قبس من نور

الموضوع في 'المنتدى الإسلامي' بواسطة hedaya, بتاريخ ‏أغسطس 15, 2005.

  1. hedaya

    hedaya New Member

    إنضم إلينا في:
    ‏يونيو 14, 2005
    المشاركات:
    160
    الإعجابات المتلقاة:
    95
    نقاط الجوائز:
    0
    المصدر: قبس من نور
    في منتدى : المنتدى الإسلامي


    يقول الله تبارك وتعالى في سورة الزلزلة المباركة : " فمنَ يَعملْ مِثقَالَ ذرةٍ خيرًا يَرَه وَمَنْ يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرةٍ شرًا يَره "

    لعل الكثير منا يلوم بل يلعن الدنيا وما فيها إذا صدمته أمور لا تتوافق معه ، وإذا تكاثرت المعوقات والعراقيل في وجهه صارت الحياة مليئة بالنكد ، و اصبح الناس في نظره المتشائم أبالسة وشياطين ، ولعل اسهل ما يمكن للمرء فعله إذا حالت ظروف دون تحقيق المراد أن يسب الناس والزمان والدنيا ويعتبرهم مسؤولين عن إخفاقه .

    ونقول لصاحبنا : إنك إذا تأملت الآية المباركة ، ستجد أن هذه الدنيا ما هي إلا مرآة عاكسة لصورة تعاملنا فيها فمن كان فيها جميل الفعل ، انعكس ذلك الجمال فيما يلقاه ، ومن كان فعله قبيحا فكذلك انعكاسه ، وقد صدق الشاعر في قوله :

    أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا


    والله تعالى يقول من يعمل ير عمله ،وهذه الرؤيا لا تقتصر على الآخرة فقط ، بل تنطبق على الدنيا أيضا ،وإن كانت الآخرة مخصصة للجزاء الأوفى والنهائي والدائم ، ومصداق ذلك قوله تعالى " وما أصبكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" سورة الشورى .

    فقبل أن تشكو الدنيا وما فيها أو من فيها فانظر أولا إلى نواياك و أعمالك ، فإن كانت خيرا فسترى خيرا ولو بعد حين ، وأما إن كانت نواياك مضطربة وتصرفاتك مختلطة فسترى أثر ذلك في حياتك .

    أما ترى أن من نوى خيرا لوجه الله كيف تنزل عليه السكينة قبل أن يباشر الفعل ؟ ثم إذا فعله نال من الراحة النفسية و الانسجام ما يجعله مرتاح الضمير ، و أما من نوى شرا فإن الشياطين تحيط به لتحرضه على فعله القبيح ، ثم هو يستخفي أثناء فعله الشائن ، حتى إذا اقترفه أقلقه ضميره ، ولا يزال يعيش في خوف من افتضاح أمره ، فكيف يرى جمالا وهو بهذه الحال ؟

    واتلو إن شئت قوله تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة . . . الآية

    فنزول الملائكة وبشارتهم و ولاية الله لهم كل ذلك في الدنيا قبل الآخرة

    إن فعل الخير لوجه الله فيه الكثير من المشاق والتعب ، وهذا التعب لذيذ في مرضاة الله ، ولو تأملت الأعمال الدنيوية لوجدتها تنطوي على الكثير من المشقة والتعب والمخاطرة كالتجارة والزراعة والصناعة ، وفي طبع الإنسان عندما يدرك أن سعيه وكفاحه لن يذهب سدى فإنه سيعمل وهو مطمئن ولن يبالي بالصعاب ، بل تتحول تلك الصعاب إلى خبرة ومفخرة ، والله تعالى لا يضيع اجر من احسن عملا .

    فنحن هنا نتحدث عن سكينة القلب وراحة الفؤاد لا راحة الأجساد ، لأن الله خلق الراحة وأسكنها الجنة ولو كان لبشر أن ينعم بها في هذه الدنيا لكان سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ) أولى الناس بذلك ولكنه – بأبي و أمي – كان القدوة الحسنة في الكفاح والجد و العمل والجهاد ، ورغم ما لاقاه من صعاب وعراقيل و حساد ومنافقين وتصلب المشركين و تعنت الكافرين وجهل الجاهلين ، لم يشتم ولم يتذمر ، نعم لقد ضاق صدره الشريف من تصرفات الجاهلين وتطاولهم ، ولكن سبب ذلك هو إصرار الكافرين على كفرهم رغم وضوح الحق لنه كان حريصا على هداية الناس ، ثم إن ذلك الضيق لم يدفعه يوما لشتم الدنيا ومن فيها ، فهو لا يغضب لنفسه وإنما يغضب لله ويرضى لرضاه .

    فالدنيا وما حوت ما هي إلا دار ابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب ، فهذه الدنيا أمامك مرآة لأعمالك وليست منبرا للسباب ، واعلم أن لعننا للدنيا ما هو إلا اعتراف ضمني منا بسوء أفعالنا وقبح أوزارنا " قل هو من عند أنفسكم "

    وإليك هذا البرنامج العملي :

    إذا واجهتك ظروف صعبة أو أشخاص مزعجين فلا تتضايق ابتداء ، بل قل في نفسك هذا اختبار من الله لي لينظر كيف أتصرف وما هي نواياي من تصرفي ، ثم يمكنك أن تسأل أهل الذكر فيما أشكل عليك من أمور ويمكنك أن تستعين بناصح أمين أو صديق مجرب يرشدك إلى ما يليق بك أن تفعله لتنجح في ذلك الاختبار، وكن على يقين بأن ذلك الاختبار لن يدوم لأن قانون الدنيا هو تقلب أحوالها لا استقرارها، وبذلك تكون من الفائزين لأنك تتحرى في تصرفاتك مرضاة الله تبارك وتعالى .

    نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويمنحنا سيطرة على نفوسنا حتى نروضها على العمل بما يحبه و يرضاه...
    ولا تنسونا من خالص الدعاءمنقول للفائدة..
     
  2. بنت النور

    بنت النور مشرفة سابقة

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 9, 2005
    المشاركات:
    814
    الإعجابات المتلقاة:
    223
    نقاط الجوائز:
    0
    بيض الله وجهك!! وجزاك الله خيرا.............
     

مشاركة هذه الصفحة