقطع بذلك كل صلة للشعب التركيبمحيطه الشرقي والعربي والإسلامي ظناً منه أن ذلك يجعل تركية في صدارةالعالم المتقدم .
    ويقول الإنكليزي ( ويلكوكس ) : (( إن العامل الأكبرفي فقد قوة الاختراع لدى المصريين هو استخدامهم اللغة العربية الفصحى فيالقراءة والكتابة )). وما يزال أحد الشوارع في حي (الزمالك) بالقاهرة يحملاسمه .
    ودفعت هذه الاتهامات أحد المفكرين إلى أن يصرخ من المرارة : ((من حق إسرائيل أن تحيي العبرية الميْتة, ومن واجبنا أن نميت العربية الحية)). ويقول الدكتور عمر فروخ في هذا المعنى : (( أعجب من الذين يدرسوناللغات الميْتة, ثم يريدون أن يميتوا لغة حية كالعربية .))
    إن من يراجعالوثائق التي بدأت بها عملية الاحتلال البريطاني لمصر يكتشف أن أول أعمالالاحتلال هو وضع الخطة لحطم اللغة، يبدو ذلك واضحاً في تقرير لورد دوفرينعام 1882 حين قال : إن أمل التقدم ضعيف ( في مصر) ما دامت العامة تتعلماللغة العربية الفصيحة .
    وقد توالت هذه الحرب ليس في مصر وحدها بل فيالشام والمغرب بأقطاره كلها في محاولات قدمها كرومر وبلنت من ناحية ولويسماسينيون وكولان في المغرب. ثم تقدم رجال يحملون أسماء عربية للعمل بعد أنمهد لهم الطريق ويلكوكس والقاضي ديلمور، وحيل بين اللغة العربية وبينأحكام المحاكم المختلطة والأجنبية .
    وكان التعليم في البلاد العربيةالمحتلة يتم كله باللغات الأجنبية ( الإنجليزية في مصر والسودان والعراق )والفرنسية في (سورية وتونس والجزائر والمغرب)، فقد كانت لحظة النفوذالأجنبي ترمي إلى :تحويل أبجدية اللغات الإقليمية إلى اللاتينية وكانت تكتب أساساً بالحروفالعربية ، كما حدث في إندونيسيا وبعض بلاد إفريقية وآسية .
    ]ثانياً تقديم اللغات الأجنبية في الأقطار الإسلامية على اللغة العربية .تقديم اللهجات واللغات المحلية وتشجيعها والدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.ابتعاث الطلاب إلى الغرب لدراسة لغاته، وكان ذلك إيماناً بأن اللغة هيالوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها ويصيرله انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة .
    وكانت الحملة على اللغة العربية الفصحى من خلال حجج ضعيفة واهية منها : صعوبة اللغة، ومنها التفاوت بينها وبين العامية .
    وكانفرض اللغات الأجنبية في مختلف أقطار الأمة الإسلامية عاملاً هاماً في فرضثقافاتها ووجهة نظر أهلها وفي الوقوف موقف الإعجاب بالغاصب والعجز عنمواجهته. ومن يدرس تجارب التعليم الغربي في البلاد العربية يجد الولاءالواضح للنفوذ الغربي .
    وفي البلاد الإسلامية غير العربية فعل الأجنبيفعله في إفريقية وآسيا خاصة ففي إفريقية عمد الإنجليز في نيجيريا إلى نقلحروف اللغات المحلية من العربية إلى الحروف اللاتينية فضلاً عن عمليةالقضاء على كتب التراث الإسلامي التي تعرضت للحريق للقضاء على كل أثر علميعربي بعد قطع التيار الحضاري العربي القادم من شمال إفريقية ومصر .
    وفي غرب إفريقية عمد الاستعمار الفرنسي إلى القضاء على العربية بعد معركة مع اللغة العربية في الجزائر خلال مائة عام كاملة .
    وقدجاء هذا كله بعد أن بلغت اللغة العربية كل وصف حتى أصبحت لغة التخاطب بينقبائل نصف القارة كما أشار إلى ذلك ( توماس أرنولد) في كتابه (( الدعوةإلى الإسلام ))، وبعد أن كانت بعوث إفريقية ترسل إلى مكة المكرمة والأزهرأصبحت ترسل إلى الغرب .
    وبعد أن كانت اللغة العربية قد شاركت بحروفهاوألفاظها في كل اللغات الأساسية في إفريقية وهي الهوسا والماندنجووالوولوف والسواحلية والصومالية ولغات النيجر والدناكل في إثيوبياوإرتيريا، عمد النفوذ الأجنبي إلى إيقاف كل ذلك وإحياء الثقافات الإفريقيةالقديمة وصبغها بصبغة إقليمية تساعد على إثارة التعصب وإقامة القومياتالمحدودة المحلية في نطاق قبلي ليستغلوا هذه الروح في إقامة سد مرتفع فيوجه انتشار اللغة العربية مع نشر الثقافة الإنجليزية والفرنسية من خلالاللغتين ليتحقق الاستعمار الثقافي الكامل .
    وهكذا أصبحت اللغتانالإنجليزية والفرنسية - كل في منطقة سيطرتها - لغة أساسية في مراحلالتعليم المختلفة، وغلبت اللهجات القومية ولغة المستعمر ليس على مناهجالتعليم فحسب بل على أعمال المصارف والمحاكم والدواوين .
    أما في آسيافقد استطاعت اللغات الأجنبية في جنوب شرق آسيا ( الملايو - إندونيسيا -تايلاند ) السيطرة ، وتراجعت اللغة العربية ثم تراجعت الحروف العربيةأيضاً في تركيا وإندونيسيا.
    وفي إندونيسيا وأرخبيل الملايو نجد الصورةقاتمة، فقد تعرضت إندونيسيا بعد الاستقلال للتحديات في مجال اللغة فكتبتاللغة الأندونيسية بالخط الروماني (اللاتيني) بدلاً من الخط العربيالمحلي، وأصبحت العربية لغة أجنبية لا يقرؤون ولا يكتبون بها، وأصبح العددالأكبر قادراً على أن يقرأ اللغات الغربية وخاصة الإنجليزية .وإذا أردنا حصر التحديات التي واجهتها اللغة العربية فإننا نلخصها بالتالي :استبدال العامية بالفصحى .تطوير الفصحى حتى تقترب من العامية .الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية .إسقاط الإعراب في الكتابة والنطق .الدعوة إلى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوروبية على اللغة العربية ودراسة اللهجات والعامية
    والعربيةالفصيحة اليوم هي لغة الكتابة، وتُستخدم لغةً للحديث في المحافل العلميةوالأدبية، وفي الإذاعة والتلفاز، وأحيانًا في المسرحيات والأفلام، ولهاسحْرٌ عجيب إذا صَدَرَتْ عمَّن يجيدها. أمَّا لغة التخاطب العامي فلهجاتٌعديدة في العالم العربي. لكن اللغة العربية الفصيحة، مع ذلك، مفهومة فهمًاتامًّا في كلِّ أنحاء العالم العربي



    ويكيبيديا الموسوعة الحرة_اللغة العربية ومكانتها بين اللغات الدكتورفرحان السليم
    ابعد هذه المكانة التي تبواتها لغة الضاد والخصائص الجمالية والفنية التي تفوقت بها علي اقرانها من سائر اللغات سواء من حيث دقتها وفصاحتها ومرونتها
    الا تستحق منا ان نعيد لها مجدها واعتبارها
    وان نتوجها ملكة علي جميع لغات العالم
    اتمني لكم الاستفادة من الموضوع

     
    أعجب بهذه المشاركة chemistry

مشاركة هذه الصفحة